الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن الأول قد سيق له النص بشكل مقصود، بخلاف دلالة الإشارة فإنه غير مقصود، ولكنه لازم للحكم، ويحتاج في استنباطه لقدر من التأمل. .
لهذه الاعتبارات جميعا فإنني أعتقد أن ترجمة القرآن مستحيلة من الناحية الواقعية، وغير جائزة من الناحية الشرعية، وذلك للأسباب التالية:
أولا: استحالة اشتمال الترجمة على جميع الدلالات اللغوية والشرعية المرادة من النص القرآني، وتلك الدلالات تعتبر من أهم ما يستهدفه النص القرآني في مجال التشريع. .
ثانيا: استحالة تعبير الترجمة على أي قدر ولو يسير من جوانب الإعجاز البياني للقرآن الكريم، سواء تمثلت في صورة بلاغية، أو سلامة النظم القرآني، أو في الحركة اللغوية العامة التي تجري في تركيب المفردات والجمل. .
ثالثا: عدم جواز إطلاق كلمة "قرآن" على أية ترجمة للقرآن، وعدم صحة إطلاق "ترجمة القرآن"، وإنما هي ترجمة تفسيرية لبعض ما يفهمه المترجم من معاني القرآن. .
شروط ضرورية للترجمة:
لا يجوز أن تكون ترجمة القرآن خاضعة للأهواء وللإرادات الفردية ذات الأهداف المتعددة، وذلك لأن الترجمة التي لا تتوفر فيها شروط الصحة تسهم في تشويه صورة القرآن، وتقدمه إلى الناس مشوه المعالم، ركيك العبارة، جامد التعبير، لا يثير في النفس ما يثيره القرآن الكريم المعجز من آثار، ولا يترك لدى القارئ ما يتركه لدى قارئه في اللغة العربية من إعجاب.
وإن المؤسسات الإسلامية المختصة بالدفاع عن مقدسات الإسلام والغيورة على كل ما يتعلق بكتاب الله تعالى، مدعوة اليوم للتصدي للمحاولات الفردية العابثة التي استهدفت ترجمة القرآن، وأساءت للقرآن بتلك الترجمة.
وأعتقد أن من الضروري أن تتوفر فيمن يتصدى لترجمة القرآن الشروط التالية:
1 -
أن يكون المترجم عربي اللسان، نشأة وتكوينا، لكي يكون قادرا - بفطرته - على فهم ما يشير إليه القرآن من دلالات، ومثل هذا الفهم العميق لا يمكن أن يدركه إلا