الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني من الباب الأول من المقالة الثانية
في البحار التي بتكرر ذكرها بذكر البلدان في التعريف بها والسّفر إليها؛ وفيه طرفان:
الطرف الأول في البحر المحيط
«1»
وهو المستدير بالقدر المكشوف من الأرض. وأحواله معلومة في بعض المواضع دون بعض.
فمن المعلوم الحال منه الجانب الغربيّ، ويسمّى بحر أوقيانوس، وفيه الجزائر الخالدات المتقدّم ذكرها في الكلام على الأطوال.
ويأخذ في الامتداد من سواحل بلاد المغرب الأقصى من زقاق سبتة الذي بين الأندلس وبرّ العدوة إلى جهة الجنوب حتى يتجاوز صحراء لمتونة، وهي بادية البربر بين طرف بلاد المغرب من الجنوب وبين طرف بلاد السودان من الشّمال، ثم يمتدّ جنوبا على أرض خراب غير مسكونة ولا مسلوكة حتّى يتجاوز خط الاستواء المتقدّم ذكره إلى الجنوب.
قال الشريف الإدريسي «1» : وماؤه هناك ثخين غليظ شديد الملوحة، لا يعيش فيه حيوان، ولا يسلك فيه مركب.
ثم يعطف إلى جهة الشرق وراء جبال القمر التي منها منابع نيل مصر الآتي ذكرها، فيصير البحر المذكور جنوبيّا عن الأرض، ويمتدّ شرقا على أراض خراب وراء بلاد الزنج، ثم يمتدّ شرقا وشمالا حتى يتصل ببحر الصين والهند، ثم يأخذ مشرّقا حتى يسامت نهاية الأرض الشرقية المكشوفة، وهناك بلاد الصين، ثم ينعطف في شرق الصين إلى جهة الشّمال ويصير في جهة الشرق عن الأرض، ويمتدّ شمالا على شرقي بلاد الصين حتّى يتجاوز حدّ الصين، ويسامت سدّ يأجوج ومأجوج «2» ، ثم ينعطف ويستدير على أرض غير معلومة الأحوال، ويمتد مغرّبا ويصير في جهة الشمال عن الأرض، ويسامت بلاد الروس ويتجاوزها؛ ثم ينعطف غربا وجنوبا ويستدير على الأرض ويصير في جهة الغرب منها، ويمتدّ على سواحل أمم مختلفة من الكفّار حتّى يسامت بلاد رومية من غربها، ثم يمتدّ جنوبا ويتجاوز بلاد رومية ويسامت البلاد التي بينها وبين الأندلس، ويتجاوزها إلى سواحل الأندلس؛ ويمتدّ على غربي الأندلس جنوبا حتى يجاوزه وينتهي إلى زقاق سبتة الذي وقعت البداءة منه.