الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه ظمأ ربع البلد، وهو ضارّ للبهائم لعدم المرعى.
قال: وأتم الزيادات العامة النافعة للبلد كله سبع عشرة ذراعا، وذلك كفافها وريّ جميع أرضها. وإذا زاد على السبع عشرة ذراعا وبلغ ثماني عشرة، استبحر من مصر الربع، وفي ذلك ضرر لبعض الضيّاع. قال: وذلك أكثر الزيادات.
قلت: هذا ما كان عليه الحال في زمانه وما قبله وكان الحال جاريا على ما ذكره في غالب السنين إلى ما بعد السبعمائة.
أما في زماننا، فقد علت الأرض مما يرسب عليها من الطين المحمول مع الماء في كل سنة وضعفت الجسور، وصار النيل بحكمة الله تعالى إلى ثلاثة أقسام: متقاصرة وهي ست عشرة ذراعا فما حولها؛ ومتوسطة وهي سبع عشرة ذراعا إلى ثمان عشرة ذراعا فما حولها؛ وعالية وهي ما فوق ثمان عشرة، وربما زادت على العشرين.
المقصد الرابع في ذكر خلجانها «1» وخلجانها القديمة ستة خلج:
الخليج الأول المنهى
وهو الخليج الذي حفره «يوسف الصدّيق عليه السلام» ومخرجه بالقرب من دروة سربام «2» ، من عمل الأشمونين الآتي ذكرها، وهي المعروفة بدروة
الشّريف، ويأخذ شمالا إلى مدينة البهنسى، ثم إلى قرية اللاهون «1» من عمل البهنسى، ويمرّ في الجبل حتّى يجاوزه إلى إقليم الفيّوم، ويمرّ بمدينته وينبثّ في نواحيه.
وهذا النهر من غرائب أنهار الدنيا تجفّ فوّهته في أيام نقص النيل، وباقيه يجري في موضع ويجف في آخر إلى إقليم الفيّوم، فيجري شتاء وصيفا من أعين تتفجر منه ولا يحتاج إلى حفر قطّ.
ويقال: إن «يوسف عليه السلام» حفره بالوحي ومياهه منقسمة على استحقاق مقدّر، كما في دمشق من البلاد الشامية.
وقال في «الروض المعطار» : وكانت مقاسمه بحجر اللّاهون على القرب من القرية المنسوبة إليه المتقدّمة الذكر. قال: وهو من عجائب الدنيا، وهو شاذروان بين قبتين من أحكم صنعة، مدرّج على ستين درجة، فيها فوّارات في أعلاها وفي وسطها وفي أسفلها، يسقي الأعلى الأرض العليا، والأوسط الأرض الوسطى، والاسفل الأرض السّفلى بوزن وقدر معلوم.
قال: ويقال إن يوسف عليه السلام عمله بالوحي، وإنّ ملك مصر يومئذ لما عاينه قال هذا من ملكوت السماء.
ويقال إنه عمل من الفضّة والنّحاس والرخام.
قلت: قد ذهبت معالم هذا اللاهون وبقي بعض بنائه ونقلت المقاسم الى مكان آخر بالفيوم تسقى الآن الأراضي على حكمها.