الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الميم في آخر اللفظ الثاني، وكذلك بين (قواض) و (قواضب) جناس ناقص لزيادة حرف الباء في اللفظ الثاني.
وكقول الخنساء:
إن البكاء هو الشفاء من الجوى بين الجوانح
والجوى: حرقة القلب، والجوانح: الضلوع، فبين (الجوى) و (الجوانح) جناس ناقص لزيادة حرفي النون والحاء في آخر اللفظ الثاني.
وقد يسمى ما كان الاختلاف فيه بزيادة أكثر من حرف في الآخر: (مذيلاً).
3 - والحالة الثالثة: هي الاختلاف في هيئة الحروف، فإذا اختلف اللفظان في هيئة الحروف
كان الجناس نوعين: (محرفًا) و (مصحفًا).
(أ) فالمحرف: ما اختلف اللفظان في الحركات والسكنات، نحو قولهم:
(جبة البرد جنة البرد) فبين (البرد) و (البرد) جناس محرف، لاختلافهما في الهيئة، فالأولى بضم الباء، وهو نوع من الثياب، والثاني: ضد الحر.
(ب) والمصحف: ما اختلف فيه اللفظان نقطًا، بحيث لو زال إعجام أحدهما، أو كليهما، لم يتميز أحدهما عن الآخر، كقول أبي نواس:
من بحر شعرك أغترف وبفيض علمك أعترف
فبين (أغترف) و (أعترف) جناس مصحف، إذ ليس بينهما خلاف إلا بالنقط، بحيث لو تجرد اللفظان لما تميز أحدهما عن الآخر.
4 - والحالة الرابعة: حالة الاختلاف في ترتيب الحروف: فإذا اختلف اللفظان في ترتيب حروفهما
سمي: (جناس القلب) وهو أربعة أنواع: (قلب كل) و (قلب بعض) و (مجنح) و (مستو).
(أ) فالقلب الكلي: ما انعكس فيه ترتيب الحروف، كقولهم:(حسامه فتح لأوليائه، وحتف لأعدائه) فبين (فتح) و (حتف) جناس قلب كلي لأن الترتيب فيهما قد انعكس كليًا، لأن (حتف) مقلوب (فتح).
(ب) والقلب الجزئي: ما انعكس فيه ترتيب بعض الحروف، كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم" "اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا" لأن انعكاس الترتيب فيه ليس في كل الحروف.
(ج) والمجنح: ما كان فيه أحد اللفظين اللذين وقع بينهما القلب في أول البيت، والآخر في آخره كأن له جناحين، كما في قول الشاعر:
لاح أنوار الهدى من كفه في كل حال
فلفظ لاح مقلوب (حال) ولفظ: حال مقلوب (لاح) وقع أولهما في أول المصراع الأول وثانيهما في آخر المصراع الثاني.
(هـ) والمستوى: ما كان اللفظ فيه بحيث لو عكس وبدئ بحرفه الأخير إلى الأول لم يتغير نحو: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ} [الأنبياء: 33]، لأنك لو عكست هذا الترتيب، فبدأ من الكاف في (فلك) كان هو بعينه.
ومنه قول الشاعر:
مودته تدوم لكل هول وهل كل مودته تدوم؟
فإنك لو بدأت بآخر حرف من البيت إلى أوله لما تغير اللفظ ولا المعنى.
سر الجمال اللفظي في الجناس:
هو هذا هو الخداع اللفظي الذي يخدعك به الشاعر أو الأديب، فيبدي لك الكلام في صورة التكرير والإعادة، مع أنه قد تضمن حسن الإفادة والزيادة.
* * * *