الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن أبي الدنيا أيضاً مختصراً، قال عن محمد بن مهاجر الأنصاري: حدثني: سليمان بن موسى كذا في أصول معتمدة لم يذكر فيه الضحاك، وقال البزار لا نعلم رواة عن النبي صلى الله عليه وسلم: إلا أسامة ولا نعلم له طريقاً عن أسامة إلا هذه الطريق، ولا نعلم رواة عن الضحاك إلا هذا الرجل: محمد بن مهاجر.
[قال الحافظ] عبد العظيم: محمد بن مهاجر وهو الأنصاري ثقة احتج به مسلم وغيره والضحاك ولم يخرّج له من أصحاب الكتب الستة أحد غير ابن ماجة، ولم أقف فيه على جرح ولا تعديل لغير ابن حبان: بل هو في عداد المجهولين، وسليمان بن موسى هو الأشدق يأتي ذكره.
فصل
في خيام الجنة وغُرَفها وغير ذلك
37 -
عَن أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ في الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ (1) طُولُهَا فِي السَّمَاءِ سِتُّونَ مِيلاً لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ فَلا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضاً. رواه البخاري ومسلم والترمذي إلا أنه قال: عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلاً، وهو رواية لهما.
38 -
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قالَ: لِكُلِّ مُسْلِمٍ خَيَرَةٌ، وَلِكُلِّ خَيَرَةٍ خَيْمَةٌ ولِكُلِّ خَيْمَةٍ أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ يَدْخُلُ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ بَابٍ تُحْفَةٌ وَهَدِيَّةٌ وَكَرَامَةٌ لَمْ تَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ لَا مِرَحَاتٌ (2)، وَلَا دَفِرَاتٌ (3)، وَلَا سَخِرَاتٌ (4)، وَلَا
(1) ذات جوف.
(2)
فرحها طبيعي ليس عندها بطر، ويلهيها الفرح الكثير عن تنعم زوجها، والمفرد مرحة ويقال مرح مرحاً فهو مرح، مثل فرح وقيل أشد من الفرح.
(3)
ليس فيهم قذارة أو نتانة أو وساخة، وفي النهاية الدفر النتن، وفي حديث عمر لما سأل كعباً عن ولاة الأمر فأخبره فقال وادفراه: أي وانتناه من هذا الأمر، وقيل أراد وازلاه: يقال دفره في قفاه إذا دفعه دفعاً عنيفاً كما في حديث عكرمة في تفسير قوله تعالى: [يوم يدعون إلى نار جهم دعا] قال يدفرون في أقفيتهم دفراً أهـ والمعنى التحفة والمعنى التحفة جميلة نظيفة ذلولة لينة قريبة الجنى.
(4)
مستهزئات، يقال سخرت منه وبه: هزئت به: أي طائعات مؤدبات محترمات أخلاقهن عالية.
طَمَّاحَاتُ (1) حُورٌ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ. رواه ابن أبي الدنيا من رواية جابر الجعفي موقوفاً.
39 -
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما حُورٌ مَقْصُورَاتٌ في الْخِيَامِ قالَ: الْخَيْمَةُ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُهَا فَرْسَخٌ وَلَهَا أَلْفُ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ حَوْلُهَا سُرَادِقُ دُورُهُ خَمْسُونَ فَرْسَخَاً يَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ بَابٍ مِنْهَا مَلَكٌ بِهَدِيَّةٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ عز وجل. رواه ابن أبي الدنيا موقوفاً. وفي رواية له وللبيهقي: الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ فَرْسَخٌ في فَرْسَخٍ لَهَا أَرْبَعَةُ آلافِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ: وإسناد هذه أصح.
40 -
وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ في الْجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا. فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ (2) وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَبَاتَ قَائِماً (3) وَالنَّاسُ نِيَامٌ. رواه الطبراني والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه من حديث أبي مالك الأشعريّ، إلَاّ أَنَّهُ قالَ: أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.
41 -
وَرُوِيَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصِينٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم قالا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: [وَمسَاكِنَ (4) طَيِّبَةً في جَنَّاتِ (5) عَدْنٍ]. قالَ قَصْرٌ في الْجَنَّةِ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِيهَا سَبْعُونَ دَاراً مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ في كُلِّ دَارٍ
(1) نافرات جموحات، يقال طمح ببصره نحو الشيء طموحاً: استشرف له، وأصله قولهم: جبل طامح: أي عال مشرف، والمعنى ليشعر من دخل الجنة بنعيم لا حد له، ومنه أزواج في غاية الحسن والجمال، والهداية والطاعة والنظافة.
(2)
عذب لفظه ووافق الحق، وكان طيباً حلالاً بديعاً مختاراً خالياً من عصيان الله تعالى.
(3)
تهجد.
(4)
الإقامة فيها جميلة حسنة، والعيش فيها رغد في نعيم مقيم، قال تعالى:[يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم (12)] من سورة الصف.
(5)
وقال النسفي في جنات عدن: أي إقامة خلود.