الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموكب الثاني ركوب أول شهر مضان
وهو قائم عند الشيعة مقام رؤية الهلال، والأمر في العرض واللباس والآلات والركوب والموكب وترتيبه والطرق المسلوكة على ما تقدّم في أوّل العام من غير فرق، ويكتب فيه المخلّقات بالبشائر كما يكتب في أوّل العام.
الموكب الثالث ركوبه في أيام الجمع الثلاث من شهر رمضان
وهي الجمعة الثانية [والثالثة]«1» والرابعة، وذلك أنه إذا ركب إلى الجامع الأنور بباب البحر، بكّر صاحب بيت المال إلى الجامع بالفرش المختص بالخليفة محمولا على أيدي أكابر الفرّاشين ملفوفا في العراضي الدبيقية «2» ، فيفرش في المحراب ثلاث طرّاحات إمّا شاميات، وإمّا دبيقي أبيض، منقوشة بالحمرة، وتفرش واحدة فوق واحدة، ويعلّق ستران يمنة ويسرة، في الستر الأيمن مكتوب برقم حرير أحمر سورة الفاتحة وسورة الجمعة، وفي الستر الأيسر سورة الفاتحة وسورة المنافقين كتابة واضحة مضبوطة، ويصعد قاضي القضاة المنبر، وفي يده مدخنة لطيفة خيزران يحضرها إليه صاحب بيت المال وفيها ندّ «3» مثلّث لا يشم مثله إلا هناك، فيبخر ذروة المنبر التي عليها القنا كالقبة لجلوس الخليفة للخطابة ثلاث دفعات، ويركب الخليفة في هيئة ما تقدّم في أوّل العام وأوّل رمضان: من المظلّة والآلات، ولباسه فيه الثياب البياض غير المذهبة توقيرا للصلاة، والمنديل والطيلسان المقوّرة. وحول ركابه خارج الركابية قرّاء الحضرة من الجانبين يرفعون أصواتهم بالقراءة نوبة بعد نوبة من حين ركوبه من القصر إلى حين دخوله قاعة الخطابة، فيدخل من باب الخطابة فيجلس فيها، وإن احتاج إلى تجديد وضوء
فعل، وتحفظ المقصورة من خارجها بترتيب أصحاب الباب واسفهسلار وصبيان الخاصّ، وغيرهم ممن يجري مجراهم من أوّلها إلى آخرها، وكذلك من داخلها من باب خروجه إلى المنبر. فإذا أذّن للجمعة دخل إليه قاضي القضاة، فقال:
«السلام على أمير المؤمنين الشريف القاضي الخطيب ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمك الله» فيخرج ماشيا وحواليه الأستاذون المحنّكون والوزير وراءه، ومن يليهم من الأمراء من صبيان الخاص، وبأيديهم الأسلحة حتّى ينتهي إلى المنبر فيصعد حتّى يصل إلى الذّروة تحت القبة المبخّرة، والوزير على باب المنبر ووجهه إليه. فإذا استوى جالسا أشار إلى الوزير بالصعود فيصعد إلى أن يصل إليه، فيقبّل يديه ورجليه بحيث يراه الناس، ثم يزرّ عليه تلك القبة وتصير كالهودج، ثم ينزل مستقبلا للخليفة ويقف ضابطا للمنبر فإن لم يكن وزير صاحب سيف، كان الذي يزرّ عليه قاضي القضاة، ويقف صاحب الباب ضابطا للمنبر، فيخطب خطبة قصيرة من سفط يأتي إليه من ديوان الإنشاء، ويقرأ فيها آية من القرآن الكريم، ثم يصلي فيها على أبيه وجده يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ويعظ الناس وعظا بليغا قليل اللفظ، ويذكر من سلف من آبائه حتّى يصل إلى نفسه فيقول:«اللهم وأنا عبدك وابن عبديك لا أملك لنفسي ضرّا ولا نفعا» ويتوسل بدعوات فخمة تليق به، ويدعو للوزير إن كان ثمّ وزير وللجيوش بالنصر والتآلف، وللعساكر بالظّفر، وعلى الكافرين والمخالفين بالهلاك والقهر، ثم يختم بقوله اذكروا الله يذكركم «1» فيطلع إليه من زرّ عليه فيفكّ ذلك التزرير عنه، وينزل القهقرى، فيدخل المحراب ويقف على تلك الطراحات إماما والوزير وقاضي القضاة صفّا، ومن ورائهما الأستاذون المحنكون والأمراء المطوّقون وأرباب الرّتب من أصحاب السيوف والأقلام والمؤذّنون وقوف وظهورهم لحائط المقصورة، والجامع مشحون بالعالم للصلاة وراءه فيقرأ في الركعة الأولى ما هو مكتوب في الستر الأيمن، وفي الثانية ما في الستر الأيسر. فإذا