الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتب الحديث".
ولعله أراد ليس له أصل صحيح؛ وإلا فقد رواه البزار بلفظ "المهذب"؛ لكن إسناده ضعيف، كما قال الحافظ في "البلوغ"، و "التلخيص".
وأقول: إنه منكر؛ لمخالفته لجميع من روى هذا الحديث من الثقات.
(تنبيه ثان): وهم في حديث أبي هريرة -هذا- عالمان فحلان:
أحدهما: ابن العربي؛ حيث قال في "تفسيره"(1/ 415):
"وهذا حديث لم يصح"!
وهذا فيه إسراف ظاهر، فالحديث صحيح لا شك فيه؛ لما سبق من الشواهد وغيرها، ولو قال:(إسناده لم يصح)؛ لصدق.
والآخر: الحافظ ابن حجر؛ حيث قال في "الفتح"(7/ 195): إن "إسناده صحيح"!
وهو غير صحيح إ! بل ضعيف بشهادة الحافظ نفسه؛ كما نقلناه عنه.
24 - باب الرجل يَدْلُكُ يده بالأرض إذا استنجى
35 -
عن أبي هريرة قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى الخلاء؛ أتيته بماء في تَور أو رَكوة، فاستنجى ثمّ مسح يدَه على الأرض، ثم أتيته بإناء آخر فتوضأ".
(قلت: حديث حسن، وصححه ابن حبان).
إسناده: أخرجه من طريقين عن شريك عن إبراهيم بن جرير عن المغيرة عن
أبي زرعة عن أبي هريرة. هكذا وقع في أكثر النسخ: (عن المغيرة)! ولم ترد في بعض النسخ الخطية المصححة، وهذا هو الصواب؛ لوجوه أربعة ذكرها صاحب "العون"، يطول الكلام بإيرادها.
وأزيد عليها وجهًا خامسًا: أن البيهقي أخرج الحديث في "سننه"(1/ 106 و 107) عن المصنف من الوجهين
…
هكذا على الصواب دون ذكر: (عن المغيرة)؛ وكذلك هو عند كل من أخرج الحديث كما يأتي.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ إلا أن شريكًا -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، قال الحافظ في "التقريب":
"صدوق يخطيء كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلًا فاضلًا عابدًا شديدًا على أهل البدع".
وقد توبع عليه؛ كما يأتي، فالحديث حسن؛ إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه النسائي وابن ماجة، وأحمد (2/ 311 و 454)، وابن حبان في "صحيحه"(138 و 1402) من طرق عن شريك عن إبراهيم بن جرير عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة.
وتابعه أبان بن عبد الله بن أبي حازم؛ إلا أنه خالفه في إسناده فقال: حدثنا إبراهيم بن جرير بن عبد الله عن أبيه
…
مثله.
أخرجه النسائي والدارمي وابن ماجة والبيهقي. وقال النسائي:
"هذا أشبه بالصواب من حديث شريك"! وتعقبه ابن التركماني بقوله:
"قلت: أبان هذا؛ قال ابن حبان: كان ممن فحش خطأه وانفرد بالمناكير. وشريك القاضي ممن استشهد به مسلم. وحديثه هذا؛ أخرجه ابن حبان في