الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه كمال أنس مع صغر سنه، وكمال أنه في حثه على حفظ سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: "أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم" في "الجامع"(1) والذي للبخاري "أسرّ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً فما حدثت به ولا أمي"(2).
وفي رواية (3): "أسرّ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً فما حدثت به أحداً بعده، ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به". انتهى.
الفصل السادس: (في التحابِّ والتوادِّ)
قوله: "السادس" من الفصول الثمانية عشر
قال ابن الأثير (4): وفيه سبعة فروع: الأول: في الحث عليه. انتهى.
الأول: حديث أبي هريرة:
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَى تَحَابُّوا، أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ". أخرجه مسلم (5) وأبو داود (6) والترمذي (7). [صحيح]
(1)(6/ 546).
(2)
لم يخرجاه، ولم أجده في "زيادات الحميدي".
(3)
أخرجه البخاري رقم (6289)، ومسلم رقم (146/ 2482).
(4)
في "الجامع"(6/ 546).
(5)
في "صحيحه" رقم (54).
(6)
في "السنن" رقم (5193).
(7)
في "السنن" رقم (2688)، وأخرجه ابن ماجه رقم (68). وهو حديث صحيح.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا" قال الله: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} (1) أي: دخولها.
"ولا تؤمنوا حتى تحابوا" يحب بعضكم بعضاً؛ لأنكم إخوة في الإيمان.
"ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم"(2) كأنه قيل: دلنا عليه، فقال:"أفشوا السلام بينكم" أذيعوه بينكم فيسلم بعضكم على بعض، فإنه يكون سبباً للتحاب، وتقدم إفشاء السلام (3)، وأنه على من عرفت وعلى من لم تعرف.
قوله: "أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي".
الثاني: حديث (النعمان بن بشير):
2 -
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَه سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى". أخرجه الشيخان (4). [صحيح]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل" بفتح المثلثة.
(1) سورة المائدة الآية: (72).
(2)
قال النووي في "شرح صحيح مسلم"(1/ 36): معناه لا يكمل إيمانكم ولا يصح حالكم في الإيمان إلا بالتحاب.
(3)
لأن السلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع وإعظام حرمات المسلمين، وقد ذكر البخاري رحمه الله في "صحيحه" عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الاقتار.
"شرح صحيح مسلم"(1/ 36)، "فتح الباري"(11/ 18 - 20).
(4)
أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (6011)، ومسلم رقم (66/ 2586).
"المؤمنين [133 ب] في توادّهم وتراحمهم، وتعاطفهم" قال ابن أبي جمرة (1): الثلاثة متقاربة، وبينها فرق لطيف، فالتراحم أن يرحم بعضهم بعضاً، والتواد التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي، والتعاطف إعانة بعضهم بعضاً كما يعطف طرف الثوب عليه ليقويه. انتهى.
وخبر قوله "مثل"(2) هو: "مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى" فكأن المؤمنين جسد واحد يسرّهم ما يسره، ويضرهم ما يضره.
قوله: "أخرجه الشيخان".
الثالث: حديث "المقدام بن معد يكرب".
3 -
وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكمْ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ". أخرجه أبو داود (3) والترمذي (4). [صحيح]
(1) ذكره الحافظ في "الفتح"(10/ 439)، وإليك نص كلامه كما في "الفتح": الذي يظهر أن التراحم والتواد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف، فأمّا الزاحم فالمراد به، أن يرحم بعضهم بعضاً بأخوة الإيمان، لا بسبب شيء آخر، وأمّا التوادد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة، كالتزاور والتهادي، وأمّا التعاطف فالمراد به: إعانة بعضهم بعضاً، كما يعطف طرف الثوب عليه ليقويه.
(2)
ووجه التشبيه فيه التوافق في التعب والراحة.
"فتح الباري"(10/ 439).
(3)
في "السنن" رقم (5124).
(4)
في "السنن" رقم (2391).
وأخرجه أحمد (4/ 130)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (542)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (206)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" رقم (440)، والطبراني في "الكبير"(ج 20 رقم 661)، وفي "مسند الشاميين" رقم (491)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (198)، وأبو نعيم في "الحلية" =
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحبّ أحدكم أخاه" محبة خاصة غير محبة المؤمنين العامة.
"فليخبره أنه يحبه" علل ذلك في حديث عن مجاهد مرسلاً: "فإنَّه أَبقى للألفة وأثبت للمودةِ"، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "الإخوان"(1)، وفي رواية:"وليقل له الذي أعلمه بحبه" ما يأتي قريباً، أخرجه أبو داود في أثناء حديث إلاّ أنّه قال المخبر: ولا أعلم هل علَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا؟.
قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".
قلت: وقال (2) حسن صحيح غريب.
الرابع: حديث (أنس):
4 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولِ الله! إِنِّي أُحِبُّ هَذَا. قَالَ: "أَعْلَمْتَهُ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: "فَأَعْلِمْهُ". فَلَحِقَهُ. فَقَالَ: إِنِي أُحِبُّكَ فِي الله. فَقَالَ: أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ. أخرجه أبو داود (3). [صحيح]
= (6/ 99)، وابن حبان في "صحيحه" رقم (570)، والحاكم (4/ 171) من طريق يحيى بن سعيد القطان به، وهو حديث صحيح.
وأخرجه أحمد (3/ 140 - 141) و"الضياء في المختارة" رقم (1619) من طرق من حديث أنس بن مالك.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" رقم (543) بسند حسن، عن رجل من الصحابة.
(1)
رقم (69).
(2)
في "السنن"(4/ 595).
(3)
في "السنن" رقم (5125).
وأخرجه أحمد (3/ 140)، وأبن حبان رقم (2513 - موارد)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 171) وهو حديث صحيح.
"قال: كان رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر رجل فقال: يا رسول الله! إني أحب هذا، قال: أعلمته؟ قال: لا، قال: فأعلمه، فلحقه فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني فيه". لا أدري هل هذا قد كان علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوله أو قاله من تلقاء نفسه (1).
قوله: "أخرجه أبو داود".
الخامس:
5 -
وعن يزيد بن نعامة الضبي رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْألهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَمِمَّنْ هُوَ، فَإِنَّهُ أَوْصَلُ لِلْمَوَدَّةِ". أخرجه الترمذي (2). [ضعيف]
حديث (يزيد بن نعامة الضبي) قال الكاشغري: مختلف في صحبته.
وفي "التقريب"(3): يزيد بن نعامة الضبي أبو مودود البصري، مقبول من الثالثة، ولم يجعله صحابياً، فيكون حديثه مرسلاً.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا آخى الرجل الرجل" اتخذه أخاً وصديقاً.
"فليسأله عن اسمه، واسم أبيه، وممن هو" من أي: قبيلة، فإنه يحتاج إلى معرفته لذلك.
قوله: "أخرجه الترمذي".
قلت: وقال (4): حديث غريب لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه، قال: ولا يعلم ليزيد بن نَعَامة سماعاً من النبي صلى [134 ب] الله عليه وآله وسلم.
(1) لم أقف على قول المخبر في "سنن أبي داود"، ولعله في نسخة أخرى.
(2)
في "السنن" رقم (2392 م) وهو حديث ضعيف.
(3)
(2/ 372 رقم 336).
(4)
في "السنن"(4/ 599).
قال (1): ويروى عن ابن عمر (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا، ولا يصح إسناده.
السادس: حديث (أبي هريرة):
6 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا". أخرجه الترمذي (3) وصحح وقفه. [صحيح]
(1) أي: الترمذي في "السنن"(4/ 599).
(2)
أخرجه البيهقي في "الشعب" رقم (9010)، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" رقم (74).
قال المناوي في "فيض القدير"(1/ 248)، وفيه عبد الله بن أبي مرة أورده الذهبي في "الضعفاء"، وقال: تابعي مجهول، وتبع الألباني في "الصحيحة" رقم (417)، المناوي بأن في سند الحديث عبد الله بن أبي مرة.
ثم استدركه في (ص 947) من "الصحيحة" بقوله: ثم تبين لي أنه لا وجه لتضعيف المناوي، برواية البيهقي في "الشعب" بـ (عبد الله بن أبي مرة) المجهول؛ لأنه قائم على وهم وقع له في اسم هذا التابعي، فقد وقفت على إسناده في "الشعب" - وقد طبع أخيراً - فإذا هو عنده:(عبد الله بن مرة) الهمداني الخارفي ثقة بلا خلاف، ومن رجال الشيخين، وهو غير عبد الله بن أبي مرة المجهول.
وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(3)
في "السنن" رقم (1997).
وأخرجه البيهقي في "الشعب" رقم (6595)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 712)، وتمام في فوائده رقم (1195 - الروض البسام)، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 351) وأعله بسويد بن عمرو الكلبي.
قال الترمذي: حديث غريب.
قال الألباني في "غاية المرام"(ص 273 - 274): رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم، ليس فيهم من ينظر في حالة، سوى سويد بن عمرو الكلبي، وقد قال النسائي وابن معين: ثقة. وقال العجلي: ثقة، ثبت في الحديث، وكان رجلاً صالحاً متعبداً، ولم يتكلم فيه غير ابن حبان كما رأيت، فلا يلتفت إليه لا سيما وهو من رجال مسلم
…
اهـ.
وله طريق آخر عن ابن سيرين، يرويه الحسن بن دينار عنه به. =
"الهَوْنُ" الرّفق، وإضافة (ما) إليه تُفِيدُ التقليل، يعني: أحبه حباً قَصْداً لا إفراط فيه.
"قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" لفظه في "الجامع"(1): "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبب .. " إلخ، ولفظ:"سمعت" في حديث ساقه (2) بعد حديث أبي هريرة عن عائشة، ونصَّ لمن أخرجه.
"أحبب حبيبك هوناً ما" يأتي تفسيره عن المصنف، أي: حباً قليلاً، لا تفرط فيه "عسى" للإشفاق "أن يكون بغيضك يوماً ما" فتندم على الإفراط في حبه، أو ينالك بضر مما عرفه بسبب إفراط المحبة.
= أخرجه تمام في "فوائده" رقم (1193 - الروض البسام)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 711)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 427)، وفيه ابن دينار هذا متروك.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (5120)، وفي "الكبير"(8/ 88 - المجمع). عن عبد الله بن عمرو.
وقال الهيثمي: وفيه محمد بن كثير الفهري، وهو ضعيف.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (5119) وفي "الكبير"(8/ 99 - المجمع)، وتمام رقم (1196 - الروض البسام"، والقضاعي رقم (739) بسند ضعيف، لضعف أبي الصلت وجميل بن زيد، ولم يسمع من ابن عمر. وقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 88): وفيه جميل بن زيد وهو ضعيف.
قال الألباني في "غاية المرام"(ص 276). قلت: لكنه لم يتفرد به فقد قال تمام عقبه: ورواه يحيى البكاء عن ابن عمر، لكنَّ البكّاء ضعيف أيضاً، ولكنه أجمل حالاً من جميل فقد وثق). اهـ
وأخرجه الدارقطني في "الأفراد - كما في "فيض القدير" (1/ 176). وأخرجه تمام في "فوائده" رقم (1192 و6594 - الروض البسام)، والترمذي بإثر حديث رقم (1997)، والبيهقي في "الشعب" رقم (6593)، والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (1321). وفي "غاية المرام" رقم (472) صححه الألباني، حيث قال: وجملة القول: أن الحديث من طريق ابن سيرين صحيح مرفوعاً بلا ريب. والله أعلم.
(1)
(6/ 549 رقم 4775).
(2)
أي: ابن الأثير في "الجامع"(6/ 550 رقم 4776)، وبيض له وفي "المطبوع" أخرجه رزين.
ولذا قال:
احذر عدوك مرة
…
واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصد
…
يق فكان أعرف بالمضرة
"وابغض بغيضك بغضاً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما" فتندم على الإفراط في بغضك إياه، والإفراط فيه وهو نهي عن الإفراط في الأمرين.
قوله: "أخرجه الترمذي وصحح وقفه".
قلت: قال (1): هذا حديث ضعيف، والصحيح: أنه عن علي موقوف.
السابع: حديث (أبي هريرة أيضاً).
7 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ الله عز وجل يَوْمَ القِيَامَةِ: أَيْنَ المتحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ اليَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي". أخرجه الترمذي (2) وصححه. [صحيح]
(1) في "السنن"(4/ 360).
(2)
كذا في "المخطوط" وهو خطأ، والذي في "الجامع"(6/ 550)، أخرجه مسلم والموطأ.
أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (37/ 2566)، ومالك في "الموطأ"(2/ 952).
قلت: وأخرجه أحمد (2/ 237)، والدارمي (2/ 312)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (3462) من طرق، وهو حديث صحيح.
وأخرج الترمذي في "السنن" رقم (2390) من حديث معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء
…
".
وأخرجه أحمد (5/ 239)، والطبراني في "الكبير"(ج 20 رقم 144 - 151)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 131) من طرق. وهو حديث صحيح.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ " من قوله: {ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} (1) أي: الذي يجله الموحدون عن التشبيه بخلقه، وعن أفعالهم (2)، أو يقال له: ما أجَلك؟ وما أكرمك؟ أو من عنده الجلال والإكرام للمخلصين من عباده، وهذه الصفة من أعظم صفات الله تعالى، قاله في "الكشاف"(3).
وإنما جعل التحاب (4) لأجل جلاله تعالى غير مشوب بشيء آخر غير رضاه لدلالته على الهيبة والسطوة المانعة عن قصد ما لا يرضاه.
(1) سورة الرحمن الآية: (27).
(2)
قول الزمخشري: عن التشبيه بخلقه وعن أفعالهم، إجلاله عن أفعال الخلق مبني على مذهب المعتزلة: أنه لا يخلق أفعال العباد ومذهب أهل السنة، أنه هو الخالق لها.
انظر: "المعتزلة وأصولهم الخمسة"(ص 169 - 180).
"مجموع فتاوى لابن تيمية"(8/ 389، 393 - 400).
(3)
(6/ 9).
- الجلال من أوصافه سبحانه وتعالى، وهي صفة ذاتية ثابتة بالكتاب والسنة، و (الجليل) ليس من أسمائه تعالى. وقد تقدم مفصلاً في أسماء الله الحسنى.
(4)
قال الحافظ في "الفتح"(1/ 62) قال يحيى بن معاذ: حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حباً لصاحبه".
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" رقم (544)، وابن حبان في "صحيحه" رقم (566)، وأبو يعلى في "مسنده" رقم (3419)، والبزار في "مسنده" رقم (3600 - كشف)، والحاكم (4/ 171)، وصححه ووافقه الذهبي. وهو حديث صحيح.
"اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلاّ ظلي". أي: يكونون في ظل العرش من حرِّ ذلك اليوم، ووهيج الموقف، وقيل: أي: في الراحة وطيب العيش في كنفه وستره.
قوله: "أخرجه مسلم ومالك (1) ".
الثامن: حديث (معاذ بن جبل):
8 -
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ الله عز وجل: المتحَابُّونَ فِي جَلَالِي لهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ".
أخرجه [مسلم ومالك](2). [صحيح]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[135 ب]: "يقول الله عز وجل: "المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم" قال ابن الأثير (3): الغبطة هي أن تشتهي لنفسك مثل ما يكون لغيرك من نعمة وثروة، من غير أن يزول عنه ما هو فيه، والحسد أن تتمنى ما لغيرك بزوال نعمته.
"النّبيّون" إن قلت: لا ريب أنّ الأنبياء عليهم السلام أفع العباد درجة عند الله، فكيف يغبطون من ذكر؟
قلتُ: الأنبياء عليهم السلام مخاطبون يوم القيامة بالشفاعة لأممهم، والاهتمام بأمورهم، وأولئك على المنابر لا يخاطبون بشيء ولا يهتمون به، ولأنه تعالى يسأل الرسل ويقول: ماذا أجبتم؟ ويسأل الأمم عنهم: هل بلغوا؟ وغير ذلك من أمور الآخرة.
"والشهداء" أي: يغبطونهم أيضاً.
"أخرجه الترمذي وصححه".
(1) تقدم التعليق على ذلك فانظره.
(2)
كذا في "المخطوط" وهو خطأ، والذي في "الجامع"(6/ 551 رقم 4778)، أخرجه الترمذي.
أخرجه الترمذي رقم (2390)، وقال: هذا حديث صحيح. وهو حديث صحيح، وقد تقدم تخريجه: آنفاً.
(3)
في "غريب الجامع"(6/ 551).
قلت: قال (1): حسن صحيح.
التاسع:
9 -
وعن أبي إدريس الخولاني عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يَقُولُ الله تبارك وتعالى: "وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَللْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَللِمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَللْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ". أخرجه مالك (2). [صحيح]
حديث (أبي أدريس الخولاني) صدره في "الجامع"(3): "عن أبي أدريس الخولاني قال: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتىً برَّاق الثَّنايا والنَّاس حوله، فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه، وصدَروا عن رأيه، فسألت عنه؟ فقالوا: هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجَّرت إليه، فوجدتُه قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلِّي، فانتظرته حتى أمضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلّمت عليه، ثم قلت له: والله إني لأحبُّك في الله، قال: الله؟ فقلت: الله، ثم قال: الله؟ فقلت: الله، فأخذ بحبوة ردائي، فجذبني إليه، فقال: أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يقول الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ" أي: في ذكري، كالقاعدين في حلق تلاوة كتابه، والتذكير بنعمائه.
(1) الترمذي في "السنن"(4/ 598).
(2)
في "الموطأ"(2/ 953 - 954 رقم 16) وهو حديث صحيح.
وأخرجه أحمد في "المسند"(5/ 229)، والطيالسي رقم (571)، والحاكم (4/ 169 - 170)، والطحاوي رقم (3893، 3894)، والطبراني في "الكبير"(ج 20 رقم 146، 147، 148)، وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 206). من طرق. وهو حديث صحيح.
(3)
(6/ 551 - 552).
"والمتزاورين فيَّ"(1) يزور أخاه لله.
"والمتباذلين فيَّ" يبذلون أموالهم لله، ومن أحبه الله أحبه العباد، وإذا أحب الله يوماً عبده ألقى عليه محبة في الناس.
ومحبة (2) الله لعبده فسّرت بإرادته الخير له، وإكرامه إياه، وبغضه (3) إرادة عقوبته وإهانته، ويأتي حديث إيحاء الله إلى جبريل بأنه يحب فلاناً.
(1) عن عمرو بن عبسة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصافون من أجلي".
أخرجه أحمد (4/ 386)، الطبراني في "الصغير" رقم (1095)، وفي "الأوسط" رقم (9076)، والبيهقي في "الشعب" رقم (8996).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 279)، وقال: رواه الطبراني في الثلاثة، وأحمد بنحوه ورجال أحمد ثقات. وهو حديث صحيح.
(2)
الحب أو المحبة من صفات الله عز وجل، الفعلية الاختيارية الثابتة بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)} [البقرة: 195].
وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54].
الدليل من السنة:
ما أخرجه مسلم رقم (2405) من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وفيه:"لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله .... ".
فأهل السنة والجماعة يثبتون صفة الحب والمحبة لله عز وجل، ويقولون: هي صفة حقيقة لله عز وجل، على ما يليق به، وليس هي إرادة الثواب، كما يقول المؤولة، كما يثبت أهل السنة لازم المحبة، وأثرها وهو إرادة الثواب وإكرام من يحبه سبحانه.
(3)
البغض: من الصفات الفعلية الثابتة لله عز وجل بالأحاديث الصحيحة. =
قوله: "أخرجه "الموطأ"".
العاشر: حديث (عمر رضي الله عنه):
10 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الأَعْمَال: الحُبُّ فِي الله، وَالبُغْضُ فِي الله". أخرجه أبو داود (1). [ضعيف]
11 -
وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ مِنْ عِبَادِ الله لِأُناسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ، وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الله تَعَالَى". قَالُوا: يَا رَسُولَ الله تُخبرْنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ الله عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ، وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا، فَوَالله إِنَّ وُجُوهَهُمْ لنُورٍ، وإِنَّهُمْ لَعَلَى نورٍ. وَلَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزُنونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ". وَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)} (2). أخرجه أبو داود (3). [صحيح]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله لأناس ما هم بأنبياء، ولا شهداء [136 ب] يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى، قالوا: يا رسول الله تخبرنا من
= انظر: حديث أبي هريرة الأتي.
(1)
في "السنن" رقم (4599) وهو حديث ضعيف.
ويغنى عن الضعيف، ما أخرجه أحمد (3/ 438، 440)، وأبو داود رقم (4681)، عن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من أحب لله، وأبغض لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان". وهو حديث صحيح.
لم يشرح ابن الأمير حديث أبي ذر.
(2)
سورة يونس الآية: 62.
(3)
في "السنن" رقم (3527) وهو حديث صحيح.
أخرجه البيهقي في "الشعب" رقم (8998) وهناد في "الزهد" رقم (475)، وابن جرير في "جامع البيان"(12/ 212)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 5)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"(6/ 1963).
هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله" أي: برحمته وحبه وذكره، أي: هو سبب التحاب بينهم لا سبب غير ذلك، ولذا قال: "من غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها" يعطي بعضهم بعضاً.
"فوالله إنّ وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور" أي: منابر من نور كما تقدم.
"لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس"، وقرأ هذه الآية:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)} (1). فهذا نص أنّ هؤلاء هم أولياء الله، وقد وصفهم بقوله:{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)} (2).
قوله: "أخرجه أبو داود".
الحادي عشر: حديث (أبي هريرة رضي الله عنه).
11 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَحَبَّ الله تَعَالَى العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ الله يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ الله يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ". أخرجه الثلاثة (3) والترمذي (4). [صحيح]
(1) سورة يونس الآية: (62).
(2)
سورة يونس الآية: (63).
قال ابن جرير في "جامع البيان"(12/ 213) وقوله: {الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 14] من نعت الأولياء، ومعنى الكلام: ألا إن أولياء الله الذين آمنوا وكانوا يتقون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
(3)
أخرجه البخاري رقم (3209، 6040، 7485)، ومسلم رقم (157/ 2637)، ومالك في "الموطأ"(2/ 953).
(4)
في "السنن" رقم (3161) وهو حديث صحيح.
وزاد مسلم (1): "وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً [نَادَى] (2) جِبْرِيلَ: إِنِّي أبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْه. فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِى في أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ الله يُبْغِضُ فُلَانًا [فَأَبْغِضُوهُ] (3)، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ البَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ". [صحيح]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبداً" قد ورد في الحديث الصحيح تعيين من يحبه، الله وهو الحديث القدسي (4)، وأنه يقول الله:"أفضل ما تقرب به عبدي أداء ما افترضت عليه إلى أن يقول: "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها
…
" الحديث.
"نادى جبريل: إنَّ الله يحب فلاناً" هذا وضع الظاهر موضع المضمر أصله: "إني أحب". "ثم ينادي" جبريل بأمر الله.
"في أهل السماء: إنّ الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء" يحتمل أنّ المراد السموات كلها.
قالوا: محبة الملائكة تحتمل أمرين:
(1) في "صحيحه" رقم (157/ 2637).
(2)
كذا في (أ. ب) والذي في "صحيح مسلم": دعا.
(3)
كذا في (أ. ب) والذي في "صحيح مسلم": قال فيبغضونه.
(4)
يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (6502) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن أستعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته.
أحدهما: استغفارهم له، ورحمتهم وثناءهم عليه، ودعاؤهم له.
والثاني: أنّ محبتهم على ظاهرها كمحبة المخلوقين، وهو ميل القلب إليه، واشتياقهم إلى لقائه بالمحبة والرضا عنه، ويؤخذ منه أنّ محبة قلوب الناس علامة محبة الله، ويؤيده "أنتم شهداء الله في أرضه".
قوله: "أخرجه الثلاثة والترمذي" قال ابن الأثير (1): وزاد (2) في حديثه في ذكر المحبة: "فذاك قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} (3) ".
زاد مسلم (4) في روايته: "وإذا أبغض الله عبداً نادى جبريل" لفظه في "الجامع"(5): "دعا جبريل".
قوله: "إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل [137 ب] السماء: إنّ الله يبغض فلاناً فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض". وأخرجه "الموطأ"(6) بمثل الرواية الأولى، قال: ولا أحسبه إلاّ قال في البغض مثل ذلك.
الثاني عشر: (حديث أبي ذر رضي الله عنه):
12 -
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ الله الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ
(1) في "الجامع"(6/ 555).
(2)
أي: الترمذي في "السنن" رقم (3161) وهو حديث صحيح.
(3)
سورة مريم الآية: 96.
(4)
في "صحيحه" رقم (157/ 2637).
(5)
(6/ 555).
(6)
(2/ 953).
يَعْمَلَ عَمَلَهُمْ؟ قَالَ: "أَنْتَ يَا أَبَا ذَرٍّ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"(1). [صحيح]
قال: قلت: يا رسول الله! الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم، قال: يا أبا ذر أنت مع من أحببت" تمامه عند أبي داود (2): "قال: فإني أحب الله ورسوله، قال: فإنك مع من أحببت، فأعادها أبو ذر وأعادها رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وفي "الجامع"(3): أنّ في رواية البخاري (4): "أنّ رجلاً من أهل البادية أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! متى الساعة قائمة؟ قال: ويلك وما أعددت لها؟! قال: ما أعددت لها إلاّ أني أحب الله ورسوله، قال: إنك مع من أحببت، قلنا: ونحن كذلك؟ قال: نعم، ففرحنا يومئذٍ فرحاً شديداً"، انتهى.
- وفي لفظ الترمذي (5): "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ". أخرجه أبو داود (6) عن أبي ذرّ، والترمذي عن صفوان بن عَسَّال.
قوله: "أخرجه أبو داود وعن أبي ذر".
قلت: وأخرجه (7) عن أنس، وفي روايته عنه قال: "ما رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه أبو داود في "السنن" رقم (5126)، وأحمد في "المسند"(5/ 156، 166)، وابن حبان في "صحيحه" رقم (556) وهو حديث صحيح.
(2)
في "السنن" رقم (5126) وهو حديث صحيح.
(3)
(6/ 556 - 557).
(4)
في "صحيحه" رقم (6167).
أخرجه مسلم رقم (2639)، والترمذي رقم (2385) كلهم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(5)
في "السنن" رقم (2387) من حديث صفوان بن عسال. وهو حديث صحيح.
(6)
في "السنن" رقم (5126) وهو حديث صحيح.
(7)
أي: الترمذي في "السنن" رقم (2385) وهو حديث صحيح.
فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشد منه".
"والترمذي (1) عن صفوان بن عسال".
قلت: لفظه ما تقدم، زاد في رواية (2):"وله ما اكتسب"، وقال الترمذي (3): حسن غريب.
الثالث عشر: حديث (أبي هريرة رضي الله عنه):
13 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ". أخرجه مسلم (4)، وأبو داود (5)، وأخرجه البخاري (6) عن عائشة. [صحيح]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأرواح" أرواح بني آدم أو أعم من ذلك.
"جنود" جمع جند.
قوله: "مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" قال ابن الأثير (7): معنى "الأرواح جنود مجندة": الإخبار عن مبدأ (8) كون الأرواح وتقدُّمها الأجساد، فأخبر النبي
(1) في "السنن" رقم (2387) وهو حديث صحيح.
(2)
في "السنن" رقم (2386) من حديث أنس رضي الله عنه.
(3)
في "السنن"(4/ 596).
(4)
في "صحيحه" رقم (2638).
(5)
في "السنن" رقم (4834) وهو حديث صحيح.
(6)
في "صحيحه"(6/ 369 رقم 333) تعليقاً.
قال الحافظ في "الفتح"(6/ 369) وقال الليث: وصله المصنف في "الأدب المفرد" رقم (691) عن عبد الله ابن صالح.
(7)
في "غريب الجامع"(6/ 559 - 560).
(8)
قاله الخطابي في "معالم السنن"(5/ 169).