الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء، قال مصعب - أحد رواة الحديث-: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة» (1).
والحاصل من الحديثين أن خصال الفطرة ليست منحصرة في هذه العشر، ولكن منها:
1 -
الختان
.
2 -
انتقاص الماء، أي: الاستنجاء.
3 -
السواك.
4 -
تقليم الأظفار.
5 -
قص الشارب.
6 -
إعفاء اللحية.
7 -
الاستحداد، وهو حلق الشعر حول الفرج (شعر العانة).
8 -
نتف شعر الإبط.
9 -
غسل البراجم وهي: المواضع التي تتجمع فيها الأوساخ كعقد الأصابع ومعاطف الأذن ونحوها.
10 -
المضمضة والاستنشاق.
الختان
معناه وحكمه:
الختان: مصدر (ختن) أي: قطع، والختن: قطع الجلدة التي تغطي الحشفة من الذكر، وقطع الجلدة التي في أعلى فرج الأنثى (2).
وأما حكمه: فللعلماء فيه ثلاثة أوجه:
1 -
أنه واجب على الذكر والأنثى.
2 -
أنه مستحب لهما.
3 -
أنه واجب على الذكر مستحب للأنثى.
قال ابن قدامة في «المغنى» (1/ 85): فأما الختان فواجب على الرجال، ومكرمة في حق النساء وليس بواجب عليهن، هذا قول كثير أهل العلم. اهـ.
وقال النووي في «المجموع» (1/ 301): والمذهب الصحيح الذي نص عليه الشافعي وقطع به الجمهور أنه واجب على الرجال والنساء
…
اهـ.
(1) حسن: أخرجه مسلم (261)، وأبو داود (52)، والترمذي (2906)، والنسائي (8/ 126)، وابن ماجه (293).
(2)
انظر «تحفة المودود» لابن القيم (ص: 106، 132)، و «المجموع» (1/ 301).
قلت: أما ختان الذكر، فالظاهر انه واجب لما يأتي:
1 -
لأنه ملة إبراهيم عليه السلام: فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعد ما أتت عليه ثمانون سنة» (1).
وقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} (2).
2 -
ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أسلم: «ألق عنك شعر الكفر واختتن» (3).
3 -
أن الختان من شعار المسلمين وميزة لهم عن اليهود والنصارى، فكان واجبًا كسائر الشعائر.
4 -
أنه قطع شيء من البدن -وهو حرام- والحرام لا يستباح إلا بواجب.
وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد، وشدد فيه مالك حتى قال: من لم يختتن لم تجز إمامته ولم تقبل شهادته، ونقل كثير من الفقهاء عن مالك أنه سنة، لكن السنة عنده تركها إثم (4).
أما الأنثى: فإنه يُشرع ختانها، فقد قال صلى الله عليه وسلم:«إذا التقى الختانان وجب الغسل» (5) والختانان: هما موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية، ففيه بيان أن البنات كُنَّ يختتنَّ.
وقد ورد في إيجاب الختان على الأنثى أحاديث لا يخلو أحدها من مقال، منها حديث أم عطية: أن امرأة كانت تختن بالمدينة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:«لا تنهكي، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل» (6).
(1) صحيح: أخرجه البخاري (6298)، ومسلم (370).
(2)
سورة النحل، الآية:123.
(3)
حسنه الألباني بشواهده: أخرجه أبو داود (356)، والبيهقي (1/ 172) وفي سنده مجهولان وانقطاع، لكن حسنه الألباني بشواهده التي عزاها إلى صحيح أبي داود (383)، في «الإرواء» (79) ولم أقف عليها، وقد ضعفه النووي والشوكاني.
(4)
«تحفة المودود» (ص: 113).
(5)
صحيح: أخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه (611) وهو في الصحيحين بلفظ «ومس الختان الختان فقد وجب الغسل» .
(6)
ضعيف: أخرجه أبو داود (5271) وضعَّفه.