الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنها ما يطمس في بعض الأقلام دون بعض وهي: العين المتوسطة، والعين الأخيرة؛ وكذلك الغين، والفاء، والقاف، والميم، والهاء، والواو، واللام ألف وسيأتي الكلام على ما يطمس ويفتح من ذلك في كل قلم عند ذكره.
ثم الطّمس فيما يطمس منها على سبيل الجواز لا على سبيل اللزوم.
قال الشيخ عماد الدين بن العفيف: والرجوع في ذلك إلى قانون مضبوط، وهو أنه كلّما غلظت الأقلام كان الطمس فيها على خلاف الأصل، وكلّما رقّت كان الفتح فيها على خلاف الأصل، وذلك أنّنا عدلنا عن الفتح إلى الطّمس لأجل التلطيف.
الجملة السادسة في ذكر الأقلام المستعملة في ديوان الإنشاء في زماننا
وسيأتي في المقالة الثالثة في الكلام على ما يناسب كل مقدار من مقادير قطع الورق من الأقلام، أن المقرّ الشهابيّ بن فضل الله «1» ذكر في ذلك خمسة أقلام، وهي: مختصر الطّومار، والثّلث، وخفيف الثّلث، والتوقيع، والرّقاع «2» .
فمختصر الطّومار لقطع البغدادي الكامل، والثّلث لقطع الثلثين، وخفيف الثلث لقطع النصف، والتوقيع لقطع الثلث، والرقاع لقطع العادة.
ويلتحق بالخمسة التي ذكرها ثلاثة أقلام أخر، وهي: الطّومار الكامل، والمحقّق؛ والغبار «3» .
فالطّومار- يكتب به السلطان علاماته على المكاتبات والولايات ومناشير الإقطاع.
والمحقّق- استحدثت كتابته في طغراوات «1» كتب القانات «2» على ما سيأتي بيانه في موضعه.
والغبار- يكتب به بطائق الحمام «3» والملطّفات «4» وما في معناها.
وحينئذ فيكون المستعمل بديوان الإنشاء في الجملة ثمانية أقلام: الطّومار،
ومختصر الطّومار، والثّلث، وخفيف الثلث، والتّوقيع، والرّقاع، والمحقّق، والغبار.
وقد اختلف الكتّاب في تسمية قلم الثّلث وما في معناه من الأقلام المنسوبة إلى الكسور كالثلثين والنصف على مذهبين:
المذهب الأوّل- ما نقله صاحب «منهاج الإصابة» «1» عن الوزير أبي علي بن مقلة: أن الأصل في ذلك أن للخط الكوفيّ أصلين من أربع عشرة طريقة، هما لها كالحاشيتين، وهما: قلم الطومار، وهو قلم مبسوط كله ليس فيه شيء مستدير.
قال: وكثيرا ما كتب به مصاحف المدينة القديمة؛ وقلم غبار الحلية، وهو قلم مستدير كلّه ليس فيه شيء مستقيم؛ فالأقلام كلّها تأخذ من المستقيمة والمستديرة نسبا مختلفة، فإن كان فيه من الخطوط المستقيمة الثلث سمّي قلم الثلث، وإن كان فيه من الخطوط المستقيمة الثلثان سمّي قلم الثلثين، وعلى ذلك اقتصر صاحب» «منهاج الإصابة» .
المذهب الثاني- ما ذهب إليه بعض الكتّاب أن هذه الأقلام منسوبة من نسبة قلم الطّومار في المساحة؛ وذلك أن قلم الطّومار الذي هو أجلّ الأقلام مساحة عرضه أربع وعشرون شعرة من شعر البرذون «2» كما سيأتي؛ وقلم الثلث منه بمقدار ثلثه، وهو ثمان شعرات، وقلم النصف بمقدار نصفه، وهو اثنتا عشرة شعرة؛ وقلم الثلثين بمقدار ثلثيه، وهو ثمان عشرة شعرة. وإلى ذلك كان يذهب بعض مشايخ الكتّاب الذين أدركناهم، وعليه اقتصر المولى زين الدين شعبان الآثاريّ في ألفيته.
وهذه صور حروف الأقلام السبعة التي تستعمل في ديوان الإنشاء ولوازمه