الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأشار إلى هذا الهيثمي في "المجمع"(1/ 204)، وفيه نظر؛ فإن ابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره من العبادلة؛ كما قال عبد الغني الأزدي وغيره، والحافظ نفسه يقول في ترجمته من "التقريب":
"ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما".
وهذا الحديث من رواية ابن المبارك عنه فإنه هو عبد الله الذي لم ينسب فيه، وعليه فعلة الحديث جهالة التابعي، ولولا ذلك لأوردت الحديث بسبب شاهده هذا في "صحيح المصنف" وقد روى عن أبي هريرة نحوه دون ذكر الموارد، فانظر رقم (20) من "الصحيح".
ثم بدا لي نقل الحديث إلى "صحيح السنن"[هنا] لشواهد أخرى أوردتها في "تخريج منار السبيل"(1/ 100).
15 - باب في البول في المستحمِّ
22 -
عن حُميد الحِمْيَرِيِّ -وهو ابن عبد الرحمن- قال:
لقيت رجلًا صحب النّبيّ صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبو هريرة قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كلَّ يوم، أو يبول في مُغْتسله.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي والعسقلاني والعراقي).
إسناده: ثنا أحمد بن يونس: ثنا زهير عن داود بن عبد الله عن حميد الحميري.
وهذا سند صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير داود بن عبد الله الأودي؛ وهو ثقة باتفاق النقاد.
وللحديث تتمة تأتي برقم (74).
والحديث أخرجه النسائي أيضًا (1/ 47 و 2/ 276)، والحاكم (1/ 168)، والبيهقي (1/ 190) من طرق عن داود بن عبد الله الأودي عنه. وقال البيهقي:
"رواته ثقات؛ إلا أن حميدًا لم يسم الصحابي الذي حدثه؛ فهو بمعنى المرسل"!
وتعقبه ابن التركماني فأصاب، حيث قال:
"قد قدمنا أن هذا ليس بمرسل، بل هو متصل؛ لأنّ الصحابة كلهم عدول، فلا تضرهم الجهالة".
ولذلك قال النووي في "المجموع"(2/ 91)، والعراقي في "التقريب"(2/ 40)، والحافظ في "بلوغ المرام" (1/ 22 من شرحه):
"وإسناده صحيح". وقال في "الفتح"(1/ 240):
"رجاله ثقات، ولم أقف لمن أعله على حجة قوية، ودعوى البيهقي أنه في معنى المرسل مردودة؛ لأنّ إبهام الصحابي لا يضر، وقد صرح التابعي بأنه لقيه. ودعوى ابن حزم أن داود -راويه عن حميد بن عبد الرحمن- هو ابن يزيد الأودي، وهو ضعيف: مردودة؛ فإنه ابن عبد الله الأودي، وهو ثقة، وقد صرح باسم أبيه أبو داود وغيره".
والحديث سكت عليه المنذري (رقم 26).
وله شاهد بسند حسن عن عبد الله بن يزيد، خرّجته في "الصحيحة"(2516) في التبوُّل.