الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكل ما أخذ فيه من يسرة إلى يمنة كرأس الجيم ينبغي أن يمال رأس القلم فيه إلى اليمنة قليلا، وكلّ خط منتصب فيجب أن يكون انتهاؤه إرسالة، وطول كل سنة من السين ونحوها مثل سدس ألف خطها، وقيل مثل سبعه، وكلّ شظية في أوّل أو آخر مثل سبع ألف خطّها.
قال الشيخ عماد الدين بن العفيف: وللسّنّ الأيمن من القلم الألف واللام ورفعة الطاء والنون والباء والكاف إذا كانت قائمة مبتدأة، وأواخر التعريقات والمدّات وطبقة الصاد والضاد، ومدّة السين والشين؛ وللأيسر الجيم وأختاها والردّات وتدوير رؤوس الفاءات والقافات والهاءات والواوات والكافات المشقوقة.
قال: وكل ردّة من اليسار إلى اليمين تكون بصدر القلم.
قال: ويجب أن تكون المطّات الطويلة بسنّ القلم اليمنى مشظّاة ممالة، فتكون المطّة من رأس شظيّتها، وأن تكتب المدّات القصيرة بحرف القلم؛ وإذا ابتدأ بالمدّة وجب أن يدار القلم على سنّه مثل مطّة الطاء؛ وإذا وصلت المطّة بحرف مثلها كتبت بوجه القلم مثل مطّة الفاء المفردة. ثم قال: وهذا من أعظم أسرار الكتابة.
الجملة الثانية في تناسب الحروف ومقاديرها في كل قلم
قال صاحب «رسائل إخوان الصفا» في رسالة الموسيقى منه:
ينبغي لمن يرغب أن يكون خطّه جيّدا وما يكتبه صحيح التناسب، أن يجعل لذلك أصلا يبني عليه حروفه، ليكون ذلك قانونا له يرجع إليه في حروفه، لا يتجاوزه ولا يقصّر دونه.
قال: ومثال ذلك في الخطّ العربيّ أن تخط ألفا بأيّ قلم شئت، وتجعل غلظه الذي هو عرضه مناسبا لطوله، وهو الثمن ليكون الطّول مثل العرض ثمان مرّات، ثم تجعل البركار «1» على وسط الألف وتدير دائرة تحيط بالألف لا يخرج دورها عن
طرفيه، فإنّ هذا الطريق والمسلك يوصّلان إلى معرفة مقادير الحروف على النسبة، ولا تحتاج في مقاييسك ما تقصده إلى شيء يخرج عن الألف وعن الدائرة التي تحيط به.
فالباء وأخواتها- كل واحدة منها يجب أن يكون تسطيحها إذا أضيفت إليه سنّها مساويا لطول الألف، فإن زاد سمج وإن قصر قبح، ومقدار ارتفاع سنّها وجميع السنن التي في السين والشين ونحوها لا يتجاوز مقدار ثمن الألف.
والجيم وأخواتها- مقدار مدّتها في الابتداء لا يقصر عن نصف طول الألف.
وكذلك يجري الأمر في العين، والغين، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والراء والزاي، كل واحدة منها مثل ربع محيط الدائرة.
والدال، والذال- كل واحدة منهما يجب أن يكون مقدارها إذا أزيل الانثناء الذي فيها وأعيدت إلى التسطيح لا يتجاوز طول الألف ولا يقصر دونه.
والسين، والشين- كلّ واحدة منهما يجب أن تكون سننها إلى فوق مثل مقدار ثمن الألف، وفي العرض بمقدار نصفها، وفي التعريق مثل نصف الدائرة المحيطة بالألف.
والصاد، والضاد- مقدار عرض كلّ منهما في مداها مثل مقدار نصف الألف وفتحة البياض فيها مقدار ثمن الألف أو سدسها، وتعريقها إلى أسفل مثل نصف الدائرة المحيطة بالألف.
والطاء، والظاء- كلّ واحدة منهما في ناحية يجب أن يكون مقداره مثل مقدار جميع طول الألف وعرضه مثل نصف الألف.
والعين، والغين- كلّ واحد منهما مقدار تقويسه في العرض مثل نصف الألف أو مثل الألف إذا أعيدت إلى التسطيح وأزيل تثنّيه وتقويسه من أسفل مثل نصف محيط الدائرة.
والفاء- يجب أن يكون تسطيحه إلى قدّام بعد الطالع منه من فوق مثل طول الألف. وحلقته وحلقة الواو والميم كلّها إلى فوق مثل سدس الألف، وإلى أسفل في الميم والواو مثل الراء.
والقاف- تقويسها من فوق ينبغي أن يكون مثل سدس طول الألف، وتعريقها مثل مقدار نصف الدائرة.
والكاف- ينبغي أن يكون الأعلى منها طول الألف، وفتحة البياض التي داخله مثل سدس طول الألف، وتسطيحه من أسفل مثل أعلاه وكسرته إلى فوق مثل نصف طول الألف.
واللام- يجب أن يكون مقدار طول قائمتها مثل الألف، ومدّتها إلى قدّام مثل مقدار نصف الألف.
والنون- يجب أن يكون مقداره مثل نصف محيط الدائرة.
والياء- ينبغي أن يكون مبدؤه دالا مقلوبة لا تتجاوز مقدار طول الألف، وتعريقها إلى أسفل مثل نصف محيط الدائرة.
ثم قال: وهذه المقادير وكمية نسبة بعضها إلى بعض هو ما توجبه قوانين الهندسة والنسبة الفاضلة، إلا أن ما يتعارفه الناس ويستعمله الكتّاب على غير ذلك.
وقد أشار الشيخ عماد الدين بن العفيف إلى ضوابط في ذلك على ما تقتضيه أوضاع الكتّاب يجب الوقوف عندها فقال:
واعلم أن مقادير الحروف متناسبة في كل خط من الخطوط.
واعلم أن صاحبنا الشيخ زين الدين شعبان الآثاريّ في ألفيته قد جعل طول الألف سبع نقط من كل قلم، ومقتضاه أن يكون العرض سبع الطول.
ثم قال: إن ما زاد عن ذلك فهو زائد في الطول، وما كان ناقصا عن ذلك فهو
ناقص، وعلى ذلك تختلف المقادير المقدّرة بالألف من الحروف بنقص قدر الثمن من الطول.
فالألف واللام قدر سواء في كل خط، وكذلك الباء وأختاها، والجيم وأختاها، والعين والغين قدر سواء، والنون، والصاد، والضاد، والسين، والشين، والقاف، والياء المعرّقة قدر سواء، والراء، والزاى، والميم، والواو قدر سواء.
قال: وكل عراقة بدأت بها في كل خط مّا فعلى مثلها يكون انتهاؤها.
ثم قال: فتفهّم هذا القدر فإنه كثيرا ما يختلط على الكتّاب الحذّاق.
وقد ذكر الشيخ شرف الدين بن عبد السلام من ذلك أضربا:
أحدها- ما هو متناسب الطّول، وهو خمس صور: صورة الألف، وصورة اللام، وصورة القاف، وصورة التاء، وصورة الكاف ويجمعها قولك:«القتك» وفرّع عليها أربع صور يجمعها قولك: «بث مي» .
الثاني- ما يجوز مدّه من أوّل السطر إلى آخره وقصره ما شاء، ما لم يقصر عن طول الألف، وهي الباء، والكاف، واللام، ويجمعها قولك:«بكل» ويتفرّع عليها أخواتها.
الثالث- ما هو متناسب في المقدار، وهو ثلاث صور، يجمعها قولك:
«ديل» .
والمنكبّ من الدال والمستلقي منها والمنسطح والمستلقي منها والمنكبّ من الياء بمقدار نصف ألف خطّه.
الرابع- ما هو متناسب المساحة في حال العطف والإرسال: وهي القاف، والسين، والباء، والياء، والضاد، ويجمعها قولك:«قبس يض» وكل أخت تلحق بأختها.
الخامس- ما هو متناسب في الإرسال وهو الميم، والواو، والزاي، ويجمعها قولك:«موز» .