الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَجْلِسِهِ فَيَجْلِسَ فِيهِ (1) .
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَبِهَذَا نأخذُ. لا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَصْنَعَ هَذَا بِأَخِيهِ وَيُقِيمَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ يَجْلِسَ فِيهِ.
10 - بَابُ الرُّقَى
(2)
875 -
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَتْنِي عَمْرة: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنهما وَهِيَ تَشْتَكِي (3) ، ويهودية تَرْقيها، فقال: ارقيها (4) بكتاب الله.
(1) قوله: فيجلس فيه، بل ينبغي أن يجلس حيث وجد خالياً وإلَاّ فحيث انتهى المجلس، ولا يقعد وسط الحلقة، فعند الطبراني والبيهقي وغيرهما مرفوعاً: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فإن وُسِّع له فليجلس، وإلَاّ فلينظر إلى أوسع مكان يراه فيجلس فيه إن شاء وإلَاّ انصرف ولا يزاحم غيره فيؤذيه. وعند الترمذي عن حذيفة رضي الله تعالى عنه: ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم من قعد وسط الحلقة، وعند الشيخين من حديث ابن عمر مرفوعاً: لا يقيم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفَّسحوا وتوسَّعوا.
(2)
تشتكي: أي مريضة.
(3)
تشتكي: أي مريضة.
(4)
قوله: ارقيها بكتاب الله، أي بالقرآن إن رُجِيَ إسلامها أو التوراة إن كانت معرَّبة بالعربي أو أمن تغييرهم لها، فتجوز الرقية به، وبأسماء الله وصفاته، وباللسان العربي، وبما يُعرف معناه من غيره بشرط اعتقاد أن الرقية لا تؤثر بنفسها، بل بتقدير الله، قال عياض: اختلف قول مالك في رقية اليهودي والنصراني المسلم، وبالجواز قال الشافعي إذا رقوا بكتاب الله، كذا قال الزرقاني. وفي
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَبِهَذَا نَأْخُذُ. لا بأسَ بالرُّقى بِمَا كَانَ (1) فِي الْقُرْآنِ، وَمَا (2) كَانَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَأَمَّا مَا كَانَ لا يُعْرَفُ مِنْ كَلامٍ فَلا يَنْبَغِي أَنْ يُرقَى بِهِ.
876 -
أخبرنا مالك، أخبرنا يحيى بن سعيد، أن سُلَيْمَانَ بْنَ يَسار أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ (3) : أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دخل بيت
"شرح القاري": يحتمل أن يكون أمراً بأن ترقيها بما في كتاب التوراة من أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى مما يعرف صحته ومعناه، ويحتمل أن يكون على صيغة المتكلم أي أنا أرقيها بكتاب الله فيكون متضمناً للنهي عن رقيها.
(1)
قوله: بما كان في القرآن، أي بآياته وحروفه، وكذا مطلق الذكر بشرط أن يكون بلسان عربي أو غيره ويعرف معناه، وكذا يجوز أن يُكتب شيء من القرآن أو غيره على شيء ويغسل به ويسقى المريض. - ولآيات الشفاعة الواردة في القرآن - والقرآن كله شفاء - ولسورة الفاتحة في هذا الباب تأثير بليغ مجرّب، ولا يجوز أن يُكتب شيء من القرآن بالدم أو غيره من النجاسات، ومن حَكَم بجوازه فقد أتى بما يرضى به الشيطان. وأما ما كان لا يُعرف معناه بأن يكون فيه ألفاظ مجهولة المعنى غريبة المبنى فلا يجوز أن يُرقى به لاحتمال أن يكون فيه كلمة كفر أو شرك مما يتضمَّنُه رقى أكثر أرباب الرقى إلَاّ أن يكون عُرِض على النبي صلى الله عليه وسلم وأجازه، وزيادة التفصيل في هذا البحث في "مدارج النبوة" و "المواهب اللدنيَّة" وشرحه، و "الحصن الحصين" وشرحه.
(2)
في نسخة: بما.
(3)
قوله: أخبره، أي سليمان بن يسار. هذا مرسل عند جميع رواة "الموطأ" ويسند معناه من طرق ثابتة، وقد أخرجه البزار من طريق عروة، عن أم سلمة، قاله ابن عبد البر.
أُمِّ سَلَمَةَ وَفِي الْبَيْتِ صبيٌّ يَبْكِي (1) ، فَذَكَرُوا أنَّ بِهِ العينَ (2)، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَلا تستَرْقُون (3) لَهُ مِنَ الْعَيْنِ؟
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَبِهِ نَأْخُذُ. لا نَرَى بِالرُّقْيَةِ بَأْسًا إِذَا كَانَتْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى.
877 -
أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيفة: أن عمر (4) بن
(1) أي بشدة وكثرة.
(2)
أي النظرة التي يصيب من شخص فيعجبه ويضرُّه.
(3)
قوله: أفلا تسترقون له من العين، هذا وأمثاله مصرَّح بجواز الرقية، وورد في الروايات المنع من الرقية، فعن ابن مسعود مرفوعاً: أن الرُّقى - جمع رقية - والتمائم - جمع تميمة، وهي ما يعلَّق في العنق أو يُشَدّ في العضد من التعويذات - والتِّوَلة - بالكسر ثم الفتح، هي شيء من أنواع السحر، أو شبيه به تفعله النساء لمحبة الأزواج -: شرك، أخرجه ابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإِسناد، وهو وأمثاله محمول على الرُقّى والتمائم على اعتقاد أنها تدفع البلاء وأن لها تأثيراً بنفسها كاعتقاد أرباب الطبائع والجهالة، وما خلا عن هذا الاعتقاد فلا بأس به، وقيل: المنهي عنه ما كان بغير لسان العرب، فلم يدرِ ما هو، فلعله قد دخل فيه سحر أو كفر فأما إذا كان معلوم المعنى، وكان فيه ذكر الله فيستحب الرُّقَى به، ويجوز تعليقه، كذا حققه الخطابي في حواشي سنن أبي داود وغيره (في المجتبى: اختُلف في الاستشفاء بالقرآن بأن يقرأ على المريض أو الملدوغ الفاتحة، أو يُكتب في ورق ويُعلَّق عليه أو في طست ويُغسل ويسقى، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوِّذ نفسه، قال: وعلى الجواز عمل الناس اليوم، وبه وردت الآثار، ولا بأس بأن يشدَّ الجنب والحائض التعاويذ على العضد إذا كانت ملفوفة. أوجز المسالك 14/373) .
(4)
قوله: أن عمر بن عبد الله، هكذا في نسخة عليها شرح القاري وغيره،
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ السَّلَمي، أَخْبَرَهُ أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعم أَخْبَرَهُ، عَنْ عُثْمَانَ (1) بْنِ أَبِي الْعَاصِ: أَنَّهُ أَتَى (2) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ عُثْمَانُ: وَبِي وَجَع (3) حَتَّى كَادَ يُهْلِكُني قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: امْسَحْهُ (4)
وفي "موطأ يحيى": عَمرو بفتح العين، وقال السيوطي في "الإِسعاف": عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي، عن نافع بن جبير، وعنه يزيد بن خصيفة، وثقه النسائي. انتهى. ونسبته السَّلَمي بفتحتين، قاله الزرقاني.
(1)
قوله: عن عثمان بن أبي العاص، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف ثم أمَّرَه أبو بكر وعمر، مات سنة إحدى وخمسين، ذكره في "أسد الغابة: وغيره.
(2)
قوله: أنه أتى، القصة مخرَّجة عند البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وغيرهم، ذكره الحافظ المنذري في كتاب "الترغيب والترهيب". وفي بعضها: أتاني رسول الله وبي وَجَعٌ قد كاد يُهْلكني، وعند مسلم: أنه شكَى إلى رسول الله وجعاً يجده في جسده منذ أسلم. وعنده أيضاً زيادة: "بسم الله" قبل "أعوذ"، وزيادة "وأحاذر: بعد "أجد"، وعند الترمذي وغيره عن محمد بن سالم، قال لي ثابت البناني: إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي، ثم قل: بسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته من شرِّ ما أجدُ من وجعي هذا، ثم ارفع يدك ثم أعِدْ ذلك وتراً. قال أنس بن مالك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك. وهذه الأدعية الواردة في هذه الروايات وأمثالها مما هو مذكور في كتب الحديث، وجمع كثيراً منها صاحب "المواهب" وغيره، من الأدوية الروحانية الإِلهية نافعة جداً، بل لا أثر للأدوية الطبعية تاماً بدونها، وقد جرَّبتُ نفعَها وأخذتُ بحظها، وقد عرض لي مراتٍ أمراض مهلكة أعجزت الأطباء فعالجت بهذه فكأني نشطت من عِقال. ولله الحمد على ذلك ومن كمل إيمانه وحَسُنَ اعتقاده، وجد مثل ما وجدته.
(3)
بفتحتين أي مرض شديد.
(4)
أي موضع الوجع.