الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لثبوت عدم دخول الوقت مثلا، أو لوجود مصلحة، كأن كان قد أحرم منفردا ثم حضرت جماعة، وكذلك تحول الشخص من كونه إماما إلى مأموم وبالعكس (1)، وإذا شك الإنسان في إنشاء النية ولم يحصل له يقين يزيل الشك، فعليه استئناف الصلاة، وإن شك في تعيين النية وهل نوى فرضا أم نفلا فإن استمر معه الشك أتم العبادة نفلا (2) وحسبنا هذا الآن لكي نصل إلى الحقيقة الإسلامية الكبرى، وهي أن نية الاتباع هي دائما نية حسنة، ولذا فإنها لا تنشر البدع في الأمة الإسلامية، تحت أي شعار، فلا طرق ولا فرق في الإسلام، وإنما هي سبيل واحدة، غايتها التوحيد التام والكامل، ووسيلتها الاتباع لا الابتداع، وأداتها الدعوة إلى الله على بصيرة، بلا رياء أو ادعاء، أما المبتدعون فحججهم مرفوضة ودعاواهم مردودة.
(1) المغني ج 1 ص 102، والمقنع ص 136، والأشباه والنظائر للسيوطي ص 38، والمهذب ج 1 ص 70.
(2)
تفاصيل أخرى في المقنع ص 135، المغني ج 1 ص 467.
استشهاد المبتدعين من المتصوفة ومدعي الولاية مرفوض:
فالأساس هو أن النية الحسنة هي نية اتباع وليست نية ابتداع يستشهد كثير من المبتدعين بحديث: «إنما الأعمال بالنيات (1)» وهم يقصدون بذلك أن نيتهم فيما (يبتدعون) إنما هي نية سليمة، لأنهم يهدفون إلى تقريب الناس من الله، وهذا زعم باطل، إذ
(1) صحيح البخاري بدء الوحي (1)، صحيح مسلم الإمارة (1907)، سنن الترمذي فضائل الجهاد (1647)، سنن النسائي الطهارة (75)، سنن أبو داود الطلاق (2201)، سنن ابن ماجه الزهد (4227)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 43).
الاقتراب من الله لا يتحقق إلا باتباع شرع الله، والبدعة هي إتيان بشرع زائد، واتهام للشريعة بالنقص، والاستدراك على الله ممقوت مهما كانت نية المبتدع، فإذا كان ذلك هو الشأن بالنسبة لمن يحدثون البدع ويتعبدون بها عن حسن نية أو سلامة قصد في ظنهم، فما بالنا بمن تسوء نياتهم ويتعمدون بالبدع إفساد الدين؟ وإلى الذين يبتدعون بحسن نية أو يتعمدون الابتداع بسوء نية نسوق هذه الكلمات، أملا في التيقن من أنه لا نجاة بغير شرع الله، ولا إعمال لشرع الله إلا إذا حسنت النيات.
والنيات الحسنة هي نيات اتباع وليست نيات ابتداع، وهذا يستلزم الإشارة إلى البدع الشائعة التي يجب وأدها والقضاء عليها، رجوعا إلى الدين الخالص القيم، وبعدا عن غفلة الغافلين، وسوء نيات محاربي الدين، من اليهود والصليبيين، وغيرهم ممن يأملون هدم مبادئ شريعة الإسلام بهدم أهم أسسها ألا وهو بساطتها ومسايرتها للفطرة السليمة، ونسبق إلى القول بأن البدع ممقوته على أي معنى من معانيها، ثم نستشهد كذلك بما يؤكد حرمة الابتداع وإخراجه المبتدع عن الطريق القويم، طريق الإسلام، وإدخاله الطريق الباطل، طريق الكفر، سواء تعلقت البدعة بالعقائد أو العبادات أو ما سواهما مما يوصف بالعادات وهو من صميم الدين وغير ذلك.