الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يغزوا، وللاثنين لن يغزوا، وللجميع لن يغزوا بالواو والألف في الجميع من غير تفريق بين الواحد والاثنين والجمع، وبقّوه على أصله.
إذا علمت ذلك، فالمكتوب على المصطلح المعروف هو على قسمين:
القسم الأوّل ما له صورة تخصّه من الحروف؛ وهو على ضربين
الضرب الأوّل ما هو على أصله المعتبر فيه ذوات الحروف وعددها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها، سواء بقى لفظه على حاله أم انقلب النطق به إلى حرف آخر
فيكتب لفظ «امّحى» بغير نون بعد الألف، وإن كان أصله انمحى على وزن انفعل من المحو، لأن الإدغام من كلمة واحدة؛ بخلاف ما إذا كان الإدغام من كلمتين، فيكتب لفظ «من مال» بنون في «من» منفصلة من ميم مال وإن كانت النون الساكنة تدغم في الميم.
ويكتب لفظ خنق مصدر خنق ولفظ أنت وما أشبهها بنون، وإن كانت النون مخفاة في القاف من خنق وفي التاء من أنت. وكذلك حالة التركيب نحو من كافر.
ويكتب عنبر وما أشبهها بنون أيضا وإن كانت النون الساكنة تنقلب عند الباء ميما، وكذلك في حالة التركيب نحو من بعد. ويكتب مثل اضربوا القوم ويغزو الرجل بواو، وكذلك كلّ ما فيه حرف مدّ حذف لساكن يليه لأنه لولا التقاء الساكنين لثبتت هذه الواو لفظا. ويكتب أنا بألف بعد النون وإن كانت في وصل الكلام لا إشباع في الفتحة لأن الوقف عليه بألف، ومن أجل ذلك كتبت لكِنَّا هُوَ اللَّهُ
بألف بعد النون في لكنا إذ أصله لكن أنا. ويكتب المنوّن المنصوب مثل زيدا وعمرا من قولك: «رأيت زيدا وضربت عمرا» بالألف، لأنه يوقف عليه بالألف بخلاف المنوّن المرفوع والمجرور نحو جاء زيد ومررت بزيد، إذ الوقف عليه بحذف نون
التنوين وإسكان الآخر على الصحيح. وتكتب إذا المنوّنة بالألف على رأي المازني «1» رحمه الله ومن تابعه، لأن الوقف عليها بالألف لضعفها، والمبرّد «2» والأكثرون على أنها تكتب بالنون. قال الأستاذ ابن عصفور:«3» وهو الصحيح، لأن كل نون يوقف عليها بالألف كتبت بالألف وما يوقف عليها نفسها كما توصل كتبت بالنون وهذه يوقف عليها عنده بالنون؛ وأيضا فإنها إذا كتبت بالنون كانت فرقا بينها وبين إذا الطرفية لئلا يقع الإلباس. وفصّل الفرّاء فقال: إن ألغيت كتبت بالألف، وإن أعملت كتبت بالنون لقوّتها. ويحكى عن أبي العبّاس محمد بن يزيد «4» أنه كان يقول: أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذن بالألف لأنها مثل أن ولن، ولا يدخل التنوين في الحروف.
ويكتب نحو لنسفعا بالألف لأن الوقف عليها بالألف، وكذلك يكتب اضربا زيدا ولا تضربا عمرا بالألف على رأي من ادّعى أنه الأكثر، ووجّهه بأن النون الخفيفة تنقلب ألفا إذا كان ما قبلها مفتوحا في الوقف.
وذهب بعضهم إلى أنها تكتب بالنون تشبيها لنونه «5» بنون الجمع نحو اضربن للجمع المذكّر، وبه جزم الشيخ أثير الدين أبو حيّان، ووجّهه بأنه لو كتب بالألف لالتبس بأمر الاثنين ونهيهما في الخط، وإن كنت إذا وقفت عليه وقفت بالألف، فلم تراع حالة الوقف في ذلك، لأن الوقف منع من اعتباره ما عرض فيه
من كثرة الإلباس، لأنهم لو أرادوا (على الوقف بالألف) كتابته بالألف، كثر اللبس بالوقف والخط، فتجنبوا ما كثر به الإلباس. ويكتب كل اسم في آخره ياء نحو قاضي وغازي وداعي وحادي وساري ومشتري ومهتدي ومستدعي ومفتري في حالتي الرفع والجرّ بغير ياء، كما في قولك: جاء قاض ومررت بقاض، وكذا في الباقيات؛ وفي حالة النصب بالياء مع زيادة ألف بعدها كما في قولك: رأيت قاضيا وغازيا وداعيا وما أشبهه. وإن كان جمعا، فإن كان غير منصرف كتب في حالتي الرفع والخفض بغير ياء على ما تقدّم، فيكتب في الرفع: هؤلاء جوار وغواش وسوار ودواع، وفي الخفض: مررت بجوار وسوار وغواش ودواع بغير ياء في الحالتين.
ويكتب في النصب بالياء إلا أنه لا تزاد الألف بعدها، فتكتب رأيت جواري وسواري ودواعي.
فإذا دخلت الألف واللام في جميع هذه الأسماء، أثبتت فيها الياء سواء المنصرف وغير المنصرف؛ فيكتب هذا الداعي والغازي والقاضي والمستدعي وهؤلاء الجواري والسواري والدواعي بالياء في الجميع.
قال ابن قتيبة: وقد يجوز حذفها، وليس بمستعمل إلا في كتابة المصحف.
ويكتب نحو: ره أمرا بالرؤية، ولم يره نفيا للرؤية، وقه أمرا بالوقاية، ولم يقه نفيا لذلك وما أشبهه بالهاء وإن كانت الهاء تسقط منه حالة الدّرج، لأن الوقف عليها بالهاء؛ وكذلك قولهم: ممّه أتيت، ومجيء مه جئت، لأن الوقف على «ما» الاستفهامية بعد حذف ألفه بالهاء فيكتب بالهاء، بخلاف ما إذا وقعت «ما» المحذوف ألفها بعد الجار نحو: حتّام وإلام وعلام، فإنه لا تلحقها الهاء لشدّة الاتصال فلا تكتب بالهاء. وتكتب تاء التأنيث في نحو: رحمة ونعمة ونقمة وقسمة وخدمة وطلحة وقمحة بالهاء، لأن الوقف عليها بالهاء على الصحيح؛ وبعضهم