الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقد أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فساروا عليه، ونهجوا نهجه، والمتتبع لاجتهادات الصحابة، وطرائق استنباطهم، يلاحظ -بوضوح- بناءهم معظم ما قالوا به على التعليل بالمصلحة، أو سد الذرائع، ودفع المفاسد، وتوقف العمل بالحكم لزوال علته.
الخلاف في التعليل:
مع كل ما تقدم فإن شيوع كلمة (التعليل) وظهورها كمصطلح أصولي لم يظهر بشكل واضح إلا في عصر التمذهب الفقهي، وقد كان لمباحث الإمام الشافعي الأصولية، والضوابط -التي تولى إيضاحها ونقده للتوسع في استعمال الرأي- أثرها في دفع العلماء إلى البحث في التعليل، والنظر في ماهيته، والعمل على ضبط قواعده وتحديد مسالكه وطرائقه.
وقد تأثرت مذاهب الأصوليين في (التعليل) إلى حد كبير بمذاهبهم الكلامية: فالذين ساغ في مذاهبهم الكلامية (تعليل) أفعال الله -تعالى- وأحكامه، ولم يروا في ذلك ما ينافي التوحيد أو يخدشه -كان (للتعليل) - في نظرهم مفهوم ينسجم مع هذا المذهب.
والذين رأوا أن القول (بالتعليل) - هو نفسه القول (بالغرض) الذي ينافي التوحيد وقفوا من التعليل ومن حقيقته موقفا آخر. يتفق مع مذهبهم هذا.
والمذاهب الكبرى في (التعليل) هي:
مذهب المعتزلة:
والمعتزلة يرون أن لكل معلول علة مؤثرة بذاتها: أنى وجدت أنتجت شيئا مشابها دون حاجة إلى شيء آخر: فالعلة -عندهم- وصف ذاتي لا يتوقف على جعل جاعل،