الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
29 -
وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ نَارَكُمْ هذِهِ فَقَالَ: إِنَّهَا لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَمَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ حَتَّى أَحْسِبَهُ قالَ: نُضِحَتْ (1) مَرَّتَيْنِ بِالمَاءِ لِتُضِيءَ لَكُمْ، وَنَارُ جَهَنَّمَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ. رواه البزار، وتقدم أن الحاكم صححه.
30 -
وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضاً رضي الله عنه قالَ: تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هذِهِ الآيَةَ: [وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ]، فَقَالَ: أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، وَأَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، وَأَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا يُضيءُ لَهَبُهَا. وفي رِوَايَةٍ: لَا يُطْفَأُ لَهَبُهَا. رواه البيهقي والأصبهاني وتقدم.
31 -
وَعَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه [إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (2)] قالَ: أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ كالشَّجَرَةِ (3)، وَلَكِنْ كَالْحُصونِ وَالْمَدَائِنِ. رواه البيهقي بإسناد لا بأس به، فيه خديج بن معاوية وقد وثقه أبو حاتم.
فصل
في أوديتها وجبالها
32 -
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: وَيْلٌ وَادٍ في جَهَنَّمَ يَهْوِي (4) فِيهِ الْكافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ. رواه أحمد والترمذي إلا أنه قال:
(1) النضح: البل بالماء والرش.
(2)
[انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالت صفر ويل يومئذ للمكذبين (34)] من سورة المرسلات.
(ظل) دخان جهنم يتشعب لعظمه كما ترى الدخان العظيم يتفرق تفرق الذوائب، وخصوصية الثلاث إما لأن حجاب النفس عن أنوار القدس الحس والخيال والوهم، أو لأن المؤدي إلى هذا العذاب هو القوة الواهمة الحالة في الدماغ والغضبية التي في يمين القلب والشهوية التي في يساره ولذلك قيل شعبة تقف فوق الكافر وشعبة عن يمينه وشعبة عن يساره (لا ظليل) تهكم به، وغير مغن عنهم من حر اللهب شيئاً، كل شرارة كالقصر في عظمها أهـ بيضاوي.
(3)
لا تشبه الشجرة في الارتفاع والقدر، ولكن تشبه في العظم القلعات المنيعة والقصور المشيدة الشامخة المرتفعة والمدائن المقامة.
(4)
يسقط، ومدة نزوله نحو أربعين عاماً.
وَادٍ بَيْنَ جَبَلَينِ يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ سَبْعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ. ورواه ابن حبان في صحيحه بنحو رواية الترمذي، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ورواه البيهقي من طريق الحاكم إلا أنه قال:
يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يُفْرَغَ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ.
[قال الحافظ]: رووه كلهم من طريق عمرو بن الحرث عن درّاج عن أبي الهيثم إلا الترمذي فإنه رواه من طريق ابن لهيعة عن دراج، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن دراج.
33 -
وَعَنْهُ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ في قَوْلِهِ، [سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (1)] قالَ: جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يُكَلَّفُ أَنْ يَصْعَدَهُ فَإِذَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ذَابَتْ، فَإِذَا
(1) سأغشيه عقبة شاقة المصعد، وهو مثل لما يلقى من الشدائد أهـ بيضاوي.
ثم ذكر الحديث. قال تعالى: [فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير ذرني ومن خلقت وحيداً وجعلت له مالاً ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيماناً ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر (31)] من سورة المدثر.
(فاصبر) أي فاستعمل الصبر على مشاق التكاليف وأذى المشركين (نقر) نفخ في الصور من النقر أي التصويت وأصله القرع (ذرني) نزلت في الوليد بن المغيرة (ممدوداً) مبسوطاً كثيراً ممداً بالنماء، وكان له الزرع والضرع والتجارة (وبنين شهودا) حضوراً معه بمكة يتمتع بلقائهم لا يحتاجون إلى سفر لطلب المعاش استغناء بنعمته، ولا يحتاج إلى أن يرسلهم في مصالحه لكثرة خدمه أو في المحافل والأندية لوجاهتهم واعتبارهم، قيل كان له عشرة بنين أو أكثر كلهم رجال فأسلم منهم ثلاثة خالد وعمارة وهشام (ومهدت) وبسطت له الرياسة والجاه العريض، حتى لقب ريحانة قريش (وحيدا): أي باستحقاقه الرياسة والتقدم (كلا) ردع له عن الطمع بمعاندة آيات المنعم المانعة عن الزيادة، قيل ما زال بعد نزول هذه الآية في نقصان ماله حتى هلك (فكر وقدر) فكر فيما يخيل طعناً في القرآن، وقدر في نفسه ما يقول فيه (فقتل كيف قدر) تعجب من تقديره استهزاء به أو لأنه أصاب أقصى ما يمكن أن يقال عليه. روي "أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ حم السجدة فأتى قومه وقال: لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس والجن، إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليعلو ولا يعلى، فقالت قريش صبأ الوليد فقال ابن أخيه أبو جهل: أنا أكفيكموه فقعد إليه حزيناً وكلمه بما أحماه فقام فناداهم، فقال تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتموه يخنق؟ وتقولون إنه كاهن فهل رأيتموه يتكهن؟ وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعراً؟ فقالوا: لا، فقال: ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه ففرحوا بقوله وتفرقوا عنه متعجبين منه (ثم قتل كيف قدر ثم نظر) =
الصعود جبل من نار. الحديث
رَفَعَهَا عَادَتْ، وَإِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَيْهِ ذَابَتْ، فَإِذَا رَفَعَهَا عَادَتْ، يَصْعَدُ سَبْعِينَ خَرِيفاً ثُمَّ يَهْوِي كَذَلِكَ. رواه أحمد والحاكم من طريق درّاج أيضاً وقال: صحيح الإسناد، ورواه الترمذي من طريق ابن لهيعة عن دراج مختصراً قالَ: الصَّعُودُ جَبَلٌ مِنْ نَارٍ يَتَصَعَّدُ فِيهِ الْكَافِرُ سَبْعِينَ خَرِيفاً، وَيَهْوِي بِهِ كَذَلِكَ أَبَداً وقال: غريب لا نعرفه معروفاً إلا من حديث ابن لهيعة.
[قال الحافظ]: رواه الحاكم مرفوعاً كما تقدم من حديث عمرو بن الحرث عن دراج عن أبي الهيثم عنه، ورواه البيهقي عن شريك عن عمار الدُّهْنِي عن عطية العوفي عنه مرفوعاً أيضاً، ومن حديث إسرائيل وسفيان كلاهما عن عمار عن عطية عنه موقوفاً بنحوه بزيادة.
34 -
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه [فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (1)] قالَ: وَادٍ
= في أمر القرآن مرة أخرى (ثم عبس) أي قطب وجهه لما لم يجد فيه مطعناً ولم يدر ما يقول (ثم أدبر) عن الحق أو عن الرسول صلى الله عليه وسلم (لواحة) مسودة لأعالي الجلد أو لائحة للناس (عليها تسعة عشر) ملكاً أو صنفاً من الملائكة يلون أمرها ليخالفوا جنس المعذبين فلا يرقون لهم ولا يستروحون إليهم ولأنهم أقوى الخلق بأساً وأشدهم غضباً لله. روي أن أبا جهل لما سمع عليها تسعة عشر قال لقريش: أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم فنزلت (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة) ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق القرآن لما رأوا ذلك موافقاً لما في كتابهم وليحصل شك أو نفاق فيكون إخبار بمكة عما سيكون في المدينة بعد الهجرة فيقول الكافرون (أي شيء أراد الله بهذا العدد المستغرب استغراب المثل) وقيل لما استبعدوه حسبوا أنه مثل مضروب (كذلك يضل) أي مثل ذلك الإضلال والهدى يضل الكافرين ويهدي المؤمنين (جنود ربك) إذ لا سبيل لأحد إلى حصر الممكنات والاطلاع على حقائقها وصفاتها (وما هي) وما سقر أو عدة الخزنة (إلا ذكرى) إلا موعظة وتذكرة للناس.
(1)
سيجدون في مستقبلهم ناراً شديدة جزاء اتباعهم الشهوات، قال النسفي جزاء غي، وكل شر عند العرب غي، وكل خير رشاد. وعن ابن عباس وابن مسعود وهو واد في جهنم أعد للمصرين على الزنا وشارب الخمر وآكل الربا والعاق وشاهد الزور أهـ قال تعالى:[فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتياً لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا (63)] من سورة مريم.
(تاب) رجع عن كفره (ولا يظلمون) أي لا ينقصون شيئاً من جزاء أعمالهم ولا يمنعونه بل يضاعف لهم (وعده) موعوده وهو الجنة (لغوا) فحشاً أو كذبا أو ما لا طائل تحته من الكلام، وهو المطروح منه. وفيه الملائكة (نورث) نجعلها ميراث أعمالهم يعني ثمرتها وعاقبتها. (خلف) أولاد سوء. (أضاعوا الصلاة) تركوا الصلاة المفروضة (الشهوات) ملاذ النفوس. وعن علي رضي الله عنه: من بنى الشدائد، وركب المنظور وليس المشهور، وعن قتادة رضي الله عنه هو في هذه الأمة.
في جَهَنَّمَ يُقْذَفُ فِيهِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ: رواه الطبراني والبيهقي من رواية أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن مسعود ولم يسمع منه، ورواة بعض طرقه ثقات.
35 -
وفي رواية للبيهقي قال: نَهْرٌ في جَهَنَّمَ بَعِيدُ الْقَعْرِ خَبِيثُ الطَّعْمِ. وإسناد هذه جيد لولا الانقطاع.
36 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ: [وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً (1)] قالَ: وَادٍ مِنْ قَيْحٍ وَدَمٍ. رواه البيهقي وغيره من طريق يزيد بن درهم، وهو مختلف فيه.
37 -
وَعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَعَوَّذُوا باللهِ مِنْ جُبِّ الْحَزْنِ أَوْ وَادِي الْحَزْنِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا جُبُّ الْحَزْنِ أَوْ وَادِي الْحَزْنِ؟ قالَ: وَادٍ في جَهَنَّمَ تَتَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللهُ لِلْقُرَّاءِ المرَائِينَ. رواه البيهقي بإسناد حسن.
38 -
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جُبِّ الْحَزْنِ (2) قالُوا: يا رَسُولَ اللهِ وَمَا جُبُّ الْحَزْنِ؟ قالَ: وَادٍ في جَهَنَّمَ تَتَعَوَّذُ مِنْهُ (3) جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمَائَةِ مَرَّةٍ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ يَدْخُلُهُ؟ قالَ: أُعِدَّ لِلْقُرَّاءِ (4).
(1) قال البيضاوي: مهلكاً يشتركون فيه وهو النار، أو عداوة هي في شدتها هلاك لقول عمر رضي الله عنه لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك تلفا. والموبق. اسم مكان من وبق يوبق وبقاً: هلك، وقيل البين الوصل: أي وجعلنا تواصلهم في الدنيا هلاكاً يوم القيامة أهـ. قال تعالى: [ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتهم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقاً ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا (53)] من سورة الكهف.
(عضدا) أعواناً لي، رداً لاتخاذهم أولياء من دون الله شركاء له في العبادة، فإن استحقاق العبادة من توابع الخالقية (فدعوهم) فنادوهم للإغاثة (وجعلنا بينهم) أي بين الكفار وآلهتهم.
(2)
الجب: بئر لم تطو كما في المصباح، والحزن كما في النهاية: المكان الغليظ الخشن، والغلوظة: الخشونة، وفسره صلى الله عليه وسلم بجهة صعبة وأراد أن يسمى جده سهلاً.
(3)
تستجير منه.
(4)
الذين يقرؤون القرآن ويدرسون العلم، ولكن لا يعملون بتعاليم القرآن أو العلم المائلين إلى حب الرياء والفخر والزهو، البعيد منهم الإخلاص لله تعالى وحده، وأشدهم عقاباً الذين يوادون الحكام الظالمين، يقال هو جور عن طريقنا: أي مائل عنه ليس على جادته، من جار يجور: إذا مال وضل كما قال تعالى: [إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا (143)] من سورة النساء. =
الْمُرائِينَ (1) بِأَعْمَالِهِمْ، وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الْقُرَّاءِ إِلى اللهِ الَّذِينَ يَزُورونَ الأُمَرَاءَ الْجَوَرَةَ (2) رواه ابن ماجة واللفظ له والترمذي وقال: حديث غريب رواه الطبراني من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ في جَهَنَّمَ لَوَادِياً تَسْتَعِيذُ جَهَنَّمُ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ مَرَّةٍ أُعِدَّ لِلْمُرَائِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
39 -
وَعَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ قالَ: إِنَّ في جَهَنَّمَ قَصْراً يُقَالُ لَه: هَوىً يُرْمَى الْكَافِرُ مِنْ أَعْلاهُ أَرْبَعِينَ خَرِيفاً قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ أَصْلَهُ، قالَ اللهُ تَعَالى:[وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (3)]. وَإِنَّ في جَهَنَّمَ وَادِياً يُدْعَى أَثَاماً (4) فِيهِ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ فِقَارُ إِحْدَاهُنَّ: مِقْدَارَ سَبْعِينَ (5) قُلةِ سُمٍّ، وَالْعَقْرَبُ مِنْهُنَّ مِثْلُ الْبَغْلَةِ الْموكَفَةِ (6) تَلْدَغُ (7) الرَّجُلَ، وَلَا يُلْهِيهِ مَا يَجِدُ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ عَنْ حَمْوَةِ (8) لَدْغَتِهَا فَهُوَ لِمَنْ خُلِقَ لَهُ، وَإِنَّ في جَهَنَّمَ وَادِياً يُدْعَى غَيّاً يَسِيلُ قَيحاً وَدَماً، وَإِنَّ في جَهَنَّمَ سَبْعِينَ دَاءً (9) كُلُّ دَاءٍ مِثْلُ
= (يراؤون) ليخالوهم مؤمنين، والمراءاة مفاعلة بمعنى التفعيل كنعم وناعم، أو للمقابلة، فإن المرائي يرى من يرائيه عمله، وهو يريه استحسانه (ولا يذكرون الله) إذ المرائي لا يفعل إلا بحضرة من يرائيه، وهو أقل أحواله، أو لأن ذكرهم باللسان قليل بالإضافة إلى الذكر بالقلب، وقيل المراد بالذكر الصلاة، وقيل: الذكر فيها فإنهم لا يذكرون غير التكبير والتسليم أهـ بيضاوي.
(1)
مذبذبين مترددين بين الكفر والإيمان.
(2)
الظلمة.
(3)
فقد تردى وهلك، وقيل وقع في الهاوية قال تعالى:[كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى (82)] من سورة طه.
(طيبات) لذائذه أو حلالاته، (غضبي) فيلزمكم عذابي ويجب لكم (اهتدى) استقام.
(4)
جزاء، أو شدائد في قوله تعالى:[ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (69) إلا من تاب] الآية من سورة الفرقان.
(5)
مقدار حجم قلة سم مثل قلة الماء التي نتداولها ونستعملها نحن.
(6)
الضخمة السمينة غزيرة اللبن. وفي النهاية من منح منحة وكوفا. أي غزيرة اللبن، وقيل التي لا ينقطع لبنها سننها جميعها، وهو من وكف البيت والدمع: تقاطر أهـ.
يشبه صلى الله عليه وسلم عقرب جهنم ببغلة كبيرة الحجم يزداد لبن درتها.
(7)
تلسع، ولدغته الحية: عضته، ولا يشغله حر جهنم الشديد من شدة ألم اللدغة، ولقد صدق الله جل وعلا إذ يصف الصالحين فيقول [والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما (65) إنها ساءت مستقراً ومقاما (66)] من سورة الفرقان.
(غراما) لازماً شديد الثقل والألم وبئس الاستقرار فيها.
(8)
مادة السم. والحمة: سم كل شيء يلدغ أو يلسع.
(9)
مرضاً مميتاً مهلكاً مؤلماً يتعاظم أثره في الجسم.