الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
62 - باب
150 -
عن يعلى بن عطاء عن أبيه: أخبرني أوس بن أبي أوس الثقفي:
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى كِظَامة قوم -وفي لفظ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى كظامة -يعني: الِميضأة-؛ فتوضأ ومسح على نعليه وقدميه.
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه". وصححه ابن القطان من حديث ابن عمر).
إسناده: حدثنا مسدد وعباد بن موسى قالا: ثنا هشيم عن يعلى بن عطاء.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ غير عطاء والد يحيى؛ قال الحافظ في "التهذيب":
"قال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى.
وتبعه الذهبي في "الميزان". وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"، وروى له هذا الحديث".
والحديث أخرجه البيهقي (1/ 286) من طريق المؤلف.
وأخرجه أحمد (4/ 8): ثنا هشيم
…
به مختصرًا؛ بلفظ:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى كظامة قوم فتوضأ.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: نا عثمان بن أبي شيبة: نا هشيم
…
به؛ بلفظ:
(1) الجزء الأول، وهو في المكتبة الظاهرية تحت رقم (282 - حديث).
أتى كظامة -يعني: مطهرة-؛ فتوضأ ومسح على قدميه.
وهكذا أخرجه الحازمي في "الاعتبار"(ص 42) من طريق سعيد بن منصور: أنا هشيم
…
به، وزاد:
بالطائف.
قال هشيم: كان هذا في أول الإسلام.
وقد تابعه شعبة عن يعلى: أخرجه الطبراني قال: حدثنا معاذ بن المثنى: نا مسدد: نا يحيى بن سعيد عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن أوس بن أبي أوس قال:
رأيت النّبي صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على نعليه، وقام إلى الصلاة.
وأخرجه أحمد أيضًا قال: ثنا يحيى
…
به؛ لكن وقع في سنده تحريف مطبعي.
ثم قال الطبراني: حدثنا عبدان بن أحمد: نا زيد بن الحُريش: حدثني يحيى ابن سعيد
…
به.
وأخرجه الحازمي؛ لكن وقع في نسختنا: "يحيى بن سعيد عن يعلى بن عطاء"! فكأنه سقط منها شعبة من بينهما. ثمّ قال الحازمي:
"لا يعرف هذا الحديث مُجَوَّدًا متصلًا إلا من حديث يعلى بن عطاء، وفيه اختلاف أيضًا"!
والاختلاف الذي يشير إليه: هو أن حماد بن سلمة رواه عن يعلى بن عطاء عن أوس الثقفي:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على نعليه.
أخرجه الطيالسي (رقم 1113): ثنا حماد بن سلمة
…
به.
وأخرجه الطحاوي (1/ 58)، وأحمد (4/ 9)، والطبراني من طرق عن حماد
…
به، لكنهم خالفوه فجعلوه من (مسند أبي أوس) لا من (مسند ابنه) فقالوا: عن أوس بن أبي أوس قال: رأيت أبي يومًا توضأ فمسح على النعلين. فقلت له: أتمسح عليهما؟ فقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
وكذلك رواه شريك عن يعلى بن عطاء عن أوس بن أبي أوس قال: كنت مع أبي على ماء من مياه العرب، فتوضأ ومسح على نعليه، فقيل له؟ فقال: ما أزيدك على ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.
أخرجه الطحاوي وأحمد والطبراني من طرق عنه.
فقد اتفق حماد -في رواية الأكثرين- وشريك على إسقاط عطاء من الإسناد، وعلى أن الحديث من (مسند أبي أوس) ليس من (مسند ابنه أوس)؛ خلافًا لرواية هشيم وشعبة، وهي عندي أصح وأولى؛ لأنهما أوثق وأحفظ من حماد وشريك.
وقد أخرجه البيهقي من طريق الطيالسي، ثم قال:
"وهذا الإسناد غير قوي"! فتعقبه ابن التركماني بقوله:
"الوجه الأول أخرجه الحازمي في "الناسخ والمنسوخ" وقال: لا يعرف مجودًا متصلًا إلا من حديث يعلى بن عطاء، وأخرجه أيضًا ابن حبان في "صحيحه"؛ قالاحتجاج به كافٍ"!
أقول: الإنصاف أن تقول: إن الاحتجاج به وحده لا يكفي؛ لأنه -وإن سلم من الاضطراب المخل-؛ فإنه من رواية عطاء أبي يعلى، وقد عرفت أنه مجهول الحال، وقد اشتهر ابن حبان بتوثيق أمثاله من المجهولين.