الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
75 - باب في ترك الوضوء مما مسّت النار
182 -
عن ابن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة، ثم صلى ولم يتوضأ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وكذا أبو عوانة في "صحاحهم").
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء ابن يسار عن ابن عباس.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في "الموطأ"(1/ 48)، وأخرجه الشيخان، وأبو عوانة (1/ 269)، ومحمد في "موطئه"(ص 58)، والبيهقي، وأحمد (1/ 226) كلهم عن مالك
…
به.
وقد تابعه هشام -وهو ابن سعد- ومعمر عن زيد بن أسلم: أخرجهما أحمد (1/ 356 و 365).
وتابعه أيضًا: خارجة بن مصعب: عند الطيالسي (رقم 2662).
وتابعه عن عطاء بن يسار: محمد بن يوسف -وهو الأعرج- أخرجه النسائي (1/ 40).
وللحديث في "المسند" طرق أخرى كثيرة عن ابن عباس؛ فانظر (1/ 226 و 227 و 241 و 244 و 253 و 254 و 258 و 264 و 267 و 272 و 281 و 326 - 327 و 336 و 351 و 353 و 361 و 363 و 366)؛ وبعضها عند مسلم وأبي عوانة.
183 -
عن المغيرة بن شعبة قال:
ضِفْتُ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأمر بجَنْبِ فَشُوِيَ، وأخذ الشفرة فجعل يَحُزُّ لي بها منه، قال: فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال: فألقى الشفرة وقال:
"ما له؟ تَرِبَتْ يداه! ". وقام يصلي (زاد الأنباري: )، وكان شاربي وَفَى؛ فَقَصُّه لي على سواك -أو قال:
"أقصُّه لك على سواك؟ "-.
(قلت: إسناده صحيح، وهو بدون الزيادة على شرط مسلم).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن سليمان الأنباري -المعنى- قالا: ثنا وكيع عن مسعر عن أبي صخرة جامع بن شداد عن المغيرة بن عبد الله عن المغيرة بن شعبة.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ إلا الزيادة؛ فإن محمد بن سليمان ليس من رجاله؛ ولكنه ثقة، فزيادته صحيحة، وقد توبع عليها كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (4/ 252 و 255) قال: ثنا وكيع
…
به مع الزيادة.
وأخرجه الترمذي في "الشمائل"(1/ 258) قال: حدثنا محمود بن غيلان: أنبأنا وكيع
…
به.
ورواه الطبراني (20/ 435).
وتابعه على الزيادة: سفيان -وهو ابن عيينة- عن مسعر
…
به.
أخرجه الطحاوي (2/ 333) بلفظ:
قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاربي على سواك.
ورواه للطبراني.
وتابعه عليها أبو عون الثقفي محمد بن عبيد الله عن المغيرة بن شعبة بلفظ:
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا طويل للشارب، فدعا بسواك وشفرة، فوضع السواك تحت الشارب، فقص عليه.
أخرجه الطيالسي (رقم 698): حدثنا المسعودي قال: أخبرني أبو عون الثقفي
…
به.
وأخرجه البيهقي (1/ 150) من طريق الطيالسي، والطحاوي عن عبد الله بن رجاء قال: ثنا المسعودي
…
به.
وهذا إسناد صحيح؛ فإن المسعودي ثقة؛ إنما تكلموا فيه من أجل حفظه.
وهذه الزيادة أوردها الغزالي في "الإحياء"(1/ 125)؛ فقال الحافظ العراقي في تخريجه:
"رواه أبو داود والنسائي والترمذي في "الشمائل"
…
"! وقال المنذري في "مختصره" (رقم 176):
"وأخرجه الترمذي وابن ماجة"!
قلت: ولم أجده عندهما ولا عند النسائي! ولم يعزه النابلسي في "الذخائر" إلا للمصنف؛ فلعله عند النسائي في "الكبرى".
184 -
عن ابن عباس قال:
أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم كتفًا، ثم مسح يده بِمِسْحٍ كان تحته، ثم قام فصلى.
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن حبان (1159)).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا أبو الأحوص: ثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس.
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ إلا أنهم تكلموا في رواية سماك عن عكرمة؛ فذكروا أنها مضطربة، لكنهم استثنوا من ذلك رواية سفيان وشعبة عن سماك عن عكرمة، فصححوها، كما سبق بيانه في الكلام على هذا الإسناد نفسه لحديث آخر (رقم 61).
فهذا الحديث من صحيح حديثه؛ لأنه قد رواه سفيان أيضًا عنه كما يأتي.
والحديث أخرجه ابن ماجة أيضًا (1/ 178) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا أبو الأحوص
…
به.
وأخرجه أحمد (1/ 326) قال: ثنا عبد الله بن الوليد: ثنا سفيان عن سماك
…
به؛ بلفظ:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ للصلاة؛ فقال له بعض نسائه: اجلس فإن القدر قد نضجت، فناولته كتفًا، فأكل، ثم مسح يده، فصلى ولم يتوضأ.
وهذا إسناد صحيح، وعبد الله بن الوليد: هو أبو محمد المكي المعروف بالعدني؛ وهو صدوق ربما أخطأ، كما قال الحافظ في "التقريب".
وقد تابعه أيوب عن عكرمة
…
به مختصرًا؛ ولفظه:
انتهس عرقًا، ثم صلى ولم يتوضأ.
أخرجه أحمد (1/ 273) قال: حدثنا حسين: ثنا جرير عن أيوب
…
به.
وهذا سند صحيح أيضًا، وهو على شرط البخاري، وحسين: هو ابن محمد بن بَهْرام أبو أحمد المؤدّب المروزي.
وجرير: هو ابن حازم.
وكذلك رواه زهير عن سماك بن حرب عن عكرمة
…
به مختصرًا.
أخرجه أحمد أيضًا (1/ 267).
185 -
عن ابن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انْتَهَسَ من كتفٍ، ثم صلى ولم يتوضأ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر النَّمَرِيُّ: ثنا همام عن قتادة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عباس.
وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
والحديث أخرجه أحمد (1/ 361): ثنا بهز: ثنا همام
…
به.
186 -
عن جابر بن عبد الله قال:
قَرَّبتُ للنبي صلى الله عليه وسلم خبزًا ولحمًا؛ فأكل، ثم دعا بوَضُوء فتوضأ، ثم صلى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه؛ فأكل، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان).
إسناده: حدثنا إبراهيم بن الحسن الخثعمي: ثنا حجاج: قال ابن جريج: أخبرني محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول.
وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين؛ غير إبراهيم بن الحسن الخثعمي، وهو ثقة، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه أحمد (3/ 322): ثنا عبد الرزاق: أنا ابن جريج. ومحمد ابن بكر: أخبرني ابن جريج: أخبرني محمد بن المنكدر
…
به أتم منه.
وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه ابن حبان (221 - موارد).
وأخرجه الترمذي (1/ 116 - 117) عن سفيان بن عيينة قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل: سمع جابرًا. قال سفيان: وحدثنا محمد بن المنكدر عن جابر
…
به أتم منه. مع بعض مغايرة في اللفظ والمعنى.
وهو في "المسند"(3/ 307) عن سفيان
…
به نحوه مختصرًا.
وكذلك رواه في مكان آخر (3/ 381) من طريق ابن عقيل، وكذلك أخرجه ابن ماجة (1/ 178 - 179) من طريق سفيان عن محمد بن المنكدر وعمرو بن دينار وعبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر
…
به.
وتابعه -عن ابن المنكدر-: علي بن زيد: عند أحمد (3/ 304).
وقد رواه ابن إسحاق عن عبد الله بن محمد بن عقيل
…
به، وهو أتم الروايات جميعها وأكملها.
أخرجه أحمد (3/ 374 - 375)؛ وإسناده حسن.
ونحوه رواية زائدة عن ابن عقيل: أخرجه الطيالسي (رقم 1670).
وأخرجه ابن حبان (220) من طريق معمر عن ابن المنكدر؛ وفيه ذكر أبي بكر وعمر.
ورواه أبو الزبير عن جابر
…
مختصرًا: أخرجه الطيالسي (رقم 1758).
187 -
عن جابر أيضًا قال:
كان آخرَ الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم تركُ الوضوء مما غيَّرت النار.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحهما")(1).
قال أبو داود: "هذا اختصار من الحديث الأول"(2).
(1) ورواه الحاكم في "علوم الحديث"(ص 85)؛ واحتج به على نسخ الأحاديث الواردة في الباب الآتي بعده.
(2)
وبنحو هذا أعله أبو حاتم؛ كما ذكره ابنه في "العلل"(رقم 168 و 174)! وردَّ ذلك ابن حزم فقال (1/ 243):
"وقد ادعى قوم أن هذا الحديث مختصر من الحديث الذي حدثنا
…
"؛ ثم ساق الحديث الأول، ثم قال:
"القطع بأن ذلك الحديث مختصر من هذا؛ قول بالظن؛ والظن أكذب الحديث، بل هما حديثان كما وردا".
وهذا هو للظاهر؛ فإن توهيم الرواة الثقات بدون دليل أو برهان لا يجوز، وقد أيّد ما ذهب إليه ابن حزم: المحقق أحمد محمد شاكر في تعليقه على "الترمذي"(1/ 121 - 122)، وأيَّد ذلك ببعض النقول؛ فراجعه فإنه نفيس.
(قلت: كذا قال! ورده ابن حزم؛ وجزم أنه حديث آخر مستقل عن الأول؛ وهو الظاهر).
إسناده: حدثنا موسى بن سهل أبو عمران الرملي: ثنا علي بن عياش: ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر.
وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير موسى بن سهل أبي عمران الرملي، وهو ثقة، وقد توبع.
والحديث أخرجه النسائي (1/ 40)، ومن طريقه ابن حزم (1/ 243)، وكذا الحازمي (ص 32)، والطحاوي (1/ 40)، والطبراني في "الصغير"(ص 140)، والبيهقي (1/ 155) من طرق عن علي بن عياش
…
به. وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا شعيب".
قلت: وهو ثقة اتفاقًا. وقال الخليلي:
"كان كاتب الزهري، وهو ثقة متفق عليه، حافظ، أثنى عليه الأئمة".
ولذلك قال النووي (4/ 57):
"حديث صحيح؛ رواه أبو داود والنسائي وغيرهم بأسانيد صحيحة"!
كذا قال! وليس له -بهذا اللفظ- إلا إسناد واحد؛ فتنبه!
وكثيرًا ما يطلق النووي رحمه الله مثل هذه العبارة على حديث وحيد الإسناد؛ فكن من ذلك على ذُكْرٍ وبينة! وقال الحافظ في "التلخيص"(2/ 6):
"رواه الأربعة وابن خزيمة وابن حبان"!
وقد سها في عزوه إياه للأربعة؛ فليس هو عند الترمذي وابن ماجة؛ وإنما لهما
الحديث الذي قبله.
188 -
عن عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ قال:
لقد رأيتُني سابعَ سبعة أو سادسَ ستة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار رجل؛ فمرَّ بلال فنادى بالصلاة، فخرجنا فمررنا برجل وبُرْمَتُهُ على النار؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أطابت بُرْمَتُكَ؟ ".
قال: نعم بأبي أنت وأمي! فتناول منها بَضْعَةً فلم يزل يَعْلُكُها، حتى أحرم بالصلاة وأنا أنظر إليه.
(قلت: إنما يصح من حديثه بلفظ: قال:
كنا يومًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصُّفَّةِ، فوُضِعَ لنا طعام؛ فأكلنا، فأقيمت الصلاة، فصلينا ولم نتوضأ. أخرجه أحمد بسند صحيح).
إسناده: حدثنا أحمد بن عمرو بن السَّرْحِ: ثنا عبد الملك بن أبي كريمة -قال ابن السرح: ابن أبي كريمة من خيار المسلمين- قال: حدثني عبيد بن ثُمامة المرادي قال: قدم علينا مصرَ عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يحدث في مسجد مصر لمحال.
وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير عبيد بن ثمامة المرادي -ويقال: عتبة-؛ لم يرو عنه غير ابن أبي كريمة هذا -كما في "الميزان"-، ولم يوثقه أحد؛ فهو مجهول.
والحديث سكت عليه المنذري في "مختصره"(رقم 181)!
ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(300) بسند المؤلف.