الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا شبهة، وإذ كانت محصنة، فقد أمر الإمام الشيخ رحمه الله بأن ترجم، فرجمت بأمره، باعتباره قاضيا بالعيينة، وهكذا فإنه إذا كان هدم القبة قد أكد جوهر ونقاء ما يدعو إليه، فإن رجم هذه الزانية قد كد مقتضى التوحيد الذي وهب نفسه له والذود عنه؛ إعلاء لكلمة الله، ولرسوله صلى الله عليه وسلم. وهكذا كانت آفاق دعوته إلى الله.
ثانيا:
من بين الطب والكرب جاء الفرج
وناصر الإمام محمد بن سعود الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب وبايعه على الجهاد ونصرة عقيدة التوحيد:
وكادت الدنيا تظلم في عيني الإمام محمد بن عبد الوهاب، رغم إشراق شمس التوحيد من جديد، فقد بلغ أمير الإحساء وتوابعها من بني خالد سليمان بن عريعر الخالدي أمر الإمام الشيخ، فخشي أن يعظم أمره، فيزول سلطانه، فكتب إلى الأمير عثمان بن معمر متوعدا إياه، طالبا منه أن يقتل ذلك المطوع الذي ينشر عقيدة التوحيد في العيينة، وإلا فإنه سيقطع عنه خراجه الذي عنده، فخاف الأمير، وقال إنه لا يستطيع محاربة أمير الإحساء، ورجاه أن يخرج، فقال الإمام: إن ما أدعو إليه هو دين الله، وتحقيق كلمة لا إله إلا الله، وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، وبشره إن قبل الاستمرار في نصرته، ولكنه لم يقبل، فخرج الإمام محمد بن عبد الوهاب من العيينة أول النهار، متوجها إلى الدرعية، ماشيا غير راكب، فوصلها آخر النهار، ويقول سماحة الشيخ ابن باز في ذلك: (فدخل على شخص من خيارها- الدرعية- من أعيان البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه، ويقال أن
هذا الرجل خاف من نزوله عليه، وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود، فطمأنه الشيخ، وقال له أبشر بخير وهذا الذي أدعو إليه دين الله، وسوف يظهره الله، فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد. يقال أن الذي أخبره به زوجته، جاء إليها بعض الصالحين، وقال لها أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته وحرضيه على مؤازرته ومساعدته، وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها، قالت له أبشر بهذه الغنيمة العظيمة هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، ويدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا لها من غنيمة!. بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله، وأن تقصده أنت، وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير. فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير، رحمة الله عليه، وأكرم الله مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم، وقصده وسلم عليه، وتحدث معه، وقال له: يا شيخ محمد أبشر بالنصرة، وأبشر بالأمن، وأبشر بالمساعدة، فقال له الشيخ: وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة. وهذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله، وسوف تجد آثار ذلك سريعا. فقال: يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله وعلى الجهاد في سبيل الله،