الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي رواية: «إذا خفضت فأشمِّي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج» (1).
وهذه أحاديث ضعيفة الإسناد، وإن كان صححها العلامة الألباني في «السلسلة الصحيحة (722).
وإذا كان كذلك، فلقائل أن يقول: الختان واجب على النساء - وإن كانت هذه الأحاديث ضعيفة - كالرجال لأن الأصل تساويهما في الأحكام إلا ما دلَّ الدليل على التفريق، ولا دليل.
ولآخر أن يقول: بل هو مستحب ومكرمة للنساء وليس بواجب، ووجه التفريق (2) بين الرجال والنساء، أن الختان في حق الرجال فيه مصلحة تعود إلى شرط من شروط الصلاة وهي الطهارة، لأنه إذا بقيت هذه الجلدة، فإن البول يبقى ويتجمع بها.
أما في حق المرأة فغاية فائدته: أنه يقلل من شهوتها، وهذا طلب كمال وليس من باب إزالة الأذى.
قلت: فختان الإناث دائر بين الاستحباب والوجوب، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:«الختان سنة للرجال مكرمة للنساء» (3) لكنه ضعيف ولو صح لكان حاسمًا للنزاع، والله أعلم.
السواك
معناه ومشروعيته:
السواك: مأخوذ من (ساكَ) إذا دلَكَ، وهو في الاصطلاح: استعمال عود أو نحوه في الأسنان، ليذهب الصفرة وغيرها عنها (4).
والسواك يستحب في جميع الأوقات لحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب» (5).
(1) منكر: أخرجه الخطب في «التاريخ» (5/ 327)، وانظر «جامع أحكام النساء» (1/ 19).
(2)
هذا الوجه أفاده العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في «الممتع» (1/ 134).
(3)
ضعيف: أخرجه أحمد (5/ 75).
(4)
نيل الأوطار (1/ 102).
(5)
صحيح: أخرجه النسائي (1/ 50)، وأحمد (6/ 47، 62) وغيرهما.
ويتأكد استحباب السواك في الأوقات الآتية:
1 -
عند الوضوء: لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لولا أن أشق على أمتي، أمرتهم بالسواك مع الوضوء» (1).
2 -
عند الصلاة: لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» (2).
3 -
عند قراءة القرآن: لحديث عليٍّ قال: أُمرنا بالسواك، وقال:«إن العبد إذا قام يصلى أتاه ملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو، فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه، فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك» (3).
4 -
عند دخول البيت: لحديث المقدام بن شريح عن أبيه قال: سألت عائشة، قلت: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك.
5 -
عند القيام لصلاة الليل:
لحديث حذيفة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك» (4) يعني: يدلك أسنانه بالسواك.
ويستحب في السواك استعمال عود «الأراك» فإن لم يجد فيجزئ غيره مما تحصل به تنقية الفم وتنظيف الأسنان، كاستعمال «فرشاة الأسنان» مع المعجون الخاص بذلك، والله أعلم.
هل في تقليم الأظفار وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة توقيت معين؟
هذه الخصال لا تتوقَّت بوقت معين، وإنما الضابط فيها الحاجة، فأي وقت احتيج إلى الأخذ منها كان ذلك وقته.
لكي ينبغي أن لا يُترك شيء من هذا أكثر من أربعين يومًا:
لحديث أنس بن مالك قال: «وُقِّتَ لنا في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة» (5).
(1) أخرجه أحمد، وهو في «صحيح الجامع» (5316).
(2)
صحيح: أخرجه البخاري (6813)، ومسلم (252).
(3)
صحيح الألباني: أخرجه البيهقي (1/ 38)، وانظر «الصحيحة» (1213).
(4)
صحيح: أخرجه البخاري (246)، ومسلم (255).
(5)
صحيح: أخرجه مسلم (257) وغيره.