الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإخلاص شرطا في صحة أداء العبادة، فاشتراط نية التعبد أولى وأحرى) (1)
(1) بدائع الفوائد لابن القيم ج 3 ص 230.
2 -
كما أن
الإخلاص هو جوهر النية:
وأعلى مراتب النية الإخلاص لله، هي المرتبة التي إن تحققت، صلحت كل أعمال الإنسان سواء كانت عبادات أم عادات، وسواء كانت حركة أم سكونا، والإخلاص لله هو استسلام كامل له، بلا ريب قادح، أو شك محبط للعمل، ولا يتحقق ذلك إلا بتوحيد الله، والبعد عن عبادة أحد سواه، والنأي عن الشرك وإزالة خفاياه، وعدم الاعتماد إلا على رب العرش العظيم، فعندئذ تستقر الحقيقة الإيمانية في أعماق الإنسان استقرار يقين، قال تعالى:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (1).
وبدون الإخلاص في العبادة يخلع الإنسان نفسه من زمرة أهل التوحيد، ويكون واجب المسلمين في هذه الحالة هو التبرؤ منه والبعد عنه، فقوام النية هو الإخلاص، الذي به ترتفع موازين أعمال البشر وترقى حتى يقبلها الله، وما قبله الله لا بد أن يرضى عنه كل من خلقهم.
(1) سورة الزمر الآية 11
3 -
و
شرط النية هو المتابعة:
أما الإخلاص فهو أكبر معالم النية، بل هو جوهرها، فلا نية بلا إخلاص، ولكن قد توجد النية ويتجلى فيها الإخلاص، رغم
أن الإنسان يغفل أحيانا عن متابعة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا قال أهل العلم: إن المتابعة من أهم شروط النية، فيشترط للنية اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به وتصديقه في كل ما أخبر عنه واجتناب ما نهى عنه، وألا يعبد الله إلا بما شرع (1)، ولذا فإن المسلم قد تتوافر لديه نية العبادة وتقوم النية على الإخلاص فتتوافر النية ولكنها لا تحقق غايتها، وسبب ذلك هو تخلف شرطها وهو متابعة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بالبعد عن البدع واجتناب آثامها، فالمغنية التي تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم على صوت أنغام الموسيقى، قد تكون قد قصدت فعلا عبادة الله بعملها والتقرب إليه به وهو مدح رسوله صلى الله عليه وسلم من خلاله، ولكن شرط المتابعة لا يكون موجودا فيحبط عملها ويكون وبالا عليها، لأنها لم تمنع صوتها عن أن يسمعه الآخرون فهو عورة، والنية لا تصح بالباطل، ولأنها أسمعت غيرها صوتها على أنغام موسيقى، والموسيقى هي مزامير الشيطان، ولأنها كانت سافرة فأشاعت بذلك الرذيلة، فما لم توجد متابعة فإن شرط النية يتخلف ويصبح وجودها عدما، ولا يجني المسلم من عمله غير المقرون بالمتابعة أي حسنات، بل يضع نفسه موضع من تضاعف لهم السيئات.
(1) الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ص 20.