الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في ذكر الله لمن عثرت دابته
1 -
عَنْ أَبِي الْمَليْحِ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قالَ: كُنْتُ رَدِيفَ (1) النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَثُرَ بَعِيرُنَا (2)
= خلاصة ما يبينه صلى الله عليه وسلم في السفر
قائد ماهر صلى الله عليه وسلم ومربٍ يقظ وحكيم. يضع دستور السعادة.
أولاً: يعلم ما يجلب لأصحابه الخير ويدفع عنهم الضير.
ثانياً: يرشد إلى السير بالليل في جو معتدل ونسيم عليل.
ثالثاً: عدم ترك الأطفال والحيوان في الساعة المظلمة عند غياب الشفق الأحمر حتى تذهب فرعة العشاء.
رابعاً: إطعام الدابة التي يركب عليها المسافر ويسقيها ويعلفها ويشبعها لتقوى على السير.
خامساً: الإسراع بالسير في الأرض المجدبة.
سادساً: عند الاستراحة ينزل المسافرون في مكان نظيف، ومأمن بعيد من الهوام.
سابعاً: اجتماع القلوب في السفر والاتحاد والانضمام رجاء زيادة الأمن والاطمئنان وسهولة قضاء الحاجات، والمؤانسة والمؤازرة.
ثامناً: لا نيسى المسافر حق الله وذكره والثناء عليه (يتملقني): فيكثر من الرغبة في رحمته
أ - قال تعالى: [ليسأل الصادقين عن صدقهم] من سورة الأحزاب.
ب -[اذكروا نعمة الله عليكم] من سورة الأحزاب.
ولعمر بن الوردي:
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
…
وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الذكرى لأيام الصبا
…
فلأيام الصبا نجم أفل
واترك الغادة لا تحفل بها
…
تمس في عز رفيع وتجل
وافتكر في منتهى حسن الذي
…
أنت تهواه تجد أمراً جلل
واهجر الخمرة إن كنت فتىً
…
كيف يسعى في جنون من عقل
واتق الله فتقوى الله ما
…
جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً
…
إنما من يتقي الله البطل
كتب الموت على الخلق فكم
…
فل من جيش وأفنى من دول
اطلب العلم ولا تكسل فما
…
أبعد الخير على أهل الكسل
واحتفل للفقه في الدين ولا
…
تشتغل عنه بمال أو خول
واهجر النوم وحصله فمن
…
يعرف المطلوب يحقر ما بذل
قصر الآمال في الدنيا تفز
…
فدليل العقل تقصير الأمل
لا يضر الفضل إقلال كما
…
لا يضر الشمس إطباق الطفل
حبك الأوطان عجز ظاهر
…
فاغترب تلق عن الأهل بدل
فبمكث الماء يبقى آسناً
…
وسري البدر به البدر اكتمل
(1)
راكباً خلفه.
(2)
اصطدمت رجله، والعثرة: الزلة.
فَقُلْتُ: تَعَسَ الشَّيْطَانُ (1) فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَقُلْ تَعَسَ الشَّيْطَانُ فَإِنَّهُ يَعْظُمُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللهِ (2)، فَإِنَّهُ يَصْغُرُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الذُّبَابِ. رواه النسائي والطبراني والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
النهي عن الدعاء على الشيطان بالتعسة
2 -
وَعَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عَمَّنْ كَانَ رِدْفَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: كُنْتُ رِدْفَهُ عَلَى حِمَارٍ، فَعَثُرَ الْحِمَارُ، فَقُلْتُ: تَعَسَ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَقُلْ تَعَسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ: تَعَسَ الشَّيْطَانُ تَعَاظَمَ في نَفْسِهِ، وَقالَ: صَرَعْتُهُ بِقُوَّتِي (3)، وَإِذَا قُلْتَ: بِسْمِ اللهِ تَصَاغَرَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ (4) حَتَّى يَكُونَ أَصْغَرَ مِنْ ذُبَابٍ (5)
رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي، والحاكم إلا أنه قال:
وَإِذَا قِيلَ: بِسْمِ اللهِ خَنَسَ (6) حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الذُّبَابِ. وقال: صحيح الإسناد.
(1) عثر وانكب لوجهه وخسئ. من باب قطع اطلب أن تتحصن باسمه تعالى وتتبرك به كما قال تعالى: [فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم (98) إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون (99) إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون (100)] من سورة النحل.
(2)
أي الشيطان يفتخر إذا أسندت له شيئاً، ولكن التسمية تحقره وتذله وتطرده.
(3)
ينسب له قوة الشيطان ويدعي أنه عمل هذا مع أنه ضعيف لا أثر له.
(4)
حقرت وأهينت.
(5)
من ذباب كذا ط وع ص 305 - 2 وفي ن د: من الذباب: أي حشرة قذرة كما قال النسفي في قوله تعالى: [إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له] من سورة الحج.
وتخصيص الذباب لمهانته وضعفه واستقذاره، وسمي ذباباً لأنه كلما ذب لاستقذاره آب لاستكباره أهـ.
يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الأذى بالاعتماد على الله وحده والتفويض إليه والتحصين بذكره والتبرك، وأن لا يجعل الإنسان للشيطان أثراً ما فهو الفعال جل جلاله الوهاب القادر القوي قال تعالى:[وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18)] من سورة الأنعام.
فمنه وحده العصمة والحفظ والهداية والرحمة، أما الذي ينسب العمل للشيطان فضال مضل متبع غير الله كما قال جل جلاله:[ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين (50)] من سورة القصص.
وقال تعالى: [فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين (36) وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم (37)] من سورة الجاثية.
وقال تعالى: [يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31) ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين (32)] من سورة الأحقاف.
ففيه طاعته سبحانه وذكره رجاء الرضوان والرحمة والعصمة من الزلل إذ لا ينجي منه مهرب سبحانه، وهو الولي الناصر وحده، ومن التجأ إلى الشيطان خسر.
(6)
انقبض وتأخر قال تعالى: [من شر الوسواس الخناس (4) الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس (6)] من سورة الناس. =