الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَسُرَادِقُ (1) النَّارِ أَرْبَعَة جُدُرٍ، كِثَفُ (2) كُلِّ جدَار مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. رواه الترمذي والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
فصل
في سلاسلها وغير ذلك
49 -
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هذِهِ، وَأَشَارَ مِثْلَ الْجُمْجُمَة أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْضِ وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ لَبَلَغَتِ الأَرْضَ قَبْلَ اللَّيْل، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً اللَّيْلَ والنَّهَارَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا (3). رواه أحمد والترمذي والبيهقي كلهم من طريق درّاج عن عيسى بن هلال الصدقي عنه، وقال الترمذي: إسناده حسن.
50 -
وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: يُنْشِئُ اللهُ سَحَابَةً سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ أَيُّ شَيْءٍ تَطْلُبُونَ؟ فَيَذْكُرُونَ بِهَا سَحَابَةَ الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا الشَّرَابَ فَتُمْطِرُهُمْ (4) أَغْلالاً تَزِيدُ في أَغْلالِهِمْ، وَسَلاسِلُ تَزِيدُ في سَلاسِلِهِمْ، وَجَمْراً تَلْتَهِبُ عَلَيْهِمْ. رواه الطبراني، وقد روي موقوفاً عليه وهو أصح.
[ويعلى بن منية]: صحابي مشهور، ومنية أمه، ويقال: جدته. وهي بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان، وكثيراً ما ينسب إلى أبيه أمية.
51 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:
(1) مكانها المتسع المقام.
(2)
ثقل وعمق ومقدار يسير الراكب في طوله مدة أربعين سنة، وهو ماش لا ينتهي طوله. كناية عن تساع عمق النار وبعد سرادقها.
(3)
تبلغ أصلها، كذا ط وع، وفي ن د: تبلغ إلى أصلها.
(4)
فتمطرهم أغلالاً تزيد في أغلالهم، كذا ط وع. وفي ن د: فيمطرون أغلالاً تزيد على أغلالهم.
لَوْ أَنَّ مَقْمَعَاً مِنْ حَدِيدِ جَهَنَّمَ وُضِعَ في الأَرْضِ فاجْتَمَعَ لَهُ الثَّقَلانِ (1) مَا أَقَلُّوهُ (2) مِنَ الأَرْضِ. رواه أحمد وأبو يعلى والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
لو ضرب الجبل بمقمع من حديد جهنم لتفتت
52 -
وفي رواية لأحمد وأبي يعلى قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ ضُرِبَ الْجَبَلُ بِمَقْمَعٍ مِنْ حَديدِ جَهَنَّمَ لَتَفَتَّتَ ثُمَّ عَادَ. وروى هذه الحاكم أيضاً إلا أنه قال: لَتَفَتَّتَ فَصَارَ رَمَاداً. وقال: صحيح الإسناد.
[المقمع]: المطرق، وقيل: السوط.
53 -
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ رضي الله عنه قالَ: لَمَّا نَزَلتْ هذِهِ الآيَةُ: [نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ] قَرَأَهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَهَا شَابٌّ إِلى جَنْبِهِ فَصَعِقَ (3) فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ في حِجْرِهِ رَحْمَةً لَهُ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مِثْلُ أَيِّ شَيْءٍ الْحَجَرُ؟ قالَ: أَمَا يَكْفِيكَ مَا أَصَابَكَ عَلَى أَنَّ الْحَجَرَ الْوَاحِدَ مِنْهَا لَوْ وُضِعَ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا كُلِّهَا لذَابَتْ مِنْهُ، وَإِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ حَجَراً وَشَيْطاناً. رواه ابن أبي الدنيا عن عبد الله بن الوضاح حدثنا عباءة بن كليب عن محمد بن هاشم، وعباءة قال أبو حاتم: صدوق في حديثه إنكار أخرجه البخاري في الضعفاء يحوَّل من هناك.
54 -
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه في قَوْلِهِ تَعَالَى: [وَقُودُهَا النَّاسُ والْحِجَارَة] قالَ: هِيَ حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ (4) خَلَقَهَا اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأَرْضَ في السَّمَاءِ الدُّنْيَا يُعِدُّهَا لِلْكَافِرِينَ. رواه الحاكم موقوفاً وقال: صحيح على شرط الشيخين.
صفة جهنم عياذاً بالله منها
55 -
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الأرَضِينَ بَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ إِلى الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمَائَةِ سَنَةٍ، فَالْعُلْيَا مِنْهَا عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ قَدِ الْتَقَى طَرَفَاهُ في سَمَاءٍ وَالْحُوتُ عَلَى صَخْرَةٍ والصَّخْرَةُ بِيَدِ مَلَكٍ، وَالثَّانِيَةُ
(1) الإنس والجن ليس في ع: حديد جهنم.
(2)
ما حملوه وزحزحوه.
(3)
فغشي عليه وأصابه إغماء من شدة الخوف.
(4)
المادة الملتهبة المشتعلة.
مَسْجِنُ الرِّيحِ فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُهْلِكَ عَاداً أَمَرَ خَازِنَ الرِّيحِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْهِمْ رِيحاً تُهْلِكُ عَاداً، قالَ: يَا رَبِّ أُرْسِلْ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ قَدْرَ مَنْخِرِ الثَّوْرِ؟ قالَ لَهُ الْجَبَّارُ تبارك وتعالى: إِذاً تَكْفَأَ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وَلكِنْ أَرْسِلْ عَلَيْهِمْ بِقَدْرِ خَاتَمٍ فَهِيَ الّتِي قالَ اللهُ في كِتابِهِ:[مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ (1) عَلَيْهِ إِلَاّ جَعَلَتْهُ كالرَّمِيمِ (2)]، وَالثَّالِثَةُ فِيهَا حِجَار جَهَنَّمَ، والرَّابِعَةُ فِيهَا كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ، قالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَلِلنَّارِ كِبْرِيتٌ؟ قالَ: نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِيهَا لأَوْدِيَةً مِنْ كِبْرِيتٍ لَوْ أُرْسِلَ فِيهَا الْجِبَالُ الرَّوَاسِي لَمَاعَتْ (3) والْخَامِسَة فِيهَا حَيَّاتُ جَهَنَّمَ إِنَّ أَفْوَاهَهَا كالأَوْدِيَةِ تَلْسَعُ الْكَافِرَ اللَّسْعَةَ فَلَا يَبْقَى مَنْهُ لَحْمٌ عَلَى وَضَمٍ، وَالسَّادِسَةُ فِيهَا عَقَارِبُ جَهَنَّمَ إِنَّ أَدْنَى عَقْرَبٍ مِنْهَا كَالْبِغَالِ الْمُوكَفَة (4) تَضْرِبُ الْكَافِرَ ضَرْبَةً تُنْسِيهِ ضَرْبَتُهَا حَرَّ جَهَنَّمَ، وَالسَّابِعَةُ سَقَرُ فِيهَا إِبْلِيسُ مُصَفَّدٌ (5) بِالْحَدِيدِ يَدٌ أَمَامَهُ وَيَدٌ خَلْفَهُ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُطْلِقَهُ لِمَا يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَطْلَقَهُ.
رواه الحاكم وقال: تفرد به أبو السمح، وقد ذكرت عدالته بنص الإمام يحيى بن معين، والحديث صحيح ولم يخرّجاه.
[قال الحافظ]: أبو السمح هو دراج، وَقَبِلَهُ عبد الله بن عياش القتباني ويأتي الكلام عليهما، وفي متنه نكارة والله أعلم.
[قوله: تكفأ الأرض] مهموز: أي تقلبها.
[والوضم] بفتح الواو والضاد المعجمة جميعاً: هو كل شيء يوضع عليه اللحم، والمراد هنا أنه لا يبقى منه لحم إلا سقط عن موضعه.
(1) مرت عليه.
(2)
كالرماد، من الرم: وهو البلي والتفتت، قال تعالى:[وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح المقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم (42)] من سورة الذاريات.
(3)
لذابت.
(4)
الموكفة: الضخمة الغزير لبنها.
(5)
مكبل بالسلاسل مقبوض عليه، ومقيد يد على صدره ويد أخرى على ظهره انتقاماً منه، وتنكيلاً به وتمثيلاً وتعذيبا.