الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور
في البيوت وغيرها
1 -
عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ (1) هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ (2). رواه البخاري ومسلم.
2 -
وَعنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ (3) وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَلَوَّنَ وَجْهُهُ (4) وَقالَ: يَا عَائِشَةُ: أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ (5) بِخَلْقِ اللهِ. قَالَتْ: فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ.
3 -
وَفي رِوَايَةٍ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَفي الْبَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ (6) وَقَالَ: إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ.
4 -
وَفِي أُخْرَى أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ. قالَتْ: فَقُلْتُ:
(1) يعملونها من مواد مجسمة.
(2)
أدخلوا الحياة على هذه التماثيل.
(3)
رجوعاً من غزوة تبوك أو خيبر.
(4)
تغير.
(5)
يفعلون أشياء تشابه خلق الله من وجود حيوانات تامة الصورة فيها الأعضاء جميعها.
(6)
فنزعه.
يَا رَسُولَ اللهِ أَتُوبُ (1) إِلى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ مَاذَا أَذْنَبْتُ (2)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا بَالُ هذِهِ النُّمْرُقَةِ؟ فَقُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَصْحَابَ هذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، وَقَالَ: إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْملائِكَةُ (3). رواه البخاري ومسلم.
[السهوة] بفتح السين المهملة: هي الطاق في الحائط يوضع فيه الشيء، وقيل: هي الصفة وقيل المخدع بين البيتين، وقيل: بيت صغير كالخِزانة الصغيرة.
[والقرام] بكسر القاف: هو الستر.
[والنمرقة]: بضم النون والراء أيضاً، وقد تفتح الراء، وبكسرهما: هي المخدة.
5 -
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ رضي الله عنه قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا، فَقالَ لَهُ: ادْنُ مِنِّيْ (4)، فَدَنَا، ثُمَّ قالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا، حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْساً، فَيُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلاً فاصْنَعِ الشّجَرَ وَمَا لا نَفَسَ لَهُ (5). رواه البخاري ومسلم.
6 -
وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ قالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ:
(1) أندم على ما فعلت وأجد التوبة والإنابة إليه سبحانه وتعالى.
(2)
في أي شيء عملت خطأ.
(3)
ملائكة الرحمة التي تدعو لصاحب المنزل بالمغفرة والرضوان.
(4)
اقترب مني.
(5)
الشجر وما لا نفس له، كذا د وع ص 289 - 2، وفي ن ط: الشجرة وما لا تنفس له.
يَا ابْنَ عَبَّاسٍ: إِنِّي رَجُلٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التّصَاوِيرَ (1)؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَاّ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ صَوَّرَ صُورَةً (2)، فَإِنَّ اللهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيها (3) أَبَداً، فَربَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنْ أَبَيْتَ إِلاّ أَنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيْكَ بِهذا الشَّجَرِ (4) وَكُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ.
[ربا الإنسان]: إذا انتفخ غيظاً أو كبراً.
7 -
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ (5).
رواه البخاري ومسلم.
(1) التماثيل.
(2)
ذات روح.
(3)
فهو معذب دائماً مخلد في النار. وهذا في حق الذي يكفر بالتصوير أما في غيره وهو العاصي بفعل ذلك غير مستحل له ولا قاصد أن يعبد ثم فيعذب عذاباً يستحقه ثم يخلص منه، والمراد بالحديث الزجر الشديد بالوعيد بعقاب الكافر ليكون أبلغ في الارتداع أهـ قسطلاني ص 238 جواهر البخاري.
(4)
أي رسم الأشجار والأزهار والقصور والأشكال الزخرفية، وهكذا من النفائس التي ليست فيها روح: أي يصح أن يخلق الله فيها الحياة.
(5)
أي الذين يصورون أشكال الحيوانات التي تعبد من دون الله تعالى فيحكونها بتخطيط أو تشكيل عالمين بالحرمة قاصدين ذلك لأنهم يكفرون به فلا يبعد دخولهم مدخل آل فرعون.
أما من لا يقصد ذلك، فإنه يكون عاصياً بتصويره فقط. قال النووي قال العلماء: تصوير الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر وسواء صنعه لما يمتهن أم لغيره سواء كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها. وأما تصوير ما ليس فيه صورة حيوان فليس بحرام أهـ قسطلاني، وأورد البخاري عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئاً فيه تصاليب إلا نقضه: أي تصاوير إلا كسره، وغير صورته. وفي دخول البيت الذي فيه الصورة وجهان: الأكثرون على الكراهة. وقال أبو محمد بالتحريم، فلو كانت الصورة في ممر الدار لا داخلها كما في ظاهر الحمامات ودهاليزها لا يمتنع الدخول، لأن الصورة في الممر ممتهنة، وفي المجلس مكرمة. والحاصل مما سبق كراهة صورة حيوان منقوشة على سقف أو جدار أو وسادة منصوبة أو ستر معلق أو ثوب ملبوس، وأنه يجوز ما على أرض وبساط يداس ومخدة يتكأ عليها ومقطوع الرأس وصورة شجر، ويحرم تصوير حيوان على الحيطان والسقوف والأرض ونسج الثوب، ومن اتخذ هذه الصور عوقب بحرمان دخول ملائكة الرحمة بيته فلا تصلي عليه؛ ولا تستغفر له أهـ قسطلاني.
وفي الفتح: وخص بعضهم الوعيد الشديد بمن صور قاصداً أن يضاهي فإنه يصير بذلك القصد كافراً. وذكر القرطبي أن أهل الجاهلية كانوا يعملون الأصنام من كل شيء حتى إن بعضهم عمل صنمه من عجوة ثم جاع فأكله إلا نقضه. قال ابن بطال: في هذا الحديث دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم كان ينقض الصورة سواء كانت مما له ظل أم لا، وسواء كانت مما توطأ أم لا؛ سواء في الثياب، وفي الحيطان، وفي الفرش والأوراق وغيرها =
8 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قالَ اللهُ تَعَالَى: وَمَنْ أَظْلَمُ (1) مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوهُ ذَرَّةً، وَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، وَلْيَخْلُقُوا شَعِيرَةً. رواه البخاري ومسلم.
9 -
وَعَنْ حَيَّانَ بْنِ حُصَيْنٍ قالَ: قالَ لِي عَلِيٌّ رضي الله عنه: أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ أَلَاّ تَدَعَ (2) صُورَةً إِلَاّ طَمَسْتَهَا (3)، وَلَا قَبْراً مُشْرِفاً (4) إِلَاّ سَوَّيْتَهُ (5). رواه مسلم وأبو داود والترمذي.
10 -
وَرَوَى أَحْمَدُ عَنْ عَلِيٍّ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَنْطَلِقُ إِلى الْمَدِينَةِ، فَلَا يَدَعُ فِيهَا وَثنَاً إِلَاّ كَسَرَهُ، وَلَا قَبْراً إِلَاّ سَوَّاهُ. وَلَا صُورَةً إِلا لَطَخَهَا، فَقالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قالَ فَهَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ. قالَ: فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَدَعْ بِهَا وَثَناً إِلَاّ كَسَرْتُهُ، وَلَا قَبْراً إِلَاّ سَوَّيْتُهُ، وَلَا صُورَةً إِلَاّ لَطَخْتُها، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ عَادَ إِلى صَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْ هذَا
= (تماثيل) الشيء المصور أعم من أن يكون شاخصاً أو نقشاً أو دهاناً أو نسجاً في ثوب (يضاهون) يشبهون ما يصنعونه بما يصنعه الله أهـ ص 299 جـ 10.
(1)
لا أحد كثير الظلم مثل الذي يدعي أنه يصنع مثل صنع الله فيصور صورة حيوان قال في الفتح: ذهب قصد كخلقي التشبيه في فعل الصورة وحدها لا من كل الوجوه، ورواية البخاري في صدر الحديث حدثنا عمارة حدثنا أبو زرعة قال دخلت مع أبي هريرة داراً بالمدينة فرأى في أعلاها مصوراً يصور فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ومن أظلم" الحديث ثم دعا بتور من ماء فغسل يديه حتى بلغ إبطه فقلت يا أبها هريرة أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منتهى الحلية أهـ. في الفتح يشير إلى الطهارة في فضل الغرة والتحجيل في الوضوء تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء. قال ابن بطال: فهم أبو هريرة أن التصوير يتناول ما له ظل، وما ليس له ظل فلهذا أنكر ما ينقش في الحيطان (قلت) هو ظاهر من عموم اللفظ ويحتمل أن يقصر على ما له ظل من جهة قوله كخلقي، فإن خلقه الذي اخترعه ليس صورة في حائط، بل هو خلق تام، لكن بقية الحديث تقتضي تعمم الزجر عن تصوير كل شيء، وهي قوله فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة، وهي بفتح المعجمة وتشديد الراء. ويجاب عن ذلك بأن المراد إيجاد حبة على الحقيقة لا تصويرها، ووقع لابن فضيل من الزيادة "وليخلقوا شعيرة"، والمراد بالحبة حبة القمح بقرينة ذكر الشعير أو الحبة أعم، والمراد بالذرة النملة، والغرض تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان وهو أشد وأحرى بتكليفهم خلق جماد، وهو أهون ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك "قوله ثم دعا بتور" أي طلب توراً، وهو بمثناة إناء كالطست أهـ ص 288 جـ 10.
(2)
أن لا تترك.
(3)
إلا محوتها وأزلت معالمها.
(4)
عالياً.
(5)
جعلته مساوياً للأرض.
فَقدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (1). وإسناده جيد إن شاء الله.
11 -
وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: لَا تَدْخُلُ الْملائِكَةُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ. رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
12 -
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: لا تَدْخُلُ الملائِكَة (2) بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ وَلَا تَمَاثِيلُ.
13 -
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: وَاعَدَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْتِيَهُ فَرَاثَ عَلَيْهِ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ، فَلَقِيَهُ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَا إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتَاً فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ. رواه البخاري.
[راث] بالثاء المثلثة غير مهمور: أي أبطأ.
14 -
وَعَنْ عَلِيّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: لَا تَدْخُلُ الملائِكَةُ بَيْتَاً فِيهِ صُورَةٌ، وَلَا جُنُبٌ، وَلَا كَلْبٌ. رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية عبد الله بن يحيى. قال البخاري: فيه نظر.
15 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ لِي: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَاّ أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، وَكَانَ في الْبَيْتِ كَلْبٌ
(1) من صنع هذه الحيوانات مشابهاً خلق الله فقد جحد بتعاليم القرآن.
(2)
ملائكة الرحمة. وفي الفتح قال القرطبي في المفهم: إنما لم تدخل الملائكة البيت الذي فيه الصورة، لأن متخذها قد تشبه بالكفار، لأنهم يتخذون الصور في بيوتهم ويعظمونها فكرهت الملائكة ذلك فلم تدخل بيته هجراً له لذلك. وقال الرافعي: وفي دخول البيت الذي فيه الصورة وجهان قال الأكثر يكره، وقال أبو محمد يحرم فلو كانت للصورة في ممر الدار لا داخل الدار كما في ظاهر الحمام أو دهليزها لا يمتنع الدخول. قال: وكان السبب فيه أن الصورة في الممر ممتهنة، وفي المجلس مكرمة أهـ ص 303 جـ 10 وفي صفحة 305 ما حكاه أبو محمد الجويني أن نسج الصورة في الثوب لا يمتنع، لأنه قد يلبس وطرده المتولي في التصوير على الأرض ونحوها وصحح النووي تحريم جميع ذلك. قال النووي: ويستثنى من جواز تصويره ما له ظل، ومن اتخاذه لعب البنات لما ورد من الرخصة في ذلك، وأباح الله تبارك وتعالى توضيح صور الأشياء على صفحات الورق تيسيراً للعلم وضبط الحوادث.
فَمُرْ (1) بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرَ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ فَيُقْطَعَ فَيُجْعَلَ وِسَادَتَيْنِ مَنْبُوذَتَيْنِ تُوطَآنِ، وَمُرْ بالْكَلْبِ فَلْيَخْرُجْ. رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وتأتي أحاديث من هذا النوع في اقتناء الكلب إن شاء الله تعالى.
16 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضاً رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلاثَةٍ بِمَنْ جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ، وَبِكلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِالمُصَوِّرينَ (2).
رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب.
[عنق] بضم العين والنون: أي طائفة وجانب من النار.
(1) فكر، كذا د وع ص 292 - 2 وفي ن ط فأمر وأمر، وأورد الفتح حديث عائشة ثم التفت، فإذا جرو كلب سريره فقال يا عائشة متى دخل هذا الكلب؟ فقالت وإيم الله ما دريت ثم أمر به فأخرج فجاء جبريل فقال: واعدتني فجلست لك فلم تأت فقال منعني الكلب الذي كان في بيتك، وفي رواية النسائي إما أن يقطع رموسها أو تجعل بسطاً توطأ.
ثم قال وفي هذا الحديث ترجيح قول من ذهب إلى أن الصورة التي تمتنع الملائكة من دخول المكان التي تكون فيه باقية على هيئتها غير ممتهنة فأما لو كانت ممتهنة أو غير ممتهنة لكنها غيرت عن هيئتها إما بقطعها من نصفها أو بقطع رأسها فلا امتناع. وقال القرطبي: ظاهر حديث زيد بن خالد عن أبي طلحة الماضي؛ قيل إن الملائكة لا تمتنع من دخول البيت الذي فيه صورة إن كانت رقماً في الثوب وظاهر حديث عائشة المنع، ويجتمع بينهما بأن يحمل حديث عائشة على الكراهة. وحديث أبي طلحة على مطلق الجواز، وهو لا ينافي الكراهة؛ وفي البخاري باب كراهية الصلاة في التصاوير. قال في الفتح: أي في الثياب المصورة، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم "أميطي عني، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي" أي أزيلي، وإذا كانت تلهي المصلي وهي مقابلة فكذا تلهيه وهو لابسها، بل حالة اللبس أشد. ونقل عن الحنفية أنه لا تكره الصلاة إلى جهة فيها صورة إذا كانت صغيرة، أو مقطوعة الرأس وهذه كانت تصاويره من غير الحيوان أهـ.
ولفظ الحديث كما في البخاري عن أنس رضي الله عنه قال "كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أميطي عني، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي" أهـ ص 302 جـ 10.
(2)
أي يخصص الله صورة فظيعة وحشية جهنمية نارها شديدة لثلاثة:
أ - المشرك.
ب - الظالم.
جـ - المصور.
عقاب المصور كما قال صلى الله عليه وسلم
أولاً: يستمر عذابه ويزداد وعيده ويشتد عقابه.
ثانياً: يعد من كبار الظالمين المفسدين العتاة الطغاة (ومن أظلم). =