الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة الأوّلى ملوكها من القبط
«1»
قد تقدّم في الكلام على ابتداء عمارتها أن أوّل من عمرها بعد الطوفان بيصر ابن حام بن نوح عليه السلام، وكان بيصر قد كبر سنه وضعف، فأقام يسيرا ثم مات، فدفن في موضع دير أبي هرميس غربيّ الأهرام. قال القضاعي: ويقال إنها أوّل مقبرة دفن فيها بأرض مصر؛ وملك بعده ابنه مصر فعمر وطالت مدّة ملكه، وعمرت البلاد في أيامه وكثر خيرها، ثم مات؛ وملك بعده ابنه (قبطيم) ، وإليه ينسب القبط، ويقال إنه أدرك بلبلة الألسن التي كانت بعد نوح عليه السلام، وهي ريح خرجت عليهم ففرّقت بينهم وصار كل منهم يتكلم بلغة غير لغة الآخر، وخرج منها باللغة القبطيّة «2» ؛ ثم ملك بعده ابنه (قفط) ، وهو الذي بنى مدينة قفط «3» بالصعيد الأعلى وسماها باسمه، وآثارها باقية «4» إلى الآن؛ ثم ملك بعده أخوه (أشمن) ، وهو الذي بنى مدينة الأشمونين المتقدّم ذكرها بالوجه القبليّ، وطالت مدّته حتّى نقل أنه بقي ثمانمائة سنة، وقيل ثمانمائة وثلاثين؛ ثم ملك بعده أخوه (أتريب) ، وهو الذي بنى مدينة أتريب المتقدّمة الذكر بالوجه البحريّ من الديار المصرية؛ ثم ملك بعده أخوه (صا) ، وهو الذي بنى مدينة صا «5» المتقدّم ذكرها بالوجه البحريّ أيضا؛ ثم ملك بعده (قفطريم) بن قفط، ويقال: إنه الذي وضع أساس الأهرام الدهشورية غير الهرم الأوّل الذي بناه هرجيب المتقدّم ذكره قبل
الطّوفان، وهو الذي بني مدينة دندرى «1» بالصعيد الأعلى، وآثارها باقية إلى الآن؛ ثم ملك بعده ابنه (بودشير) ، وهو الذي أصلح جنبتي النيل بهندسته؛ ثم ملك بعده ابنه (عديم) ثم ملك بعده ابنه (شدات)، وهو الذي تمم الأهرام الدهشورية التي وضع أساسها قفطريم المتقدّم ذكره. ويقال: إن مدينة شطب «2» التي بالقرب من مدينة أسيوط بنيت في أيامه، وآثارها باقية إلى الآن، وهو أوّل من ولع بالصيد واتخذ الجوارح والكلاب السّلوقية «3» ، وعمل البيطرة من ملوك مصر، ومات عن أربعمائة وأربعين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه (منقاوش)، ويقال: إنه أوّل من عمل له الحمّام بمصر؛ ثم ملك بعده ابنه (مناوش) وطالت مدّته في الملك حتّى بقي فيما يقال ثمانمائة سنة، وقيل ثمانمائة وثلاثين سنة؛ ثم ملك بعده (منقاوش) بن أشمن نيفا وأربعين سنة، وقيل ستين سنة، وهو أوّل من عمل له الميدان بمصر، وأوّل «4» من بنى البيمارستان لعلاج المرضى، وفي أيامه بنيت مدينة سنتريه بالواحات؛ ثم ملك بعده ابنه (مرقوره) نيفا وثلاثين سنة، وفي كتب القبط أنه أوّل من ذلل السباع وركبها؛ ثم ملك بعده (بلاطس) خمسا وعشرين سنة؛ ثم ملكت بعده بنت من بنات أتريب خمسا وثلاثين سنة، وهي أوّل من ملك مصر من النساء؛ ثم ملك بعدها أخوها (قليمون) تسعين سنة، وفي أيامه بنيت مدينة دمياط على اسم غلام له كانت أمه ساحرة له، وفي أيامه بنيت أيضا مدينة
تنّيس؛ ثم ملك بعده ابنه (فرسون) مائتين وستين سنة؛ ثم ملك بعده ثلاثة ملوك أو أربعة لم يعين اسمهم؛ ثم ملك بعدهم (مرقونس) الكاهن ثلاثا وسبعين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه (أيساد) خمسا وسبعين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه (صا) وأكثر القبط تزعم أنه أخوه، نيفا وثلاثين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه (تدارس) ، وهو الذي حفر خليج سخا المتقدّم ذكره في خلجان مصر القديمة؛ ثم ملك بعده ابنه (ماليق)، ويقال: إنه خالف دين آبائه في عبادة الأصنام، ودان بدين التوحيد «1» .
ولما أحس بالموت، صنع له ناووسا وكنز معه كنوزا عظيمة، وكتب عليها أنه لا يستخرجها إلا أمة النبيّ الذي يبعث في آخر الزمان؛ ثم ملك بعده ابنه (حريا) ، وفي بعض التواريخ حرايا خمسا وسبعين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه (كلكن) ، وفي بعض التواريخ كلكي نحوا من مائة سنة، وهو أوّل من أظهر علم الكيمياء بمصر، وكان قبل ذلك مكتوما، وفي زمنه كان النّمروذ «2» بأرض بابل من العراق؛ ثم ملك بعده أخوه (ماليا) ؛ ثم ملك بعده (حربيا) بن ماليق؛ ثم ملك بعده (طوطيس) بن ماليا، وفي بعض التواريخ طوليس سبعين سنة، وفي بعض التواريخ أنه ملك بعد أبيه ماليا؛ والقبط تزعم أن الفراعنة سبعة هو أوّلهم، وهو الذي أهدى هاجر لإبراهيم عليه السلام، ثم ملكت بعده أخته (حوريا) ، وهي التي بنى لها جيرون المؤتفكيّ صاحب الشام مدينة الإسكندريّة حين خطبها على أحد الأقوال في عمارتها ليجعلها مهرا لها، ثم احتالت عليه فسمّته هو وجميع عسكره في خلع فماتوا؛ ثم ملكت بعدها بنت عمها (زلفى) ويقال دلفة بنت مأموم؛ ثم ملك بعدها (أيمين) الأتريبيّ، وهو آخر ملوك القبط من هذه الطبقة.
والذي ذكره القضاعيّ وغيره أنه ملكها بعد وفاة بيصر ابنه مصر، ثم قفط بن مصر،
ثم أخوه أشمن، ثم أخوه أتريب، ثم أخوه صا، ثم ابنه تدراس، ثم ابنه ماليق، ثم ابنه حريا، ثم ابنه كلكن، ثم أخوه ماليا، ثم حربيا، ثم طوطيس بن ماليا، ثم ابنته حوريا، وهي أوّل من ملكها من النساء، ثم ابنة عمها زلفى، ومنها انتزعتها العمالقة الآتي ذكرهم.
الطبقة الثانية ملوكها من العماليق «1» ملوك الشام
أوّل من ملكها منهم (الوليد) بن دومع العمليقي، وقال السهيليّ «2» : الوليد ابن عمرو بن أراشة، اقتلعها من أيمين: آخر ملوك القبط المتقدّم ذكره، وهو الفرعون الثاني عند القبط، وقيل هو أوّل من سمي بفرعون، وقام في الملك مائة وعشرين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه (الرّيّان) مائة وعشرين سنة، والقبط تسميه نهراوس، وهو الفرعون الثالث عند القبط، ونزل مدينة عين شمس، وكانت الملوك قبله تنزل مدينة منف، وفي أيامه وصل يوسف عليه السلام إلى مصر، وكان من أمره ما قصه الله تعالى في كتابه. ويقال إنه آمن بيوسف عليه السلام؛ ثم ملك بعده ابنه (دارم) ويقال دريوس، وهو الفرعون الرابع عند القبط، وفي أيامه توفّي «3» يوسف عليه السلام، وفي أيامه ظهر بمصر معدن فضة على ثلاثة أيام في النيل؛ ثم ملك بعده ابنه (معدان) ويقال معاديوس، وهو الفرعون الخامس عند القبط، إحدى وثلاثين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه (أقسامس) وهو الفرعون السادس عند القبط، وبعضهم يزعم أن منارة الإسكندريّة بنيت في زمنه،