الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والرملة، وعسقلان، وبيت جبريل، والقدس وأعمال ذلك ومضافاته. وبنى مدرسته الكاملية بين القصرين المعروفة بدار الحديث، وتوفي بدمشق سنة خمس وثلاثين وستمائة.
ثم ملك بعده ابنه (الملك العادل أبو بكر) وقبض عليه في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وستمائة.
ثم ملك بعده أخوه الملك الصالح (نجم الدين أيوب) بن الكامل في أوائل سنة ثمان وثلاثين وستمائة.
ثم ملك بعده ابنه الملك المعظم (توران شاه) وهو الذي كسر الفرنج على المنصورة في المحرّم سنة ثمان وأربعين وستمائة، وقتل في الثامن والعشرين من المحرّم المذكور.
ثم ملكت بعده أمّ خليل (شجرة الدّرّ)«1» في صفر سنة ثمان وأربعين وستمائة، فأقامت ثمانية أشهر، ولم يملك مصر في الإسلام امرأة غيرها.
ثم ملك بعدها الأشرف (موسى بن الناصر يوسف بن المسعود بن الكامل بن العادل أبي بكر بن أيوب) في شوال سنة ثمان وأربعين وستمائة وخلع نفسه وهو آخر الملوك الأيوبية بالديار المصرية.
الطبقة الرابعة ملوك التّرك خلّد الله تعالى دولتهم
أوّل من ملكها منهم (الملك المعزّ أيبك التركماني) بعد خلع الأشرف
موسى، آخر ملوك الأيوبية في شوّال سنة ثمان وأربعين وستمائة؛ وجمع له بين مصر والشام، واستمرّ الجمع بينهما إلى الآن «1» ، وبنى المدرسة المعزّية برحبة الخروب بالفسطاط، وتزوّج بأمّ خليل المقدّم ذكرها، وقتل بحمّام القلعة في سنة أربع وخمسين وستمائة.
ثم ملك بعده ابنه (الملك المنصور عليّ) عقيب وفاة والده المذكور.
وقتلت أمّ خليل المذكورة، ورميت من سور القلعة، وقبض «2» على المظفّر سنة سبع وخمسين وستمائة. ثم ملك بعده الملك (المظفر قطز) وكان المصافّ بينه وبين التتار على عين جالوت بعد ان استولوا على جميع الشام في رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة، وكسرهم أشدّ كسرة واستقلع الشام منهم، وبقي حتّى قتل «3» في منصرفه بطريق الشام وهو عائد منه بالقرب من قصير الصالحية على أثر ذلك في السنة المذكورة.
ثم ملك بعده الملك (الظاهر بيبرس) البندقداريّ في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة، وأخذ في جهاد الفرنج واستعادة ما ارتجعوه من فتوح السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب وغير ذلك ففتح البيرة في سنة تسع وخمسين وستمائة والكرك في سنة إحدى وستين، وحمص في آخر سنة اثنتين وستين وستمائة، وقيساريّة وأرسوف في سنة ثلاث وستين، وصفد في سنة أربع وستين، ويافا والشّقيف، وأنطاكية في سنة ست وستين، وحصن الأكراد وعكّا وصافيتا في سنة تسع وستين، وكسر التّتار على البيرة بعد أن عدى الفرات خوضا بعساكره في
سنة إحدى وسبعين؛ وفتح قلاعا من بلاد سيس «1» في سنة ثلاث وسبعين ودخل بلاد الروم، وجلس على كرسي بني سلجوق بقيساريّة الروم، ورجع إلى دمشق في آخر سنة خمس وسبعين، وتوفّي بدمشق في المحرّم سنة ست وسبعين وستمائة، وبنى مدرسته الظاهرية بين القصرين.
وملك بعده ابنه (الملك السعيد بركة) في صفر سنة ست وسبعين وستمائة، وخلع وسيّر إلى الكرك.
وملك بعده أخوه (الملك العادل سلامش) في ربيع الأوّل سنة ثمان وسبعين وستمائة، وبقي أربعة أشهر ثم خلع.
وملك بعده (الملك المنصور قلاوون الصالحيّ) الشهير بالألفيّ في رجب سنة ثمان وسبعين وستمائة، وسمّي الألفيّ لأن آقسنقر الكامليّ كان قد اشتراه بألف دينار؛ وفتح حصن المرقب بالشأم في تاسع عشر ربيع الأوّل سنة أربع وثمانين وستمائة؛ وفتح طرابلس في ربيع الأوّل سنة ثمان وثمانين وستمائة؛ وهو الذي بنى البيمارستان المنصوريّ والمدرسة المنصورية والقبّة اللتين داخل البيمارستان بين القصرين. وتوفّي بظاهر القاهرة المحروسة، وهو قاصد الغزو في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وستمائة ودفن بتربته بالقبة المنصورية داخل البيمارستان المتقدّم ذكره.
وملك بعده ابنه (الملك الأشرف خليل) صبيحة وفاة أبيه وأخذ في الغزو ففتح عكّا وصور، وصيدا، وبيروت، وعثليث، والساحل جميعه؛ واقتلعه من الفرنج في رجب سنة تسعين وستمائة. وقتل في متصيّده بالبحيرة في العشر الأوسط من المحرّم سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وهو الذي عمر المدرسة الأشرفية بالقرب من المشهد النفيسيّ.
ثم ملك بعده (الملك المعظم بيدرا «2» وخلع من يومه.
وملك بعده (الملك الناصر محمد بن قلاوون) في صفر سنة ثلاث
وتسعين وستمائة، وهي سلطنته الأولى. وخلع «1» بعد ذلك وبعث به إلى الكرك فحبس بها.
وملك بعده (الملك العادل كتبغا) عقب خلعه، ووقع في أيامه غلاء شديد وفناء عظيم «2» ؛ ثم خلع في صفر سنة ست وتسعين وستمائة، وتولّى بعد ذلك نيابة صرخد ثم حماة، وبقي حتّى توفي بعد ذلك؛ وهو الذي ابتدأ عمارة المدرسة المعروفة بالناصرية بين القصرين وأكمل بناءها الناصر محمد بن قلاوون فنسبت إليه.
وملك بعده (الملك المنصور حسام الدين لاچين) في الخامس والعشرين من صفر المذكور، فجدّد الجامع الطّولونيّ وعمل الروك «3» الحساميّ في رجب الفرد سنة سبع وتسعين وستمائة، وقتل في الحادي عشر من شوال من السنة المذكورة «4» ، وبقي الأمر شورى مدّة يسيرة، ثم حضر الملك الناصر محمد بن قلاوون من الكرك وأعيد إلى السلطنة في حادي عشر شوال من السنة المذكورة «5» .
وملك بعده (الملك المظفر بيبرس الجاشنكير) في الثالث والعشرين من شوّال المذكور وخلع «6» في التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وسبعمائة،
وهو الذي عمر الخانقاه الرّكنيّة بيبرس داخل باب النصر مكان دار الوزارة بالدولة الفاطمية، وجدّد الجامع الحاكمي.
وملك بعده (الملك الناصر محمد بن قلاوون) في مستهل شوّال من السنة المذكورة، وهي سلطنته الثالثة. وفيها طالت مدّته وقوي ملكه، وعمل الروك الناصريّ في سنة ست عشرة وسبعمائة، وبنى مدرسته الناصرية بين القصرين، وبقي حتّى توفي في العشرين من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة ودفن بتربة والده.
ثم ملك بعده ابنه الملك المنصور أبو بكر عقب وفاة والده، وخلع تاسع عشر صفر سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة.
ثم ملك بعده أخوه (الملك الأشرف كجك) بن الناصر محمد بن قلاوون يوم خلع أخيه المنصور المذكور وخلع في التاسع والعشرين من شهر رجب من السنة المذكورة.
ثم ملك بعده أخوه (الملك الناصر أحمد) بن الناصر محمد بن قلاوون بعد أن أحضر من الكرك، واستمرّ في السلطنة حتّى خلع نفسه في أوائل المحرّم سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة.
ثم ملك بعده أخوه (الملك الصالح إسماعيل) بن الناصر محمد بن قلاوون في العشرين من المحرّم المذكور، وبقي حتّى توفي في رابع ربيع الآخر سنة ست وأربعين وسبعمائة.
وملك بعده «1» أخوه (الملك المظفّر حاجّي)«2» بن الناصر محمد بن
قلاوون يوم خلع أخيه الكامل شعبان، وبقي حتّى خلع في ثاني عشر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة وقتل من يومه.
ثم ملك بعده أخوه (الملك الناصر حسن) بن الناصر محمد بن قلاوون في رابع عشر شهر رمضان المذكور، وخلع في التاسع والعشرين من جمادى الآخر سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة.
ثم ملك بعده أخوه (الملك الصالح صالح) بن الناصر محمد بن قلاوون يوم خلع أخيه الناصر حسن، وبقي حتّى خلع في ثاني شوّال سنة خمس وخمسين وسبعمائة.
ثم ملك بعده أخوه (الملك الناصر حسن) المتقدّم ذكره مرة ثانية يوم خلع أخيه الصالح صالح، وبقي حتّى خلع وقتل «1» في عاشر جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وسبعمائة؛ وبنى مدرسته المعظمة تحت القلعة التي ليس لها نظير في الدنيا، وفي أيامه ضربت الفلوس الجدد على ما سيأتي ذكره، وهو آخر من ملك من أولاد الملك الناصر محمد بن قلاوون لصلبه.
وملك بعده ابن أخيه (الملك المنصور محمد) بن المظفر حاجّي بن الناصر محمد بن قلاوون يوم خلع عمه الناصر حسن، وبقي حتّى خلع «2» في خامس عشر شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة.
وملك بعده ابن عمه (الملك الأشرف شعبان) بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون يوم خلع المنصور المتقدّم ذكره وهو طفل، وبقي حتّى كمل سلطانه وبنى مدرسته «3» بأعلى الصوّة تحت القلعة ولم يتمها، وحج فخرج عليه
مماليكه في عقبة أيلة ففرّ منهم وعاد إلى القاهرة فقبض عليه وقتل في ثالث ذي القعدة الحرام سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، وفي أيامه فتحت مدينة سيس واقتلعت من الأرمن على ما سيأتي ذكره في الكلام على أعمال حلب.
وملك بعده ابنه (الملك المنصور عليّ) يوم خلع أبيه وهو طفل، فبقي حتّى توفي في الثالث والعشرين من صفر سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة.
وملك بعده أخوه (الملك الصالح حاجّي) بن شعبان بن حسين يوم وفاة أخيه، وبقي حتّى خلع في العشر الأوسط من رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة «1» .
وملك بعده (الملك الظاهر برقوق)«2» فعظم أمره، وارتفع صيته وشاع ذكره في الممالك وهابته الملوك وهادته، وساس الملك أحسن سياسة، وبقي حتّى خلع وبعث به إلى السجن «3» بالكرك في شهر رجب أو جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.
وملك بعده (الملك المنصور حاجّي) بن شعبان، وهو الملقب أوّلا
بالصالح حاجّي وهي سلطنته الثانية، وبقي «1» حتّى عاد الملك الظاهر برقوق المتقدّم ذكره في سنة [اثنتين]«2» وتسعين وسبعمائة فزاد في التيه وضخامة الملك، وبلغ شأوا لم يبلغه غيره من غالب متقدّمي الملوك، وبقي حتّى توفي في منتصف شوّال المبارك سنة إحدى وثمانمائة.
وملك بعده ابنه (الناصر فرج) وسنّه إحدى عشرة سنة بعهد من أبيه، وقام بتدبير أمره أمراء دولته، فبقي حتّى تغير عليه بعض مماليكه وبعض أمرائه، وحضر المماليك بالقلعة، فنزل منها مختفيا على حين غفلة في السادس والعشرين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانمائة، ولم يعلم لابتداء أمره أين توجه.
ثم ملك بعده أخوه (الملك المنصور عبد العزيز) في التاريخ المذكور.
ثم ظهر أن السلطان الملك الناصر فرجا كان مختفيا «3» في بعض أماكن القاهرة، فركب في ليلة السادس من شهر جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانمائة، ومعه جماعة من الأمراء ومماليكه، وخرج الأمراء للقيام بنصرة أخيه عبد العزيز فطلع عليهم السلطان فرج ومن معه، فولّوا هاربين، وطلع السلطان الملك الناصر القلعة في صبيحة النهار المذكور واستقرّ على عادته، وبقي في السلطنة حتّى توجه إلى الشأم لقتال الأمير شيخ والأمير نوروز نائبي دمشق وحلب، ومعه «4» الإمام (المستعين «5» بالله أبو الفضل العباس) بن المتوكل محمد خليفة العصر، ودخل
دمشق وحصر بقلعتها حتّى قبض عليه في ثاني عشر «1» ربيع الأوّل سنة خمس «2» عشرة وثمانمائة، واستبدّ الإمام المستعين بالله بالأمر من غير سلطان، ورجع إليه ما كان يتعاطاه السلطان من العلامة على المكاتبات والتقاليد والتواقيع والمناشير وغيرها، وأفرد اسمه في السكة على الدنانير والدراهم، وأفرد بالدعاء في الخطبة على المنابر؛ ثم عاد إلى الديار المصرية في أوائل ربيع الآخر من السنة المذكورة، وسكن الآدر السلطانية بالقلعة، وقام بتدبير دولته الأمير شيخ المقدّم ذكره وسكن الإصطبلات السلطانية بالقلعة وفوّض إليه الإمام المستعين بالله ما وراء سرير الخلافة، وكتب له تفويض بذلك في قطع كبير، عرضه ذراع ونصف بزيادة نصف ذراع عما يكتب به للسلاطين إلا أنه لم يصرح له فيه بسلطنة ولا إمارة، بل كتب له بدل الأميري الآمري بإسقاط الياء على ما سيأتي ذكره في الكلام على عهود الملوك إن شاء الله تعالى «3» .