الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قال الحافظ]: سويد بن غفلة ولد في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو عام الفيل، وقَدِم المدينة حين دفنوا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وتوفي في زمن الحجاج وهو ابن خمس وعشرين، وقيل: سبع وعشرين ومائة.
فصل
في بكائهم وشهيقهم
93 -
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: إِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَدْعُونَ مَالِكاً فَلا يُجِيبُهُمْ أَرْبَعِينَ عَاماً، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ، ثُمَّ يَدعونَ رَبَّهُمْ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظالِمُونَ فَلا يُجِيبُهُمْ مِثْلَ الْدُّنْيَا، ثُمَّ يَقُولُ:[اخْسَئوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ]، ثُمَّ يَيْأَسُ الْقَوْمُ فَمَا هُوَ إِلَاّ الزَّفِيرُ والشَّهِيقُ تُشْبِهُ أَصْوَاتُهُمْ أَصْوَاتَ الْحَمِيرِ
= جـ - وقال تعالى: [وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً إنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم هذا نزلهم يوم الدين (56)] من سورة الواقعة.
د - وقال تعالى: [إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر ويل يومئذ للمكذبين (34)] من سورة المرسلات.
هـ - وقال تعالى: [كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة؟ نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة إنها عليهم مؤصدة في عمد ممدة (9)] من سورة الهمزة.
و- وقال تعالى: [كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى (18)] من سورة المعارج.
ز - وقال تعالى: [فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد (107)] من سورة هود.
ح - وقال تعالى: [إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا إلا حميماً وغساقا جزاء وفاقا إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا وكل شيء أحصيناه كتابا فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا (30)] من سورة النبأ.
ط - وقال تعالى: [إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا (29)] من سورة الكهف.
ي - وقال تعالى: [خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين فليس له اليوم ههنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون (38)] من سورة الحاقة.
ك - وقال تعالى: [والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (27)] من سورة يونس.
أَوَّلُهَا شَهِيقٌ وآخِرُهَا زَفِيرٌ. رواه الطبراني موقوفاً ورواته محتج بهم في الصحيح، والحاكم وقال صحيح على شرطهما.
[الشهيق] في الصدر.
وَ [الزفير] في الحلق، وقال ابن فارس: الشهيق ضد الزفير لأن الشهيق ردَّ النفس، والزفير إخراج النفس.
94 -
وروى البيهقي عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: لَهُم فِيْهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ، قالَ: صَوْتٌ شَدِيدٌ وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ.
[قال الحافظ]: وتقدم حديث أبي الدرداء وفيه:
فَيَقُولُونَ: ادْعُوا مَالِكاً، فَيَقُولُونَ: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ. قالَ الأَعْمَشُ: نُبِّئْتُ أَنَّ بَيْنَ دُعَائِهِمْ وَبَيْنَ إِجَابَةِ مَالِكٍ لَهُمْ أَلْفَ عَامٍ. قالَ فَيَقُولُونَ: ادْعُوا رَبَّكُمْ فَلا أَحَدَ خَيْرٌ (1) مِنْ رَبِّكُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا (2) وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّيْنَ (3) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا (4) فَإِنَّا ظَالِمُونَ. قالَ: فَيُجِيبُهُمْ: اخْسَئُوا (5) فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ. قالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَئِسُوا (6) مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ في الزَّفِيرِ (7) وَالشَّهِيقِ وَالْوَيْلِ (8). رواه الترمذي.
95 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُرْسَلُ الْبُكَاءُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَيَبْكُونَ حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ، ثُمَّ يَبْكُونَ الدَّمَ حَتَّى يَصِيرَ في وُجُوهِهِمْ كَهَيْئَةِ الأُخْدُودِ، لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهَا السُّفُنُ لَجَرَتْ (9). رواه ابن ماجة وأبو يعلى، ولفظه قال:
(1) أعظم يلتجأ إليه ويرأف بخلقه سبحانه.
(2)
شقاوتنا.
(3)
بعيدين عن الحق.
(4)
رجعنا إلى الغواية فقد حملنا أنفسنا طاقة العذاب.
(5)
اسكتوا منهزمين يقال خسأت الكلب طردته وأبعدته. والخاسئ: المبعد.
(6)
قنطوا.
(7)
إخراج النفس وإدخاله بحركة ألم وغضب.
(8)
الثبور والهلاك.
(9)
الله أكبر تذرف العيون بحاراً ويجري ماؤها مدرارا يصلح من كثرته لجري السفن فيه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.