الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
في درجات الجنة وغرفها
25 -
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَونَ (1) أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَراءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ في الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ (2) مَا بَيْنَهُمْ، قالُوا يَا رَسُولَ اللهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قالَ: بَلَى والَّذِي نَفْسِي بَيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا باللهِ وَصَدَّقوا الْمُرْسَلِينَ. رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لهما: كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الْغَارِبَ، بتقديم الراءِ على الباء.
ورواه الترمذي من حديث أبي هريرة بنحوه وصححه إلا أنه قال: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الشَّرْقِيَّ أَو الْكَوْكَبَ الْغَرْبِيَّ الْغَارِبَ في الأُفُقِ أَوِ الطَّالِعَ في تَفَاضلِ الدَّرَجَاتِ. الحديث وفي بعض النسخ والكوكب الغربي أو الغارب على الشك.
[الغابر] بالغين المعجمة والباء الموحدة المراد به هنا هو الذاهب الذي تدلى (3) للغروب
26 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ في الْجَنَّةِ كَمَا تَرَاءَوْنَ أَوْ تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَارِبَ فِي الأُفُقِ الطَّالِعِ في تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ، قالُوا يَا رَسُولَ اللهِ: أُولئِكَ النَّبِيُّونَ؟ قالَ بَلَى: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَأَقْوَامٌ (4)
آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ: رواه أحمد. ورواته محتج بهم في الصحيح وتقديره كما يرون الكوكب الطالع الدري الغارب ورواه الترمذي وتقدم لفظه
(1) لينظرون.
(2)
لوجود تفاوت وتباين الدرجات المختلفة، كل إنسان على قدر عمله الصالح.
(3)
نزل.
(4)
يصحبهم مؤمنون متقون كما قال تعالى: [ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما (70)] من سورة النساء.
قال البيضاوي قسمهم أربعة أقسام بحسب منازلهم في العلم والعمل، وحث كافة الناس على أن لا يتأخروا عنهم وهم الأنبياء الفائزون بكمال العلم والعمل المتجاوزون حد الكمال إلى درجة التكميل. ثم الصديقون الذين صعدت نفوسهم تارة بمراقي النظر في الحجج والآيات: وأخرى بمعارج التصفية والرياضيات إلى أوج العرفان =
27 -
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما. قالَ قالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِغُرَفِ (1) الْجَنَّةِ؟. قالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِينَا (2) أَنْتَ وَأُمِّنَا، قال إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً مِنْ أَصْنَافِ الْجَوْهَرِ كُلِّهِ يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا فيهَا مِنَ الْنَّعِيمِ وَاللَّذَّاتِ وَالشَّرَفِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ قالَ: قُلْتُ لِمَنْ هَذِهِ الْغُرَفُ؟ قالَ لِمَنْ أَفْشَى السَّلامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ والنَّاسُ نِيَامٌ (3) الحديث. رواه البيهقي، ثم قال وهذا الإسناد غير قويّ إلا أنه مع الإسنادين الأولين يقوى بعضه ببعض، والله أعلم.
[قال الحافظ]: تقدم من هذا النوع غير ما حديث صحيح في قيام الليل وإطعام الطعام وغيره ذلك من حديث أبي مالك عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفَاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا، أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَفْشَى السَّلامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ والنَّاسُ نِيَامٌ. وحديث عبد الله بن عمرو بنحوه.
28 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ في الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللهِ مَا بَيْنَ الْدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ. رواه البخاري.
29 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيرَةَ أَيَضاً قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَنَّةِ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ (4) رواه الترمذي، وقال حديث حسن غريب والطبراني في الأوسط إلا أنه قال مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمَائَةِ عَامٍ.
= حتى أطلعوا على الأشياء وأخبروا عنها على ما هي عليها ثم الشهداء الذين أدى بهم الحرص على الطاعة، والجد في إظهار الحق حتى بذلوا مهجهم في إعلاء كلمة الله تعالى ثم الصالحون الذين صرفوا أعمارةم في طاعته وأموالهم في مرضاته.
(1)
حجراتها.
(2)
نفديك بهم.
(3)
لمن تحلى بصفات أربعة:
أ - يسلم عن من عرف ومن لم يعرف.
ب - إكرام الضيف وإطعام الطعام.
جـ - أكثر من الصيام لله.
د - تهجد.
(4)
أي يسير الراكب بين الدرجتين مسافة سير مائة سنة كناية عن اتساعها.