الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه ابن السني (رقم 19) من طريق قَطَن بن نُسَيْر: ثنا عدي بن أبي عمارة الدارع قال: سمعت قتادة عن أنس مرفوعًا به. قال في "الميزان" -في ترجمة عدي هذا-:
"قال العقيلي: في حديثه اضطراب، وعنه قطن بن نسير". زاد الحافظ في "اللسان":
"وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال: روى عنه القاسم بن عيسى الطائي والبصريون. قلت: ومن أغلاطه أنه روى عن قتادة عن أنس في القول عند دخول الخلاء. وإنما رواه قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم. وقيل: عن النضر بن أنس عن أبيه. والأول أصح".
(تنبيه): قال الحافظ في "التلخيص"(1/ 461) -أن الحديث-:
"أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما"! وذكر في مكان آخر منه (530) أنه في "السنن الأربعة"! وسكت عليه.
وفي هذا الإطلاق تساهل أو ذهول، وذلك أن الحديث ليس عند النسائي في "سننه الصغرى" المعروف بـ "المجتبى"، وإنما هو في "سننه الكبرى"؛ كما قيّده صاحب "عون المعبود"، كما أنه ليس عند الترمذي ثاني الأربعة، وإنما أشار إليه إشارة كما سبق أن ذكرنا. والله تعالى هو الموفق.
4 - باب كراهية استقبال القبلة عند الحاجة
5 -
عن سلمان قال: قيل له:
لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخِرَاءَةَ؟ قال:
أجل؛ لقد نهانا صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، وأن لا نستنجي
باليمين، وأن لا يستنجي أحدُنا بأقلِّ من ثلاثة أحجار، أو نستنجي برجيع أو عظم (*).
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه مسلم، وأبو عوانة في "صحيحيهما"، وصححه الترمذي والدارقطني).
إسناده: ثنا مسدد بن مسرهد: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان.
وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري؛ فقد احتج بمسدد بن مسرهد، وبقية رواته متفق عليهم.
والحديث أخرجه مسلم والنسائي والترمذي والدارقطني والبيهقي، وأحمد (5/ 439) كلهم عن أبي معاوية به.
وأخرجه مسلم والنسائي والدارقطني، وكذا أبو عوانة في "صحيحه"، وابن ماجة، وأحمد (5/ 437 - 438) من طرق أخرى عن الأعمش ومنصور عن إبراهيم به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح". والدارقطني:
"إسناد صحيح".
6 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدُكم الغائطَ؛ فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ولا يستطب بيمينه".
(*) علق في الأصل جانبًا بقوله: "تحت (2749) "الصحيحة"
…
"؛ أي: أنه مذكور تحت هذا الرقم من "الصحيحة". (الناشر).
وكان يأمر بثلاثة أحجار، وينهى عن الرَّوْث والرِّمَّة.
(قلت: إسناده حسن. وقد أخرجه أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان في "صحاحهم". وروى مسلم بعضه).
إسناده: ثنا عبد الله بن محمد النُّفَيْليُّ: ثنا ابن المبارك عن محمد بن عجلان عن القَعْقَاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وهذا إسناد حسن، رجاله رجال "الصحيح"؛ غير أن ابن عجلان إنما أخرج له مسلم متابعة.
والحديث أخرجه أبو عوانة أيضًا في "صحيحه"(1/ 200)، والنسائي والدارمي وابن ماجة والبيهقي، وأحمد (2/ 247 - 250) من طرق عن ابن عجلان به.
ورواه ابن خزيمة وابن حجان (128 - 130) في "صحيحيهما" كما في "التلخيص"(1/ 456).
وروى بعضه مسلم (1/ 155) من طريق سهيل عن القعقاع به بلفظ:
"إذا جلس أحدكم على حاجته؛ فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها".
والحديث صححه النووي (2/ 95 و 109).
7 -
عن أبي أيوب -روايةً-[قلت: يعني: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم] قال:
"إذا أتيتم الغائط؛ فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، ولكن شرقوا أو غربوا".
فَقَدِمْنا الشام؛ فوجدنا مراحيض قد بنيت قِبَل القبلة؛ فكنا ننحرف عنها ونستغفر الله.
(قلت: إسناده على شرط البخاري. وقد أخرجه هو ومسلم وأبو عوانة في "صحاحهم").
إسناده: ثنا مسدد بن مُسَرْهَد: ثنا سفيان عن الزُّهْري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب.
وهذا إسناد على شرط البخاري.
وقد أخرجه في "صحيحه"(1/ 396): ثنا علي بن عبد الله قال: ثنا سفيان به.
وكذلك أخرجه مسلم، وأبو عوانة في "صحيحه"(1/ 199)، والنسائي والترمذي والدارمي والبيهقي، وأحمد (5/ 421) من طرق عن سفيان بن عيينة به. وقال الترمذي -أنّه-:
"أحسن شيء في هذا الباب".
ثمّ أخرجه البخاري والنسائي وابن ماجة، وأحمد (5/ 416 و 417 و 421) من طرق أخرى عن الزهري به.
وللحديث إسنادان آخران عن أبي أيوب:
أخرج أحدهما مالك (1/ 199)، ومن طريقه النسائي، وأحمد عنه (5/ 414) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق -مولى لآل الشفاء- عنه.
وهذا إسناد صحيح.
وقد تابعه همام: أنا إسحاق ابن أخي أنس عن رافع بن إسحاق به:
أخرجه أحمد (5/ 415)؛ وهو صحيح أيضًا.
والآخر: أخرجه الدارقطني في "سننه"(23) من طريق ورقاء عن سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب مرفوعًا.
وهذا إسناد حسن صحيح.
وللنهي عن الاستقبال شاهد من حديث عبد الله بن الحارث:
أخرجه ابن ماجة (317) بسند صحيح، وابن حبان (133) بسند آخر صحيح أيضًا.
8 -
عن مروان الأصفر قال:
رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة، ثمّ جلس يبول إليها، فقلت: أبا عبد الرحمن! أليس قد نُهي عن هذا؟ ! قال:
بلى؛ إنما نهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك؛ فلا بأس.
(قلت: إسناده حسن، ورجاله رجال "الصحيح". وقد حسنه الحازمي، والحافظ في "الفتح"، وصححه الدارقطني والحاكم والذهبي).
إسناده: ثنا محمد بن يحيى بن قارس: ثنا صفوان بن عيسى عن الحسن بن ذَكوان عن مروان الأصفر.
وهذا إسناد حسن: محمد بن يحيى بن فارس: هو ابن يحيى بن عبد الله بن فارس الذهلي، ثقة حافظ، أحد الأعلام، روى له البخاري.
وصفوان بن عيسى ثقة من رجال مسلم.
والحسن بن ذكوان ثقة من رجال البخاري، لكن فيه كلام، ولذلك أورده الذهبي في "الميزان"؛ وحكى أقوال الأئمة فيه، واعتمد هو على أنه صالح الحديث. وقال الحافظ في "التقريب":
"صدوق يخطئ".
قلت: فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى؛ ما لم يظهر خطأه.
وأما مروان الأصفر؛ فثقة من رجال الشيخين.
والحديث أخرجه الدارقطني أيضًا (22)، والحاكم (1/ 154)، والبيهقي (1/ 92) -من طريقه، ومن طريق أبي داود-؛ كلهم عن صفوان به. وقال الدارقطني:
"هذا صحيح، كلهم ثقات". وقال الحاكم:
"صحيح على شرط البخاري؛ فقد احتج بالحسن بن ذكوان"! ووافقه الذهبي!
وفيه نظر من وجهين، يعرفان مما سبق من الكلام على الحديث.
والحديث سكت عليه المنذري. وقال الحافظ في "الفتح"(1/ 199):
"سنده لا بأس به". ونقل الشوكاني عن "الفتح" أيضًا أنه قال:
"إسناده حسن". وسكت عليه في "التلخيص". وأخرجه الحازمي في "الاعتبار"(ص 26) وقال: