الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرجه الطحاوي، والطيالسي (رقم 2199).
ومرة أخرى قال: حدثني عبد الله بن أبي سلمة أن عبيد الله بن عبد الله بن رافع حدثه
…
به.
أخرجه الدارقطني (12)، وعلقه البيهقي.
وقد تابعه على ذلك الوليد بن كثير؛ إلا أنه خالفه في اسم تابعيه فقال: ثني عبد الله بن أبي سلمة أن عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع حدثه
…
به.
أخرجه أحمد (3/ 86).
وعبد الله بن أبي سلمة هذا: هو الماجشون؛ وهو ثقة.
ولكن مدار الحديث على عبيد الله هذا؛ وهو مجهول، كما سبق؛ وهذا الاختلاف في اسمه يشعر بذلك.
لكن الحديث صحيح لطرقه وشواهده، وقد ذكرنا شيئًا منها فيما سلف؛ فراجعها إن شئت.
(تنبيه): الوليد بن كثير هذا؛ له شيخ آخر في هذا الحديث، قال في الاسم المختلف فيه: عبيد الله بن عبد الله بن رافع، راجع إسناد الحديث السابق؛ فقد اتفقت رواية شيخيه على أنه عبيد الله، واختلفا في اسم أبيه كما ترى، والله تعالى أعلم.
35 - باب الماء لا يُجْنِبُ
61 -
عن ابن عباس قال:
اغتسل بعضُ أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم في جَفْنَةٍ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم لِيتوضأ منها أو يغتسل، فقالت له: يا رسول الله! إني كنت جنبًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الماء لا يُجْنِبُ".
(قلت: إسناده صحيح، وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم ووافقه الذهبي والنووي وابن حجر).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص: ثنا سِمَاك عن عكرمة عن ابن عباس.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ وأبو الأحوص: هو سلام بن سُليم الحنفي الكوفي.
إلا أن سماكًا -وهو ابن حرب- وإن كان من رجال مسلم؛ فقد تُكُلِّم فيه من قبل حفظه؛ لا سيما في روايته عن عكرمة: فقالوا: إنه يضطرب فيها.
والذي يتلخص عندي فيه من مجموع كلامهم: أنه حسن الحديث في غير هذا الإسناد، صحيح الحديث برواية سفيان وشعبة عنه مطلقًا. وقد أطال في ترجمته في "الميزان" وقال هو: إنه "صدوق صالح من أوعية العلم". ثمّ نقل عن العجلي أنه قال فيه:
"جائز الحديث؛ كان الثوري يضعفه قليلًا". وقال ابن المديني:
"روايته عن عكرمة مضطربة، فسفيان وشعبة يجعلونها عن عكرمة، وأبو الأحوص وإسرائيل يجعلونها عن عكرمة عن ابن عباس". وفي "التهذيب":
"قال يعقوب: وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح وليس من المتثبتين. ومن سمع منه قديمًا مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم".
قلت: فإذا اتفق أبو الأحوص وسفيان في إسناد الحديث عنه عن عكرمة عن
ابن عباس؛ كان دليلًا على صحته، وهذا الحديث من هذا القبيل؛ فإنه رواه سفيان أيضًا كما يأتي، وتابعه شعبة أيضًا.
والحديث أخرجه البيهقي (2/ 189) من طريق المؤلف.
ثمّ أخرجه (2/ 267)، والترمذي -وقال:"حسن صحيح"-، وابن ماجة من طرق عن أبي الأحوص
…
به.
ثم أخرجه أيضًا (2/ 188 و 267)، وكذا النسائي (1/ 62)، وابن الجارود في "المنتقى"(27/ 48)، والحاكم (1/ 159)، وأحمد (1/ 235 و 284 و 308) من طريق سفيان عن سماك
…
به؛ إلا أنه قال: "لا ينجس".
وكذلك رواه ابن حبان في "صحيحه" -كما في "نصب الراية"(1/ 95) -.
وتابعه شعبة أيضًا عن سماك: عند الحاكم، والبزار (1/ 132 / 290).
وشريك: عند الدارقطني (19)، وأحمد (6/ 300)، ووهم فيه شريك فقال: عن ابن عباس عن ميمونة زوج النّبي صلى الله عليه وسلم قالت: أجنبت
…
الحديث؛ فجعله من مسندها! وإنما هو من مسند ابن عباس، كما رواه الجماعة. ثمّ قال الحاكم:
"قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأحاديث سماك بن حرب، وهذا حديث صحيح في الطهارة، ولا يحفظ له علة"! ووافقه الذهبي! وقال الحافط في "الفتح"(1/ 240):
"وقد أعله قوم بسماك بن حرب راويه عن عكرمة؛ لأنه كان يقبل التلقين، لكن قد رواه عنه شعبة وهو لا يحمل عن مشايخه إلا صحيح حديثهم". ولذلك قال الحافط في مكان آخر (1/ 273):