الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة السادسة ملوكها من الروم
أوّل من ملكها منهم (أغشطش) . يقال بشينين معجمتين ومهملتين، ولقبه قيصر، وهو أوّل من تلقب به، ثم صار علما على ملوك الروم.
قصد قلوبطرا المتقدم ذكرها، فلما أحسّت بقربه منها، عمدت إلى مجلسها فجعلت فيه الرياحين والمشموم، وأعملت الفكر في تحصيل حية إذا نهشت الإنسان مات لحينه ولم يتغير حاله، فقربت يدها منها حتّى ألقت سمّها في يدها، وانسابت الحية في الرياحين، وجاء أغشطش فوضع يده في الرياحين فنهشته الحية، فبقي يوما ومات بعد أن ملك الروم ثلاثا وأربعين سنة، وفي أيامه ولد المسيح عليه السلام؛ ثم ملك بعده الروم ومصر (طيباريوس)«1» ويقال طبريوس، ويقال طبريس اثنتين وعشرين سنة. قال المسعودي: وفي زمنه رفع المسيح عليه السلام قال: ولما مات أغشطش، اختلف الروم وتحزبوا وتنازعوا في الملك مائتين وثمانيا وتسعين سنة، لا نظام لهم، ولا ملك يجمعهم؛ ثم ملكهم (عانيوس) . قال صاحب حماة: وكان رفع المسيح في زمنه، وهو مخالف لما تقدّم من كلام المسعودي؛ ثم ملك بعده (قلديوس) أربع عشرة سنة؛ ثم ملك بعده (نارون)«2» ثلاث عشرة سنة، وهو الذي قتل بطرس وبولص الحواريّين برومية وصلبهما؛ ثم ملك بعده (ساسانوس) عشر سنين؛ ثم ملك بعده (طيطوس) سبع عشرة سنة؛ ثم ملك بعده (دومطيتوش) ويقال أديطانش خمس عشرة سنة، وكان على عبادة الأصنام فتتبع اليهود والنصارى وقتلهم؛ ثم
ملك بعده (أدريانوس) ستا وثلاثين سنة فأصابته علة الجذام «1» فسار إلى مصر يطلب طبّا لذلك فلم يظفر به ومات بعلّته؛ ثم ملك بعده (ايطيثيوس) ويقال أبطاوليس ثلاثا وعشرين سنة، وهو الذي بنى بيت المقدس بعد تخريبه الثانية وسماه إيليا «2» ، ومعناه بيت الرب، وهو أوّل من سماه بذلك؛ ثم ملك بعده (مرقوس) ويقال قومودوس سبع عشرة سنة؛ ثم ملك بعده (قومودوس) ثلاث عشرة سنة، وكان دين النصارى قد ظهر في أيامه؛ وفي زمنه كان جالينوس الحكيم، ثم ملك بعده (قوطنجوس) ستة أشهر؛ ثم ملك بعده (سيوارس) ثماني عشرة سنة؛ ثم ملك بعده (ايطيثيوس الثاني) أربع سنين، ثم ملك بعده (اسكندروس) ثلاث عشرة سنة؛ ثم ملك بعده (بكسمينوس) ثلاث سنين؛ ثم ملك بعده (خورديانوس) ست سنين؛ ثم ملك بعده (دقيانوس) وقيل دقيوس سنة واحدة، فقتل النصارى وأعاد عبادة الأصنام، ومنه هرب الفتية أصحاب الكهف، وكان من أمرهم ما قص الله تعالى في كتابه العزيز؛ ثم ملك بعده (غاليوس) ثلاث سنين؛ ثم ملك بعده (علينوس) و (ولديانوس) اشتركا في الملك، وقيل إن ولديانوس انفرد بالملك بعد ذلك؛ وأقام فيه خمس عشرة سنة؛ ثم ملك بعده (قلوديوس) سنة واحدة؛ ثم ملك بعده (اردياس) ويقال أردليانوس ست سنين؛ ثم ملك بعده (قروقوس) سبع سنين؛ ثم ملك بعده (ياروس) وشركته سنتين؛ ثم ملك بعده (دقلطيانوس) إحدى وعشرين سنة، وهو آخر عبدة الأصنام من ملوك الروم، وبمهلكه تؤرخ النصارى إلى اليوم، وعصي عليه أهل مصر، فسار إليهم من رومية، وقتل منهم خلقا عظيما، وهم الذين يعبر عنهم النصارى الآن بالشهداء.
ثم ملك بعده قسطنطين «1» المظفر إحدى وثلاثين سنة فسار من رومية إلى قسطنطينيّة وبنى سورها واستقرت دار ملكهم، وأظهر دين النصرانية وحمل الناس عليه؛ ثم ملك بعده ابنه قسطنطين فشيّد دين النصرانية وبنى الكنائس الكثيرة؛ ثم ملك بعده إليانوس، ويقال إليانس سنة واحدة، وهو ابن أخي قسطنطين المتقدّم ذكره، فرفض دين النصرانية ورجع إلى عبادة الأصنام، وبموته خرج الملك عن بني قسطنطين؛ ثم ملك بعده بطريق من بطارقة الروم اسمه بوثيانوس، ويقال سيوتيانوس سنة واحدة فأعاد دين النصرانية، ومنع عبادة الأصنام؛ ثم ملك بعده قالنطيانوس أربع عشرة سنة؛ ثم ملك بعده خرطيانوس ثلاث سنين؛ ثم ملك بعده باردوسيوس الكبير تسعا وأربعين سنة؛ ثم ملك بعده ادقاديوس بقسطنطينيّة وشريكه أويوريوس برومية ثلاث عشرة سنة؛ ثم ملك بعدهما مرقيانوس سبع سنين، وهو الذي بنى دير مارون «2» بحمص؛ ثم ملك بعده واليطيس سنة واحدة؛ ثم ملك بعده لاون الكبير سبع عشرة سنة؛ ثم ملك بعده زيتون ثمان عشرة سنة؛ ثم ملك بعده اسطيسوس سبعا وعشرين سنة، وهو الذي عمر أسوار مدينة حماة؛ ثم ملك بعده بوسيطيتنوس تسع سنين؛ ثم ملك بعده بوسيطيتنوس الثاني ثمانيا وثلاثين سنة؛ ثم ملك بعده طبريوس ثلاث سنين؛ ثم ملك بعده طبريوس الثاني أربع سنين؛ ثم ملك بعده ماريقوس ثمان سنين؛ ثم ملك بعده ماريقوس الثاني، ويقال مرقوس اثنتي عشرة سنة؛ ثم ملك بعده قوقاس ثمان سنين؛ ثم ملك بعده هرقل واسمه بالرومية أوقليس، وهو الذي كتب «3» إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم، يدعوه إلى الإسلام، وكانت الهجرة النبوية في السنة الثانية عشرة من ملكه.
قال المسعوديّ: وفي تواريخ أصحاب السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر وملك الروم قيصر بن قوق «1» ؛ (ثم ملك الروم بعده) قيصر بن قيصر، وذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وهو الذي حاربه أمراء الإسلام بالشام واقتلعوا الشام منه.
والذي ذكره في «التعريف» في مكاتبة الأذفونش «2» صاحب طليطلة من ملوك الفرنج بالأندلس أن هرقل الذي هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم في زمنه وكتب إليه لم يكن الملك نفسه، وإنما كان متسلم الشام لقيصر، وقيصر بالقسطنطينيّة لم يرم، وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم إنما كتب لهرقل لأنه كان مجاورا لجزيرة العرب من الشام، وعظيم بصرى كان عاملا له، ويظهر أن قيصر الأخير الذي ذكره هو الذي كان المقوقس عاملا له على مصر. ويقال: إن المقوقس تقبّل مصر من هرقل بتسعة عشر ألف ألف دينار.
واعلم أنه كان الحال يقتضي أن نذكر نوّاب من تقدّم من ملوك الروم واليونان والفرس على مصر، ولكن أصحاب التواريخ لم تعتن بأمر ذلك، فتعذر العلم به. وإذا ذكر الأصل، استغني به عن الفرع.
وذكر القضاعيّ: أنه بعد عمارة مصر من خراب بختنصّر «3» ظهرت الروم