الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ (1)، وَهُمْ عَلَى خَلْقِ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعاً في عَرْضِ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ. رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي، كلهم من رواية علي بن زيد بن جدعان عن ابن المسيب عنه.
12 -
وَعَنِ الْمِقْدَامِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ علهي وسلم قالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ سِقْطاً (2) وَلا هَرِماً (3)، وإِنَّمَا النَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ إِلَاّ بُعِثَ (4) ابْنَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَة، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَانَ عَلَى مِسْحَةِ (5) آدَمَ، وَصُورَةِ يُوسُفَ (6)، وَقَلْبِ (7) أَيُّوبَ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عَظُمُوا (8) وفَخُمُوا كَالْجِبَالِ. رواه البيهقي بإسناد حسن.
فصل
فيما لأدنى أهل الجنة فيها
13 -
وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ مُوسَى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ: مَا أَدْنَى (9) أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟ فَقَالَ: رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ (10) فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ، فَيَقُولُ لَهُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ فَقَالَ في الْخَامِسَةِ: رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ: هذَا لَكَ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ، وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ (11) نَفْسُكَ وَلَذَّتْ (12) عَيْنُكَ، فَيَقُولُ
(1) عمر الواحد ثلاث وثلاثون سنة في ضخامة الجسم، الطول ستون ذراعاً والعرض سبعة.
(2)
السقط الولد ذكراً كان أو أنثى يسقط قبل تمامه، وهو مستبين الخلق، تقال سقط الولد من بطن أمه سقوطاً فهو سقط بالكسر.
(3)
شيخاً كبيراً ضعيفاً.
(4)
أحياه الله تعالى.
(5)
أي أثر ظاهر منه، وفي النهاية يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن عليه مسحة ملك ولا يقال ذلك في المدح وعليه مسحة من جمال.
(6)
أي هيئته في الحسن والكمال والجمال.
(7)
مثل قلبه في الإخلاص والوفاء والنقاء وحسن العقيدة.
(8)
كبرت أجسامهم.
(9)
أقل.
(10)
درجاتهم.
(11)
طلبته.
(12)
قرت.
ما لأدنى أهل الجنة وأعلاهم فيها
رَضِيتُ رَبِّ. قالَ رَبِّ: فَأَعْلاهُمْ مَنْزِلَةً قالَ: أُولئِكَ الَّذِين أَرَدْتُ (1) غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشرٍ. رواه مسلم.
14 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ (2) اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذَاتَ ظِلٍّ (3) فَقَالَ: أيْ رَبِّ قَرِّبْنِي مِنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ في ظِلِّهَا (4). فذكر الحديث في دخوله الجنة وتمنّيه إلى أن قال في آخره:
إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ (5) قالَ اللهُ: هُوَ لَكَ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ. قالَ: ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ فَيَقُولانِ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ. قالَ: فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ (6). رواه مسلم.
15 -
ورواه أحمد عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: آخِرُ رَجُلَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنَ النَّارِ يَقُولُ اللهُ عز وجل لأَحَدِهِمَا: يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ، هَلْ عَمِلْتَ خَيْراً قَطُّ؟. فذكر الحديث بطوله إلى أن قال في آخره: فَيَقُولُ اللهُ عز وجل سَلْ (7) وَتَمَنَّهْ فَيَسْأَلُ وَيَتَمَنَّى مِقْدَارَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَيُلَقِّنُهُ اللهُ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ فَيَسْأَلُ وَيَتَمَنَّى، فَإِذَا فَرَغَ قالَ: لَكَ مَا سَأَلْتَ (8). قال أبو سعيد: وَمِثْلُهُ مَعَهُ. قال أبو هريرة: وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ، فقال أحدهما لصاحبه: حَدِّثْ بِمَا سَمِعْتَ وَأُحَدِّثُ بِمَا سَمِعْتُ. ورواته محتج بهم في الصحيح إلا علي بن زيد، وهو في البخاري بنحوه إلا أن أبا هريرة قال: وَمِثْلُهُ، وقال أبو سعيد: وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ على العكس وتقدم
(1) أحببت تفضلاً مني أن أزيد نعمهم وأمنحهم الدرجات السامية. هذا مثل من كرم الله جل وعلا على عباده أن يهب لمن يشاء العلا والسعادة والنعيم المقيم والعز أضعافاً مضاعفة كما قال تعالى: [ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم].
(2)
أبعده وحوله نحو نعيم الجنة فرأى بهجتها.
(3)
مورقة كثيرة الظلال.
(4)
أتمتع بهوائها وظلها وتقيني حرارة الشمس.
(5)
الآمال المرجوة بمعنى أنه أخذ جميع ما يطلب ونال جميع ما يتمنى فيتفضل عليه ربه بمضاعفة الإعطاء.
(6)
فيرض ويفرح ويشكر الله على ما وهب ومنح.
(7)
اسأل واطلب.
(8)
يجاب طلبك تفضلاً.
16 -
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ رَجُلٌ مَرَّ بِهِ رَبُّهُ عز وجل فَقَالَ لَهُ: قُمْ فادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَابِساً (1) فَقَالَ: وَهَلْ أَبْقَيْتَ لِي شَيئاً؟ قالَ: نَعَمْ، لَكَ مِثْلُ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ (2). رواه الطبراني بإسناد جيد، وليس في أصلي رفعُه، وأرى الكاتب أسقط منه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
يعطى أهل الجنة نوراً على قدر أعمالهم
17 -
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَيْضاً رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال؛ يَجْمَعُ اللهُ عز وجل الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (3) قِيَاماً أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ (4) يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ. فذكر الحديث إلى أن قال:
ثُمَّ يَقُولُ: يَعْنِي الرَّبَّ تبارك وتعالى: ارْفَعُوا رُؤوسَكُمْ فَيَرْفَعُونَ رُؤوسَهُمْ فَيُعْطِيهِمْ نُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ (5) الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدِيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَدِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ رَجُلاً يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمَيْهِ يُضِيءُ مَرَّةً ويُطْفَأُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ، وَإِذَا أُطْفِئَ قامَ فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَطَرْفَةِ (6) الْعَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ (7)، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كالسَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ (8)، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُر كَشَدِّ (9) الْفَرَاسِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّجُلِ حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي يُعْطَى نُورَهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ يَحْبُو (10) عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ تَخِرُّ (11) يَدٌ وَتُعَلَّقُ يَدٌ وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتُعَلَّقُ رِجْلٌ وَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، فلَا يَزَالُ كَذلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ، فَإِذَا خَلَصَ وَقَفَ
(1) غضبان: يقال عبس: قطب وجهه عبوساً فهو عابس.
(2)
أي لك ملك كبير واسع المدى يساوي الذي تشرق عليه الشمس وتغرب.
(3)
ليوم القيامة.
(4)
أجفانهم لا تطرف كما قال تعالى: [تشخص فيه الأبصار].
(5)
يستضاء بنور عظيم جداً مثل الجبل في الحجم.
(6)
إقفال الرمش.
(7)
اللامع في السماء.
(8)
لمعانه
(9)
خطاه كخطوة الحصان.
(10)
يدرج ويزحف على بطنه منقلباً.
(11)
تسقط.
كرم الله وإحسانه لعبده
عَلَيْهَا، فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَعْطَانِي مَا لَمْ يُعْطِ أَحَداً إِذْ نَجَّانِي مِنْهَا بعْدَ إِذْ رَأَيْتُهَا قالَ: فَيَنْطَلِقُ بِهِ إِلى غَدِيرٍ (1) عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُ، فَيَعُودُ إِلَيْهِ رِيحُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَلْوَانُهُمْ فَيَرى مَا فِي الْجَنَّةِ مِنْ خَلَلِ (2) الْبَابِ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ فَيَقُولُ لَهُ: أَتَسْأَلُ الْجَنَّةَ وَقَدْ نَجَّيْتُكَ مِنَ الْنَّارِ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهَا حِجَاباً (3) لَا أَسْمَعُ حَسِيسَهَا (4) قالَ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَرَى أَوْ يَرْفَعُ لَهُ مَنْزِلٌ أَمَامَ ذَلِكَ كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ إِلَيْهِ حُلْمٌ (5) فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْطِنِي ذَلِكَ المَنْزِلَ، فَيَقُولُ لَهُ: لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَهُ (6) تَسْأَلُ غَيْرَهُ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُكَ غَيرَه وَأَيُّ مَنْزِلٍ أَحْسَنُ مِنْهُ؟ فَيُغْطَاهُ، فَيَنْزِلُهُ وَيَرَى أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلاً كَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ إِلَيْهِ حُلْمٌ، قالَ: رَبِّ أَعْطِنِي ذلِكَ الْمَنْزِلَ، فَيَقُولُ اللهُ تبارك وتعالى لَهُ: فَلَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَهُ تَسْأَلُ غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ، وَأَيُّ مَنْزِلٍ أَحْسَنُ مِنْهُ؟ فَيُعْطَاهُ فَيَنْزِلُهُ ثُمَّ يَسْكُتُ فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: مَالَكَ (7) لَا تَسْأَلُ؟ فَيَقُولُ رَبِّ: قَدْ سَأَلْتُكَ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُكَ (8)
وَأَقْسَمْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُكَ، فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: أَلَمْ تَرْضَ أَنْ أُعْطِيكَ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ خَلَقْتُهَا إِلى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِهِ؟ فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ فَيَضْحَكُ (9) الرَّبُّ تبارك وتعالى مِنْ قَوْلِهِ، قالَ: فَرَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ إِذَا بَلَغَ هذَا الْمَكَانَ مِنْ هذَا الْحَدِيثِ ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُو أَضْرَاسُهُ، قالَ: فَيقُولُ الرَّبُّ جَلَّ ذِكْرُهُ: لَا وَلكِنِّي عَلى ذَلِكَ قَادِرٌ، سَلْ (10) فَيَقُولُ: أَلْحِقْنِي بِالنَّاسِ، فَيَقُولُ: الْحَقْ بالنَّاسِ فَيَنْطَلِقُ يَرْمُلُ (11) في الْجَنَّةِ حَتَّى إذَا دنَا (12) مِنَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ فَيَخِرُّ سَاجِداً فَيُقَالُ لَهُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ مَالَك؟
(1) نهر.
(2)
ثقوب.
(3)
مانعاً.
(4)
صوتها.
(5)
رأى في منامه رؤيا، من حلم يحلم واحتلم.
(6)
تفضلت عليك بإعطائه.
(7)
أي شيء دهاك لا تطلب.
(8)
أخذني الحياء من جلالك ..
(9)
أي يظهر رضاه سبحانه ويتجلى عليه برضوانه وجماله.
(10)
اسأل.
(11)
يهرول.
(12)
قرب.
فَيَقُولُ رَأَيْتُ رَبِّي (1) أَوْ تَرَاءَى (2) لِي رَبِّي فَيُقَالُ: إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ. قالَ: ثُمَّ يَلْقَى رَجُلاً فَيَتَهَيَّأُ لِلسُّجُودِ لَهُ فَيُقَالُ لَهُ مَهْ (3) فَيَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ وَعَبْدٌ (4) مِنْ عَبِيدِكَ تَحْتَ يَدَيَّ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ (5) عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ قالَ فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحَ لَهُ الْقَصْرَ، قالَ: وَهُوَ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ سَقَائِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وأَغْلاقُهَا وَمَفَاتِيحُها مِنْهَا تَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاءَ فِيهَا سَبْعُونَ بَاباً كُلُّ بَابٍ يُفْضِي (6) إِلى جَوْهَرةٍ خَضْرَاءَ مُبَطَّنَةٍ، كُلُّ جَوْهَرَةٍ تُفْضِي إِلى جَوْهَرَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ الأُخْرَى، في كُلِّ جوْهَرَةٍ سُرُرٌ وَأَزْوَاجٌ وَوَصَائِفُ (7) أَدْنَاهُنَّ حَوْراءُ عَيْنَاءُ علَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً يُرى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا، كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا، إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ في عَيْنَيْهِ سَبْعِينَ ضِعْفاً، فَيُقَالُ لَهُ: اشْرُفْ (8)
فَيَشْرُفُ فَيُقَالُ لَهُ: مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُكَ قالَ: فَقَالَ عُمَرُ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يُحَدِّثُنَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ يَا كَعْبُ عَنْ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً فَكَيْفَ أَعْلاهُمْ؟ قالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ: مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ، إِنَّ اللهَ جَلَّ ذِكْرُهُ خَلَقَ دَاراً جَعَلَ فِيهَا مَا شَاءَ مِنَ الأَزْوَاجِ والثَّمَرَاتِ والأَشْرِبَةِ، ثُمَّ أَطْبَقَهَا فَلَمْ يَرَهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ لا جِبْرِيلُ وَلَا غَيرُهُ مِنَ الْملائِكَةِ، ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ [فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ (9) مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ (10) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (11)] قالَ وَخَلَقَ دُونَ ذَلِكَ جَنَّتَيْنِ وَزَيَّنَهُمَا بِمَا شَاءَ وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ.
ثُمَّ قالَ: مَنْ كَانَ كِتَابهُ في عِلِّيِّينَ (12) نَزَلَ في تِلْكَ الدَّارِ الَّتِي لَمْ يَرَهَا أَحَدٌ
(1) رأى نور جلال الله وعظمته سبحانه وتعالى.
(2)
تجلى.
(3)
امتنع عن السجود واكفف.
(4)
خادم مطيع.
(5)
هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده والقائم بأمور الرجل بلغة الفرس أهـ نهاية.
(6)
يؤدي.
(7)
جمع وصيفة: أي أمة، وفي النهاية الوصيف العبد والوصيفة الأمة وجمعها وصفاء ووصائف.
(8)
تقرب.
(9)
لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
(10)
مما تقر به عيونهم.
(11)
أي جوزوا جزاء أو أخفى للجزاء، فإن إخفاءه لعلو شأنه، وقيل هذا لقوم أخفوا أعمالهم فأخفى الله ثوابهم قال تعالى:[تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (17)] من سورة السجدة.
(12)
قال النسفي هو علم لديوان الخير الذي دون فيه كل ما عملته الملائكة وصلحاء الثقلين منقول من جمع على فعيل من العلو سمي به، لأنه سبب الارتفاع إلى أعالي الدرجات في الجنة أو لأنه مرفوع في السماء السابعة حيث يسكن المكرمون تكريماً له، قال تعالى: [كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب =
حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ عِلِّيينَ لَيَخْرُجُ فَيَسِيرُ في مُلْكِهِ فَلا تَبْقَى خَيْمَةٌ مِنْ خِيَمِ الْجَنَّةِ إِلَاّ دَخَلَهَا مِنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ فَيَسْتَبْشِرُونَ بِرِيحِهِ، فَيَقُولُونَ وَاهاً (1) لِهَذَا الرِّيحِ هذَا رِيحُ رجُلٍ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ قَدْ خَرَجَ يَسِيرُ في مُلْكِهِ، قالَ: وَيْحَكَ (2) يَا كَعْبُ إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ قَدِ اسْتُرْسِلَتْ فاقْبِضْهَا، فَقَالَ كَعْبٌ: إِنَّ لِجَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَزَفْرَةً (3) مَا مِنْ مَلَكٍ (4) مُقَرَّبٍ وَلَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ إِلَاّ خَرَّ لِرُكْبَتَيْهِ، حَتَّى إِنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ لَيَقُولُ: رَبِّ نَفْسِي نَفْسِي (5) حَتَّى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبيّاً إِلى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أَنْ لَا تَنْجُوَ. رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم هكذا عن ابن مسعود مرفوعاً وآخره من قوله: إن الله جل ذكره خلق دارا إلى آخره موقوفاً على كعب، وأحَد طرق الطبراني صحيح واللفظ له، وقال الحاكم صحيح الإسناد وهو في مسلم بنحوه باختصار عنه.
18 -
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْفَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ دَرَجَةً؟ قالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قالَ: رَجُلٌ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ فَيَتَلَقَّاهُ غِلْمَانُهُ (6) فَيَقُولُونَ مَرْحَباً (7) بِسَيِّدِنَا قَدْ آنَ (8) لَكَ أَنْ تَزُورَنَا قالَ: فَتُمَدُّ لَهُ الزَّرَابِيُّ (9) أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ فَيَرَى الْجِنَانَ، فَيَقُولُ لِمَنْ مَا ههنَا؟ فَيُقَالُ لَكَ: حَتَّى إِذَا انْتَهَى رُفِعَتْ لَهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ أَوْ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ لَهَا سَبْعُونَ شِعْباً (10) في كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ غُرْفَةً في كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَاباً، فَيُقَالُ: اقْرَأْ وارْقَهُ (11) فَيَرْقَى حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلى سَرِيرِ مُلْكِهِ اتَّكَأَ
= مرقوم يشهده المقربون إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عيناً يشرب بها المقربون (28)] من سورة المطففين.
الأبرار المطيعون الذين لا يطففون ويؤمنون بالبعث (نضرة) بهجة التنعم وطراوته (رحيق) شراب خالص لا غش فيه تختم أوانيه بمسك بدل الطين (فليتنافس) فليرغب الراغبون، وذا إنما يكون بالمسارعة إلى الخيرات والانتهاء عن السيئات.
(1)
عجباً.
(2)
كلمة ترحم.
(3)
نفساً.
(4)
ليس كل من ملك أو نبي إلا خاف وسجد لله طالباً النجاة.
(5)
أنقذني نفسي.
(6)
فتيانه وخدمه حسناء الوجه، والغلام الطار الشارب، والجمع غلمة وغلمان.
(7)
أتيت مكاناً واسعاً أهلاً للإكرام.
(8)
جاء الوقت.
(9)
البسط والطنافس الفاخرة والأثاث والرياش.
(10)
طريقاً.
(11)
واصعد فيصعد.
عَلَيْهِ، سَعَتُهُ مِيلٌ في مِيلٍ لَهُ فِيهِ قُصُورٌ، فَيَسْعَى إِلَيْهِ بِسَبْعِينَ صَحْفَةً مِن ذَهَبٍ لَيْسَ فِيهَا صَحْفَةٌ فِيهَا مِنْ لَوْنِ أُخْتِهَا يَجِدُ لَذَّةَ آخِرِهَا كما يَجِدُ لَذَّةَ أَوَّلِهَا، ثمَّ يُسْعَى إِلَيْهِ بِأَلْوَانِ الأَشْرِبَةِ، فَيَشْرَبُ مِنْهَا مَا اشْتَهَى، ثُمَّ يَقُولُ الْغِلْمَانُ: اتْرُكُوهُ وَأَزْوَاجَهُ فَيَنْطَلِقُ الْغِلْمَانُ ثُمَّ يَنْظُرُ، فَإِذَا حَوْرَاءٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ جَالِسَةٌ عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهَا عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً لَيْسَ مِنْهَا حُلَّةٌ مِنْ لَوْنِ صَاحِبَتِهَا، فَيُرَى مُخُّ سَاقِهَا (1) مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالدَّمِ وَالْعَظْمِ وَالْكِسْوَةُ فَوْقَ ذَلِكَ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مِنَ اللَاّتِي خُبِّئْنَ (2) لَكَ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا، ثُمَّ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلى الْغُرْفَةِ فَإِذَا أُخْرَى أَجْمَلُ مِنْهَا فَتَقُولُ: مَا آنَ (3) لَكَ أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنْكَ نَصِيبٌ (4) فَيَرْتَقِي (5) إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا، ثُمَّ إِذَا بَلَغَ النَّعِيمُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ وظَنُّوا أَنْ لَا نَعِيمَ أفْضَلُ مِنْهُ تَجلَّى (6) لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ اسْمُهُ، فَيَنْظُرُونَ إِلى وَجْهِ الرَّحْمَنِ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلِّلُونِي (7)،
فَيَتَجَاوَبُونَ بِتَهْلِيلِ الرَّحمنِ، ثُمَّ يقُولُ: يَا دَاوُدُ قُمْ فَمَجِّدْنِي (8) كما كُنْتَ تُمَجِّدُنِي في الدُّنْيَا قالَ: فَيُمَجِّدُ دَاوُدُ رَبَّهُ عز وجل. رواه ابن أبي الدنيا وفي إسناده من لا أعرفه الآن.
ما لأدنى أهل الجنة منزلاً
19 -
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لمن يَنْظُرُ إِلى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرِرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَى اللهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيّاً (9)
(1) يظهر صفاء جسمها، ولون بشرتها.
(2)
ادخرن وحفظن خافيات لتتمتع بجمالنا كما قال تعالى [حور مقصورات في الخيام].
(3)
هل جاء وقت التمتع بنا.
(4)
حظ.
(5)
يصعد إلى درجتها.
(6)
ظهر له عظمته، وتصدى له اقتداره وأمره.
(7)
سبحوا وكبروا ووحدوا لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
(8)
فعظمني بصوتك الحسن.
(9)
صباحاً ومساء.
ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم [وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (1) إِلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (2)]. رواه الترمذي وأبو يعلى والطبراني والبيهقي ورواه أحمد مختصراً قال: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَيَنْظُرُ في مُلْكِهِ أَلْفَيْ سَنَةٍ لَا يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ يَنْظُرُ إِلى أَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ. زاد البيهقي على هذا في لفظ له، وَإِنَّ أفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ إِلى اللهِ عز وجل في وَجْهِهِ في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ.
ما لأدنى أهل الجنة منزلة
20 -
وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ ثُوَيْرٍ قالَ: أُرَاهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قالَ: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَرَجُلٌ لَهُ أَلْفُ قَصْرٍ بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ سَنَةٍ يَرَى أَقْصَاَهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا في كُلِّ قَصْرٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَالرَّيَاحِينِ وَالْوِلْدَانِ مَا يَدْعُو بِشَيْءٍ إِلَاّ أُتِيَ بِهِ (3). رواه هكذا موقوفاً.
21 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ لْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ واثْنَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً وَيُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ كَمَا بَيْنَ الْجَابِيَةِ (4) إِلى صَنْعَاءَ. رواه الترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد، يعني عن عمرو بن الحارث عن درّاج.
[قال الحافظ] قد رواه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن وهب، وهو أحد الأعلام الثقات الأثبات عن عمرو بن الحارث عن درّاج.
22 -
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَسْفَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَجْمَعِينَ دَرَجَةً لَمَنْ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ عَشْرَةُ آلافِ خَادِمٍ بيَدِ كُلِّ وَاحِدٍ صَحْفَتَانِ وَاحِدَةٌ مِنْ ذَهَبٍ والأُخْرَى مِنْ فِضَّةٍ في كُلِّ وَاحِدَةٍ لَوْنٌ لَيْسَ في الأُخْرَى مِثْلُهُ
(1) بهية متهللة فرحة مستبشرة من النضرة التي هي الحسن والنعمة أو من النظر أي وجوه المؤمنين مشرقة.
(2)
إلى خالقها ومالكها تراه مستغرقة في مطالعة جماله بحيث تغفل عما سواه قال تعالى: [كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة (25)] من سورة القيامة.
(العاجلة) استعجال الخير في الدنيا وتتركون تحصيل الأعمال الصالحة جزاء ثواب الله يوم القيامة (باسرة) شديدة العبوس (فاقرة) داهية تكسر الفقار.
(3)
ما طلب شيئاً من النعيم إلا حضر له.
(4)
إلى صنعاء كذا ط وع ص 488 - 2، وفي ن د الجابية وصنعاء.
يَأْكُلُ مِنْ آخِرِهَا مِثْلَ مَا يَأْكُلُ مِنْ أَوَّلِهَا، يَجِدُ لآخِرِهَا مِنَ الطِّيبِ واللَّذَّةِ مِثْلَ الَّذِي يَجِدُ لأَوَّلِهَا، ثُمَّ يَكُونُ ذلِكَ رِيحَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ (1) لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ إِخْوَاناً (2) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ. رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له، ورواته ثقات.
ما لأدنى أهل الجنة منزلاً
23 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً، وَلَيْسَ فِيهِمْ دَنِيٌّ مَنْ يَغْدُو عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ وَيَرُوحُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ خَادِمٍ لَيْسَ مِنْهُمْ خَادِمٌ إِلَاّ وَمَعَهُ طُرْفَةٌ (3) لَيْسَتْ مَعَ صَاحِبِهِ. رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً.
[قال الحافظ]: ولا منافاة بين هذه الأحاديث لأنه قال في حديث أبي سعيد: أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ. وقال في حديث أَنس: مَنْ يَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ عَشْرَةُ آلَافِ خَادِمٍ، وفي حديث أبي هريرة: مَنْ يَغْدُو عَلَيْهِ وَيَرُوحُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ خَادِمٍ فَيجوز أن يكون له ثمانون ألف خادم يقوم على رأسه منهم عشرة آلاف ويغدو عليه منهم كل يوم خمسة عشر ألفاً، والله سبحانه أعلم.
24 -
وروى البيهقي من حديث يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو، قال: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً مَنْ يَسْعَى عَلَيْهِ أَلْفُ خَادِمٍ كُلُّ خَادِمٍ عَلَى عَمَلٍ لَيْسَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، قال: وتلا هذه الآية: [إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (4)].
(1) ذكي الرائحة لا يحدث منهم بول أو غيره من القذارة والبصاق والمخاط، وفي المصباح امتخط: أخرج مخاطه من أنفه، ومخطه غيره فتمخط.
(2)
متآخين متوادين متحابين.
(3)
تحفو وهدية، وفي المصباح الطرفة ما يستطرف: أي يستملح.
(4)
قال البيضاوي من صفاء ألوانهم، وانبثاثهم في مجالسهم: وانعكاس شعاع بعضهم إلى بعض قال تعالى: [ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيرا عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهورا إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا (22)] من سورة الدهر.
أي إن بصرك أينما وقع نظرت ملكاً واسعاً تعلوهم ثياب الحرير والخضر ما رق منها وما غلظ (طهورا) يطهر شاربه عن الميل إلى اللذات الحسية، والركون إلى ما سوى الحق فيتجرد لمطالعة جماله ملتذاً بلقائه باقياً ببقائه، وهي منتهى درجات ثواب الصديقين الأبرار ولذلك ختم بها أهـ بيضاوي.