المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في الوصية والعدل فيهاوالترهيب من تركها أو المضارة فيها، وما جاء فيمن يعتق ويتصدق عند الموت - الترغيب والترهيب للمنذري - ت عمارة - جـ ٤

[عبد العظيم المنذري]

فهرس الكتاب

- ‌الترغيب في إنجاز الوعد والأمانة، والترهيب من إخلافهومن الخيانة والغدر، وقتل المعاهد أو ظلمه

- ‌الترغيب في الحب في الله تعالى، والترهيب من حب الأشرار وأهل البدع، لأن المرء مع من أحب

- ‌الترهيب من السحر وإتيان الكهان والعرّافين والمنجمين بالرملوالحصى أو نحو ذلك وتصديقهم

- ‌الترهيب من تصوير الحيوانات والطيورفي البيوت وغيرها

- ‌الترهيب من اللعب بالنرد

- ‌الترغيب في الجليس الصالح والترهيب من الجليس السيء وما جاء فيمن جلس وسط الحلقة وأدب المجلس وغير ذلك

- ‌الترهيب أن ينام المرء على سطح لا تحجير لهأو يركب البحر عند ارتجاجه

- ‌الترهيب أن ينام الإنسان على وجهه من غير عذر

- ‌الترهيب من الجلوس بين الظل والشمسوالترغيب في الجلوس مستقبل القبلة

- ‌الترغيب في سكنى الشام وما جاء في فضلها

- ‌الترهيب من الطيرة

- ‌الترهيب من اقتناء الكلب إلا لصيد أو ماشية

- ‌الترهيب من سفر الرجل وحده أو مع آخر فقط وما جاء في خبر الأصحاب عدة

- ‌ترهيب المرأة أن تسافر وحدها بغير محرم

- ‌الترغيب في ذكر الله لمن ركب دابته

- ‌الترهيب من استصحاب الكلب والجرس في سفر وغيره

- ‌الترغيب في الدلجة، وهو السفر بالليل والترهيب من السفر أوّله، ومن التعريس في الطرق، والافتراق في المنزل والترغيب في الصلاة إذا عَرَّس الناسُ

- ‌الترغيب في ذكر الله لمن عثرت دابته

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من نزل منزلاً

- ‌الترغيب في دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب سيما المسافر

- ‌الترغيب في الموت في الغربة

- ‌كتاب التوبة والزهد

- ‌الترغيب في التوبة، والمبادرة بها، وإتباع السيئةِ الحسنة

- ‌الترغيب في الفراغ للعبادة، والإقبال على الله تعالىوالترهيب من الاهتمام بالدنيا، والانهماك عليها

- ‌الترغيب في العمل الصالح عند فساد الزمان

- ‌الترغيب في المداومة على العمل وإن قل

- ‌الترغيب في الفقر وقلة ذات اليد

- ‌الترغيب في الزهد في الدنيا والاكتفاء منها بالقليلوالترهيب من حبها والتكاثر فيها والتنافس، وبعض ما جاء في عيش النبي صلى الله عليه وسلم في المأكل والملبس والمشرب ونحو ذلك

- ‌الترغيب في البكاء من خشية الله تعالى

- ‌الترغيب في ذكر الموت وقصر الأملوالمبادرة بالعمل، وفضل طول العمر لمن حسن عمله، والنهي عن تمني الموت

- ‌الترغيب في الخوف وفضله

- ‌الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله عز وجل سيما عند الموت

- ‌كتاب الجنائز وما يتقدمها

- ‌الترغيب في سؤال العفو والعافية

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من رأى مبتلى

- ‌الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو مالهوفضل البلاءِ والمرض والحمى، وما جاء فيمن فقد بصره

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده

- ‌الترهيب من تعليق التمائم والحروز

- ‌الترغيب في الحجامة ومتى يحتجم

- ‌الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدهاوالترغيب في دعاء المريض

- ‌الترغيب في كلمات يدعى بهن للمريض وكلمات يقولهن المريض

- ‌الترغيب في الوصية والعدل فيهاوالترهيب من تركها أو المضارة فيها، وما جاء فيمن يعتق ويتصدق عند الموت

- ‌الترهيب من كراهية الإنسان الموت والترغيب في تلقيه بالرضا والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل

- ‌الترغيب في كلمات يقولهن من مات له ميت

- ‌الترغيب في حفر القبور وتغسيل الموتى وتكفينهم

- ‌الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه

- ‌الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية

- ‌الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن

- ‌الترغيب في الدعاء للميت وإحسان الثناء عليهوالترهيب من سوى ذلك

- ‌الترهيب من النياحة على الميتوالنعي ولطم الخدّ وخمش الوجه وشق الجيب

- ‌الترهيب من إحداد المرأة على غير زوجها فوق ثلاث

- ‌الترهيب من أكل مال اليتيم بغير حق

- ‌الترغيب في زيارة الرجال القبوروالترهيب من زيارة النساء واتباعهن الجنائز

- ‌الترهيب من المرور بقبور الظالمين وديارهم ومصارعهم مع الغفلة عما أصابهم، وبعض ما جاء في عذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير عليهما السلام

- ‌كتاب البعث وأهوال يوم القيامة

- ‌فصلفي النفخ في الصور وقيام الساعة

- ‌فصلفي الحشر وغيره

- ‌فصلفي ذكر الحساب وغيره

- ‌فصلفي الحوض والميزان والصراط

- ‌فصلفي الشفاعة وغيرها

- ‌كتاب صفة الجنة والنار

- ‌الترغيب في سؤال الجنة والاستعاذة من النار

- ‌الترهيب من النار أعاذنا الله منها بمنه وكرمه

- ‌فصلفي شدة حرها وغير ذلك

- ‌فصلفي ظلمتها وسوادها وشررها

- ‌فصلفي أوديتها وجبالها

- ‌فصلفي بعد قعرها

- ‌فصلفي سلاسلها وغير ذلك

- ‌فصلفي ذكر حياتها وعقاربها

- ‌فصلفي شراب أهل النار

- ‌فصلفي طعام أهل النار

- ‌فصلفي عظم أهل النار وقبحهم فيها

- ‌فصلفي تفاوتهم في العذاب وذكر أهونهم عذاباً

- ‌فصلفي بكائهم وشهيقهم

- ‌الترغيب في الجنة ونعيمها ويشتمل على فصول

- ‌فصلفي صفة دخول أهل الجنة الجنة وغير ذلك

- ‌فصلفيما لأدنى أهل الجنة فيها

- ‌فصلفي درجات الجنة وغرفها

- ‌فصلفي بناء الجنة وترابها وحصبائها وغير ذلك

- ‌فصلفي خيام الجنة وغُرَفها وغير ذلك

- ‌فصلفي أنهار الجنة

- ‌فصلفي شجر الجنة وثمارها

- ‌فصلفي أكل أهل الجنة وشربهم وغير ذلك

- ‌فصلفي ثيابهم وحللهم

- ‌فصلفي فرش الجنة

- ‌فصلفي وصف نساء أهل الجنة

- ‌فصلفي غناء الحور العين

- ‌فصلفي سوق الجنة

- ‌فصلفي تزاورهم ومراكبهم

- ‌فصلفي زيارة أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى

- ‌فصلفي نظر أهل الجنة إلى ربهم تبارك وتعالى

- ‌فصلفي أن أعلى ما يخطر على البال أو يجوزه العقل من حسن الصفات المتقدمة فالجنة وأهلها فوق ذلك

- ‌فصلفي خلود أهل الجنة فيها وأهل النار فيها وما جاء في ذبح الموت

- ‌باب ذكر الرواة المختلف فيهم المشار إليهم في هذا الكتاب:

- ‌الألف

- ‌أبان بن إسحق المدني:

- ‌إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري المدني:

- ‌إبراهيم بن رستم:

- ‌إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي:

- ‌إبراهيم بن مسلم الهجري:

- ‌إبراهيم بن هشام الغساني:

- ‌إبراهيم بن يزيد الخوزي:

- ‌أزهر بن سنان:

- ‌إسحق بن أسيد الخراساني:

- ‌إسحق بن محمد بن إسماعيل بن أبي فروة الفوري:

- ‌إسماعيل بن رافع المدني:

- ‌إسماعيل بن عمرو البجلي الكوفي:

- ‌إسماعيل بن عياش الحمصي:

- ‌أصبغ بن يزيد الجهني مولاهم الواسطي:

- ‌أيوب بن عتبة أبو يحيى قاضي اليمامة:

- ‌الباء

- ‌بشار بن الحكم:

- ‌بشر بن رافع أبو الأسباط البحراني:

- ‌بقية بن الوليد:

- ‌بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة:

- ‌بكير بن خنيس الكوفي العابد:

- ‌بكر بن معروف الخراساني:

- ‌التاء

- ‌تمام بن نجيح عن الحسن:

- ‌الثاء

- ‌ثابت بن محمد الكوفي:

- ‌الجيم

- ‌جابر بن يزيد الجعفي الكوفي:

- ‌جميع بن عمير التيمي تيم الله بن ثعلبة الكوفي:

- ‌جنادة بن سلم:

- ‌الحاء

- ‌الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور:

- ‌الحارث بن عمير البصري:

- ‌حجاج بن أرطاة:

- ‌الحسن بن قتيبة الخزاعي:

- ‌الحكم بن مصعب:

- ‌حكيم بن جبير:

- ‌حكيم بن نافع الرقي:

- ‌حمزة بن أبي محمد:

- ‌الخاء

- ‌خالد بن طهمان:

- ‌خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن مالك الدمشقي:

- ‌الخليل بن مرة الضبعي:

- ‌الدال المهملة

- ‌دراج أبو السمح:

- ‌الراء

- ‌راشد بن داود الصنعاني الدمشقي:

- ‌رييح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري:

- ‌ربيعة بن كلثوم بن جبر البصري:

- ‌رجاء بن صبح السقطي:

- ‌رشدين بن سعد:

- ‌رواد بن الجراح العسقلاني:

- ‌روح بن جناح:

- ‌الزاي

- ‌زبان بن فائد:

- ‌زمعة بن صالح:

- ‌زهير بن محمد التميمي المروزي:

- ‌زياد بن عبد الله النميري:

- ‌زيد بن الحواري العمي:

- ‌السين

- ‌سعد بن سنان ويقال:

- ‌سعيد بن بشير:

- ‌سعيد بن عبد الله بن جرنح البصري:

- ‌سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال:

- ‌سعيد بن يحيى اللخمي:

- ‌سعدان الكوفي:

- ‌ سعد بن يحيى أبو سفيان الحميري:

- ‌سلمة بن وردان:

- ‌سلمة بن وهرام:

- ‌سليمان بن موسى الأشدق:

- ‌سليمان بن يزيد أبو المثنى الكعبي:

- ‌سهل بن معاذ بن أنس:

- ‌سويد بن إبراهيم البصري العطار:

- ‌سويد بن عبد العزيز الدمشقي:

- ‌الشين

- ‌شرحبيل بن سعد المدني:

- ‌شريك بن عبد الله الكوفي القاضي:

- ‌شهر بن حوشب:

- ‌الصاد

- ‌صالح بن أبي الأخضر:

- ‌صباح بن محمد البجلي:

- ‌صدقة بن عبد الله السمين:

- ‌صدقه بن موسى الدقيقي:

- ‌الضاد

- ‌الضحاك بن حمزة الأملوكي:

- ‌الطاء

- ‌طلحة بن خراش:

- ‌طليق بن محمد:

- ‌طيب بن سلمان:

- ‌العين

- ‌عاصم بن بهدلة:

- ‌عباد بن كثير الدئلي:

- ‌عباد بن منصور الناجي:

- ‌عبد الله بن أبي جعفر الرازي:

- ‌عبد الله بن صالح:

- ‌عبد الله بن عبد العزيز الليثي:

- ‌عبد الله بن عياش بن عباس القبقاني:

- ‌عبد الله بن كيسان المروزي:

- ‌عبد الله بن لهيعة:

- ‌عبد الله بن عقيل بن أبي طالب:

- ‌عبد الله بن المؤمل المخزومي المكي:

- ‌عبد الله بن ميسيرة أبو ليلى:

- ‌عبد الحميد بن بهرام:

- ‌عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين:

- ‌عبد الحميد ابن الحسن الهلالي:

- ‌عبد الرحمن بن إسحق:

- ‌‌‌عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي:

- ‌عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي:

- ‌عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي:

- ‌عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي:

- ‌عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون:

- ‌عبد الرحمن بن عطاء:

- ‌عبد الرحمن بن مغراء:

- ‌عبد الرحيم بن ميمون أبو مرحوم:

- ‌عبد الصمد بن الفضل:

- ‌عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد:

- ‌عبيد الله بن زحر:

- ‌عبيد الله بن أبي زناد القداح:

- ‌عبيد الله بن عبد الله أبو المنيب العتكي:

- ‌عبيد الله بن علي بن أبي رافع:

- ‌عبيد الله بن إسحق العطار:

- ‌عتبة بن حميد:

- ‌عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني:

- ‌عطاف بن خالد المخزومي:

- ‌عطاء بن السائب بن يزيد الثقفي:

- ‌عطاء بن مسلم الخفاف:

- ‌عطية بن سعد العوفي:

- ‌علي بن زيد بن جدعان:

- ‌علي بن مسعدة الباهلي:

- ‌علي بن زيد الإلهاني:

- ‌عمار بن سيف الضبي:

- ‌عمر بن راشد اليماني:

- ‌عمر بن أبي شيبة:

- ‌عمر بن عبد الله مولى غفرة:

- ‌عمر بن هارون البلخي:

- ‌عمران بن داود القطان:

- ‌عمران بن ظبيان:

- ‌عمران بن عيينة الهلالي:

- ‌عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص:

- ‌عيسى بن سنان:

- ‌الغين

- ‌غسان بن عبيد الموصلي:

- ‌الفاء

- ‌فرقد السَبَخي:

- ‌الفضل بن دلهم القصاب:

- ‌الفضل بن موفق:

- ‌القاف

- ‌قابوس بن أبي ظبيان:

- ‌القاسم بن عبد الرحمن:

- ‌القاسم بن الحكم:

- ‌قرة بن عبد الرحمن بن حيويل:

- ‌قيس بن الربيع الأسدي الكوفي:

- ‌الكاف

- ‌كثير بن زيد الأسلمي المدني:

- ‌اللام

- ‌ليث بن أبي سليم:

- ‌الميم

- ‌محمد بن إسحق بن يسار:

- ‌محمد بن جحادة:

- ‌محمد بن عبد الله بن مهاجر الشعبثي:

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي:

- ‌محمد بن عقبة بن هرم السدوسي:

- ‌محمد بن عمرو الأنصاري الواقفي:

- ‌محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي الكوفي:

- ‌الماضي بن محمد الغافقي المصري:

- ‌مبارك بن حسان:

- ‌مبارك بن فضالة:

- ‌مجاعة بن الزبير:

- ‌ مجالد بن سعيد الهمداني:

- ‌مسروق بن المرزبان:

- ‌مسلم بن خالد الزنجي:

- ‌المسيب بن واضح الحمصي:

- ‌مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير:

- ‌معارك بن عباد:

- ‌معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي:

- ‌معدي بن سليمان:

- ‌مغيرة بن زياد الموصلي:

- ‌المنهال بن خليفة البكري العجلي:

- ‌مهدي بن جعفر الرملي الزاهد:

- ‌موسى بن وردان:

- ‌موسى بن يعقوب الزمعي:

- ‌ميمون بن موسى المرائي:

- ‌النون

- ‌نعيم بن حماد الخزاعي المروزي:

- ‌نعيم بن مورع:

- ‌الواو

- ‌واصل بن عبد الرحمن:

- ‌الوليد بن جميل:

- ‌الوليد بن عبد الملك الحراني:

- ‌الياء

- ‌يحيى بن أيوب الغافقي:

- ‌يحيى بن دينار أبو هاشم الرماني:

- ‌يحيى بن راشد البصري:

- ‌يحيى بن سليم أو ابن أبي سليم:

- ‌يحيى بن أبي سليمان المدني:

- ‌يحيى بن عبد الله أبو حجبة الكندي الأجلح:

- ‌يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي:

- ‌يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي:

- ‌يحيى بن عمرو بن مالك النكري:

- ‌يحيى بن مسلم البكاء:

- ‌يزيد بن أبان الرقاشي:

- ‌يزيد بن أبي زياد الكوفي:

- ‌يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي:

- ‌يزيد بن عطاء اليشكري:

- ‌يزيد بن أبي مالك الدمشقي:

- ‌يمان بن المغيرة العنزي:

- ‌يوسف بن ميمون:

- ‌الكنى وغيرها

- ‌أبو الأحوص:

- ‌أبو إسرائيل الملاء الكوفي:

- ‌أبو سلمة الجهني:

- ‌أبو سنان القسملي:

- ‌أبو هاشم الرماني:

- ‌أبو هشام الرفاعي:

- ‌أبو يحيى القتات:

- ‌ابن لهيعة:

- ‌باب الأدعية الصالحة

- ‌آيات القرآن

- ‌آيات فضل العلم

- ‌آيات الترغيب في نشر العلم والترهيب من كتمه

- ‌آيات الجهاد في سبيل الله

- ‌آيات الترغيب في الاتحاد وحسن الخلق

- ‌آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌آيات الإيمان وشعبه وأصحابه المتصفين بخلاله

- ‌آيات تنمية الإيمان بالنظر في آيات الله تعالى

- ‌آيات وحدانية الله تعالى ودلائلها

- ‌آيات قدرة الله تعالى ودلائلها

- ‌آيات علم الله تعالى ودلائله

- ‌آيات سنة الله تعالى في أن من رجع إليه هداه ومن أعرض عنه أضله

- ‌ثبت المؤلف لقراء ونشر الأحاديث الشريفة

- ‌الاعتراف بالجميل

الفصل: ‌الترغيب في الوصية والعدل فيهاوالترهيب من تركها أو المضارة فيها، وما جاء فيمن يعتق ويتصدق عند الموت

‌الترغيب في الوصية والعدل فيها

والترهيب من تركها أو المضارة فيها، وما جاء فيمن يعتق ويتصدق عند الموت

1 -

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيءٌ يُوصِي فِيهِ (1)

يَبِيتُ فِيهِ لَيْلَتِينِ.

= بهذا الدعاء المنزه له عن كل نقص المعترف بعظمته وإجلاله وتطهيره وقدرته رجاء أن يبرأ. كما قال تعالى:

أ -[كتب ربكم على نفسه الرحمة].

ب -[ذلك تخفيف من ربكم ورحمة].

جـ -[هدى ورحمة للمحسنين].

د -[هدى وبشرى للمؤمنين].

هـ -[قل لا أملك لنفس ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله].

و-[قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون (52)] من سورة التوبة.

ز_[وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين].

ح -[قل يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمته، فبذلك فليفرحوا هو خير من مما يجمعون (58)] من سورة يونس.

ط - وقال تعالى: [ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور (10) ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور (11) إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير (12)] من سورة هود، أي ولئن أعطيناه نعمة بحيث يجد لذتها. أهـ بيضاوي.

وقال النسفي: رحمة أي نعمة من صحة وأمن وجده، واللام في لئن توطئة القسم، ثم سلبناه تلك النعمة إنه شديد اليأس، وقال البيضاوي، قطوع رجائه من فضل الله تعالى لقلة صبره وعدم ثقته به مبالغ في كفران ما سلف له من النعمة، نعماء كصحة بعد سقم وغنى بعد عدم، السيئات: المصائب ساءته. فرح: بطر بالنعم مغتر بها، صبروا في المحنة والبلاء: وهذا شاهدنا.

(1)

شيء يريد أن يوصي فيه. وشيء أشمل من المال لأنها تعم ما يتمول وما لا يتمول كالمختصات والله أعلم. والمراد الحزم والاحتياط لأنه قد يفجؤه الموت، وهو على غير وصية، ولا ينبغي للمؤمن أن يغفل عن ذكر الموت والاستعداد له، وهذا عن الشافعي، ونقل ابن المنذر عن أبي ثور أن المراد بوجوب الوصية في الآية والحديث يختص بمن عليه حق شرعي يخشى أن يضيع على صاحبه إن لم يوص كوديعة، ودين لله أو لآدمي.

قال ويدل على ذلك تقييده بقوله (له شيء يريد أن يوصي به) ساغ له. وحاصله أن يرجع إلى قول الجمهور إن الوصية غير واجبة لعينها وأن الواجب لعينه الخروج من الحقوق الواجبة للغير سواء كانت بتنجيز أو وصية، ومحل وجوب الوصية إنما هو فيما إذا كان عاجزاً عن تنجيز ما عليه، وكان لم يعلم بذلك غيره ممن يثبت الحق بشهادته، فأما إذا كان قادراً، أو علم بها غيره فلا وجوب. فالوصية واجبة أو مندوبة لمن رجا منها كثرة الأجر، ومكروهة في عكسه، ومباحة فيمن استوى الأمران فيها، ومحرمة فيما إذا كان فيها إضرار كما ثبت عن ابن عباس "الإضرار في الوصية من الكبائر". رواه سعيد بن منصور موقوفاً بإسناد صحيح، واحتج ابن بطال تبعاً لغيره بأن ابن عمر لم يوص، فلو كانت الوصية واجبة لما تركها. وقوله مكتوبة استدلال على جواز الاعتماد =

ص: 325

وَفِي رِوَايَةٍ: ثَلَاثَ لَيَالٍ إِلَاّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ (1) عِنْدَهُ. قالَ نَافِعٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذلِكَ إِلَاّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي مَكْتُوبَةٌ. رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

2 -

وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ مَاتَ عَلَى وَصِيَّةٍ مَاتَ عَلَى سَبِيلٍ (2).

= على الكتابة والخط، ولو لم يقترن ذلك بالشهادة أي مكتوبة عنده بشرطها بإضمار الإشهاد كما قال تعالى "شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية" فإنه يدل على اعتبار الإشهاد في الوصية. وقال القرطبي: ذكر الكتابة مبالغة في زيادة التوثيق، وإلا فالوصية المشهود بها متفق عليها، ولو لم تكن مكتوبة والله أعلم. واستدل بقوله وصيته مكتوبة عنده على أن الوصية تنفذ وإن كانت عند صاحبها ولم يجعلها عند غيره، وكذلك لو جعلها عند غيره وارتجعها، وفي الحديث منقبة لابن عمر لمبادرته لامتثال قول الشارع ومواظبته عليه. وفيه الندب إلى التأهب للموت، والاحتراز قبل الفوت لأن الإنسان لا يدري متى يفجؤه الموت لأن ما من سن يقرض إلا وقد مات فيه جمع جم، وكل واحد بعينه جائز أن يموت في الحال، فينبغي أن يكون متأهباً لذلك فيكتب وصيته ويجمع فيها ما يحصل له به الأجر ويحط عنه الوزر من حقوق الله وحقوق عباده والله المستعان. واستدل بقوله: له شيء، أو له مال على صحة الوصية بالمنافع: وهو قول الجمهور ومنعه ابن أبي ليلى وابن شبرمة وداود وأتباعه واختاره ابن عبد البر. وفي الحديث الحض على الوصية ومطلقها يتناول الصحيح لكن السلف خصوها بالمريض، وإنما لم يقيد به في الخبر لاطراد العادة به. وقوله مكتوبة أعم من أن تكون بخطه أو بغير خطه. ويستفاد منه أن الأشياء المهمة ينبغي أن تضبط بالكتابة لأنها أثبت من الضبط بالحفظ لأنه يخون غالباً أهـ فتح 131 جـ 5.

وفي شرح العيني: ما حق، لكمة ما معنى ليس. ليلتين، أي لا ينبغي له أن يمضي عليه زمان، وإن قليلاً إلا ووصيته مكتوبة. وقال النووي: والحاصل أن ذكر الليلتين أو الثلاثة لرفع الحرج لتزاحم أشغال المرء التي يحتاج إلى ذكرها، ففسح له هذا المقدار ليتذكر ما يحتاج إليه. ذكر ما يستفاد منه: الحث على الوصية. وجواز الاعتماد عل الكتابة والخط ولو لم يقترن ذلك بالشهادة. والندب إلى التأهب للموت والاحتراز قبل الفوت. لأن الإنسان لا يدري متى يفجأه الموت، ويستدل بقوله: شيء أو له مال على صحة الوصية بالمنافع أهـ ص 29 جـ 14.

(1)

والمعنى وصية الرجل ينبغي أن تكون مكتوبة عنده، وإنما ذكره بهذه الصورة، قصداً للمبالغة وحثاً على كتابة الوصية. عيني.

(2)

طريق واضح ولم يترك منازعات وقضايا لأهله وسهل التقاضي وبين ماله أو عليه. سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشد المسلمين إلى اليقظة والحذر وتقييد الديون التي عليهم والأموال التي خرجت من أيديهم سلفة حتى إذ طرأ الموت ارتاح ضميره وانشرح صدره لخلوه من حقوق الناس وأدى ما عليه أمام الله ببيان ما تعلق بذمته حتى ينجو من الحساب. والوصية في الشرع تمليك مضاف إلى ما بعد الموت، وسميت وصية لأن الميت يصل بها ما كان في حياته بما بعد مماته، وتطلق شرعاً أيضاً على ما يقع به الزجر عن المنهيات والحث على المأمورات وأورد البخاري في كتاب الوصايا قول الله تبارك وتعالى [كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم. فمن خاف من موصٍ جنفاً أو إثماً فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم]. =

ص: 326

وَسُنَّةٍ (1) وَمَاتَ عَلَى تُقىً (2) وَشَهَادَةٍ (3)، وَمَاتَ مَغْفُوراً لَهُ. رواه ابن ماجة.

3 -

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَاتَ فُلانٌ. قالَ: أَلَيْسَ كَانَ مَعَنا آنِفاً (4)؟ قالُوا: بَلى، قالَ: سَبْحَانَ اللهِ كَأَنَّهَا أَخْذَةٌ عَلى غَضَبٍ (5). الْمَحْرُومُ (6) مَنْ حُرِمَ وَصِيَّتَهُ. رواه أبو يعلى بإسناد حسن.

ورواه ابن ماجة مختصراً قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ وَصِيَّتَهُ.

4 -

وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قالَ: تَرْك الْوَصِيَّةِ عَارٌ في الدُّنْيَا وَنَارٌ وَشَنَارٌ (7) في الآخِرَةِ. رواه الطبراني في الصغير والأوسط.

5 -

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ أَوِ الْمَرْأَةَ بِطَاعَةِ اللهِ سِتِّينَ سَنَةً، ثُمَّ يَحْضُرُهُمَا الْمَوْتُ فَيُضَارَّانِ في الْوَصِيَّةِ، فَتَجِبُ لَهُمَا النَّارُ ثُمَّ قَرَأَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:[مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ](8) حَتَّى بَلَغَ: [وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعظِيمُ]. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجة، ولفظه:

= قال العيني: كان ذلك واجباً ونسختها آية المواريث المقررة فريضة من الله تعالى يأخذها أهلوها حتماً من غير وصية ولا تحمل أمانة الوصي كما قال صلى الله عليه وسلم "إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث، فيستحب أن يوصي لأقاربه الذين لا ميراث لهم من الثلث استئناساً بآية الوصية، بالمعروف أي بالرفق والإحسان. وقال الحسن: المعروف أن يوصي لأقربائه وصية لا يجحف بورثته من غير إسراف ولا تقتير (حقاً) أي واجب على المتقين الذين يتقون الشرك. أهـ ص 27 جـ 14".

(1)

شريعة ممهدة منورة.

(2)

خوف من الله جل وعلا.

(3)

بيان حقوق واضحة. ولقد توليت وصاية تركة مات عائلها بلا بيان ما عليه أوله فزاد الطلب وكثرت القضايا والمنازعات ووقعنا في حيص بيص لولا لطف الله وعنايته بنا سبحانه.

(4)

الآن، ومنه "أنزلت علي آنفاً" وروضة أنف: جديدة النبت لم ترع.

(5)

كان الموت أخذه على كره بغتة.

(6)

قال المناوي: قاله لما قيل له هلك فلان الحديث أهـ، أي المحروم من الثواب والأجر العظيم المقصر في بيان ماله أو عليه المهمل في توضيح المطلوب منه.

(7)

خزي وفضيحة، وفي الجامع الصغير عار عيب، وشنار أقبح العيب والعار أهـ. والمعنى إذا مات الميت ولم يوضح الذي في ذمته مر الديون أو الأمانات المسندة إليه في حياته ذمه الناس وسلقوه بألسنة حداد وسبوه وعدوا عليه بالسخط والغضب، يؤتى يوم القيامة يعذب أشد العذاب ويؤتى على رؤوس الأشهاد لينال الفضيحة والألم من جراء كتمانه ما كان عنده.

(8)

وصية من الله والله عليم حليم (10) تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري =

ص: 327

قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ (1) سَبْعِينَ سَنَةً. فَإِذَا أَوْصَى خَافَ (2)

في وَصِيَّتِهِ فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ

= من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداص فيها وله عذاب مهين (11)] من سورة النساء.

(غير مضار) أي غير مضار لورثته بالزيادة على الثلث أو قصد المضارة بالوصية دون القرابة والإقرار بدين لا يلزمه (وصية) أي لا يضار وصية من الله وهو الثلث فما دونه بالزيادة أو وصية منه بالأولاد بالإسراف في الوصية والإقرار الكاذب (والله عليم) بالمضار وغيره (حليم) لا يعاجل بعقوبته (تلك) إشارة إلى الأحكام التي قدمت في أمر اليتامى والوصايا والمواريث (حدود الله) شرائعه التي هي كالحدود المحدودة التي لا يجوز مجاوزتها. أهـ بيضاوي.

(1)

بعمل أهل الخير كذا ط وع ص 400 - 2 وفي ن د: بعمل الخير.

(2)

جار وظلم وسواء كان حاكماً أو غير حاكم فهو خائف. يذكر في هذا الحديث والذي قبله (عار في الدنيا) حادثة شاهدتها أنا بنفسي، وذلك أنه تقرب إلي رجل هرم اشتغل رأسه شيباً وأدركه الكبر فأراد أن يوصي فأحضرت له كتاب الوصايا من البخاري وقرأت عليه هذا الموضوع فصمم على تنفيذ عمله وأحضر الكاتب الأول في المحكمة الشرعية وأوصى بما يملك لواحد دون آخر. ماذا كانت النتيجة؟. شهرة جائرة وعمل فاضح وعدم ويتم وسخط وغضب ودعاء بالويل والثبور وقضايا من أعز الأصحاب وأقرب الأقرباء والالتجاء إلى المحاكم في إبطال ما عمله الميت وخصام وشقاق ونفور وحرب وهكذا مما تخجل له الإنسانية فلا حول ولا قوة إلا بالله؛ وهذه الحكمة المشرقة المتلألئة تتجلى ثمرتها للعاملين في قوله تعالى [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين] ومن الرحمة بيان ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم وما يجلب لهم الذكر الحسن والصيت الطيب والعمل الصالح والاتحاد والمحبة والوفاق، وأعتقد لو كان ذلك الشيخ الهرم سعيداً لوفقه الله إلى عدم الأثرة والاستبداد وتفضيل أحد أولاده عن الآخرين ولحفظ الله سيرته من الذم وماله من الضياع وابنه من الخصام.

وحادثة ثانية يزيدها كر الجديدين عظة واعتباراً، وهي تدعو العقلاء إلى عض النواجذ على العمل بالكتاب والسنة والتمسك بآدابهما وعقد الخناصر على إقامة شعائر دين الله، رجاء سعادة الدارين. رجل أحسبه صالحاً كتب أرضه لابنيه، وحرم بناته وتوفي. أي عار الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم لقد أغنى الله البناء عن هذا التراث، وأنا أشهد ذلك وافتقر الولدان وتعاملا بالربا وتجمد عليهما مبلغ أخذ ما يساوي نصيب البنات، وأعتقد لولا هذه الوصية الجائرة لاتفق الورثة وساد الوفاق، وعم الوئام، ولبارك الله في أولاده فاتبعوا منهج والديهم كرماً وصلاحاً وتقوى؛ ولكن حصل جشع وطمع وفشا الربا فضيع الحلال فلا حول ولا قوة إلا بالله.

حادثة ثالثة: شيخ صالح تقي يشهد له عمله البار وجد اثني عشر فداناً من والده ففكر في أصل الثروة فرأى أن والده له أخوان يعملان ويجدان ويزرعان معه فخاف الله وقسم العقار ثلاثة أقسام ورضي بالثلث واختار ما عند الله وترك أولاده فقراء: ولكن الرزاق موجود، والوهاب حي فكبر الأولاد وبارك الله فيهم وضاعف ثروتهم وأغناهم، ومصداق ذلك قوله تعالى:

أ -[وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً]

ب -[وكان أبوهما صالحاً].

جـ -[كلوا من الطيبات] ولقد شرحت هذه الحوادث الثلاثة قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أوصى خاف) ليتنبه المسلمون لأداء حقوق العباد ولتحري الحلال كما قال تعالى:، ألم تر كيف فعل ربك بعاد (5) إرم ذات العماد (6) التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابو الصخر بالواد (7) وفرعون ذي الأوتاد. إلى قوله تعالى: إن ربك لبالمرصاد (14)] من سورة الفجر. وإن هذا درس تعلمته في حياتي، وأحمد ربي وأشكر له هدايته إذ دعيت لكتابة عقد الحرمان والتفضيل فأبيت، وكنت في إبان العقد الثالث من عمري، =

ص: 328

لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً، فَيَعْدِلُ في وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ.

6 -

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: الإِضْرَارُ في الْوَصِيَّةِ مِنَ الْكَبَائِرِ (1)، ثُمَّ تَلَا:[تِلْكَ حُدُودُ (2) اللهِ]. رواه النسائي.

7 -

وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ فَرَّ بِمِيرَاثِ وَارِثِهِ قَطَعَ اللهُ مِيرَاثَهُ (3) مِنَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. رواه ابن ماجة.

8 -

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ (4) أَجْراً؟ قالَ: أَنْ تَصَّدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ (5) شَحِيحٌ (6) تَخْشَى الْفَقْرَ (7)، وَتَأْمُلُ الْغِنَى (8)، وَلَا تُمْهِلْ حَتّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (9).

قُلْتَ لِفُلانٍ كَذَا، وَلِفُلانٍ كَذا، وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ كَذَا. رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة بنحوه، وأبو داود إلا أنه قال: أَنْ تَصَّدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ تَأْمُلُ الْبَقَاءَ وَتَخْشَى الْفَقْرَ.

= والآن وقد فقهت قوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" وأعلم علم اليقين أن الدين سياج منيع وحصن قوي ومنبع سعادة لمن اتبع صراطه المستقيم. لماذا؟ لأن سيد الخلق ينصح بالعدل ويبشر بحسن الخاتمة لمن عدل، وينذر بسوء الخاتمة لمن ظلم.

(1)

جمع كبيرة: الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعاً العظيم أمرها كالقتل والزنا والفرار من الزحف. وغير ذلك، وهي من الصفات الغالبة.

(2)

قد بين الله حدوده في آيات الميراث.

(3)

أدخله النار.

(4)

أفضل.

(5)

سليم معافى.

(6)

تحب المال حباً جماً.

(7)

تخاف من قلة الشيء.

(8)

ترجو زيادة الخير ولا تؤخر الصدقة حتى إذا كدت تفارق الحياة وتحتضر.

(9)

أي بلغت الروح موضع خروجها ففي هذا الوقت انتهى العمل وخرج المال من يد المورث إلى الورثة فلا تنفع الصدقة كما لا تنفع التوبة. قال القسطلاني: الواجب أن يتصدق الإنسان في حال الصحة والقوة ورجاء الغنى ليثاب. أهـ ص 88 جواهر البخاري.

يشير صلى الله عليه وسلم إلى قبول الصدقة وكثرة أجرها من الله.

أ - صاحبها معافى غير مريض

ب - ميله إلى حب المال وجمع الثروة وصعوبة إنفاقه على النفس.

جـ - الخوف من الفقر المدقع والحاجة المريرة المؤلمة.

د - حب الغنى والثروة الطائلة.

هـ - عدم التسويف حتى يدركه الموت.

ص: 329

9 -

وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: لأَنْ يَتَصَدَّقَ الْمَرْءُ في حَيَاتِهِ وَصِحَّتِهِ بِدِرْهَمٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ عِنْدَ مَوْتِهِ بِمِائَةٍ (1) رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه كلاهما عن شرحبيل بن سعد عن أبي سعيد.

10 -

وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ عِنْدَ مَوْتِهِ كَمَثلِ الَّذِي يُهْدِي إِذَا شَبِعَ. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وابن حبان في صحيحه إلا أنه قالَ:

مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ عِنْدَ مَوْتِهِ مَثَلُ الَّذِي يُهْدِي بَعْدَ مَا يَشْبَعُ. ورواه النسائي، وعنده قالَ: أَوْصَى رَجُلٌ بِدَنَانِيرَ في سَبِيلِ اللهِ فَسُئِلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَحَدّثَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: مَثَلُ الَّذِي يُعْتِقُ وَيَتَصَدَّقُ عِنْدَ مَوْتِهِ مَثَلُ الَّذِي يُهْدِي بَعْدَ مَا شَبِعَ (2).

(1) المعنى ثواب إنفاق درهم في حال الصحة والنضارة والقوة أكثر من إنفاق مائة في الموت وبعده، وفيه الترغيب في سرعة التصدق لوجه الله وعدم التأجيل في فعل الخير خشية هجوم الموت، وقد شبهه صلى الله عليه وسلم بالشبعان الذي فاض منه شيء فوزعه أو رماه، لماذا؟ لأنه لا يحتاج إليه، ولو لم يجد أحداً لرماه. أما الجوعان فنفسه مشتاقة للطعام وحريصة عليه وتواقة إلى الأكل فإنفاقه دليل على سخاء النفس وجهادها في سبيل ثواب الله: كذلك صحيح الجسم يجاهد نفسه في الإنفاق والكرم لله.

(2)

بعد ما شبع كذا ط وع ص 401 - 2 وفي ن د: بعد ما يشبع. أي بعد ما تكثر من الطعام، وتزود. يقال شبعت لحماً وخبزاً.

وصاياه صلى الله عليه وسلم

وفي الفتح الوصايا بغير الخلافة:

أ - عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي مات فيه: ما فعلت الذهبية؟ قلت: عندي قال: أنفقيها.

ب - وفي حديث ابن أبي أوفى: أوصى بكتاب الله تعالى.

جـ - وحين حضره الموت: الصلاة وما ملكت أيمانكم، وأداء الزكاة.

د - وحذر من الفتن ولزوم الجماعة والطاعة.

هـ - أوصى فاطمة إذا مت فقولي: إنا لله وإنا إليه راجعون.

و- الوصاية بالسابقين الأولين والمهاجرين وأبنائهم من بعدهم أهـ ص 233 جـ 5.

وفي البخاري: باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، قال يرحم الله ابن عفراء، قلت: يا رسول الله أوصي بماله كله؟ قال: لا، قلت فالشطر؟ قال: لا، قلت: الثلث، قال: فالثلث والثلث كثير إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم. أهـ ص 231 جـ 5. =

ص: 330

[قال الحافظ]: وقد تقدم في كتاب البيوع ما جاء في المبادرة إلى قضاء دين الميت، والترغيب في ذلك.

= النبي صلى الله عليه وسلم يحث المسلمين على تقييد مالهم وما عليهم خشية موت الفاجئة

يبين صلى الله عليه وسلم عدم طول الأمل وانتظار قرب الأجل والتفكير في الدار الآخرة والاستعداد لها بأخذ الزاد وأداء حقوق العباد ويضرب مثلاً أعلى بفعله صلى الله عليه وسلم (وصيتي مكتوبة) ذلك ليجعل المسلم له مذكرة في بيته في صيوانه الخاص يوضح فيه الديون أو الأمانات احتياطاً خوفاً من هجوم الموت فلا يستطيع أن يذكر ماله أو عليه، فيكون هذا سبب عذابه. وكان في مكة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم مشركون يطلب منهم النبي صلى الله عليه وسلم التقوى والإسلام واجتناب الوقائع التي ابتليت بها الأمم الكاذبة بأنبيائها وما خلفهم من أمر الساعة، أو فتنة الدنيا وعقوبة الآخرة كما قال تعالى:[وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون (45) وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين (46) وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين (47) ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48) ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون (49) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون (50)] من سورة يس.

يزعم جهلة الكفرة حلم الله عليهم تسويفاً ويتبجحون بعدم الإنفاق قائلين: لا والله أيفقره الله ونطعمه نحن؟ (صيحة) النفخة الأولى (يخصمون) يتخاصمون في متاجرهم ومعاملاتهم لا يخطر ببالهم الموت كما قال تعالى [أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون (107)] من سورة يوسف.

وقال النسفي: والمعنى تأخذهم، وبعضهم يخصم بعضاً في معاملاتهم فلا يستطيعون أن يوصوا في شيء من أمورهم وصية، ولا يقدرون على الرجوع إلى منازلهم بل يموتون حيث يسمعون الصيحة. أهـ.

وإن شاهدنا (فلا يستطيعون توصية) أي في شيء من أمورهم وإن كانت هذه الآية لزنادقة مكة ولكن نأخذ منها دليلاً على يقظة المسلم لتقييد ماله وما عليه خشية الموت بغتة كما في حديث البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي. فقال:"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك".

قال القسطلاني (بمنكبي) أي بمجمع العضد والكتب (غريب) قدم بلداً لا سكن فيها يأويه ولا ساكن يسليه عابر سبيل) قاصد البلد الشاسع. أهـ.

وقال في الفتح فلا فرق في الوصية الصحيحة بين الرجل والمرأة ولا يشترط فيها إسلام ولا رشد ولا ثيوبة ولا إذن زوج، وإنما يشترط في صحتها العقل والحرية. أهـ. وفي كفاية الأخيار الوصية لها أركان:

الموصى به ويشترط فيه كونه غير معصية فلو أوصى ببناء كنيسة للتعبد، أو كتب التوراة: وألحق الماوردي بذلك كتب النجوم والفلسفة وألحق القاضي حسين كتابة الغزل فإنها محرمة، ووجه عدم الصحة أن الوصية شرعت اجتلاباً للحسنات واستدراكاً لما فات وذلك ينافي المقصود، ولو أوصى بمال ليسرج به في الكنائس إن قصد تعظيمها لم يجز وإن قصد الضوء على من يأوي إلها صح. أهـ[ذوا عدل منكم] من أقاربكم الأجانب.

قال النسفي: حين الوصية بدل منه فيدل على وجود الوصية ولو وجدت بدون الاختيار لسقط الابتلاء فنقل إلى الوجوب، وحضور الموت مشارفته وظهور أمارات بلوغ الأجل. أهـ.

آيات الوصية وكراهة تمني الموت وبيان حدود الله في المواريث

أ - قال تعالى: [يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل =

ص: 331