الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هاك ابن زيدون مع ال
…
رسول مع رقم الحلل
أما ابن بسام ومن
…
أحلكم هذا المحل
ما هو في ملكي ولا
…
نظرته إلا عجل
وكان عليه رحمة الله لا يهمه من دنياه غير ملك الكتب ومطالعتها، ويجاس للحكم على جلد شاة ويقنع من اللباس بما يحضره. أرسل إليه الأمير بأمر ولاية جامع الزيتونة الكائن خارج باب البحر لسعة وقفه فامتنع من قبوله متعللاً بأنه يصلي بالمسجد الذي قرب داره وآل الأمر أنه ألزم به بواسطة لسان الدولة الشيخ أحمد بن أبي الضياف وقد بلغ من العمر سبعاً وسبعين سنة، وبدنه وبصره في غاية الاستقامة. وأصابه نقط في سجوده عطل عند صلاة الصبح حركته يومين وتوفي ليلة رمضان بين العشائين ولما بلغ خبر وفاته للشيخ محمد بن ملوكة خرج بنفسه لرسم قبره بالقرجاني فأخذ الفأس بيده واختطه متحرياً جهة القبلة وابتدأ حفره بنفسه وخرجت جنازته عند صلاة الظهر يوم رمضان يصحبها عويل العلماء رضي الله عنهم أجمعين.
وقد ذكره ذو الوزارتين الشيخ أحمد بن أبي الضياف في تاريخه بما نصه: نشأ هذا الفاضل في طلب العلم وجد في تحصيله وأخذ عن أعيان كالشيخ الشحمي والشيخ الغرياني ولازم الشيخ صالح الكواش فانتفع به وتقدم لخطة القضاء في بنزرت ثم إلى الخطة في باردو وانتقل منها لقضاء الحاضرة فسار في الخطة سيرة أهل الفضل من قضاة العدل وله رجز في الأحكام أطول من نظم ابن عاصم، وكان عالماً فقيهاً ثبتاً واسع الاطلاع عفيفاً شديد المراقبة لربه، قريباً من الزهاد نقي العرض حسن الأخلاق جميل الصبر جميل المحاضرة أديباً ناظماً متواضعاً محبباً إلى الناس ولم يزل على حالته الرضية وأخلاقه الزكية إلى أن لبى داعي المنية أواخر شعبا، من سنة 1255 خمس وخمسين ومائتين وألف عليه رحمة الله آمين.
-
16- الشيخ محمد بن سلامة
تقدم استيفاء ترجمته، وقد تقدم لخطة القضاء أول شهر رمضان المعظم سنة 1255 وأقام في الخطة خمس سنين وأشهراً وارتقى لخطة الفتيا إلى أن توفي، عليه رحمة الله آمين.
-
17- الشيخ محمد البنا
تقدمت ترجمته مستوفاة، وتقدم لخطة القضاء يوم الثلاثاء التاسع عشر من المحرم سنة 1261 إحدى وستين ومائتين وألف وأقام في الخطة سنتي، وشهراً، وارتقى إلى الفتيا إلى أن توفي عليه رحمة الله آمين.
-
18 - الشيخ محمد النيفر
سبق ذكر ترجمته وتقدم لخطة القضاء في الخامس عشر من صفر الخير سنة1263 ثلاث وستين ومائتين وألف، وزان الخطة أربع سنين وأشهراً، وارتقى إلى الفتيا إلى أن توفي عليه رحمة الله آمين.
-
19-الشيخ الطاهر بن عاشور
مرت ترجمته، وتقدم لخطة القضاء في الخامس والعشرين من رجب الأصب سنة1267 سبع وستين ومائتين وألف، وأقام في الخطة نحو العشر سنين، وارتقى منها إلى الفتيا إلأى أن توفي عليه رحمة الله.
-
20-الشيخ صالح النيفر
سبقت ترجمته، وتقدم لخطة القضاء منتصف ربيع الأول سنة1277 سبع وسبعين ومائتين وألف، وأقام فيها نحو ثلاث سنين وارتقى إلى الفتيا إلى أن صار رئيسها عليه رحمة الله آمين.
-
21-الشيخ محمد النيفر
سبقت ترجمته، وتقدم لخطة القضاء غرة صفر الخير سنة 1280 ثمانين ومائتين وألف وأقام في الخطة نحو العشر سنين وارتقى إلى الفتيا حرسه الله.
22-الشيخ الطاهر النيفر
هو شيخنا أبو الصفا الطاهر بن محمد بن أحمد بن قاسم بن محمد النيفر، هو رابع القضاة من آل بيته ولد سنة1247 سبع وأربعين ومائتين وألف. تربى في حجر اعتناء أبيه، فقرأ القرآن العظيم وجوده على الشيخ محمد الستاري والشيخ محمد بن شعبان، وتصدى لقراءة العلم الشريف، فقرأ على والده الآجرومية، والقطر وشرح ميارة على ابن عاشر، والكفاية ونبذة من الأشموني، ومختصر السعد، والقطب على الشمسية، والتاودي على العاصمية، وقطعة من مختصر الشيخ خليل ونبذة من شرح الشهاب على الشفا، وقطعة من صحيح البخاري وقطعة من تفسير القاضي البيضاوي. وقرأ على الشيخ أحمد عاشور الأزهرية والقطر والمقدمة والفاكهي ونصف الأشموني ونبذة من الخبيصي ونبذة من الدرة ونبذة من الختصر الخليلي وقرأ على الشيخ محمد الشنقيطي شرح الشيخ خالد على الآجرومية وقرأ على الشيخ أحمد بن الطاهر متن الآجرومية وشرح الشيخ خالد عليه وقطعة من المكودي على الألفية وقرأ على الشيخ محمد بن مصطفى البارودي نبذة من الشذور وقرأ على الشيخ الحاج عبد الله الدراجي نبذة من شرح الآجرومية للشيخ خالد وقرأ على الشيخ حسن بن الخوجة شرح الشيخ خالد والأزهرية والقطر وقرأ على الشيخ محمد بن ملوكة آجروميته النحوية، وقرأ على الشيخ محمد الخضار الألفية بشرح ابن عقيل ثم أتمها بشرح الأشموني وقرأ على عمه الشيخ صالح النيفر المكودي ومختصر السعد وقرأ على الشيخ علي العفيف نبذة من التوضيح وقرأ على الشيخ الشاذلي بن صالح شرح الشيخ خالد على الآجرومية وقرأ على الشيخ محمد معاوية شرح الأشموني على الألفية لجمع التكسير وقرأ على الشيخ محمد بن سلامة قطعة من المكودي على الألفية وقرأ على الشيخ محمد بن الخوجة قطعة من المكودي.
ولما استكمل معالميه تصدى للتعليم، وعند ذلك أقامه والده مُقامه في خطة التدريس من الرتبة الأولى ابتداء بموافقة شيخ الإسلام البيرمي الرابع، فصدر له أمر الولاية ولازم التدريس متدرجاً مع غاية المواظبة والمحافظة على الوقت والاعتناء بالدروس في تحقيق مسائلها وإلقائها في الدرس على نسق واحد، إلى أن أتى على أعالي الكتب المهمة من الحديث والفقه والأصول والبيان والنحو وغير ذلك وتيسر له بمواظبته أن ختم منها ما عز على خيره.
وقرأ عليه كثير من أعيان فضلاء جامع الزيتونة حتى كانت أختامه رياضاً لبديع القصائد التي أنشدت في الأختام بين يديه وهي تصلح أن تكون ديواناً لطيفاً وتقدم بعد والده لإمامة مسجد باب الجزيرة وختم فيه أختاماً بديعة حضرت الكثير منها.
وتقدم أيضاً لمشيخة بئر الحجار.
وقد قرأت عليه شرح الشذور لابن هشام وشرح الشنشوري على الرحبية متابعة بحواشي الباجوري وكلاهما ختمته عليه وقرأت عليه قطعة وافرة من الأشموني، ودروساً من آخر شرح الدردير على المختصر الخليلي، وقطعة من أول شرح الخرشي عليه إلى التيمم ونبذة من المطول على التلخيص بحواشيه، وقطعة من شرح الزرقاني على الموطأ، ونحو الربع الأول من شرح القسطلاني على صحيح البخاري دراية.
واستجزته بسنده فيه فأجاز لي إجازة مطلقة عامة ثم خص فيها سنده في صحيح البخاري وهذا نصها: نحمدك يا من أنار صدور الصدور بأنوار السنة النبوية، وآثر لحفظ درها المنظوم والمنثور عزائم أهل الهمم الأبية، فحمل علمها من كل خلف عدوله، وسَلِم من تحريف القالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين معقوله ومنقوله، فهو الوديعة تُبلغ خلفاً عن سلف، والذخيرة حظ مضيّعها من الدارن الندامة والأسف، وأصلي وأسلم على من اتصل به السند إليك بلا انقطاع، وبلغ بصحيح المصحف والموضوع بين الذعاع، فتواتر في الخافقين مشروعه واشتهر صالحه ومسنده ومرفوعه، وعلى الطاهرين آله، وعلى تابعيهم الغائصين على فرائده العديمة لمثالها السالفين الجهد في جمعها وإيصالها.
أما بعد فإنه قد تقرر للعلم مكانة لا تجهل ومنصة لا يحط فارعها ولا يستنزل قد ركب سَرَاة النفوس مطايا العزم في تحصيله، ولجتمعوا ولو افترقوا على تفضيله وتأصيله وتفصيله، وقلّبوا في محاسنه أحداق الصائر، وعضوا على أحاسنه بالنواجذ وعقدوا عليها بالخناصر، حتى ظهرت عليهم خلع العرفان، وتوجت نفوسهم الزكية بمواهب الرحمن، وتلك قصارى الهمم غير القواصر، ومنتهى أمل الجهابذة الأكابر فالأريب من صرف لدرايته عزمه، وتابع في تحرير روايته كده وحزمه، كي يلتحق بالجلّة الأول ولا يعدم من مشربهم نهلاً ولا علل.
هذا وإن ممن رمى ميدان الاشتغال بسهم صائب، وأرجو من الله أن يصل بانقطاعه إلى أسنى المطالب، الفقيه الألمعي والأديب اللوذعي ابن الروح الأعز أبا عبد الله محمد السنوسي سمي قاضي القضاة جده المتجاوز بفضل الله لشأوه وحده، وقد التمس مني إجازة تامة، مطلقة عامة، فناجيت نفسي الأبية، عن غصب الرتبة العلية، الخبيرة بمقدارها، المستقيلة من سوء عثارها، فأجابت بأن هذه المنصة وإن كانت لديها، دون أن أتطاول إلى الترقي إليها، إلا أن مساعفة الطالب لنيل مرامه، حتى يشتفي من ظمأ اشتياقه وأوامه، إذا حسنت فيه السريرة، وتمحضت السلامة من حظوظ النفس الشريرة، أمر لا ينكره شرع ولا عادة سيما إن أثمر الإفادة والاستفادة ورُجِيَ شمول التبرك بذلك، وقصد التأسي بسلفنا أولئك.
فعند ذلك قلت حامداً مصلياً قد أجزت الأعز ابن الروح المذكور جميع ما تصح روايته عني بشرطه كما أجازني بذلك على العموم والدي أظله الله بسحائب رضوانه وأسكنه أعلى فسيح جنانه عن شيخه العلم سيدي محمد بيرم الثالث عن جده سيدي محمد بن حسين بيرم عن شيخه سيدي أحمد بن حسين الماكودي الحسني عن سيدي علي بن أحمد الحريشي عن شيخ الجماعة سيدي عبد القادر الفاسي بن يوسف عن شيوخه الثابتين بفهرسته نفعنا الله بهم وأعاد علينا من بركتهم.
وبسند آخر لخصوص صحيح البخاري عن والدنا إلى الشيخ الحريشي عن الشيخ سيدي عبد الله العياشي عن الشيخ سيدي علي الأجهوري عن أبي حفص عمر المعروف بأبي النجائي عن شهاب الدين الحجازي عن شيخ الجماعة ابن أبي المجد عن الحجار عن الزبيدي عن أبي الوقت عن الداودي وأبي ذر عن السرخسي والكُشْمِيهَني زاد أبو ذر والمستملي عن الفربري عن البخاري.
كما أجزت له في التصدر للتدريس فليتوخ ما لهذا المقام العالي النفيس من الإخلاص لله وتقواه فإنه ملاذ كل أمر ومناه، باذلاً في النصيحة الوسع مستعملاً للضروب المنتجة لعظيم النفع، قائماً بما يجب للسلف من الأدب والتلطف، متجنباً لمذموم التشدق والتعسف، مراجعاً من فوقه فيما لم يصل إليه، حتى يكون على بصيرة فيما يلقيه لمن بين يديه، فإن العلم أمانة، وقَفْوُ غير المعلوم من أعظم الخيانة، متلبساً لما يجب لمولانا سبحانه من الشكر، متذكراً لي بصالح الدعاء عند الحضور في السر، وعلى الله القبول، وإليه الوسيلة في بلوغ المأمول، إنه ولي ذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل، قاله منيباً في كتابته خديم العلم الشريف الطاهر بن محمد النيفر أناله الله من رضوانه الحظ الأوفر في 2 الثاني من ربيع الأول سنة 1290 تسعين ومائتين وألف.
وهو عالم فاضل عالي الهمة زكي النفس شهم محب للخير، تقدم للإمامة والخطبة بجامع النفافتة أولاً ثم بجامع باب البحر البراني بعد وفاة أستاذه الشيخ علي العفيف فاستلان القلوب بحسن مواعظه وتلاوته التي حسنها بحسن صوته.
وقد طرأ عليه ضعف بأعصاب صدره بسبب كثرة الإقراء فاختلت مواظبته مدة، وعند ذلك قدمه المشير محمد الصادق باشا باي لخطة القضاء بالحاضرة رابع جمادى الأولى سنة 1290 تسعين ومائتين وألف، فقام بأعبائها وزانها بالمحافظة على شرف ناموسها، وقام لها قيام الزعيم من أول وهلة بثبات وحزم لا نظير له جزاه الله خيراً، وبالجملة فإنه عالم ثقة.
ولما ولي الخطة المذكورة هنيته بقولي: [الكامل]
البشر أسفر عن محيا زاهرِ
…
ورياضه عمت بنشر أزاهرِ
والطير في أدواح أفراح يُرى
…
بتصادح نغمات خير مزاهرِ
فدنا لنا قطب المسرة وانثنى
…
غصن المبرة باهتزاز باهرِ
والأرض عرّفها أريج فاغتذى
…
تدبيجها يُزري بحلي السامرِ
ما إن ترى غير الثغور بواسماً
…
لمواسمٍ بُهرت ببشر ظاهرِ