الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاثْنَيْنِ والثُّلاثَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللهُ فِيهِ أَيُّوبَ، وَضَرَبَهُ بِالْبَلاءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَبْدُوا جُذَامٌ وَلَا بَرَصٌ إِلَاّ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَلَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ. رواه ابن ماجة عن سعيد بن ميمون، ولا يحضرني فيه جرح ولا تعديل عن نافع، وعن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع، وَيأتي الكلام عن الحسن ومحمد ورواه الحاكم عن عبد الله بن صالح حدثنا عطاف بن خالد عن نافع.
[قال الحافظ]: عبد الله بن صالح هذا كاتب الليث، أخرج له البخاري في صحيحه، واختلف فيه وفي عطاف ويأتي الكلام عليهما.
[تَبَيغ به الدم]: إذا غلبه حتى يقهره، وقيل: إذا تردد فيه مرة إلى هنا ومرة إلى هنا فلم يجد مخرجاً، وهو بمثناة فوق مفتوحة ثم موحدة ثم مثناة تحت مشددة ثم غين معجمة.
الأيام التي تجتنب فيها الحجامة
13 -
وَعَنْ مَعْمَرٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ، فَأَصَابَهُ وَضحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلَاّ نَفْسَهُ. رواه أبو داود هكذا وقال: قد أُسند ولا يصح.
[الوضح] بفتح الواو والضاد المعجمة جميعاً بعدها حاء مهملة، والمراد به هنا: البرص.
14 -
وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فاسْتَعِينُوا بِالْحِجَامَةِ لَا يَتَبَيَّغُ الدَّمُ بِأَحَدِكُمْ فَيَقْتُلَهُ. رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد.
الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها
والترغيب في دعاء المريض
1 -
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: حَقُّ الْمُسْلِمِ (1) عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ (2)، واتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ (3)،
(1) للمسلم أداؤها وجوباً بمعنى أنه يسأل عنه يوم القيامة كما قال العلماء.
(2)
زيارته.
(3)
تشييعه، والسير وراء نعشه حتى يوارى في التراب على شريطة أن لا يلغو أو يتحدث في أمور الدنيا
وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ (1)، وَتَشْمِيتُ (2)
الْعَاطِسِ. رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة.
حقوق المسلم على المسلم
2 -
وفي رواية لمسلم: حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ (3) قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ (4)، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ (5)، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ (6) فانْصَحْ لَهُ وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ (7)، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ (8)، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبعْهُ (9). ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذه.
3 -
وَعَنْهُ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ (10) فَلَمْ تَعُدْنِي؟ قالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلْمَتْ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ (11). يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمنِي؟ قالَ: يَا رَبِّ
(1) الذهاب إلى وليمة عرس: أي زواج، لأن فيها إشهاراً للنكاح على سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2)
الدعاء بالخير والبركة، يقال: شمت فلاناً وشمت عليه تشميتاً فهو مشمت واشتقاقه من الشوامت وهي: القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى، وقيل معناه أبعدك الله عن الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك، أهـ نهاية. يعلمك رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أشياء عليها العمران، وكسب المحبة وجلب الألفة والمودة ومعين التعاون والصفاء وعنوان الإخلاص والوفاء:
أ - أن ترد السلام على من سلم عليك.
ب - أن تزور المريض.
جـ - أن تساعد على تشييع الميت ودفنه وتحزن لفقده.
د - أن تذهب إلى مكان أفراحه وتعلن شعائر الدين معه وتفرح لفرحه.
هـ - أن تدعو له بالخير إذا عطس، وفي الجامع الصغير: خمس من الخصال، والحق يعم وجوب العين والكفاية والندب، رد السلام فرض عين من الواحد وفرض كفاية من جماعة يسلم عليهم، وأما عيادة المريض المسلم فهي واجبة حيث لا متعهد له، وإلا فمندوبة واتباع الجنائز، فهو فرض كفاية وإجابة الدعوة إلى وليمة العرس فتجب فإن كانت لغيرها ندبت، وتشميت العاطس والدعاء له بالرحمة إذا حمد الله وعطف السنة على الواجب جائز مع القرينة قال بعضهم: ولا يضيع حق أخيه بما بينهما من مزيد المودة. ولما قدم الحريري من الحج، وكان صديق الجنيد بدأ به الحريري قبل دخوله منزله، فسلم عليه ثم ذهب لمنزله فلم يستقر إلا والجنيد عنده فقال: إنما بدأت لئلا تجيء. فقال: هذا حقك وذاك فضلك. وقال الحفني: من حق المسلم إكرامه ودفع الأذى عنه والتوسيع له في المجلس. أهـ ص 212 جـ 2.
(3)
من الخصال المحمودة.
(4)
قل السلام عليكم ورحمة الله ندبا.
(5)
إذا طلبك لفرح فاذهب إليه وجوباً لزواج، وندباً لغيره.
(6)
طلب منك الإرشاد والهداية فأرشده وجوباً، وكذا يجب النصح وإن لم يستنصحه.
(7)
أن تقول له: يرحمك الله ندبا.
(8)
زره في مرضه.
(9)
اذهب إليه وساعد في دفنه وكن مع أهله حتى يصلى عليه ويدفن. مكارم أخلاق يا رسول الله ترشد أمتك إلى ما فيه الخير والمحبة ليعيشوا في سرور واتحاد وتواد.
(10)
قال النووي: أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى. والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له. أهـ.
(11)
وجدت ثوابي وكرامتي وفيه إشارة إلى أكثرية أجر العيادة، إذ قال: وجدتني عنده، =
كَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ. أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلِكَ عِنْدِي. يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِني؟ قالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلان فَلَمْ تَسْقِهِ. أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي (1). رواه مسلم.
4 -
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عُودُوا الْمَرْضَى، واتْبَعُوا الْجَنَائِزَ تُذَكِّرْكُمُ الآخِرَةَ. رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه.
5 -
وَعَنْهُ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خَمْسٌ مَنْ عَمِلَهُنَّ في يَوْمٍ كَتَبَهُ اللهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنّةِ: مَنْ عَادَ مَرِيضاً، وَشَهِدَ جَنَازَةً، وَصَامَ يَوْمَاً وَرَاحَ إِلى الْجُمُعَةِ، وَأَعْتَقَ رَقبَةً. رواه ابن حبان في صحيحه.
6 -
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خَمْسٌ مَنْ فَعَلَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِناً (2) عَلَى اللهِ عز وجل: مَنْ عَادَ مَرِيضاً، أَوْ خَرَجَ مَعَ جَنَازَةٍ (3)، أَوْ خَرَجَ غَازِياً (4)، أَوْ دَخَلَ عَلَى إِمَامٍ (5) يُرِيدُ تَعْزِيرَهُ (6) وَتَوْقِيرَهُ (7)، أَوْ قَعَدَ في بَيْتِهِ (8) فَسَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ، وَسَلِمَ مِنَ النَّاسِ (9). رواه أحمد
= وهي: فرض كفاية. أهـ نووي ص 473 جـ 2 مختار الإمام مسلم.
(1)
ثوابه تعالى، وفي هذا الحديث يبين الله جل وعلا لعباده فضل أعمال صالحة ثلاثة تجلب الثواب الجليل.
أ - زيارة المريض.
ب - إطعام الفقير.
جـ - سقيه جرعة ماء لإزالة ظمئته وينسب هذه الأشياء له جل وعلا، وهو واهب النعم، ومعطي الأرزاق تشريفاً وتكريماً لمن مرض أو جاع؛ أو عطش فحمد الله وصبر، وفيه الترغيب في عيادة المريض والإحسان إلى الفقراء بإطعام الطعام وسقي الماء استبقاء للنعم واستزادة لها. كما قال تعالى: لئن شكرتم لأزيدنكم.
(2)
أي كان الفاعل المحسن مضموناً على الله ثابتاً ثوابه بدخول الجنة، أي شمله فضل ربه مع السابقين الفائزين.
(3)
ليصلي عليها ويساعد في دفنها.
(4)
مجاهداً في سبيل نصر دين الله بقصد إعلاء كلمته سبحانه.
(5)
قال المناوي: يريد الإمام الأعظم.
(6)
تعظيمه ومساعدته على اتباع الحق والعدل.
(7)
نصرته وإعانته.
(8)
ابتعد عن الناس، لا يقدم لهم أذى ولا يصاب بأذاهم.
(9)
خصال أربعة جماع الخير ومصدر الفوز:
أ - صوم نفل.
ب - إطعام مسكين.
جـ - تشييع جنازة مسلم.
د - زيارة مريض.
والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وروى أبو داود نحوه من حديث أبي أمامة، وتقدم في الأذكار.
7 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِماً؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. فَقَالَ: مَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِيناً؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. فَقَالَ: مَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. قالَ: مَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضاً؟ قالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا اجْتَمَعَتْ هذِهِ الْخِصَالُ قَطُّ في رَجُلٍ إِلَاّ دَخَلَ الْجَنَّةَ. رواه ابن خزيمة في صحيحه.
8 -
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ عَادَ مَرِيضاً نَادَاهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: طِبْتَ (1) وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلاً (2). رواه الترمذي وحسنه وابن ماجة واللفظ له وابن حبان في صحيحه، كلهم من طريق أبي سنان، وهو عيسى بن سنان القسملي عن عثمان بن أبي سودة عنه،
ولفظ ابن حبان عن النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ أَوْ زَارَهُ قالَ اللهُ تَعَالَى: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلاً في الْجَنَّةِ.
9 -
وَعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قالَ: جَنَاهَا. رواه أحمد ومسلم واللفظ له والترمذي.
[خرفة الجنة] بضم الخاء المعجمة وبعدها راء ساكنة: هو ما يخترف من نخلها. أي يجتنى.
10 -
وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوَضُوءَ وَعَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مُحْتَسِباً بُوعِدَ (3) مِنْ جَهَنَّمَ (4) سَبْعِينَ خَرِيفاً. قُلْتُ:
(1) فعلت حسناً خيراً طيباً.
(2)
حسن مسعاك ونلت من الجنة مكاناً.
(3)
حصل تباعد بينه وبين النار مسافة سير سبعين سنة: بقطار مسرع.
(4)
بوعد من جهنم سبعين كذا ط وع ص 397 - 2، وفي ن د: بوعد من جهنم مسيرة سبعين.
يَا أَبَا حَمْزَةَ مَا الْخَرِيفُ؟ قالَ: الْعَامُ. رواه أبو داود من رواية الفضل بن دلهم القصاب.
فضل عيادة المريض
11 -
وَعَنْ عَلِيّ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِماً غُدْوَةً (1) إِلاّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَ عَشِيَّةً (2) إِلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ.
رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، وقد رُوي عن عليّ موقوفاً انتهى، ورواه أبو داود موقوفاً على علي، ثم قال: وأسند هذا عن علي من غير وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رواه مسنداً بمعناه.
ولفظ الموقوف: مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضاً مُمْسِياً إِلاّ خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَتَاهُ مُصْبِحَاً خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ. ورواه بنحو هذا أحمد وابن ماجة مرفوعاً.
وزاد في أوله: إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخاهُ مَشَى في خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ. الحديث، وليس عندهما: وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ، ورواه ابن حبان في صحيحه مرفوعاً أيضاً، ولفظه:
مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمَاً إِلَاّ يَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ في أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ حَتَّى يُمْسِيَ، وفي أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ حَتَّى يُصْبِحَ. وَرواه الحاكم مرفوعاً بنحو الترمذي وقال: صحيح على شرطهما.
[قوله: في خرافة الجنة] بكسر الخاء: أي في اجتناء ثمر الجنة. يقال: خرفت النخلة أخرفها فشبه ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر. هذا قول ابن الأنباري.
12 -
وَرُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(1) صباحاً مبكراً.
(2)
وقت المساء.
مَنْ عَادَ مَرِيضاً وَجَلَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً أَجْرَى اللهُ لَهُ عَمَلَ أَلْفِ سَنَةٍ لَا يُعْصَى اللهُ فِيهَا طَرْفَةَ عَيْنٍ. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات، ولوائح الوضع عليه تلوح.
13 -
وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم قالا: مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَظَلَّهُ اللهُ بِخَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَدْعُونَ لَهُ، وَلَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَفْرُغَ، فَإِذَا فَرَغَ كَتَبَ اللهُ لَهُ حَجَّةً وَعُمْرَةً، وَمَنْ عَادَ مَرِيضاً أَظلَّهُ اللهُ بِخَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَرْفَعُ قَدَماً إِلَاّ كُتِبَ لَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَلَا يَضَعُ قَدَمَاً إِلَاّ حُطَّ عَنْهُ سَيِّئَةٌ وَرُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ حَتَّى يَقْعُدَ في مَقْعَدِهِ، فَإِذَا قَعَدَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ فَلا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا أَقْبَلَ حَيْثُ يَنْتَهِي إِلى مَنْزِلِهِ. رواه الطبراني في الأوسط، وليس في أصلي رفْعُه.
14 -
وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضاً فَإِنَّمَا يَخُوضُ في الرَّحْمَةِ (1)، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ. قالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: هذَا لِلصَّحِيحِ الذِي يَعُودُ المرِيضَ فَمَا لِلْمَرِيضِ؟ قالَ: تُحَطُّ (2) عَنْهُ ذُنُوبُهُ. رواه أحمد، ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الصغير والأوسط.
وزاد: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (3).
من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس
15 -
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ في الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا (4). رواه مالك بلاغاً، وأحمدُ، ورواته رواة الصحيح والبزار وابن حبان في صحيحه، ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة بنحوه، ورواته ثقات.
16 -
وَعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(1) يخوض في الرحمة كذا ط وع ص 398 - 2.
(2)
تمحى سيئاته.
(3)
أي صحيفته تنقى وتطهر وتنظف من الذنوب.
(4)
أغدقه الله بنعمه وعمه برضاه.