المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌94 - باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناس - صحيح سنن أبي داود ط غراس - جـ ١

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر

- ‌1 - كتاب الطهارة

- ‌1 - باب التَّخَلِّي عند قضاء الحاجة

- ‌2 - باب الرجل يتبوأ لبوله

- ‌3 - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء

- ‌4 - باب كراهية استقبال القبلة عند الحاجة

- ‌5 - باب الرخصة في ذلك

- ‌6 - باب كيف التكشُّف عند الحاجة

- ‌7 - باب كراهية الكلام عند الخلاء

- ‌8 - باب أيَرُدُّ السلامَ وهو يبول

- ‌9 - باب في الرجل يذكر الله على غير طُهْرٍ

- ‌10 - باب الخاتم يكون فيه ذكر الله يدخل به الخلاء

- ‌11 - باب الاستبراء من البول

- ‌12 - باب البول قائمًا

- ‌13 - باب في الرجل يبول بالليل في الإناء ثمّ يضعه عنده

- ‌14 - باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها

- ‌15 - باب في البول في المستحمِّ

- ‌16 - باب النهي عن البول في الجُحْر

- ‌17 - باب ما يقول الرجل إذا خرج من الخلاء

- ‌18 - باب كراهية مس الذكر باليمين في الاستبراء

- ‌19 - باب الاستتار في الخلاء

- ‌20 - ومن "باب ما يُنهى عنه أن يُستنجى به

- ‌21 - باب الاستنجاء بالحجارة

- ‌22 - باب في الاستبراء

- ‌23 - باب في الاستنجاء بالماء

- ‌24 - باب الرجل يَدْلُكُ يده بالأرض إذا استنجى

- ‌25 - باب السواك

- ‌26 - باب كيف يستاك

- ‌27 - باب الرجل يستاك بسواك غيره

- ‌28 - باب غَسْلِ السواك

- ‌29 - باب السواك من الفطرة

- ‌30 - باب السواك لمن قام من الليل

- ‌31 - باب فرض الوضوء

- ‌32 - باب الرجل يجدد الوضوء من غير حدث

- ‌33 - باب ما ينجس الماء

- ‌34 - باب ما جاء في بئر بُضَاعة

- ‌35 - باب الماء لا يُجْنِبُ

- ‌36 - باب البول في الماء الراكد

- ‌37 - باب الوضوء بسؤر الكلب

- ‌38 - باب سؤر الهرة

- ‌39 - باب الوضوء بفضل وضوء المرأة

- ‌40 - باب النهي عن ذلك

- ‌41 - باب الوضوء بماء البحر

- ‌42 - ومن "باب الوضوء بالنبيذ

- ‌43 - ومن "باب أيصلي الرجل وهو حاقن

- ‌44 - باب ما يجزئ من الماء في الوضوء

- ‌45 - باب الإسراف في الماء

- ‌46 - باب في إسباغ الوضوء

- ‌47 - باب الوضوء في أنية الصُّفْرِ

- ‌48 - باب التسمية على الوضوء

- ‌49 - باب في الرجل يُدْخِلُ يده في الإناء قبل أن يغسلها

- ‌50 - باب صفة وضوء النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌51 - باب الوضوء ثلاثًا ثلاثًا

- ‌52 - باب الوضوء مرتين

- ‌53 - باب الوضوء مرة مرة

- ‌54 - باب في الفرق بين المضمضة والاستنشاق

- ‌55 - باب في الاستنثار

- ‌56 - باب تخليل اللِّحية

- ‌57 - ومن "باب المسح على العِمَامة

- ‌58 - باب غسل الرِّجْلَيْنِ

- ‌59 - باب المسح على الخفين

- ‌60 - باب التوقيت في المسح

- ‌61 - باب المسح على الجوربين

- ‌62 - باب

- ‌63 - ومن "باب كيف المسح

- ‌64 - باب الانتضاح

- ‌65 - باب ما يقول الرجل إذا توضأ

- ‌66 - باب الرجل يصلّي الصلوات بوضوء واحد

- ‌67 - باب تفريق الوضوء

- ‌68 - باب إذا شك في الحدث

- ‌69 - باب الوضوء من القُبلة

- ‌70 - باب الوضوء من مَسِّ الذَّكرِ

- ‌71 - باب الرخصة في ذلك

- ‌72 - باب في الوضوء من لحوم الإبل

- ‌73 - باب في الوضوء من مس اللحم النِّيءِ وغسله

- ‌74 - باب ترك الوضوء مِنْ مَسِّ الميتة

- ‌75 - باب في ترك الوضوء مما مسّت النار

- ‌76 - باب التشديد في ذلك

- ‌77 - باب في الوضوء من اللين

- ‌78 - باب الرخصة في ذلك

- ‌79 - باب الوضوء من الدم

- ‌80 باب الوضوء من النوم

- ‌81 - باب في الرجل يطأ الأذى

- ‌82 - باب من يُحدِثُ في الصلاة

- ‌83 - باب في المذي

- ‌84 - باب في الإكسال

- ‌85 - باب في الجنب يعود

- ‌86 - باب الوضوء لمن أراد أن يعود

- ‌87 - باب الجنب ينام

- ‌88 - باب الجنب يأكل

- ‌89 - باب من قال: يتوضأ الجنب

- ‌90 - باب الجنب يؤخر الغسل

- ‌91 - باب في الجنب يقرأ القرآن

- ‌92 - باب في الجنب يصافح

- ‌93 - باب في الجنب يدخل المسجد

- ‌94 - باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسٍ

- ‌95 - باب في الرجل يجد البِلَّةَ في منامه

- ‌96 - باب المرأة ترى ما يرى الرجل

- ‌97 - باب مقدار الماء الذي يُجْزِى به الغُسْل

- ‌98 - باب في الغُسْل من الجنابة

- ‌99 - باب الوضوء بعد الغسل

الفصل: ‌94 - باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناس

وكذلك أخرجه الشيخان عن يحيى.

وأخرجه الترمذي (1/ 207 - 208)، وقال:

"حديث حسن صحيح".

وأخرجه النسائي من طريق بشر بن المفضل.

ثم أخرجه الشيخان أيضًا وابن ماجة والطحاوي (1/ 7)، وأحمد (2/ 235 و 382) من طرق أخرى عن حميد

به.

‌93 - باب في الجنب يدخل المسجد

[ليس تحته حديث على شرط كتابنا هذا. (انظر "الضعيف")]

‌94 - باب في الجنب يصلي بالقوم وهو ناسٍ

227 -

عن أبي بكرة:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل في صلاة الفجر؛ فأومأ بيده أنْ: مكانَكُمْ، ثم جاء ورأسه يقطر؛ فصلى بهم.

(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والبيهقي. وقال النووي والعراقي: "إسناده صحيح").

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن زياد الأعلم عن الحسن عن أبي بكرة.

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح". ولذلك قال النووي في "المجموع"(4/ 261)، والعراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 157):

ص: 416

"إسناده صحيح".

لكن أعله ابن التركماني بالانقطاع؛ فقال: (2/ 397):

"وفي كتاب "المتصل والمرسل والمقطوع" للبرديجي:

الذي صح للحسن سماعًا من الصحابة: أنس، وعبد الله بن مُغَفَّلٍ، وعبد الرحمن بن سَمُرة، وأحمر بن جَزْءٍ. فدل هذا على أن حديث الحسن عن أبي بكرة مرسل"!

قلت: وهذا خطأ؛ فإن الحسن -وهو البصري- قد سمع من غير هؤلاء المذكورين، وقد سرد أسماءهم الزيلعيُّ في "نصب الراية"(1/ 90) نقلًا عن البزار في "مسنده"؛ وفيهم أبو بكرة هذا، وله في "مسند أحمد" أحاديث برواية الحسن عنه، صرح في بعضها بسماعه منه، فانظر (5/ 37 و 41 - 42 و 44 و 48 - 51)، وأحدها في "صحيح البخاري" (2704)؛ وقال عقيبه:

"قال لي علي بن عبد الله -يعني: ابن المديني-: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث".

قلت: وسيأتي هذا في "السنة"(13 - باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة)، ويأتي له آخر في "الأدب" (رقم

) وانظر "الصلاة"(رقم 685).

فقد صح سماع الحسن من أبي بكرة؛ لكن هذا لا ينفي أن يكون روى عنه بالواسطة أيضًا؛ فإن بينهما في بعض الأحاديث: الأحنفَ بن قيس؛ كما في الحديث الآتي في "الفتن" (رقم

) [باب في النهي عن القتال في الفتنة].

وقد سبق أن ذكرنا عند الحديث رقم (13) أن الحسن البصري موصوف بالتدليس؛ فإذا عنعن في حديث؛ تُوُقِّفَ عن الاحتجاج به، حتى يتبين سماعه فيه، أو الواسطة الثقة.

ص: 417

ولما كان حديثه هنا قد رواه بالعنعنة؛ لم نستطع أن نحكم بصحة إسناده لذلك؛ وإن كان الحديث في نفسه صحيحًا؛ لطرقه وشواهده التي سنذكر بعضها إن شاء الله تعالى.

والحديث أخرجه البيهقي (2/ 397) مع الرواية الآتية بعده من طريق المؤلف؛ وحكم عليه بالصحة في كتاب "المعرفة"، كما قال ابن التركماني وغيره، وصححه ابن حبان (272) بلفظ:

وكبَّر في صلاة الفجر

وأخرجه أحمد (5/ 41 و 45) من طريق أبي كامل وعفان قالا: ثنا حماد -زاد عفان- بن سلمة

به. ثم أخرجه عن شيخه يزيد -وهو ابن هارون-: نا حماد ابن سلمة

به.

وأخرجه المصنف عنه؛ وهو:

228 -

وفي رواية عنه

بإسناده ومعناه؛ وقال في أوله: فكبَّر

وهو رواية ابن حبان بلفظ: كبَّر في صلاة الفجر

وقال في آخره: فلما قضى الصلاة قال:

"إنما أنا بشر، وإني كنت جنبًا".

(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان).

إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة

بإسناده ومعناه.

قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"، كالذي قبله، وقد سبق فيه الكلام بإيضاح. وقد قال الحافظ في "التلخيص" (2/ 324):

ص: 418

"وصححه ابن حبان والبيهقي، واختلف في إرساله ووصله"!

قلت: إنما جاء مرسلًا من طرق أخرى غير هذه الطريق؛ فليس فيه اختلاف؛ بل إن تلك الطرق المرسلة تقويه وتشهد له؛ كما أشار إلى ذلك البيهقي فيما يأتي.

والحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1/ 171 / 1) من طريق أخرى عن يزيد بن هارون

به.

وقد جاءت له شواهد:

الأول: عن أنس قال:

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته، فكبَّر وكبَّرنا معه، ثم أشار إلى القوم: كما أنتم؛ فلم نزل قيامًا حتى أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اغتسل ورأسه يقطر.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4104 - بترقيمي)، والدارقطني (ص 138)، والبيهقي من طريق عبيد الله بن معاذ: ثنا أبي: ثنا سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة عن أنس.

وهذا إسناد صحبح على شرط الشيخين. ثم قال الدارقطني:

"خالفه عبد الوهاب الخفاف

"، ثم ساقه من طريقه: ثنا سعيد عن قتادة عن بكر بن عبد الله المُزَني.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل في صلاة، فكبَّر وكبَّر من خلفه

الحديث.

قال عبد الوهاب: وبه نأخذ.

قلت: عبد الوهاب تُكُلِّمَ فيه من قبل حفظه؛ فإن كان حفظ هذا فهو إسناد

ص: 419

آخر لقتادة مرسل؛ وإلا فرواية معاذ والد عبيد الله أصح؛ لأنه ثقة حجة اتفاقًا، حتى قال محمد بن عيسى بن الطباع:

"ما علمت أن أحدًا قدم بغداد إلا وقد تُعُلِّقَ عليه في شيء من الحديث؛ إلا معاذًا العنبري؛ فإنه ما قدروا أن يتعلقوا عليه بشيء مع شغله بالقضاء". وقال يحيى القطان:

"ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ".

قلت: وفي هذا غاية المدح بالضبط والحفط والإتقان؛ فمثله -إذا خولف- فهو المقدم، وروايته هي الراجحة بلا شك.

وحديث أنس هذا؛ أورده الهيثمي في "المجمع"(2/ 69)، وقال:

"رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال (الصحيح) ".

الشاهد الثاني: عن علي بن أبي طالب قال:

بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصلي؛ إذ انصرف ونحن قيام، ثم أقبل ورأسه يقطر، فصلى لنا الصلاة ثم قال:

"إني ذكرت أني كنت جنبًا -حين قمت إلى الصلاة- لم أغتسل؛ فمن وجد منكم في بطنه رِزًّا، أو كان على مثل ما كنت عليه؛ فلينصرف حتى يفرغ من حاجته أو غسله، ثم يعود إلى صلاته".

أخرجه الإمام أحمد (1/ 88 / رقم 668 و 669) من طريق حسن بن موسى ويحيى بن إسحاق عن ابن لهيعة: حدثنا الحارث بن يزيد عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن زُرَيْرٍ الغافقي عن علي بن أبي طالب.

ص: 420

وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، لكن ابن لهيعة سيئ الحفظ؛ إلا أنه صحيح الحديث فيما وافق فيه غيره (*)؛ وقد زاد في هذه القصة:

"فمن وجد منكم

إلخ"! ولم تجدها في شيء من طرق الحديث؛ فهي ضعيفة. وأما أصل الحديث فصحيح.

الثالث: عن أبي هريرة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة، فلما كبّر انصرف وأومأ إليهم؛ أي: كما أنتم، ثم خرج فاغتسل، ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم، فلما صلى قال:

"إني كنت جنبًا، فنسيت أن أغتسل".

أخرجه أحمد (2/ 448)، والدارقطني (138)، والبيهقي (2/ 397 - عن وكيع-، وابن ماجة (1/ 368) -عن عبد الله بن موسى التيمي- كلاهما عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة.

وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم؛ فهو على شرطه، وأسامة بن زيد هذا: هو الليثي مولاهم أبو زيد المدني، وليس هو العدوي مولاهم المدني! هذا ضعيف. ولعل صاحب "الزوائد" ظنَّه هو هذا؛ فقال:

"إسناده ضعيف؛ لضعف أسامة بن زيد"! وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 324):

"وفي إسناده نظر"!

(*) هذا رأي شيخنا رحمه الله قديمًا في رواية ابن لهيعة، أما أخيرًا؛ فإنه كان يمشّي رواية ابن لهيعة فيما كان من رواية القدماء عنه، ومنهم: يحيى بن إسحاق؛ كما في "الصحيحة"(1/ 654 و 6/ 576)، وعليه؛ فحديثه هنا ثابت. والله أعلم.

ص: 421

قلت: ولعل وجه النظر: أن أسامة بن زيد الليثي -وإن كان ثقة من رجال مسلم-؛ فإن في حفظه بعض الضعف!

وقد جاء الحديث في "الصحيحين" وغيرهما عن أبي هريرة من طريق أخرى باللفظ الآتي في الكتاب بعد هذا؛ وفيه أن انصرافه كان قبل الدخول في الصلاة بالتكبير؛ فهذا خلاف ما روى أسامة!

قلت: لكن أسامة لم يتفرد بهذا اللفظ عن أبي هريرة؛ بل جاء عنه من طريق أخرى، كما جاء مرسلًا من وجوه تأتي في الكتاب.

فالظاهر: أن لأبي هريرة في الباب حديثين: أحدهما مثل حديث أبي بكرة.

والآخر حديثه الآتي.

229 -

قال أبو داود: "رواه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: فلما قام في مُصَلَّاه وانتظرنا أن يكبر؛ انصرف ثم قال:

"كما أنتم"".

(قلت: وصله البخاري في "صحيحه"، وكذا أبو عوانة، ووصله المؤلف بعد أربعة أحاديث، لكن بلفظ آخر).

إسناده معلق، وقد وصله البخاري (2/ 96)، وأبو عوانة (2/ 29)، وأحمد (2/ 238 - 239) من طريق صالح عن ابن شهاب

به؛ إلا أنهم قالوا: "مكانكم". ويأتي بتمامه عند الحديث (رقم 234).

230 -

ورواه أيوب وابن عون وهشام عن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فكبّر ثم أومأ بيده إلى القوم؛ أن: اجلسوا، فذهب واغتسل.

ص: 422

(قلت: محمد: هو ابن سيرين؛ فهو مرسل، كما صرح به المصنف في بعض نسخ الكتاب، وقد وصله الطبراني في "المعجم الصغير" والبيهقي في "سننه" من طريق ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة؛ غير أن البيهقي قال:

"المرسل هو المحفوط، وكل ذلك شاهد لحديث أبي بكرة".

قلت: لكن رواه أحمد وغيره من طريق أخرى عن أبي هريرة؛ وإسناده حسن على شرط مسلم).

إسناده معلق، وكذلك ذكره البيهقي.

وقد أخرجه هو والطبراني في "معجمه الصغير"(ص 166) من طريق أبي الربيع عبيد الله بن محمد الحارثي: ثنا الحسن بن عبد الرحمن العريان الحارثي: ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة:

أن النبي صلى الله عليه وسلم كبَّر بهم في صلاة الصبح، فأومأ إليهم، ثم انطلق؛ فرجع ورأسه يقطر فصلى بهم، فقال:

"إنما أنا بشر، وإني كنت جنبًا فنسيت". ثم قالا:

"تفرد به الحسن بن عبد الرحمن الحارثي".

قلت: ولم أجد من ترجمه، وكذلك الراوي عنه عبيد الله بن محمد الحارثي؛ لم أجده. ثم قال البيهقي:

"ورواه إسماعيل ابن عُلَيَّةَ وغيره عن ابن عون عن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.

ص: 423

وكذلك رواه أيوب وهشام عن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وهو المحفوظ؛ وكل ذلك شاهد لحديث أبي بكرة".

قلت: لكن جاء موصولًا من طريق أخرى عن أبي هريرة بإسناد حسن، وقد ذكرناه تحت الرواية (رقم 228)؛ فراجعه.

231 -

وكذلك رواه مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عطاء بن يسار قال:

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبَّر في صلاةٍ.

(قلت: هو في "موطأ مالك"، وهو مرسل أيضًا صحيح الإسناد، وكذا رواه المؤلف).

إسناده: قلت: هو في "الموطأ"(1/ 69)، وعنه رواه محمد (ص 120).

وهو مرسل صحيح الإسناد.

232 -

عن الربيع من محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم:

أنه كبَّر.

(قلت: والربيع هذا تابعي مجهول؛ لكن حديثه هذا مقرون).

إسناده: قال المؤلف عقب الذي سبق:

"وكذلك حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: ثنا أبان عن يحيى عن الربيع بن محمد".

وهذا مرسل، رجاله كلهم رجال الشيخين؛ غير الربيع هذا؛ فهو تابعي

ص: 424

مجهول، كما في "التقريب".

233 -

عن أبي هريرة قال:

أقيمت الصلاة وصَفَّ الناس صفوفهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا قام في مقامه؛ ذكر أنه لم يغتسل؛ فقال للناس:

"مكانَكم"، ثم رجع إلى بيته، فخرج علينا ينطف رأسه قد اغتسل؛ ونحن صفوف.

234 -

وفي رواية:

فلم نزل قيامًا ننتظره؛ حتى خرج علينا وقد اغتسل.

(قلت: إسنادهما صحيح. وأخرجه الشيخان وأبو عوانة في "صحاحهم" بنحو الرواية الأولى، وعند مسلم أيضًا الرواية الأخرى).

إسنادهما: حدثنا عمرو بن عثمان قال: ثنا محمد بن حرب قال: ثنا الزُّبَيْدِيُّ. (ح) وحدثنا عياش بن الأزرق قال: أخبرنا ابن وهب عن يونس. (ح) وحدثنا مَخْلَدُ بن خالد قال: ثنا إبراهيم بن خالد -إمام مسجد صنعاء- قال: ثنا رَبَاح عن معمر. (ح) وثنا مُؤَمَّلُ بن الفضل قال: ثنا الوليد عن الأوزاعي؛ كلهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:

أقيمت الصلاة

إلخ؛ وهذا لفظ ابن حرب.

وقال عياش في حديثه:

فلم نزل قيامًا

إلخ الرواية الثانية.

ص: 425

قلت: فهذه أربعة أسانيد للمؤلف رحمه الله إلى الزهري:

الأول: من طريق عمرو بن عثمان عن محمد بن حرب عن الزُّبيدي عن الزهري.

وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم رجال الشيخين؛ غير عمرو بن عثمان، وهو ثقة.

ومحمد بن حرب: هو أبو عبد الله الخولاني؛ وكلاهما حمصي.

وقد أخرجه النسائي (1/ 128)

بهذا الإسناد عن هذا الشيخ.

الثاني: من طريق عياش بن الأزرق عن ابن وهب عن يونس عنه.

وهذا إسناد صحيح كالأول.

وأخرجه مسلم (2/ 101)، والنسائي (1/ 130)، والبيهقي (2/ 398)، من طرق عن ابن وهب

به.

وأخرجه البخاري (1/ 305)، وأبو عوانة (2/ 29)، والبيهقي، وأحمد (2/ 518) عن عثمان بن عمر عن يونس.

الثالث: عن مَخْلَدِ بن خالد عن إبراهيم بن خالد عن رَبَاح عن معمر عنه.

وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير إبراهيم بن خالد، وهو ثقة.

وقد أخرجه أحمد (2/ 283): ثنا إبراهيم بن خالد

به؛ ولفظه مثل لفظ ابن حرب تقريبًا.

الرابع: عن مُؤَمَّل بن الفضل عن الوليد عن الأوزاعي عنه.

وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين؛ غير مؤمل بن الفضل، وهو ثقة.

ص: 426

وسيأتي من طريق غيره عن الوليد مختصرًا (رقم 553).

وأخرجه البخاري (1/ 305)، ومسلم، وأبو عوانة من طرق أخرى عن الوليد

به.

وله إسناد خامس عن الزهري؛ رواه عنه صالح بن كَيْسان بلفظ:

خرج وقد أقيمت الصلاة وعُدِّلت الصفوف، حتى إذا قام في مصلاه، انتظرنا أن يكبر انصرف، قال:

"على مكانكم"؛ فمكثنا على هيئتنا؛ حتى خرج إلينا ينطف رأسه ماءً، وقد اغتسل.

رواه البخاري وغيره، وعلقه المصنف فيما سبق (رقم 229)، وقد خرّجناه هناك.

وهذه الرواية صريحة في أن الانصراف كان قبل التكبير، وكذلك في رواية ابن وهب، وهي تخالف روايه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ومحمد بن سيرين المتقدمتين عن أبي هريره؛ ففيها أن الانصراف كان بعد التكبير، وكذلك في حديث أبي بكرة في أول الباب، وحديث أنس وعلي اللذين أوردناهما هناك. وقد قال البيهقي:

"ورواية أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أصح من رواية ابن ثوبان عنه؛ إلا أن مع رواية ابن ثوبان عنه: رواية أبي بكرة مسندةً، ورواية عطاء بن يسار وابن سيرين مرسلةً؛ وروي أيضًا عن أنس

"؛ ثم ساق حديث أنس بإسناده المتقدم.

ولا تعارض بين هذا الحديث والأحاديث الأخرى في الباب؛ لأنهما واقعتان مختلفتان، كما جزم به ابن حبان، وتبعه النووي في "المجموع" (4/ 261)؛ فقال:

ص: 427