الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده
1 -
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبي الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ
= آيات الصبر عند المصيبة والرضاء بالقضاء والقدر
أ -[وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا] من سورة الأعراف.
ب -[ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (97)] من سورة النحل.
جـ -[أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا] من سورة القصص.
د -[إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب (10)] من سورة الزمر.
هـ -[واصبروا إن الله مع الصابرين (46)] من سورة الأنفال.
و-[وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (24)] من سورة السجدة.
ز - وقال تعالى [وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (157)] من سورة البقرة.
ح - وقال تعالى: [وبشر المخبتين (34) الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم] من سورة الحج.
ي - وقال تعالى: [أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما (75)] من سورة الفرقان.
ك - وقال تعالى: [وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى (132)] من سورة طه.
(اصطبر) داوم عليها والثمرة الحلوة المحمودة للذين يتقون الله ويصبرون، روي أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أصاب أهله ضر أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية. قال النسفي: أهلك أمتك وأهل بيتك، لا نسألك أن ترزق نفسك ولا أهلك وفرغ بالك لأمر الآخرة، لأن من كان في عمل الله كان الله في عمله، وعن عروة بن الزبير أنه كان إذا رأى ما عند السلاطين قرأ، ولا تمدن عينيك الآية. ثم ينادي: الصلاة الصلاة رحمكم الله. وكان بكر بن عبد الله المزني إذا أصاب أهله خصاصة قال: قوموا فصلوا، بهذا أمر الله ورسوله. وعن مالك بن دينار مثله وحسن العاقبة لأهل التقوى أهـ ص 55.
يأمر الله تعالى رسوله ليعلم المسلمين المداومة على الصلاة، وهي دليل الصبر الجميل كما قال تعالى في موضع آخر:[واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (28)] من سورة الكهف.
قال الكفار الرؤساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم نح هؤلاء الموالي، وهم صهيب وعمار وخباب وسلمان، وغيرهم من فقراء المسلمين حتى نجالسك فنزلت الآية: أي واحبسها معهم وثبتها، دائبين على الدعاء في كل وقت أو بالغداة لطلب التوفيق والتيسير، العشي لطلب عفو التقصير أو هما صلاة الفجر والعصر يريدون رضا الله تعالى ولا تجاوز النظر عنهم إلى غيرهم، واترك من جعلنا قلبه غافلاً عن الذكر، وهو دليل لنا على أنه تعالى خالق أفعال العباد (فرطا) مجاوزاً عن الحق.
ل - وقال تعالى: [وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين (114) واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين (115)] من سورة هود.
(طرفي النهار) غدوة وعشية (وزلفا) ساعات (من الليل) إن الصلوات الخمس يذهبن الذنوب =
عليه وسلم وَجَعاً يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ضَعْ
= كما قال صلى الله عليه وسلم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر (ذكرى) عظة للمتعظين، وإن شاهدنا (واصبر) على امتثال ما أمرت به والانتهاء عما نهيت عنه فلا يتم شيء منه إلا به.
م - وقال تعالى: [فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك] من سورة المؤمن.
ن - وقال تعالى: [والعصر (1) إن الإنسان لفي خسر (2) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3)] من سورة العصر.
أقسم سبحانه وتعالى بصلاة العصر لفضلها، أو بعصر النبوة، أو بالدهر لاشتماله على الأعاجيب. إن الناس لفي خسران في مساعيهم وصرف أعمارةم ومطالبهم، وعدم الاجتهاد في طاعة الله تعالى إلا الذين اشتروا الآخرة بالدنيا ففازوا بالحياة الأبدية والسعادة السرمدية وتعاهدوا على إظهار الحق أي الثابت الذي لا يصح إنكاره من اعتقاد أو عمل، واتفقوا على الصبر عن المعاصي أو على الحق أو ما يبلو الله به عباده. قال تعالى [فاصبر لحكم ربك، فاصبر صبراً جميلاً].
س - وعلق النصرة على الصبر فقال تعالى: [بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين (125)] من سورة آل عمران.
معنى الصبر نصف الإيمان وبيان أقسامه
وفي معنى الصبر نصف الإيمان: أي للإيمان ركنان:
أ - اليقين.
ب - الصبر.
والمراد باليقين المعارف القطعية الحاصلة بهداية الله تعالى عبده إلى أصول الدين، والمراد بالصبر العمل بمقتضى اليقين إذ اليقين يعرفه أن المعصية ضارة والطاعة نافعة، ولا يمكن ترك المعصية والمواظبة على الطاعة إلا بالصبر وهو استعمال باعث الدين في قهر باعث الهوى والكسل فيكون الصبر نصف الإيمان.
أو يطلق على الأحوال المثمرة للأعمال لأعلى المعارف، وعند ذلك ينقسم جميع ما يلاقيه العبد إلى ما ينفعه في الدنيا والآخرة أو يضره فيهما، وله بالإضافة إلى ما يضره حال الصبر وبالإضافة إلى ما ينفعه حال الشكر. قال ابن مسعود رضي الله عنه: الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر. وأقسام الصبر:
أولاً: أن يقهر داعي الهوى فلا تبقى له قوة المنازعة ويتوصل إليه بدوام الصبر، وعند هذا يقال: من صبر ظفر.
ثانياً: أن تغلب دواعي الهوى وتسقط بالكلية منازعة باعث الدين فيسلم نفسه إلى جند الشياطين، ولا يجاهد ليأسه من المجاهدة، وهؤلاء هم الغافلون.
ثالثاً: أن يكون الحرب سجالاً بين الجندين، فتارة له اليد عليها، وتارة لها عليه، وهذا من المجاهدين، وينقسم باعتبار حكمه إلى فرض ونقل ومكروه. فالصبر على المحظورات فرض، وعلى المكاره نفل، والصبر على الأذى المحظور محظور كمن تقطع يده أو يد ولده، وهو يصبر عليه ساكتاً، وكمن يقصد حريمه بشهوة محظورة فتهيج غيرته فيصبر عن إظهار الغيرة، ويسكت على ما يجري على أهله فهذا الصبر محرم، والصبر المكروه هو الصبر على أذى يناله بجهة مكروهة في الشرع فليكن الشرع محك الصدر.
وفي بيان مظان الحاجة إلى الصبر القسم الأول.
أولاً: ما يوافق الهوى، وهو الصحة والسلام والمال والجاه وكثرة العشيرة واتساع الأسباب وكثرة الأتباع والأنصار وجميع ملاذ الدنيا، وما أحوج العبد إلى الصبر على هذه الأمور فإنه إن لم يضبط نفسه عن الاسترسال والركون إليها والانهماك في ملاذها المباحة منها، أخرجه ذلك إلى البطر والطغيان فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى.
ثانياً: ما يرتبط باختياره، وهو سائر أفعاله التي توصف بكونها طاعة أو معصية.
ثالثاً: بعد الفراغ من العمل إذ يحتاج إلى الصبر عن إفشائه والتظاهر به للسمعة والرياء والصبر عن النظر إليه =
يَدَكَ عَلَى الَّذِي يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ ثَلاثاً: وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ باللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (1). رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، وعند مالك:
أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ. قالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَب اللهُ مَا كَانَ بِي فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهَا أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ.
وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ مِثْلُ ذلِكَ وَقَالَا في أَوَّلِ حَدِيثِهِمَا: أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: امْسَحْ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلْ أَعُوذُ (2) بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ الْحديث.
2 -
وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنِ اشْتَكَى مِنْكُمْ شَيْئاً، أَوِ اشْتَكَاهُ (3) أَخٌ لَهُ فَلْيَقُلْ: رَبُّنَا اللهُ الَّذِي في السَّمَاءِ تَقَدَّسَ اسْمُكَ، وَأَمْرُكَ في السَّمَاءِ والأَرْضِ كما رَحْمَتُكَ في السَّمَاءِ فاجْعَلْ رَحْمَتَكَ في الأَرْض. اغْفِرْ لَنَا حَوْبَنَا (4) وَخَطَايَانَا أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ على هذَا الْوَجَعِ فَيَبْرَأُ (5). رواه أبو داود.
3 -
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ قالَ: قالَ لِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: يَا مُحَمَّدُ إِذَا اشْتَكَيْتَ فَضَعْ يَدَكَ حَيْثُ تَشْتَكِي، ثُمَّ قُلْ: بِسْمِ اللهِ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ
= بعين العجب والكبرياء، وعن كل ما يبطل عمله ويحبط أثره كما قال تعالى:" ولا تبطلوا أعمالكم" وكما قال تعالى "لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى".
أ - الطاعة والعبد يحتاج إلى الصبر عليها.
ب - المعاصي فما أحوج العبد إلى الصبر عنها كما قال تعالى [وينهى عن الفحشاء والمنكر].
القسم الثاني ما لا يرتبط هجومه باختياره، وله اختيار في دفعه كما لو أوذي بفعل أو قول وجنى عليه في نفسه أو ماله فالصبر على ذلك بترك المكافأة تارة يكون واجباً، وتارة يكون فضيلة كما قال تعالى [ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون (12)] من سورة إبراهيم.
القسم الثالث: ما لا يدخل تحت حصر الاختيار أو له وآخره كالمصائب مثل: موت الأعزة، وهلاك الأموال وزوال الصحة بالمرض وعمى العين وفساد الأعضاء، وبالجملة سائر أنواع البلاء ودواؤه معجون العلم: والعمل بالمواظبة على ذكر الله والفكر في وجوده وإيجاد الأعمال الصالحة أهـ إحياء ص 64 جـ 4.
(1)
أخاف.
(2)
وقل أعوذ كذا د وع ص 391: - 2 - وفي ن ط: ثم قل.
(3)
تألم.
(4)
ذنبنا.
(5)
فيشفى.