الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآن، ومنها كل ما يتعلق ببدع يوم عاشوراء، أو ترك الواجب ورعا، أو التعبد بترك زينة الله، أو دعوة الناس إلى الضلال بغير علم، أو دعوتهم إلى الكفر مع العلم أو المكر الكبار كفعل قوم نوح أو ادعاء محبة الله مع ترك شرعه، أو الفخر بالأحساب أو الطعن في الأنساب، أو الاستسقاء بالأنواء، أو الافتخار بولاية أهل البيت، أو بكونهم من ذرية الأنبياء، أو الإعراض عما جاء من الله، أو تعظيم الدنيا في القلوب، أو ازدراء الفقراء، أو التكذيب بلقاء الله، أو الكفر بالرسل والكتب، أو لبس الحق بالباطل، أو كتمان الحق مع العلم به، أو التفريق بين الرسل أو صد من آمن بالله عن سبيل الله، أو مودة الكفر والكافرين، أو التحاكم إلى الطاغوت (1) فإذا كان مدعو الولاية والتصوف يعتقدون ذلك؛ فأين دورهم في تطبيق شرع الله في بلادهم؟!.
(1) كتاب كشف الشبهات من ص 281 حتى 352.
النية والقواعد الأربع التي تدور الأحكام عليها:
نشير إلى هذه القواعد بإيجاز من منظور النية: القاعدة الأولى: تحريم القول على الله بلا علم، لقوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ} (1)
(1) سورة الأعراف الآية 33
إلى قوله: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (1) فمن حسن نية المؤمن إذن ألا يقول على الله بلا علم، وألا يدخل في الدين ما ليس منه، ولا يكاد المسلم يجد ممن يدعون الولاية والتصوف من يراعي ذلك.
القاعدة الثانية: إن كل شيء سكت عنه الشارع فهو عفو لا يحل لأحد أن يحرمه أو يوجبه أو يستحبه أو يكرهه لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (2). ولا شك أننا نعيش الآن زمنا يكفر فيه الناس بعضهم البعض، ويقوم العامة فيه بالتحليل والتحريم، وكل ذلك مما لا يتفق مع عقيدة التوحيد، وما تستلزمه من نيات حسنة ولذا فإن من حسن النية ألا يتكلم في الحلال والحرام غير الراسخين في العلم، ومن سوء النية أن يسلك المبتدعون مسلكا مغايرا.
القاعدة الثالثة: لا يجوز ترك الدليل الواضح والاستدلال بلفظ متشابه، لأن هذا هو مسلك أهل الزيغ وطريقهم، كما قال تعالى:{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} (3).
(1) سورة الأعراف الآية 33
(2)
سورة المائدة الآية 101
(3)
سورة آل عمران الآية 7
القاعدة الرابعة: هي التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات (1)» . ويقودنا هذا إلى القول أنه من حسن النية اتباع الصحابة رضي الله عنهم (2)، فلقد أثنى الله على من اتبعهم. {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} (3) لا سيما وأن أحدا منهم لم يسألنا أجرا، وكلهم منيب إلى الله (4)، وهم مصفون من الخطأ، وهم ممن أوتوا العلم، وممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهم أئمة الصادقين، وقد جعلهم الله أمة خيارا عدلا (5)، وقد قال صلى الله عليه وسلم:«عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة (6)» وقال ابن مسعود: (اتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)(7).
ليس حسن النية إذا بعدا عن كتاب الله ولا عن سنة نبيه ولا عن تتبع نهج الخلفاء الراشدين، ولا عن إجماع علماء الأمة، وبل
(1) صحيح البخاري الإيمان (52)، صحيح مسلم المساقاة (1599)، سنن الترمذي البيوع (1205)، سنن النسائي البيوع (4453)، سنن أبو داود البيوع (3329)، سنن ابن ماجه الفتن (3984)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 270)، سنن الدارمي البيوع (2531).
(2)
انظر القسم الثاني، المجلد الثاني من مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ص 6.
(3)
سورة التوبة الآية 100
(4)
انظر القسم الثاني، المجلد الثاني من مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ص 14.
(5)
انظر القسم الثاني، المجلد الثاني من مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ص 15 - 17.
(6)
انظر التفاصيل في المجلد الثاني من مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب 33.
(7)
انظر القسم الثاني، المجلد الثاني من مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ص 33.