الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من دون البسملة، وقد اختار هذا القول ابن جرير وابن كثير؛ لما رواه البخاري من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى في فضل الفاتحة:«هي السبع المثاني والقرآن العظيم (1)» ، وما رواه البخاري أيضا من طريق أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم (2)» وسميت آيات الفاتحة السبع المثاني لأنها تثنى أي تكرر في ركعات الصلوات فرضا ونفلا.
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4474)، سنن النسائي الافتتاح (913)، سنن أبو داود الصلاة (1458)، سنن ابن ماجه الأدب (3785)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 211)، سنن الدارمي الصلاة (1492).
(2)
صحيح البخاري تفسير القرآن (4704)، سنن الترمذي تفسير القرآن (3125)، سنن النسائي الافتتاح (914)، سنن أبو داود الصلاة (1457)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 357)، موطأ مالك النداء للصلاة (187)، سنن الدارمي فضائل القرآن (3373).
السؤال السادس: ما
تفسير قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(1){خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} (2){اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} (3){الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} (4){عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (5)؟
ج: هذه الآيات أول ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عليه في غار حراء، وبها بدأ الوحي إليه عليه الصلاة والسلام، يقول الله تعالى: اقرأ يا محمد مفتتحا قراءتك بذكر اسم ربك أو مستعينا في قراءتك بذكر اسم ربك وولي نعمتك الذي خلق كل شيء، خلق ذرية آدم من علق، من دم قد كان من قبل نطفة ثم يصير بعد مضغة فعظاما إلى آخر أطوار خلق الإنسان، فعمم سبحانه في ثنائه على نفسه بأنه تفرد بخلق كل شيء ثم خص الإنسان تكريما له وتمهيدا لذكر ما امتن به عليه من نعمة الكتابة والعلم، ثم أمره مرة أخرى بالقراءة تنبيها إلى عظم شأنها وحثا على العناية بها، ثم أثنى سبحانه على نفسه بأنه رب كل شيء
(1) سورة العلق الآية 1
(2)
سورة العلق الآية 2
(3)
سورة العلق الآية 3
(4)
سورة العلق الآية 4
(5)
سورة العلق الآية 5
ومليكه، وأنه تفرد بكمال الكرم والجود، ومن ذلك ما آتاه الله محمدا من النبوة والرسالة وما خصه به من معجزة القرآن وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب صلى الله عليه وسلم، ومن كمال كرمه وفيض نعمه أنه علم الإنسان الكتابة بالقلم، وأنه علمه ما لم يكن يعلم مما لا يحصى عده ولا يقدر قدره، وما كان له ذلك لولا أن من الله عليه وأسبغ عليه عظيم نعمه، فتبارك الله أحسن الخالقين وسعت رحمته كل شيء وهو أحكم الحاكمين.
السؤال السابع: ما تفسير الآيتين في سورة النمل: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (1){أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (2)؟
ج: كتب سليمان عليه الصلاة والسلام إلى بلقيس وقومها كتابا وأرسله مع الهدهد وأمره أن يلقيه إليهم وينظر ماذا يفعلون، ولما وصل الهدهد بالكتاب إلى بلادهم ألقاه إلى بلقيس فقرأته فإذا فيه:{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (3){أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (4) ولما عظم شأن هذا الكتاب عندها وهالها أمره جمعت أشراف قومها وقالت لهم: إني ألقي إلي كتاب فيه رفعة وشرف، وعزة وعلو منزلة ومكانة، ثم أخبرتهم من أرسله وأتبعته بما تضمنه فقالت:{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (5){أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} (6) يعني لا تترفعوا علي ولا تتكبروا وأتوني
(1) سورة النمل الآية 30
(2)
سورة النمل الآية 31
(3)
سورة النمل الآية 30
(4)
سورة النمل الآية 31
(5)
سورة النمل الآية 30
(6)
سورة النمل الآية 31