الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ جَهَنَّمَ. رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً عليه، وفي صحته خلاف تقدم.
40 -
وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رضي الله عنه قالَ: إِنَّ في النَّارِ سَبْعِينَ أَلْفَ وَادٍ (1) في كُلِّ وَادٍ سَبْعُونَ أَلْفَ شِعْبٍ (2) في كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ أَلْفَ جُحْرٍ، وَفي كُلِّ جُحْرٍ (3) حَيَّةٌ تَأْكُلُ وُجُوهَ أَهْلِ النَّارِ. رواه ابن أبي الدنيا من رواية إسماعيل بن عياش، ورواه البخاري في تاريخه من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن الحجاج بن عبد الله الثمالى وله صحبة أن نفير بن مجيب، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: من قدمائهم قال:
إِنَّ في جَهَنَّمَ سَبْعِينَ أَلْفَ وَادٍ في كُلِّ وَادٍ سَبْعُونَ أَلْفِ شِعْبٍ في كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ في كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بَيْتٍ في كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ أَلْفَ بِئْرٍ في كُلِّ بِئْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ثُعْبَانٍ في شِدْقِ كُلِّ ثُعْبَانٍ سَبْعُونَ أَلْفَ عَقْرَبٍ لَا يَنْتَهِي الْكَافِرُ أَوِ الْمُنَافِقُ حَتَّى يُوَاقِعَ ذَلِكَ كُلَّهُ.
[قال الحافظ] سعيد بن يوسف: وهو اليمامي الحمصي الرحبي، ضعفه يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن أبي حاتم: ليس بالمشهور، ولا أرى حديثه منكراً كذا قال: فأورد عليه هذا الحديث لظهور نكارته، والله أعلم
فصل
في بعد قعرها
41 -
عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ قالَ: خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ رضي الله عنه فَقَالَ: إِنَّهُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى (4) مِنْ شَفِيرِ (5) جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَاماً مَا يُدْرِكُ لَهَا قَعْراً (6) واللهِ لَتُمْلأَنّهُ أَفَعَجِبْتُمْ؟. رواه مسلم هكذا.
(1) مكان متسع.
(2)
طريق.
(3)
شق ثعبان.
(4)
يرمى.
(5)
أي جانبها وحرفها، وشفير كل شيء: حرفه أهـ نهاية.
(6)
لا يجد لها نهاية.
إن حرها شديد وإن قعرها بعيد
42 -
ورواه الترمذي عن الحسن قال: قالَ عُتْبَةُ بْنُ غَزَوَانَ عَلَى مِنْبَرِنَا هذَا يَعْنِي مِنْبَرَ الْبَصْرَةِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ الصَّخْرَةَ الْعَظِيمَةَ لَتُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَتَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَاماً، وَمَا تُفْضِي (1) إِلى قَرَارِهَا، قالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: أَكْثِرُوا ذِكْرَ النَّارِ فَإِنَّ حَرَّهَا شَدِيدٌ، وَإِنَّ قَعْرَهَا بَعِيدٌ، وَإِنَّ مَقَامِعَهَا حَدِيدٌ (2).
قال الترمذي: لا نعرف للحسن سماعاً من عتبة بن غزوان، وإنما قدِم عتبة بن غزوان البصرة في زمن عمر، وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر.
43 -
وَعَنْ أَبِي مُوسى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ لَوْ أَنَّ حَجَراً قَذِفَ (3) بِهِ في جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفاً فِيهِ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهَا. رواه البزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم من طريق عطاء بن السائب.
44 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالض: كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْنَا وَجْبَةً (4) فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَتَدْرُونَ مَا هذَا؟ قُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قالَ: هذَا حَجَرٌ أَرْسَلَهُ اللهُ في جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفاً، فالآنَ حِينَ انْتهى إلى قَعْرِهَا (5). رواه مسلم.
45 -
وَرواه الطبراني من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتاً هَالَهُ (6)، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
(1) وما تصل إلى عمقها.
(2)
سياط منه يجلدون بها: جمع مقمعة، وحقيقتها ما يقمع به: أي يكف بعنف أهـ بيضاوي.
في تفسير قول الله تبارك وتعالى: [هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادو أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق (22)] من سورة الحج.
فوجان مختصمان، نيران تحيط بهم إحاطة الثياب. الحميم: الماء الحار (يصهر) يؤثر من فرط حرارته في باطنهم تأثيره في ظاهرهم فتذاب به أحشاؤهم كما تذاب به جلودهم (أعيدوا فيها) فكلما خرجوا أعيدوا (الحريق) النار البالغة في الإحراق أهـ.
(3)
رمي لأخذ مدة سيره في جهنم طالباً نهايتها أكثر من سبعين سنة حتى يصل إلى عمقها.
(4)
صوت السقوط. والوجبة: السقطة مع الهدة.
(5)
حين وصل إلى عمقها أحدث رجة وأظهر صوتاً شديداً.
(6)
أفزعه وخوفه.
صلى اللهُ عليه وسلم: مَا هذَا الصَّوْتُ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هذِهِ صَخْرَةٌ هَوَتْ (1) مِنْ شَفِيرِ (2) جَهَنَّمَ مِنْ سَبْعِينَ عَاماً، فهذَا حِينَ بَلَغَتْ قَعْرَهَا، فَأَحَبَّ اللهُ أَنْ يُسْمِعَكَ صَوْتَهَا، فَمَا رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَاحِكاً (3)
مِلْءَ فِيهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عز وجل.
صفة جهنم أعاذنا الله منها بمنه
46 -
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ أَنَّ صَخْرَةً وَزَنَتْ عَشَرَ خَلِفَاتٍ قُذِفَ بِهَا مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مَا بَلَغَتْ قَعْرَهَا سَبْعِينَ خَرِيفاً حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلى غَيٍ وَأَثَامٍ. قِيلَ: وَمَا غَيٌّ وَأثَامٌ؟ قالَ: بِئْرَانِ في جَهَنَّمَ يَسِيلُ فِيهِما صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ، وَهُمَا اللَّتَانِ ذَكَرَهُمَا اللهُ في كِتَابِهِ:[أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّا] وقوله: [وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً]. رواه الطبراني والبيهقي مرفوعاً ورواه غيرهما موقوفاً على أبي أمامة، وهو أصح.
[الخلفات] جمع خلفة: وهي الناقة الحامل.
47 -
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ علهي وسلم قالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَ شَفِيرِ (4) النَّارِ إِلى أَنْ يُبْلَغَ قَعْرُهَا لَصَخْرَةٌ زِنَةُ سَبْعِ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ وَلُحُومِهِنَّ وَأَوْلادِهِنَّ يَهْوِي فِيما بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ إلى أَنْ يُبْلَغَ قَعْرُهَا سَبْعِينَ خَرِيفاً. رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح إلا أن الرواي عن معاذ لم يُسَمَّ.
48 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:
(1) هوت: سقطت.
(2)
جانب.
(3)
مظهر السرور ونهاية الفرح: أي لم يفتح فمه وتظهر ثناياه، ولم تبد نواجذه، والمعنى استمر على الابتسام فقط حتى التحق بالرفيق الأعلى.
صلى الله عليك يا رسول الله، تألمت من هذا الصوت الشديد فتركت الضحك وابتسمت فقط علماً بأن هذه الحياة فانية؛ وإنما السعيد الفرح من قبله الله تعالى وأكرمه ونعمه.
(4)
جانبيها وطرفيها. يخبر صلى الله عليه وسلم عن مقدار ما بين طرفي جهنم مثل الناقات السبعة الضخمة الممتلئة شحماً ولحماً مع أولادها ونتاجها. شفير النار، كذا ط وع ص 469 - 2، وفي ن د: شفيري النار.