الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السلام، أوّل ملوك مصر قبل الطوفان، وموضعها خارج الإسكندرية تحت البحر الرومي كما ذكره بعض المؤرّخين، وشقّ لها نهرا يتّصل بها من النيل.
القاعدة الثانية- مدينة «برسان»
وهي مدينة بناها نقراووس المتقدّم ذكره لابنه مصرايم وأسكنه فيها، ولم أقف على مكانها.
الضرب الثاني قواعدها فيما بعد الطوفان
والمشهور منها ثلاث قواعد:
القاعدة الأولى- مدينة «منف»
قال في «تقويم البلدان» : (بكسر الميم وسكون النون وفاء في الآخر) والجاري على الألسنة منف (بفتح الميم) وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة.
قال في «الأطوال» «1» : طولها ثلاث وخمسون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها ثلاثون درجة وعشرون دقيقة، وهي أوّل مدينة بنيت بمصر بعد الطوفان، بناها مصر بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام حين نزل مصر.
قال في «الروض المعطار» : وأصلها بالسريانية مافه، ومعناها بالعربية ثلاثون؛ وذلك أن مصر حين نزلها كان في ثلاثين رجلا من أهل بيته، فسماها بعددهم.
قال ابن الأنباري في كتابه «الزاهر» «2» : وهي على اثني عشر ميلا من الفسطاط.
قلت: ومنف هذه في جنوبي الفسطاط على القرب من البلدة المعروفة
بالبدرشين من عمل الجيزة، وهي المعروفة بمصر القديمة، وقد خربت وصارت كيمانا «1» ، وبها آثار بنيان من الحجر الكذّان «2» يوجد تحت الردم، على القرب من أحجار الأهرام في العظمة والمقدار، وبوسطها آثار برباة «3» بها صنمان عظيمان من حجر صوّان أبيض، طول كل صنم منهما نحو عشرين ذراعا، وهما مطروحان على الأرض، وقد غطّى الطين أسفلهما.
وكان على القرب منهما بيت عظيم من حجر أخضر، قطعة واحدة: جوانبه الأربعة وأرضه وسقفه، ولم يزل على ذلك إلى الدولة الناصرية حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، وأراد الأمير شيخو أتابك العساكر نقله إلى القاهرة صحيحا فعولج فانكسر فأمر بأن تنحت منه أعتاب فنحتت وجعل منها أعتاب خانقاه «4» وجامعه بصليبة الجامع الطولوني؛ وشرقي هذه المدينة معالم سور مبني بالحجر الكذّان النحيت فصوصا صغارا بالطين والجير الذي قد علمت، لونه لون الحجر.
ويقال: إنه سور الأهراء التي بناها يوسف عليه السلام لادخار الحنطة في سنبلها.
ويذكر بعض أهل البلاد أنه يوجد بعض السّنبل الذي أخبر به يوسف عليه السلام تحت تلك الأرض إلى الآن. وأنه في المقدار فوق مقدار الحنطة المتعارفة بقليل.