الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سكن الهوى في باطني فأذاعه
…
دمعي عجبت لالذائع مدسوس!
ما الحب إلا النار تكوي في الحشا
…
أو قتل صب في خبايا الخيس
عندي الملامة في هواك ألذ من
…
شد فوا أنسي بلوم جليس
يا صاح تركك للملامة أليقٌ
…
كم من يلوم فيبتلي بالبوس
من رام أن يبقى معافى قلبه
…
ويفوز بالنعمى من القدوس
فليجتنب مغنى الظبا وسبيلها
…
كي لا يغر بلينها المأنوس
ولينتهز فرصاً لصحبة عالم
…
شيخ يعز ملقباً بسنوسي
الجهبذ الغطريف من أضحى لدى
…
هيجا العلوم يحط كل خميس
يا من سما بنتائج الفكر التي
…
بذت بمفخرها حلى القاموس
حتى غدت من حسنها يسلو بها=ذو الذوق عن خدن وكل أنيس
هذا ختام المسك لابن هشامهم
…
قدمته كدعامة التأسيس
وسنبتني بحياتك الغرا لنا
…
علو العلوم إلى ذرى البرجيس
لا زال علمك يرشد الطلاب من
…
شرقي الحجاز إلى نواحي السوس
وقد تعاطيت بحمد الله عدة أشغال علمية وكتابية نذكرها هنا مه بسط الترجمة توشيحاً لهاته فنقول معتمداً على فضل الله الذي يرجى لنيل كل مأمول.
الأمير الناص باي
هو أبو عبد الله محمد الناصر ابن المشير الثاني محمد باشا ابن الباشا حسين باي ابن الباشا محمود باي ابن الباشا محمد باي الباشا حسين باي علي بن تركي قدس الله أرواحهم من ملوك تجمل بهم كرسي المملكة التونسية وقد رصعنا بجواهر مئاثرهم تاج مقدمة هذا الكتاب، وليس على الشمس حجاب.
أما شبلههم صاحب الترجمة فكانت ولادته كما سبق باكر يوم الخميس قبل الزوال بست ساعات وخمسة أدراج الموفي عشرين من شهر شوال الأكرم سنة 1271 إحدى وسبعين ومائتين وألف فأقبل على والده كالمهني بولايته الملك التونسي ولذلك كان باكورة ملك أبيه سماه الناصر وأرخ ولادته شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بيرم الرابع بقوله: [الكامل]
وردت على الدست الكريم بشائر
…
لما بدا هذا الهلال الباهر
فتبسمت طرباً ثغور للعلا
…
إذ نالها هذا السرور الوافر
لله من خبر يلذ حديثه
…
لهج المقيم به وسار سائر
قالوا فحركت المعالي عطفها
…
زهوا ونافحها المقال العاطر
مذ زيد في التاج المنظم درةٌ
…
ونشا بغاب الملك شبل خادر
وأنظم للقوم الكرام مهذب
…
في لئيم نعليه السعود تبادر
فليهن والده المشير بنيله
…
وبملكه لا زال وهو الظافر
فكأنه الملك كان مواعدا
…
فغدا يرافق نجله ويساير
فأسلم أباه مرفعاً في غبطة
…
حتى تراه وهو ناهٍ آمر
وترى بنيه تقاد بين يديهم
…
نجب وتجمع كالجدود عساكر
لما بدا أرخت هل محمد
…
باكورة الملك الجديد الناصر
وقد تربى في حجر ملك والده المقدس ولما بلغ أشده اشتغل بحفظ القرآن العظيم على مربيه أبي الربيع سليمان المملوك وكان يحفظ القرآن العظيم وفيه خيرية ودين فأقيم لتربيته وتعليمه فختم عليه القرآن ثم أعاده على غيره من المماليك بعد وفاة مؤدبه ومربيه المذكور.
ثم ختنه عمه المشير الثالث صبيحة يوم الاثنين التاسع عشر من رجب سنة 1283 ثلاث وثمانين ومائتين وألف في يوم مشهود وحضره سائر آل البيت الحسيني والوزراء ورجال الدولة.
ولما بلغ ست عشرة سنة استدعاني المكلف بالمعارف العمومية الوزير حسين لإقرائه العلم الشريف ومن كان بمعيته فحضرت لذلك أواسط ذي القعدة الحرام سنة 1287 سبع وثمانين ومائتين وألف وحفظاً من العلم متوناً كثيرة منها الآجرومية والألفين ولامية الأفعال والجوزهرة والعقيدة السنوسية والسمرقندية وغالب فن المعاني من التلخيص وتحفة الملوك ومنتخبات مقامات الحريري وطعة وافرة من أحاديث القضاعي وبعض ترتيبات وحكم بين نثر ونظم.
أما الكتب التي أقرأتها لهما تدريساً فهي متن الآجرومية ثم شرح الشيخ خالد عليه مرتين ثم شرح القطر الألفية بشرح المكودي إلى النعت والعقيدة السنوسية والمقدمات وشرح الباجوري على الجوهرة والشرح البيرمي على إيساغوجي، والدمنهوري على السمرقندية ونبذة من تلخيص المعاني إلى أحوال متعلقات الفعل وشرح الشيخ حسن الشرنبلالي في الفقه الحنفي وقطعة من العيني على الكنز وقطعة من المغني على تحفة الملوك وشرح الدر المختار على تنوير الأبصار وقد بلغنا فيه الآن إلى الخلع والأ'مال الصحيحة من علم الحساب، والشرح الخوجي على الحكم السياسة والخلاصة النقية في أمراء إفريقية وتاريخ القرماني وقطعة من مقدمة ابن خلدون جميعها تدريساً بجد واجتهاد ورواية غالب الشفا للقاضي عياض وسرد الإبريز وقراءة صحيح البخاري دراية في ليالي رمضان كل سنة، وقد كتبت عدة أختام على كثير من الأحاديث لتي ينتهي شهر رمضان بالوقوف عليهأن نسأل الله أن يجعل جميع ذلك من العمل المبرور.
وقد اشتغل أيضاً بتعلم اللغة الفرنساوية فبرع فيها كتابة وسرداً وترجمة وتكلماً بعد التروي وحساباً وجغرافية على وجه يعز عمن سواه مع ماله من الولوع بمطالعة الأخبار ومزيد الاستبصار.
فهو شاب مهذب شهم فصيح دراكة ألمعي متبصر موفق لطيف الأخلاق حسن اللقاء كيس المعاملة ظريف الشمائل محب للتراتيب يخشى الله في حقوق العباد محب للنصيحة عزيز النفس عالي الهمة حسن العهد رحب الصدر. نسأل الله لنا وله دوام نعمة التوفيق الهدية، وحسن المبدأ والنهاية، بجاه من أنزل عليه القرآن آية آية.
وقد كنت في مبدأ إقرأئه كاتبته بمكتوب نثبطه به عما ظهر به من اشتغاله، ونحثه عما يجديه بين الناس في مآله، وهو مكتوب يحسن في بابه، وتعرف قيمته عند أربابه، ولا ينبغي أن نودع عند غيره نفائس آدابه ولذلك حافظ على نفائسه فوعاه حفظأن وبعد أن استوعبه معنى ولفظأن وهذا نصه: أيها الابن الذي يريد أن يقوم لجيوش المعارف ناصرأن وقد أسلمت لك قيادها وحلت لك أبناء الملوك خناصرأن أعزك الله ما الفضل بالسباق إلا في ميادين المعارف، ولا بالصيد إلا الشوارد المسائل واللطائف، ولا بالرماية إلا في أكباد الأعادي، بإحراز سهم لعلوم ونشر رايتها في كل نادي، وعهدي بك أنك ممن سبر وعاين بعد الخبر المخبر فأءيقنت بلزوم بذل العناية في الحرص على التعلم لما تحرر عندك من نتائج سير ملوك الأقاليم، فما بالك آثرت اللهو بالصيد دون رجوع في سويعات التعليم التي إنما تكون لك ثلاثة أيام من كل أسبوع مع هجوم البرد الشديد، الذي لا تروح بسببه الطير من وكرها البعيد، فإن كنت ترى أن ذلك الملك أساسأن وقد نفع ذلك أناساً فسحبي أن أنظم لك في هذا السلك ما أنشأت نظمه في قول الحكماء في الملك:[الكامل]
الملك بين أسّه الإيمان
…
والسقف تقوى الله والإحسان
ومشيد الأركان منه شرائع
…
وفراشه عدل به العمران
ومناره السير الحميد فمن حوى
…
ذا فلينم فالملك فيه أمان
وإن أروك أن الفروسية زينة الملوك العظام، فأيقن أن الزينة إنما تكون بعد الحصول على التستر بملابس الكرام، وملابس الملك عشر خصال، قد جمعتها لك في لطيف المقال، هو:
أرى الملك محتاجاً لتسع وعاشر
…
خصال رووها عن جميع الأكابر
قيام بحفظ الدين بين أولي النهي
…
وتنفيذ حكم بين أهل التشاجر
وذبٍّ على كل الحريم ومالهم
…
وضبط حدود الله بين العشائر
وتحصين ثغر عن جميع عداته
…
وحسن جهاد للمعاند قاهر
وحفظ جبايا المال دون تغافل
…
وتقدير ما للمستحق المجاور
وتولية الأمر الأمين الذي له
…
مع الحزم حلي النصح غير الظاهر
ومن باشر الأمر المهم بنفسه
…
بخبرته أضحى عظيم الأكاسر
فآلة الرمي والفروسية من الأدوات التي لا يعد عدمها نقصاً في الذات بين المدبرين من ذوي الكمالات بخلاف نقصان المرء عند التكلم وإهماله حظ التعلم فتلك حسرة لا يجد لهاة مفوتها من سبيل، وإن أجري في معاملته أنهار السلسبيل:[الوافر]
وما فضل الملوك على الرعاع
…
سوى بالذات في كل البقاع
وفضل الذات رحمتهم وحذق الت
…
بصر بالمعارف في المراعي