الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 -
المشبه.
2 -
المشبه به "ويسميان: طرفي التشبيه".
3 -
وجه الشبه، وهو: الصفة التي قصد إشراك الطرفين فيها.
4 -
أداة التشبيه، وهي: كل لفظ يدل على المشابهة، سواء كان حرفًا، كالكاف وكأن، أو فعلًا، نحو: شابه، ومسائل، وحاكي، وضارع، ويشابه، ويماثل، ويحاكى، ويضارع، أو أسمًا، نحو: شبه، ومثل، ومشابه، ومحاك، ومضارع.
* * *
تقسيمات التشبيه
للتشبيه أربعة تقسيمات أساسية هي:
1 -
تقسيمه باعتبار الطرفين.
2 -
تقسيمه باعتبار وجه الشبه.
3 -
تقسيمه باعتبار أداة التشبيه.
4 -
تقسيمه باعتبار الأغراض التي دعت إليه.
أولًا: الطرفان (المشبه والمشبه به)
أ- حسب الطرفين وعقليتهما:
الحسى: هو ما يدرك بإحدى الحواس الخمس، والعقلي: هو ما يدرك بالعقل.
ولك أن تشبه أمرًا حسيًا بأمر آخر حسي، كأن تشبه الخد بالورد، والقد بالرمح، والثغر بالدر، كما أن لك أن تشبه أمرًا عقليًا بأمر أخر عقلي، كأن تشبه العلم بالحياة، والجهل بالموت، ولك أن تشبه معقولًا بمحسوس، كما ترى من قول أمير الشعراء- وهو في منفاه:
سقيًا لعهد كأكناف الربا رقة
…
أتي ذهبنا وأعطاف الصبا لينا
إذ الزمان بنا غيناء زاهية
…
... ترف أوقاتنا فيها رباحينا
فقد شبه العهد وهو عقلي بأكناف الربا وهي حسية، وشبه العهد- أيضًا- وهو عقلي بأعطاف الصبا وهي حسية.
كما أنه قد شبه الزمان "وهو عقلي" بغيناء زاهية، أي شجرة خضراء كثيرة الأغصان "وهي حسية" وشبه الأوقات "وهي عقلية" بالرياحين "وهي حسية"
كما أن لك أن تشبه محسوسًا بمعقول، كما في قول أمير الشعراء أيضًا:
والنيل يقبل كالدنيا إذا احتفلت
…
لو كان فيها وفاء للمصافينا!
فقد شبه إقبال النيل، أي: فيضانه "وهو حسي" بإقبال الدنيا واحتفائها "وهو عقلي".
ومن ذلك قول ابن بابك:
وأرض كأخلاق الكريم قطعتها
…
وقد كحل الليل السماك فأبصرا
فلما كانت الأخلاق توصف بالسعة والضيق وكثر ذلك، شبه الشاعر الأرض وهي أمر حسي بأخلاق الكريم في سعتها "وهي أمر عقلي".
وقول أبي طالب المأموني:
وفلا كآمال يضيق بها الفتى
…
لا تصدق الأوهام فيها قيلا
أقريتها بشنملة تقرى الفلا
…
عنفًا وتقريها الغلاة تحولا
فقد شبه الفلاة في سعتها وهي أمر محسوس بالآمال في سعتها وهي أمر عقلي.
وقد قالوا: إن المراد بالحسي هنا هو: "ما يدرك هو أو مادته بإحدى الحواس الخمس الظاهرة" ليدخل في الحسي: ما لا تدركه الحواس بذاته، ولكن تدرك مادته، وهو المركب الذي توجد أجزاؤه في الخارج دون صورته المركبة، فتكون مادته مدركة بالحس دون صورته لعدم وجودها كما في قول الصنوبري:
وكأن محمر الشقيق إذا تصوب أو تصعد
أعلام ياقوت نشرن على رماحٍ من زبرجد
ومن هذا اللون من التشبيه قول الصنوبري، يصف الخمر في الكأس:
كأن الحباب المستدير برأسها
…
كواكب در حشوهن عقيق
فقد شبه هيئة الفقاقيع الطافية على الكأس بهيئة كواكب من الدر منثورة في سماء من العقيق، وتلك صورة لا تدرك بالحس الظاهر، لعدم وجودها، وإنما تدرك مادتها وهي الكواكب والدر والسماء والعقيق.
ومنه قول الشاعر:
كلنا باسط اليد
…
... نحو نيلوفر ندى
كدبابيس عسجد
…
... قضبها من زبرجد
فقد شبه الشاعر هيئة نبات النيلوفر بهيئة دبابيس مصنوعة من عجد، عيدانها مصنوعة من الزبرجد، وتلك صورة خيالية لا وجود لها، فالمشبه به خيالي لا يدرك بالحس، وإنما تدرك مادته، وهي: الدبابيس، والعسجد، والقضيب والزبرجد.
وقول أبي الغنائم الحمصي:
خود كأن بنائها
…
... في خضرة النقش المزود
سمك من البلور في
…
... شبك تكون من زبرجد
فقد شبه الشاعر هيئة بنان الحسنا وما بها من نقش منسق أخصر بهيئة سمك مصنوع من البلور داخل شباك مصنوعة من الزبرجد، وما من شك في أن صورة المشبه به خيالية لا تدرك بالحس الظاهر لعدم تحققها خارج الأعيان، وإنما تدرك مادتها وهي: السمك، والبلور، والشبك، والزبرجد.
فالمشبه به هنا خيالي، ولكنه لما كانت مادته مدركة بالحس الظاهر الحق بالحسي.