الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زيادة عين مال شرطت في عقد البيع على المعيار الشرعي، وأما ربا النسيئة فهو فضل الحلول على الأجل، وفضل العين على الدين في المكيلين أو الموزونين عند اختلاف الجنس أو في غير المكيلين أو الموزونين عند اتحاد الجنس عندنا (أي عند الأحناف).
وهذه التعاريف كما قلنا وإن كانت مختلفة الألفاظ فهي متفقة في المعنى وبعضها مجمل وبعضها مفصل، والمناسبة بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي واضحة إلا أن المعنى الشرعي أخص من المعنى اللغوي، إذ المعنى اللغوي يشمل الزيادة في كل شيء وأما المعنى الشرعي فهو يعني الزيادة في أشياء معينة، وقد يطلق الربا شرعا ويراد به كل بيع محرم (1)
(1) نيل الأوطار، ص200 ج 5 ط الحلبي 1371هـ، فتح الباري ص313 ج 4.
تحريم الربا:
لا خلاف بين المسلمين في تحريم الربا وإن اختلفوا في تفاصيله (1) وضابطه، قال الله تعالى:{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} (2) والأحاديث في تحريمه كثيرة مشهورة. وقد توعد الله آكل الربا بضروب من الوعيد مما يدل على عظم إثمه وفحش ضرره، فقد تنوع الوعيد عليه في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وقد أوجزها السيد محمد رشيد رضا رحمه الله فيما يلي (3):
1 -
قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (4) أي لا يقومون من قبورهم للبعث إلا كقيام المجنون.
2 -
قوله تعالى: ومن عاد إلى أكل الربا بعد تحريمه: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (5)، وهذا من نصوص الوعيد أو هو محمول على من استحله لأن استحلاله كفر.
(1) نيل الأوطار، ص200 ج 5، وانظر شرح النووي على صحيح مسلم ص9.
(2)
سورة البقرة الآية 275
(3)
الربا والمعاملات في الإسلام ص75، 76.
(4)
سورة البقرة الآية 275
(5)
سورة البقرة الآية 275