الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المتميزة، وتصدير المباحث بالآيات والأحاديث الصحيحة والاقتصار على ذلك لا شك أنه المنهج السليم، والحجة الصادقة، ومع هذا فإن الشيخ -رحمه الله تعالى- لم يسلم من الطاعنين الحاقدين من غير حجة ولا برهان صحيح، مما يوجب العناية بنشر كتبه وتقديمها للناس؛ ليعرفوا حقيقة دعوته -رحمه الله تعالى- وأنها قائمة على الكتاب والسنة. ومع أن كتابه هذا قد طبع أكثر من مرة، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى التحقيق العلمي والتعليقات المفيدة، حتى يناسب العامة والخاصة، وأحسب أن هذا من مقاصد الشيخ -رحمه الله تعالى- في سائر كتبه.
التعريف بالمؤلف:
ومع أن هذا المقام لا يفي بالتعريف بالمؤلف، إلا أني التزمت في تحقيق كل كتاب من كتبه أن أقدم ترجمة موجزة، فقد يقع هذا الكتاب في يد من لا يعرف عن المؤلف شيئا. فأقول:
هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد سنة 1115 هـ، في بيت علم وخلق وشرف فقد كان أبوه قاضيا للعيينة.
حفظ القرآن قبل أن يكمل اثنتي عشرة سنة من عمر 5، وقرأ الفقه والتفسير والحديث، ورحل في طلب العلم فبدأ رحلته بالحج، ثم ذهب إلى المدينة النبوية وأخذ عن علمائها حينذاك، وفي المدينة رأى ما يقع فيه بعض أهلها من البدع والمنكرات عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وفي البقيع، وقد أنكر ذلك وحذر منه.
ثم عاد إلى نجد، وسافر منها إلى البصرة وأخذ من علمائها كذلك، ورأى في البصرة ما هو أشد مما رأى في المدينة النبوية، رأى القبور المسرجة والطائفين يتمسحون بالقبور والبدع والمنكرات، ولم يطق- رحمه الله صبرا على ذلك، فأنكر عليهم الباطل وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فأخرجه أهلها وطردوه من البصرة في حمارة القيظ حافي القدمين عاري الرأس ليس عليه سوى ثوبه وقميصه، وكاد الشيخ أن يهلك عطشا لولا أن الله هيأ له من حمله إلى الزبير وسقاه، وعاد منها إلى حريملاء، ثم خرج إلى العيينة واستقبله أميرها ابن معمر وأحسن وفادته، وهدم ما كان في العيينة وما حولها من قباب ومشاهد على القبور، وقطع الأشجار التي يتبرك بها بعض الناس.
ثم خرج الشيخ من العيينة، وتوجه إلى الدرعية، ووجد من أميرها محمد بن سعود العون والمساعدة، فتبايعا على نصرة دين الله وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإماتة البدعة.
وانطلقت الدعوة بعد أن اتخذت الدرعية قاعدة لها، فكاتب الشيخ رؤساء البلدان وأهلها وعلماءها يدعوهم إلى الانضمام إلى دعوته فاستجاب كثير منهم. فأقيمت الفرائض والنوافل ومحقت البدع والمحرمات، وأزيلت المنكرات والشركيات، وارتفعت كلمة التوحيد صافية نقية بعد أن شابها في تلك الفترة عبادة غير الله ودعوته.