الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكاك العلم والعلماء طرا
…
وأرباب الحجى أهل الرشاد (1)
وقد ذكر ابنه أحمد بأنه قد خلف وراءه مكتبة علمية كبيرة، بعد رحيله عامرة بكل علم وفن، أوصى بأن تكون وقفا على طلاب العلم، ورواد المعرفة، فضمت إلى مكتبة معهد سامطة العلمي، لينتفع بها المدرسون والطلاب، ولتبقى تحت إشراف إدارة المعهد، وقد خلف أربعة أبناء (2) وثلاث بنات، وما مات من خلف علما وذكرا حسنا، وأبناء بررة، وتلاميذ أوفياء.
(1) انظر: " السمط الحاوي "، ص 124.
(2)
انظر: مقدمة " معارج القبول "، ص: ث.
خاتمة:
لا أقول إنني وفيت الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله حقه، ولا أحكم على كل من كتب عنه بأنه أعطاه ما يستحق من التعريف والتحليل، ولا لتراثه العلمي والأدبي، وآثاره الباقية بعده من التمحيص والدراسة ما يجب أن توفى.
فحافظ بما تراءى لي من شخصيته وعلمه، علم لا كالأعلام، ونبع ثر للدراسة والمتابعة، فهو في شعره يحتاج إلى وقفات، وفي أدبه لا بد من استجلاء مكانته، أما علمه الشرعي بأنواعه المختلفة، فهو وعاء ملئ علما، وظرف ملئ ظرفا، كما قال الجاحظ في كتابه، يقرأ فيستوعب، ويسمع فيحفظ، ويتحمس
فيبرز ما وعى في قوالب تعين الدارس، وتفتح الأبواب المغلقة أمام من صعبت عليه الأمور.
فهو شخصية فذة، تستوجب الوقفات المتأنية، والدراسات التي تبرز ما خفي في شخصيته ومكانته، وتوضح منزلته العلمية التي حرص زيد مدخلي على إعطائها ما تستحقه في جانب من جوانبها الشرعية، في كتابه:" الأفنان الندية ".
وإنني لأرجو من تلاميذه الذين ما زالوا- أو أغلبهم- على قيد الحياة، أن يضيفوا جديدا في سيرة شيخهم، حيث عايشوه عن كثب، وأخذوا عنه عن قرب، واختلطوا به في مواقف متعددة.
ولئن اهتم كل من تحدث عنه بإبراز ما تراءى له، فإن كثرة الاهتمام والمتابعة تبرز جوانب أخرى، يضيفها كل شخص، بما يعن له، فما خفي على هذا يظهر عند ذاك، وما نقص عند زيد استوفاه عبيد، ويبقى للأول فضل السبق، وللتالي فضل الإجادة والإضافة، كما قال الجاحظ.