المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثاني عشر: في عيادة المريض وفضلها - التحبير لإيضاح معاني التيسير - جـ ٦

[الصنعاني]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الثالث: في صلاة الليل

- ‌(الفصل الرابع): في صلاة الضحى

- ‌(الفصل الخامس): في قيام رمضان

- ‌ صلاة التراويح

- ‌(الفصل السادس): في صلاة العيدين

- ‌(اجتماع العيد والجمعة)

- ‌(الباب الثاني): في النوافل المقرونة بالأسباب

- ‌(الفصل الأول): في الكسوف

- ‌(الفصل الثاني): في الاستسقاء

- ‌(الفصل الثالث): في صلاة الجنازة

- ‌(الفصل الرابع): في صلوات متفرقة

- ‌[صلاة الاستخارة]

- ‌(صلاة الحاجة)

- ‌صلاة التسبيح

- ‌كتاب الصوم

- ‌الباب الأول: فى فضله وفضل شهر رمضان

- ‌الباب الثاني: في واجبات الصوم وسننه وأحكامه

- ‌فصل في أركان الصوم

- ‌النية

- ‌في نية صوم التطوع

- ‌الإمساك عن المفطرات

- ‌القبلة والمباشرة

- ‌المفطر ناسياً

- ‌زمان الصوم

- ‌عاشوراء

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌ست من شوال

- ‌عشر ذي الحجة

- ‌أيام الأسبوع

- ‌أيام البيض

- ‌الأيام التي يحرم صومها

- ‌سنن الصوم

- ‌وقت الإفطار

- ‌تعجيل الفطر

- ‌الباب الثالث: في إباحة الفطر وأحكامه

- ‌موجب الإفطار

- ‌في الكفارة

- ‌كتاب الصبر

- ‌كتاب الصدق

- ‌كتاب الصدقة والنفقة

- ‌الفصل الأول: في فضلهما

- ‌النفقة

- ‌الفصل الثاني: في الحث عليها

- ‌الفصل الثالث: في أحكام الصدقة

- ‌كتاب صلة الرحم

- ‌كتاب الصحبة

- ‌الفصل الأول: فِي حَقِّ الرَّجُل عَلى الزَوْجَةِ

- ‌الفصل الثاني: في حق المرأة على الزوج

- ‌الفصل الثالث: في آداب الصحبة

- ‌الفصل الرابع: في آداب المجلس

- ‌الفصل الخامس: في صفة الجليس

- ‌الفصل السادس: (في التحابِّ والتوادِّ)

- ‌الفصل السابع: في التعاضد والتناصر

- ‌الفصل الثامن: في الاستئذان

- ‌الفصل التاسع: (في السلام وجوابه)

- ‌الفصل العاشر: في المصافحة

- ‌الفصل الحادي عشر: في العطاس والتثاؤب

- ‌الفصل الثاني عشر: في عيادة المريض وفضلها

- ‌الفصل الثالث عشر: في الركوب والارتداف

- ‌الفصل الرابع عشر: في حفظ الجار

- ‌الفصل الخامس عشر: في الهجران والقطيعة

- ‌الفصل السادس عشر: في تتبع العورة وسترها

- ‌الفصل السابع عشر: في النظر إلى النساء

- ‌الفصل الثامن عشر: في أحاديث متفرقة

- ‌كتاب الصداق

- ‌الفصل الأول: في مقداره

- ‌الفصل الثاني: في أحكامه

الفصل: ‌الفصل الثاني عشر: في عيادة المريض وفضلها

"قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس غطى وجهه بيديه أو بثوبه وغض بها صوته" كما تقدم.

قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".

قلت: وقال (1): حسن صحيح.

الخامس: حديث (أبي موسى):

5 -

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: كَانَ اليَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ: يَرْحَمُكُمُ الله. فَيَقُولُ: "يَهْدِيكُمُ الله وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ". أخرجه أبو داود (2) والترمذي (3) وصححه. [صحيح]

"قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يرجون" كأنه عرفهم من قولهم.

"أن يقول لهم: يرحمكم الله، فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم" أي: شأنكم، وهو نحو: والسلام على من اتبع الهدى، فالدعاء بالهداية وصلاح الشأن لأهل الكتاب جائز.

قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي وصححه".

قلت: قال (4): حسن صحيح.

‌الفصل الثاني عشر: في عيادة المريض وفضلها

(الثاني عشر) من فصول كتاب الصحبة.

(في عيادة المريض وفضلها) ذكر فيه عشرة أحاديث:

الأول: حديث (علي عليه السلام):

(1) في "السنن"(5/ 86).

(2)

في "السنن" رقم (5083).

(3)

في "السنن" رقم (2739)، وهو حديث صحيح.

(4)

في "السنن"(5/ 82).

ص: 615

1 -

عن علي رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا إِلَاّ خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ، وَمَنْ أَتَاهُ مُصْبِحًا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ". أخرجه أبو داود (1) والترمذي (2). [صحيح]

"الخريف" هنا الحائط من النخل.

"قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يعود مريضاً ممسيًّا" داخلاً العائد في وقت المساء، وهو من بعد زوال الشمس إلى الليل.

"إلاّ خرج معه" يحتمل من منزله أو من بعد خروجه من منزل من عاده.

"سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة" وذلك أنّ عيادته المريض تأنيس له واتعاظ بما يراه عليه، وقد يقوده الاعتبار إلى التوبة، ويدعو له المريض وهو يدعو له.

"ومن أتاه" أي: عائداً له.

(1) في "السنن" رقم (3099).

(2)

في "السنن" رقم (969).

وأخرجه أحمد (1/ 97، 118)، وابن ماجه رقم (1442)، وابن حبان رقم (2958)، والحاكم (1/ 341 - 342)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 380)، وفي "الشعب" رقم (9173)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(3/ 234)، وهناد في "الزهد" رقم (372)، البزار رقم (620)، أبو يعلى رقم (262).

قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ لأن جماعة من الرواة أوقفوه عن الحكم بن عتبة ومنصور بن المعتمر، عن ابن أبي ليلى، عن علي رضي الله عنه من حديث شعبة، وأنا على أصلي في الحكم لراوي الزيادة، ووقفه الذهبي.

وانظر: "العلل" للدارقطني (3/ 267)، و"الصحيحة" رقم (1367).

وهو حديث صحيح.

ص: 616

"مصبحاً" داخلاً في الصباح.

"خرج معه سبعون ألف [165 ب] ملك يستغفرون له حتى يمسي، وكان له خريف في الجنة".

قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".

قلت: لفظه فيه (1): "ما من مسلم يعود مسلماً غدوة، إلاّ صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلاّ صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح" الحديث.

ثم قال (2): هذا حديث غريب حسن، وقد روي عن علي هذا الحديث من غير وجهٍ، ومنهم من وقفه ولم يرفعه. انتهى.

قال الراوي (3): أخذ علي بيدي فقال: انطلق بنا إلى الحسن نعوده فوجدنا عنده أبا موسى، فقال علي: أعائداً جئت يا أبا موسى أم زائراً؟ فقال: بل عائداً، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

" وذكر الحديث.

الثاني: حديث ثوبان:

2 -

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ". أخرجه مسلم (4) والترمذي (5). [صحيح]

(1) في "سنن الترمذي" رقم (969)، وهو حديث صحيح.

(2)

في "السنن"(3/ 301).

(3)

ابن أبي فاختة عن أبيه قال: أخذ عليَّ

وأبو فاختة: هو سعيد بن علاقة الهاشمي، مولاهم، الكوفي، مشهور بكنيته، ثقة، من الثالثة، مات في حدود السبعين. "التقريب"(1/ 303 رقم 238).

(4)

في "صحيحه" رقم (2568).

(5)

في "السنن" رقم (967). =

ص: 617

"قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عاد مريضاً لم يزل في خُرفة" بضم الخاء المعجمة.

"الجنة حتى يرجع" قال الأزهري (1): الخرفة: ما يخترف من النخل حين يدرك ثمره.

قال ابن الأنباري: شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحرزه عائد المريض من الثواب بما يحرزه المخترف من الثمر.

قلت: فيه بعد عن لفظ الحديث لا يخفى.

قوله: "أخرجه مسلم والترمذي".

قلت: ولفظه فيه (2): "إنّ المسلم إذا أعاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة".

قال الترمذي (3): حديث ثوبان حديث حسن، انتهى.

الثالث: حديث (أنس رضي الله عنه):

3 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، وَعَادَ أَخَاهُ المُسْلِمَ مُحْتَسِبًا بُوعِدَ مِنْ النَّارِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا".

قال أنس: "الخَريفُ" العام. أخرجه أبو داود (4). [ضعيف]

= وأخرجه أحمد في "مسنده"(5/ 283)، وهو حديث صحيح.

(1)

في "تهذيب اللغة"(7/ 21 - 22).

(2)

في "سنن الترمذي" رقم (967) وهو حديث صحيح.

(3)

في "السنن"(3/ 299).

(4)

في "السنن" رقم (3097)، وهو حديث ضعيف

وفي إسناده الفضل بن دلهم الواسطي القصاب، قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث.

وقال أحمد: لا يحفظ. وقال مرة: ليس به بأس. وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ فلا يفحش خطؤه حتى يبطل الاحتجاج به.

انظر: "الميزان"(3/ 351)، "الجرح والتعديل"(7/ 61).

"المغني"(2/ 511)، "تهذيب الكمال"(2/ 1098).

ص: 618

"قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء" أي: أسبغه.

"وعاد أخاه المسلم محتسباً" أجر عيادته.

"بُوعِدَ من النار سبعين خريفاً، قال أنس: الخريف العام" فيه أنه يشرع الوضوء لعيادة المريض، فإنه رتب الأجر على الأمرين: العيادة والوضوء، والثالث الاحتساب، وعقد أبو داود (1) له باباً فقال: باب في فضل العيادة على وضوء.

قوله: "أخرجه أبو داود".

الرابع: حديث (أبي هريرة رضي الله عنه).

4 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ في الله تَعَالَى، نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً".

أخرجه الترمذي (2). [حسن]

"تَبَوَّأْتَ" أي: اتخذت.

"قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عاد مريضاً" عامٌ لكل مريض، إلاّ أنه أخرج الطبراني (3) وابن عدي (4) عن أبي هريرة مرفوعاً:"ثلاث لا يعاد صاحبهن الرمد، وصاحب الضرس [166 ب] وصاحب الدُّمل".

(1) في "السنن"(5/ 475 الباب رقم 7).

(2)

في "السنن" رقم (2008).

وأخرجه ابن ماجه رقم (1443)، وابن حبان رقم (2961)، وفي سنده أبو سنان، عيسى بن سنان القسملي، وهو ضعيف.

وهو حديث حسن. والله أعلم.

(3)

في "الأوسط" رقم (152).

(4)

في "الكامل"(7/ 2561). =

ص: 619

ذكره الأسيوطي في "الجامع الصغير"(1).

"أو زار أخاً له" لا لمرض، فإنّ زيارة المريض تعرف بالعيادة وإن سميت أيضاً زيارة.

"في الله" أي: لأجل أنّ الله يحب تزاور الإخوان.

"ناداه منادٍ" أي: من الملائكة.

"أن طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً" قد أعد لك في الجنة منزلاً تنزله نحو {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} (2).

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: في باب (3) ترجمة بباب: ما جاء في زيارة الإخوان، ثم قال (4) بعد إخراجه: هذا حديث غريب.

الخامس: حديث (زيد بن أرقم رضي الله عنه):

5 -

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: عَادَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ وَجَعٍ كانَ بِعَينَيَّ. أخرجه أبو داود (5). [حسن]

= وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 384)، والعقيلي فى "الضعفاء"(4/ 212).

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(2/ 300): فيه الهيثم بن جماز البكاء، وهو ضعيف.

والهيثم بن جماز الحنفي البكاء، ضعفه ابن معين، وقال أحمد والنسائي: متروك الحديث. "الميزان"(4/ 319)، "اللسان" (6/ 204). وهو حديث موضوع. انظر:"الضعيفة" رقم (150).

(1)

رقم (3484)، ورمز السيوطي له بالضعف.

(2)

سورة يونس الآية: 93.

(3)

في "السنن"(4/ 365 الباب رقم 64).

(4)

أي: الترمذي في "السنن"(4/ 365).

(5)

في "السنن" رقم (3102)، وهو حديث حسن.

ص: 620

"قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني". إن صح حديث أبي هريرة الذي قدمناه "أنه لا يعاد من الرمد" فيحتمل أنّ هذا الوجع بعيني زيد كان غير رمد أو أنه رمد، وعاده لبيان الجواز.

قوله: "أخرجه أبو داود" وبوّب (1) له: باب العيادة من الرمد، فذكره.

السادس: حديث (عائشة رضي الله عنها):

6 -

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لمَّا أُصِيْبَ سَعْدٌ بنُ مُعَاذٍ رضي الله عنه يَوْمَ الخَنْدَقِ فِي أَكْحَلِهِ. ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم خيْمَةً فِي المَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ. أخرجه أبو داود (2) والنسائي (3). [صحيح]

"قالت: لما أصيب سعد" أي: ابن معاذ سيد الخزرج.

"يوم الخندق" هو يوم الإضراب، يعرف بالاسمين.

"في أكحله" متعلق بأصيب.

"ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة" يمرض فيها.

"في المسجد" مسجده صلى الله عليه وسلم.

"ليعوده من قريب" وهو حديث طويل، أخرجه الشيخان (4) في غزوة الخندق، بوّب له أبو داود: باب الرجل يعاد مراراً.

(1) في "السنن"(4/ 477 الباب رقم 9).

(2)

في "السنن" رقم (3101).

(3)

في "السنن" رقم (710).

(4)

البخاري في "صحيحه" رقم (463)، وأطرافه في (2813، 3901، 4117، 4122)، ومسلم رقم (1719).

ص: 621

قوله: "أخرجه أبو داود والنسائي" كأنه يريد أخرجا هذا القدر، وإلاّ فإنه أخرجه الشيخان (1).

السابع: حديث (ابن عباس رضي الله عنهما):

7 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْع مرَّاتٍ أَسْأَلُ الله العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَاّ عَافَاهُ الله مِنْ ذَلِكَ المَرَضِ". أخرجه أبو داود (2) والترمذي (3)[صحيح]

"قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عاد مريضاً لم يحضر" في علم الله.

"أجله، فقال: عنده" داعياً له.

"سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلاّ عافاه الله من ذلك المرض".

قوله: "أخرجه أبو داود".

قلت: في باب الدعاء (4) للمريض بالشفاء.

قوله: "والترمذي" لم أجده فيه (5) في باب عيادة المريض.

(1) وهو كما قال الشارح. انظر: "التعليقة المتقدمة".

(2)

في "السنن" رقم (3106).

(3)

في "السنن" رقم (2083).

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (1043).

وهو حديث صحيح.

(4)

في "السنن"(3/ 479 الباب رقم 12).

(5)

في "السنن"(4/ 410 رقم 2083 في كتاب الطب باب رقم 32).

ص: 622

وابن الأثير (1) نسبه إليه كما هنا إنما وجدت فيه (2) من حديث ثابت البناني [167 ب]"أنه دخل على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة! اشتكيتُ، قال أنس: أفلا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال: قل: اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقماً".

وأخرج (3) حديث أبي سعيد: "أنّ جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيتَ؟ قال: نعم، قال: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شرِّ كل نفس وعين حاسد، باسم الله أرقيك، والله يشفيك"، انتهى.

فائدة: قال في "الجواهر": اختلف السلف في المبتلى (4) بمرض أو مصيبة: هل الأفضل له الدعاء أو السكوت والرضا؟ قال الأكثرون: الدعاء أفضل، وقال آخرون: الأفضل أن يكون داعياً بلسانه، راضياً بقلبه.

قلت: أمّا الرضا فإنه لا ينافي الدعاء، بل الدعاء من الرضا؛ لأنه ليس من الرضا أن لا تحب العافية، وزوال ما نزل به، بل القلب متسع للأمرين: للرضا بالقضاء، والدعاء والالتجاء إلى كاشف كل بلوى، والدعاء هو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه وللناس، بل هذا جبريل يرقيه.

الثامن: حديث (أبي سعيد رضي الله عنه):

(1) في "الجامع"(6/ 628).

(2)

في "السنن" رقم (973)، وهو حديث صحيح.

(3)

أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (972).

وأخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (2486)، وهو حديث صحيح.

(4)

تقدم في "كتاب الصبر".

ص: 623

8 -

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا دَخَلْتُمْ عَلَى مَرِيضٍ فَنَفَّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئاً يُطِيّبُ نَفْسَهُ". أخرجه الترمذي (1)[ضعيف]

"قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخلتم على مريض فنفسوا له في أجله" بأن يقال: هذا الألم زائل، وقد اتفق مع فلان وعافاه الله منه، ونحو ذلك.

"فإنّ ذلك يطيب نفسه" وتطييب نفسه [](2) من العيادة.

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت (3): وضعّفه.

التاسع: حديث (أنس رضي الله عنه):

9 -

وعن أنس رضي الله عنه: أَنَّ غُلَامًا مِنَ اليَهُودِ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَمَرِضَ فَعَادَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ: "أَسْلِمْ"، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيْهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ فَأَسْلَم، فَخَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ يَقُولُ:"الحَمْدُ لله الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنَ النَّارِ". أخرجه البخاري (4) وأبو داود (5). [صحيح]

"أنّ غلاماً من اليهود" قال القسطلاني: اسمه عبد القدوس.

"كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم" فيه جواز الاستخدام بأهل الذمة من ذكر وأنثى.

"فمرض فعاده النبي صلى الله عليه وسلم " فيه شرف أخلاقه صلى الله عليه وسلم وعيادته من له به اتصال وإن كان كافراً.

(1) في "السنن" رقم (2087)، وهو حديث ضعيف.

(2)

في (أ. ب) زيادة مراد. أسقطناها لأنها تخل معنى العبارة.

(3)

قال الترمذي في "السنن"(4/ 412): هذا حديث غريب.

(4)

في "صحيحه"(1356) وطرفه في (5657).

(5)

في "السنن"(3095)، وهو حديث صحيح.

ص: 624

"فقعد عند رأسه فقال له: أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده" ففهم من نظره إليه أنه يأخذ رأيه فيه.

"فقال أبوه: أطع أبا القاسم"[168 ب] فيه أنّ أباه يعلم أنه رسول الله حقاً، يعرفونه (1) كما يعرفون أبناءهم.

"فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار".

قال الحافظ المنذري (2): قيل: يُعاد المشرك ليُدعى إلى الإسلام إذا رُجي إجابته، ألا ترى أنّ اليهودي أسلم لما عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام، فأمَّا إذا لم يُطمع في إسلام الكافر ولا تُرجى إجابته، فلا ينبغي عيادته، انتهى.

قلت: قد عاد (3) النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب في آخر مرضه، وعرض عليه الإسلام فامتنع، وما أظنه صلى الله عليه وسلم كان يطمع عند عيادته في إسلامه لطول امتناعه عن الإيمان به، وتكرر دعاؤه صلى الله عليه وسلم له إليه، ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم طمع حيث قد صار في سياق الموت أن يؤمن.

قوله: "أخرجه البخاري وأبو داود".

العاشر: حديث (ابن عباس رضي الله عنهما):

10 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "مِنْ السُّنّةِ تَخْفِيفُ الجُلُوسِ، وَقِلَّةُ الصَّخَبِ فِي عِيادَةِ المَريض". أخرجه رزين.

(1) قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [سورة البقرة الآية: 146، سورة الأنعام الآية: 20].

(2)

انظر: "مختصر السنن"(4/ 275 - 276).

(3)

أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (1360)، وأطرافه في (3884، 4675، 4772، 6681)، ومسلم في "صحيحه" رقم (34).

ص: 625