الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة
معالي الأمين العام
لمنظمة المؤتمر الإسلامي
الدكتور حامد الغابد
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد المبعوث للعالمين.
إنه لمن دواعي السرور والبهجة أن أقدم هذا العدد السادس من مجلة مجمع الفقه الإسلامي إلى ملوك ورؤساء الدول الإسلامية وإلى كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية.
وهذا العدد - كالأعداد السابقة - يزخر بموضوعات تخص حياة كل مسلم نعم لقد عالج المجمع من خلال هذا العدد موضوعات متنوعة ومتجددة ومشكلات عدة تشغل بال كل مسلم، وكأن المجمع فحص ضمير كل فرد من المسلمين وتعرف على ما يقلق ضمائرهم ويشغل أذهانهم، فجاء اختيار هذه الموضوعات ناطقاً بلسان أحوالهم.
فعلى سبيل المثال لا الحصر من ضمن المسائل التي بحثت في هذا العدد: حكم زراعة الأعضاء، حكم إجراء العقود بآلات الاتصال الحديثة، حكم التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها. إلخ. فهذه المسائل - كما هو واضح - تعد كلها من قضايا الساعة.
فقام علماؤنا الأجلاء - أعضاء المجمع - بتناول هذه الموضوعات دراسة وعرضًا ومناقشة، ثم توصلوا فيها - بحمد الله - إلى حلول ناجعة ومقنعة.
فجزى الله - عن الإسلام والمسلمين- هذه النخبة من علماء الأمة.
وهذا في الواقع ليس بغريب ولا بجديد على المجمع، فلقد دأب منذ إنشائه على مواكبة الحياة العصرية وتطور العلوم بجميع أنواعها، وذلك باستباق الحوادث والبحث عن حل لكل ما يطرأ على الحياة اليومية للمسلمين من مشكلات وقضايا معقدة، مستقيًا تلك الحلول من نبع شريعتنا الغراء.
فدور المجمع - من بين كل المؤسسات المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي - دور متميز وحيوي حيث إن الأمانة العامة للمنظمة والمؤسسات الأخرى كثيراً ما تحتاج إلى المجمع في الاستفسار عن حكم الله في بعض أمورها. وأكبر دليل على ذلك، أنني - شخصيًا - طلبت أكثر من مرة مساعدة المجمع في توضيح بعض المسائل الدينية، كما أعرف أن البنك الإسلامي للتنمية يستعين غالبًا بالمجمع في إيجاد حل لبعض الأمور المتعلقة به.
وبذلك نستطيع القول بأن المجمع بمثابة العمود الفقري في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي.
وهكذا يتبين لنا أن دور المجمع أساسي خصوصا إذا لاحظنا أن شعوبنا بحاجة ماسة إلى التوعية بالثقافة الإسلامية المستنيرة التي تعادل ما يشهده العالم بأسره من تطور وللوقوف في وجه التيارات، تلك التيارات التي لا تدخر وسعا في تشويه الصورة المشرفة لشريعتنا الإسلامية السمحة حيث تكمن وراءها تنظيمات وحركات مشبوهة تعمل على توفير الإمكانات لها وتعنى بتأطير المفكرين ورجال التعليم والأطباء وكبار المسئولين في العديد من المؤسسات، ومختلف الشرائح الاجتماعية في بلدانها لتحقيق أهدافها ودسائسها عن طريق مختلف وسائل الإعلام التي تتوافر لها بصورة مذهلة.
وإنني على ثقة بأن المجمع لقادر على التصدي لهذه التيارات والحركات المشبوهة، بل هذا التصدي حاصل فعلاً وإن كان بصورة أقل بالنسبة للشعوب غير الناطقة باللغة العربية، ولذلك أدعو العلماء في هذا المجمع الموقر بمزيد من الاهتمام بالشعوب الإسلامية غير الناطقة باللغة العربية فإنها - ولله الحمد - تتميز بصادق الإيمان والحرص الأكيد للحصول على ما يدعو إلى بناء شخصيتها الإسلامية.
ومن المهم هنا أن أجدد دعوتي بترجمة أكبر قدر ممكن مما يصدره المجمع إلى اللغات التي يتكلم بها المسلمون حتى يدركوا مقاصد الشريعة الإسلامية بالاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وليعملوا بالحلول والأحكام الشرعية التي تصدر عن هذا الصرح الإسلامي الكبير.
وفي الختام يسعدني أن أرفع شكري وتقديري لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وأن أنوه بما تظفر به منظمة المؤتمر الإسلامي وجميع أجهزتها من كريم رعايته ودعمه السخي مما يمكنها من ممارسة أنشطتها بكل نجاح وطمأنينة، فشكر الله له وسدد خطاه إنه نعم المولى ونعم النصير.
كما أشكر جميع ملوك الدول الإسلامية ورؤسائها لما قدمونه من دعم للمنظمة ومختلف أجهزتها.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أشيد بالجهود التي يقوم بها فضيلة الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة الأمين العام للمجمع الذي يعود إلى حسن إعداده وعلمه وإخلاصه الدور الكبير في تهيئة الجو المناسب لنجاح أعمال المجمع فجزاه الله عن الأمة كل خير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.
الدكتور حامد الغابد
الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي