الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن سبل هداه.
النية وباب فضل الإسلام:
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود السبت وللنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة (1)» ، إن لازم ذلك هو وجوب الالتزام بكل ما يؤكد احترام يوم الجمعة، ولا يجادل في ذلك أو يحول دونه إلا من ساءت نيته، فلم يبحث عن مفاتيح التقوى التي توصله للمقام السعيد، والظل الممدود، والمساكن الطيبة، والجنة العالية، حيث ما القيم أبقى والفرحة أمضى، والسعيد من نال الرضوان من عباد الرحمن، بعيدا عن سعير جهنم وهو السعير المرصود للظالمين، الذين حبطت أعمالهم، وساءت نياتهم، ممن {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} (2) وبالتالي فهم عنه محجوبون، ومن نظرته إليهم محرومون، وفي تزكيته إياهم لا يطمعون، ومن أجل هذا فإن يوم الجمعة يجب أن يكون لأصحاب النيات الحسنة مفتاح انطلاق، وسبب انعتاق من النار، فأكثر أهلها ممن ساءت نياتهم وخبثت طويتهم.
(1) انظر: (قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين)، للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ط. 2، دار مصر للطباعة ص 406.
(2)
سورة النساء الآية 168
إن سوء النية يتكاثر كلما تقادم الزمان، وممن تسوء نياتهم من يأتون أفعالا ثلاثة تجعلهم أبغض الناس إلى الله، على ما أورده الإمام محمد بن عبد الوهاب في (باب وجوب الإسلام) (1) فقد أورد ما جاء في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية، ومطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليهريق دمه (2)» رواه البخاري، فهل ما يبتدعه بعض أهل زماننا يختلف عن سنن الجاهلية؟!.
إن هؤلاء الناس تجتمع فيهم أسوأ النيات وأخبث الإرادات، وأردأ الصفات، وهي أمور تجعلهم أبغض خلق الله إلى الله سبحانه وتعالى، وأكثرهم بعدا عن جنات رحمته، فقد كفروا به كفرا عظيما، ووثقوا كفرهم بجعل أنفسهم أدنى من الأنعام ضلالا، فهذا ملحد في الحرم، وذلك مبتدع في الإسلام سنة جاهلية، وثالثهم بلغ به التجني حد الرغبة في قتل المسلم دون وجه حق.
وسوء النية غالبا ما يخرج بالإنسان عن الإسلام، ومن هذا القبيل من لم يسلم قلبه لله فهو إنسان سيئ النية، وقد روي «عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال: " أن تسلم قلبك لله، وأن تولي وجهك إلى الله، وأن تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة (3)» رواه أحمد.
(1) كتاب كشف الشبهات السابق، ص 207، 208.
(2)
صحيح البخاري الديات (6882).
(3)
سنن النسائي الزكاة (2436)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 3).
وشأن هذا شأن من يتخذ غير الإسلام دينا (1)، ومن لا يستعين بمتابعة القرآن (2)، ومن يخرج عن دعوى الإسلام (3)، ومن لا يدخل في الإسلام كله ويترك ما سواه (4)، ومن يبتدع أو يدعو إلى ضلالة (5)، ومن لا يوفقون إلى التوبة (6)، ومن يرغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم (7)، ومن لا يتبع الصراط المستقيم ويقم وجهه للدين حنيفا (8)، ومن لا يتمسك بالكتاب حين يترك ولا يعمل بالسنة حين تطفأ (9). ولا شك أن الفرق والطرق لا تقف عند هذه الحقائق، وإلا لعادت إلى طريق السلف الصالح.
ويعتبر سيئ النية كذلك، كل من والى أعداء الإسلام، وكل من يتعبد بعبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (10)، ومن يعمل عملا يشرك فيه مع الله غيره (11)، ولا يقر بتمجيد الله نفسه ويقدره
(1) كتاب كشف الشبهات، ص 210.
(2)
كتاب كشف الشبهات السابق، ص 211.
(3)
كتاب كشف الشبهات، ص 212.
(4)
كتاب كشف الشبهات، ص 213.
(5)
كتاب كشف الشبهات، ص 215، 216.
(6)
كتاب كشف الشبهات، ص 217.
(7)
كتاب كشف الشبهات، ص 218.
(8)
كتاب كشف الشبهات، ص 219 - 222.
(9)
كتاب كشف الشبهات، ص 224.
(10)
كتاب كشف الشبهات، ص 225 باب التحذير من البدع.
(11)
كتاب أصول الإيمان من كتاب كشف الشبهات ص 232 وما بعدها.